الكونغو تعلن طرد متمردي "إم 23" من مدينة رئيسية
تاريخ النشر: 16th, February 2025 GMT
عاد جنود من جمهورية الكونغو الديمقراطية إلى مدينة بوكافو، أمس السبت، بعد يوم من قيام المتمردين المدعومين من رواندا بغزوها، بحسب ما أعلنه مكتب الرئيس الكونغولي، فيليكس تشيسكيدي.
وأفادت وكالة "بلومبرغ" للأنباء، اليوم الأحد، بأن الجنود الكونغوليين كانوا قد انسحبوا في الأصل من بوكافو، أمس الأول الجمعة، بعد أن سيطر متمردو جماعة "إم 23" على المطار القريب واستمروا في التوغل داخل المدينة، عاصمة إقليم ساوث كيفو الغني بالمعادن.
وقد أثار التوغل مخاوف من سيطرة جماعة "إم 23" على حدود شرق الكونغو مع رواندا بالكامل، الواقعة على طول بحيرة كيفو، والتسبب في إشعال فتيل حرب إقليمية.
وتتكون حركة "إم 23" من جنود سابقين في الجيش الكونغولي انشقوا في عام 2012 ونظموا جماعة متمردة.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل القمة العالمية للحكومات غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الكونغو رواندا الكونغو الديمقراطية رواندا
إقرأ أيضاً:
وساطة قطر تحيي آمال التوصل إلى حل بين رواندا والكونغو الديمقراطية
في مفاجأة دبلوماسية، اجتمع الرئيسان الرواندي بول كاغامي والكونغولي فيليكس تشيسيكيدي الثلاثاء الماضي في العاصمة القطرية الدوحة، تحت رعاية أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
وجاء اللقاء في إطار محاولة لإيجاد حلول للنزاع المستمر في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث تتهم رواندا بدعم حركة التمرد "إم 23".
وفي هذا الصدد، أجرت إذاعة فرنسا الدولية حوارا مع بنيامين أوغي، الباحث المشارك في مركز أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى التابع للمعهد الفرنسي للعلاقات الدولية، الذي اعتبر أن قطر قامت بخطوة دبلوماسية لافتة، وتدين الدوحة بهذا إلى العلاقات الجيدة التي تحافظ عليها مع كل من رواندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية في وقت واحد.
وأشار الباحث بنيامين أوغي إلى أن قطر تعمل على هذا الملف منذ سنوات، فقد عُقدت لقاءات عدة منذ بداية عام 2023 في كل من قطر وباريس، تحت رعاية أمير قطر والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لكنها لم تفض إلى نتائج ملموسة حتى الآن.
وقال إن قطر تتميز برغبتها المستمرة في تسهيل الحوار بين الأطراف المتنازعة، بما يتناغم مع سياستها الخارجية الهادفة إلى تقديم نفسها كوسيط محايد في النزاعات الدولية.
إعلان لماذا قطر؟يرى أوغي أن اهتمام قطر المتزايد بكل من رواندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية يعود إلى متانة العلاقات الاقتصادية بين الدوحة ودولتي وسط أفريقيا. ففي رواندا، تستعد قطر لتنفيذ أكبر استثمار لها في القارة، من خلال بناء مطار دولي جديد في ضواحي العاصمة كيغالي تصل قيمته إلى 1.6 مليار دولار.
أما في جمهورية الكونغو الديمقراطية، فأبدت الدوحة اهتماما كبيرا بتطوير مشاريع البنية التحتية في مجالي الموانئ والمطارات، مما يُعزّز من حضورها الاقتصادي في البلاد. وهكذا، فإن هذا التوازن في العلاقات السياسية والاقتصادية جعل من قطر طرفا فاعلا قادرا على جمع الجانبين على طاولة الحوار.
وتعد قطر، وفقًا لأوغي، دولة لا تحمل أجندات سياسية خفية، وذلك يمنحها مصداقية كوسيط نزيه. ويضيف أن قطر لا تكتفي بتوفير أرضية ملائمة للمفاوضات، بل تسعى أيضا لتقديم الموارد المالية اللازمة لدعم الحوار، فإذا تطلب الأمر استثمارات إضافية في كيغالي أو كينشاسا فإن قطر مستعدة لتقديم الدعم، وهو ما يعكس التزامها بالمضي قدما في العملية، حتى إن استغرقت وقتا طويلا.
وعلى الرغم من أن البيان الصادر عن قمة 18 مارس/آذار لم يحمل جديدا كبيرا مقارنة بالبيانات السابقة، فإن الوساطة القطرية قد تلعب دورا محوريا في تنسيق الجهود المختلفة القائمة في القارة الأفريقية، على غرار جهود الاتحاد الأفريقي، وجماعة شرق أفريقيا، والجماعة الإنمائية للجنوب الأفريقي.
فقطر، حسب أوغي، لا تسعى لتولي زمام المبادرة أو منافسة هذه الأطراف، بل تركز على تعزيز التنسيق فيما بينها، بهدف تسهيل التوصل إلى اتفاق حقيقي بين الجانبين.
قطر وأفريقيافي السابق، سعت قطر إلى توسيع دورها كوسيط في عدد من النزاعات الأفريقية، مثل النزاع في دارفور وجهود التهدئة في تشاد. ويشير أوغي إلى أن الدوحة خفّفت من وتيرة حضورها في القضايا الأفريقية مؤخرا، نتيجة انشغالها بملفات إقليمية ودولية، في مقدمتها الوضع في غزة.
إعلانومع ذلك، تبقى قطر على استعداد للتدخل متى طُلب منها ذلك، كما حدث في حالة النزاع بين رواندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية.
وبغض النظر عن نتائج الوساطة الحالية، تظل قطر، وفقًا للباحث بنيامين أوغي، لاعبا مهما في جهود حل النزاع بين جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا. فقد تمكنت من جمع الزعيمين في وقت فشلت فيه العديد من المبادرات الأخرى، مما يدل على قدرتها على تقديم نفسها كوسيط محايد وفعّال في القضايا الدولية.
ومع استمرار الأزمة في شرق الكونغو، فإن الوساطة القطرية قد تُشكّل مفتاحًا لحل هذا النزاع الطويل الأمد، شريطة ترجمة أي اتفاق يُتوصل إليه إلى خطوات عملية ملموسة على الأرض.