صدى البلد:
2025-03-22@13:59:37 GMT

علي جمعة: من رضى بقضاء الله أرضاه الله بجميل قدره

تاريخ النشر: 16th, February 2025 GMT

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن سيدنا عمر رضي الله تعالى عنه كان يقول: «ما أبالي على ما أصبحت، وما أمسيت أحبَّ إليَّ؛ لأني لا أدري أيهما خير لي»؛ تسليمًا ورضًا على كل حال، فكل ما يأتي منك يا ربي جميل.

وأضاف: ولكن الرضا يحتاج إلى تدريب ومراقبة ؛ لأن طبيعة الإنسان أنه يجزع عند المصيبة ، ويسعد بالفرح .

والإمام الغزالي في «الإحياء» يورد لنا بقصة لطيفة حدثت بين سيدنا علي بن أبي طالب- وكان عالمًا ومربيًا- وبين عدي بن حاتم الطائي. فقد رأى سيدنا علي عديًّا مكتئبًا، فقال: «يا عدي، ما لي أراك كئيبًا حزينًا؟». فقال: «وما يمنعني أن أكتئب؟ فقد قُتل ابناي وفقئت عيني». فقال: «يا عدي، من رضي بقضاء الله جرى عليه وكان له أجر، ومن لم يرضَ بقضاء الله جرى عليه وحبط عمله».

أي : يا عدي، القضاء نافذ لا محالة، فإما أن ترضى، وإما أن تسخط، الرضا لن يرد قضاء، كما أن السخط لن يرده . فالقضاء ماضٍ لا محالة. فما رأيك: أن ترضى وتؤجر، أم أن تسخط فيحبط عملك؟

وأوضح أن هذه القصة تبين الفرق ما بين الرضا والصبر ، وهما معانٍ متولدة بعضها من بعض، فالرضا يساعد الإنسان على الصبر ، كما في قوله تعالى : {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللهُ الْمُسْتَعَانُ}. ومتى يكون الصبر جميلًا؟ عندما لا يكون فيه تبرُّم ولا اعتراض على مراد الله.

وأكد أن الرضا يزيل الحزن، ويساعد على الزهد، ويعين على التوكل والتسليم، ويفتح للإنسان بصيرةً تجعله يفهم الأشياء على حقيقتها، وهو أن كل شيء في هذا الكون إنما يكون بمراد الله سبحانه وتعالى، فلا يتم شيء إلا بخلقه وإرادته جل وعلا.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: علي جمعة المزيد

إقرأ أيضاً:

وزير الأوقاف: التقوى تهذّب النفوس فلا يكون هناك نزاع ولا شجار ولا فرقة

أوضح الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، في حلقة جديدة من برنامجه "اللؤلؤ والمرجان" معاني ودلالات الجزء التاسع عشر من القرآن الكريم، ليبيَّن بعضًا مما فيه من العلوم والمعارف والهُدى، ويتوقف عند عدد مما أودعه الله تعالى في هذا الجزء من اللؤلؤ والمرجان، والقيم، والحقائق، والمعاني.

استعرض وزير الأوقاف في وقفة تأملية قول الله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا﴾ (الفرقان: ٧٤)، موضّحًا أنَّ هذه الآية الكريمة تأتي في خواتيم سورة الفرقان، حيث يصف الله تعالى أوصافًا متعددة لعباده الذين قال فيهم: ﴿وَعِبَادُ الرَّحْمَٰنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَٰهِلُونَ قَالُوا سَلَٰمًا﴾ (الفرقان: ٦٣).


ويستمر الحق سبحانه في وصف عباد الرحمن في مقطع مطوّل من خواتيم السورة، حيث يبيّن صفاتهم الزاكية، وأخلاقهم الراقية، وسلوكهم الحسن، وعقولهم الراجحة، ومن ضمن هذه الصفات أنهم يتوجهون إلى الله بالدعاء لأنفسهم ولذرياتهم، يسألونه النفع والتقوى، فيقولون:
﴿وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا﴾.( الفرقان ٧٤).


ويطرح هنا سؤالًا: لماذا أفرد الله تعالى لفظ "إمامًا"؟
لماذا قال: "وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا" بصيغة المفرد، ولم يقل: "وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ أَئِمَّةً" بصيغة الجمع؟
 

ولفت الوزير إلى أن الله -سبحانه وتعالى- أفرد اللفظ؛ لأن مشرب المتقين مشرب واحد، وكأنَّ المتقين جميعًا ينصهرون في شخص واحد، إذ إن التقوى تهذّب النفوس، فلا يكون هناك نزاع ولا شجار ولا فرقة، فتجتمع قلوبهم، تمامًا كما قال النبي ﷺ: "مثل المؤمنين في توادّهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد".


فكأن هذا المعنى ينعكس في الآية الكريمة، حيث جعل الله المتقين كيانًا واحدًا، وكأنهم شخص واحد، فقال: "وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا".

ويطرح أيضا سالًأ آخر، لماذا قال تعالى: "إمامًا" ولم يقل: "مؤتمًّا بالمتقين"؟ كان يمكن للإنسان أن يدعو قائلًا: "يا رب، اجعلني مقتديًا بالمتقين، متأسيًا بهم، متبعًا لهم".


يوضح الدكتور أسامة الأزهري أن الله -سبحانه وتعالى- يرفع الطموح في هذه الدعوة، فيجعل الإنسان لا يكتفي بأن يكون مقتديًا، بل يطلب أن يكون إمامًا للمتقين.


واستشهد بتفسير الإمام مجاهد بن جبر -رضي الله عنه-، أحد أئمة التفسير، وتلميذ عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-، إذ يقول: إنَّ في هذه الآية تفسيرًا عجيبًا، إذ يقول: "واجعلنا للمتقين إمامًا" أي اجعلنا مؤتمّين بالمتقين.. بمعنى أن الإنسان لا يصل إلى درجة أن يكون إمامًا للمتقين من بعده إلا إذا كان هو نفسه قد ائتَمَّ بالمتقين من قبله.

دعاء أول ليلة من العشر الأواخر في رمضان.. 8 كلمات تحرم جسدك على النارالعشر الأواخر من رمضان.. بماذا كان يدعو النبي في الأيام العظيمة؟

وانتقل الدكتور إلى وقفة أخرى مع قصة موسى وهارون-عليهما السلام- في سورة الشعراء.. في بداية سورة الشعراء، يقول الله تعالى على لسان موسى: ﴿رَبِّ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ، وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلَا يَنْطَلِقُ لِسَانِي فَأَرْسِلْ إِلَى هَٰرُونَ﴾(الشعراء: ١٢-١٣)، ثم يقول الله تعالى: ﴿فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولَا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ (الشعراء: ١٦).

وهنا سؤال: لماذا قال الله تعالى: "إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ" بصيغة المفرد، ولم يقل: "إِنَّا رَسُولَانِ"؟ الإجابة تكمن في أن موسى وهارون جاءا بمنهج واحد، فكانا بمثابة شخص واحد في حمل الرسالة، لذلك خاطبهما الله بصيغة المفرد، لأن الرسالة واحدة، والشرع واحد، والهداية واحدة.

وبيّن الوