إسرائيل تختبر دبلوماسية ترامب بتأخيرها الانسحاب من لبنان
تاريخ النشر: 16th, February 2025 GMT
تسعى إسرائيل إلى الاحتفاظ بخمس نقاط استراتيجية في مناطق مرتفعة بجنوب لبنان بعد انتهاء المهلة المحددة لانسحاب قواتها، مما يضع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمام اختبار دبلوماسي، وقت تعمل على إنجاح هدنات هشة في المنطقة.
هناك مخاوف في شأن الجيش اللبناني، الذي يعاني من نقص العديد والتمويل
وتنقل صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، عن مسؤولين إسرائيليين قولهم، إن ثمة حاجة إلى هذه النقاط للدفاع عن المستوطنات بعد سنة من الحرب مع حزب الله.
وتأتي هذه الجهود للحفاظ على الأراضي المرتفعة عقب تحركات إسرائيلية سابقة للاستيلاء على مواقع، بما في ذلك قمة جبل الشيخ في سوريا بعد انهيار نظام بشار الأسد، وإقامة منطقة عازلة أكبر داخل قطاع غزة بعد 16 شهراً من الحرب مع حركة حماس.
A cease-fire deal requires that Israel’s troops be out of Lebanon by Feb. 18, but Israel is seeking an extension https://t.co/nzUp8CT7Bt
— The Wall Street Journal (@WSJ) February 15, 2025 تهريب الأموالوانتقد ناطق باسم الجيش الإسرائيلي جهود تهريب الأموال الخميس، وقال إنه يثير مثل هذه الحوادث مع اللجنة المشرفة على وقف النار في لبنان.
وأفادت وزارة الخارجية الإيرانية الجمعة، إن "التهديدات" الإسرائيلية للمسار الجوي اللبناني تنتهك القانون الدولي.
وتعكس هذه التحركات التغير السريع في توازن القوى، بعدما عملت إسرائيل على مدى أشهر لاحتواء هجمات ميليشيا حزب الله عبر حدودها، لتحقق سلسلة من المكاسب العسكرية ضد القوى المدعومة من إيران، مما منح جنودها حرية تحرك أوسع.
وسبق لإسرائيل أن أجلت انسحابها من لبنان لمدة نحو شهر، متذرعة بالحاجة إلى تفكيك مواقع حزب الله في الجنوب، وهي تسعى الآن إلى تأخير انسحابها لمدة عشرة أيام تنتهي في 28 فبراير.
Israel Wants to Extend Presence in Lebanon, Testing Trump Diplomacy. https://t.co/gq2kZBUyYI
— Andrew Hazard (@AndrewOHazard) February 15, 2025وصرحت نائبة مساعد المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس الأسبوع الماضي، أن الولايات المتحدة لا تزال ملتزمة موعد الانسحاب في 18 فبراير.
توتراتومن شأن إطالة أمد الوجود العسكري الإسرائيلي في لبنان أن تثير توترات في هذا البلد، في وقت يحاول المجتمع اللبناني النهوض بعد الحرب التي اقتلعت مليون شخص من منازلهم وسوت مئآت الأبنية بالأرض في بيروت.
وتمتد المواقع الخمسة التي تريد إسرائيل الاحتفاظ بها على طول الحدود المشتركة، بما فيها مواقع قرب بلدات الخيام والعديسة والناقورة ورامية، وفق مسؤولين لبنانيين. وتشرف هذه المواقع على بلدات إسرائيلية حدودية، ومن الممكن أن تمنح القوات الإسرائيلية القدرة على الرد سريعاً على أية تهديدات.
وبحسب مسؤولين لبنانيين آخرين على اطلاع على الأمر، فإن المسؤولين الإسرائيليين تقدموا بهذا الطلب خلال المفاوضات الجارية مع المسؤولين الأمريكيين في الأسابيع الأخيرة.
وقال المحلل البارز للشؤون اللبنانية لدى مجموعة الأزمات الدولية ديفيد وود :"إن مصدر القلق الرئيسي لإسرائيل هو هذه النقاط الاستراتيجية، أو على الأقل من وجهة نظرهم، هي النقاط الاستراتيجية التي يبدو أنهم يعتبرونها خطيرة جداً بحيث لا يمكن تسليمها".
وأردف قائلاً: "قد يكون الأمر أيضاً أنها (إسرائيل) تريد الاحتفاظ بورقة مساومة في ما يتعلق بتنفيذ وقف النار، والفكرة هي أنها لن تنهي الاحتلال بالكامل حتى تتأكد مما تعتبره امتثالاً أفضل من جانب لبنان".
وقال الميجور جنرال الأمريكي جاسبر جيفرز، الذي ينسق الترتيبات الأمنية الجديدة في جنوب لبنان الجمعة، إنه اجتمع مع ضباط إسرائيليين ولبنانيين ومسؤولين فرنسيين لوضع خطة تقنية لتسليم ما تبقى من قرى لبنانية يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي، للجيش اللبناني. وأضاف :"لقد أحرزنا تقدماً مهماً في الأشهر الأخيرة، وأنا واثق من أن الجيش اللبناني سيسيطر على كل المراكز الحضرية في منطقة جنوب الليطاني قبل الثلاثاء المقبل. وأشار إلى أن لجنة تنسيق وقف النار ستساعد على تطبيق نواحي الاتفاق "حتى ما بعد 18 فبراير".
وأفاد مسؤول كبير من اللجنة المكلفة تطبيق وقف النار، بأن الخطة كانت ناجحة إلى حد كبير، حيث أزال الجيش اللبناني الأسلحة غير المصرح بها من المنطقة، بما في ذلك قاذفات الصواريخ وغيرها من الأسلحة الثقيلة.
واتسمت هذه الجهود بالبطء، نظراً إلى الكمية الكبيرة من الأسلحة التي كدسها حزب الله هناك، ولأن الجيش اللبناني لا يستطيع دخول المناطق التي يتواجد فيها الجيش الإسرائيلي. ولا تزال هناك مخاوف أيضاً في شأن الجيش اللبناني، الذي يعاني منذ سنوات من نقص العديد والتمويل.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل القمة العالمية للحكومات غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية غزة وإسرائيل أن الجیش اللبنانی وقف النار حزب الله
إقرأ أيضاً:
الرئيس اللبناني يعرب عن تخوفه من عدم تحقيق الانسحاب الاسرائيلي "كاملا"
بيروت - تخوف الرئيس اللبناني جوزاف عون الاثنين 17فبراير2025، من عدم تحقيق الانسحاب الاسرائيلي كاملا من جنوب لبنان في موعده عشية انتهاء المهلة المحددة له في 18 شباط/فبراير، فيما قتل مسؤول عسكري في حركة حماس بغارة اسرائيلية على صيدا في جنوب لبنان.
وأكّد لبنان على لسان مسؤوليه، رفضه أي تمديد إضافي لتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرم بوساطة أميركية ورعاية فرنسية، وبدأ تطبيقه في 27 تشرين الثاني/نوفمبر على أن يشمل الانسحاب الإسرائيلي من لبنان في غضون ستين يوما. ثم تمّ تمديده حتى 18 شباط/فبراير. إلا أن لبنان تبلّغ الأسبوع الماضي من الولايات المتحدة عزم إسرائيل البقاء في خمس نقاط.
وقال عون بحسب بيان صادر عن مكتب الرئاسة "نحن متخوّفون من عدم تحقيق الانسحاب الكامل غدا. وسيكون الردّ اللبناني من خلال موقف وطنيّ موحّد وجامع".
وحضّ عون الاثنين كذلك رعاة اتفاق وقف إطلاق النار على أن يتحمّلوا مسؤوليتهم في مساعدة لبنان على دفع إسرائيل الى الانسحاب.
وقال في بيان آخر "نُتابع الاتصالات على مختلف المستويات لدفعِ إسرائيل إلى الالتزامِ بالاتّفاقِ والانسحاب في الموعد المحدّد وإعادة الأسرى".
وتابع "على رعاة الاتفاق أن يتحمّلوا مسؤوليتهم في مساعدتنا".
وقتل مسؤول عسكري في حركة حماس في غارة إسرائيلية على مدينة صيدا.
وقال الجيش الإسرائيلي إن الغارة "قضت على الارهابي محمد شاهين والذي شغل منصب قائد مديرية العمليات لحماس في لبنان" بعدما "عمل في الفترة الأخيرة على الترويج لمخططات إرهابية بتوجيه وتمويل إيراني انطلاقًا من الاراضي اللبنانية".
وأفاد مصدر أمني لبناني وكالة فرانس برس بأن "شاهين وهو مسؤول وحدة عسكرية في حركة حماس".
وشاهد مصور في فرانس برس جنودا ومسعفين يتفقدون حطام السيارة المحترقة في صيدا.
- "اتفاق ضمني" -
وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الأحد خلال مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو "يجب نزع سلاح حزب الله، وإسرائيل تفضل أن يقوم الجيش اللبناني بهذه المهمة".
وأضاف "لكن يجب ألا يشكك أحد في أن إسرائيل ستقوم بما يلزم لتطبيق التفاهمات بشأن وقف إطلاق النار والدفاع عن أمننا".
وأكد الرئيس اللبناني الاثنين أن "المهم هو تحقيق الانسحاب الإسرائيلي، وسلاح حزب الله فيأتي ضمن حلول يتَّفق عليها اللبنانيون".
ونصّ وقف إطلاق النار على وقف تبادل القصف عبر الحدود اللبنانية بين حزب الله والجيش الإسرائيلي، بعد حرب امتدت نحو عام وتخللها توغّل برّي إسرائيلي في مناطق لبنانية حدودية.
ولم ينشر النص الحرفي الرسمي للاتفاق، لكن التصريحات الصادرة عن السياسيين اللبنانيين والموفدين الأميركيين والفرنسيين تحدثت عن خطوطه العريضة.
ونصّ الاتفاق على تعزيز انتشار الجيش اللبناني وقوة الأمم المتحدة الموقتة في الجنوب (يونيفيل)، وعلى انسحاب حزب الله من منطقة جنوب نهر الليطاني وتفكيك بناه العسكرية، على أن يتولى الجيش اللبناني ذلك.
- "مسؤولية" الحكومة -
وانسحبت القوات الإسرائيلية من غالبية قرى القطاعين الغربي والأوسط في جنوب لبنان، لكنها لا تزال تتمركز في بعض قرى القطاع الشرقي حيث تنفّذ بشكل شبه يومي عمليات تفجير واسعة النطاق، بالإضافة الى تنفيذها عددا من الغارات الجوية والاستهدافات، ما تسبّب بسقوط قتلى.
واعتبر رمزي قيس الباحث في الشأن اللبناني في منظمة هيومن رايتش ووتش أن "تعمُّدُ إسرائيل هدم منازل المدنيين والبنية التحتية المدنية واستخدام الأسلحة المتفجرة في المناطق المأهولة يجعل من المستحيل على العديد من السكان العودة إلى قراهم ومنازلهم".
وحمّل الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم الأحد الدولة اللبنانية مسؤولية العمل على تحقيق انسحاب القوات الاسرائيلية بحلول 18 شباط/فبراير.
وخلال الأسابيع الماضية، تبادل الجانبان الاتهامات بخرق الاتفاق. وأكدت إسرائيل أنها لن تسمح للحزب بإعادة بناء قدراته أو نقل أسلحة.
ورأى كريم بيطار الأستاذ في دراسات الشرق الأوسط في جامعة "سيانس بو" في باريس أنه "يبدو أن هناك اتفاقا ضمنيا إن لم يكن صريحا من الولايات المتحدة لتمديد فترة الانسحاب".
وأضاف أن "السيناريو الأكثر ترجيحا هو أن تحافظ إسرائيل على السيطرة على أربعة أو خمسة تلال تشرف بشكل أساسي على معظم قرى جنوب لبنان".
Your browser does not support the video tag.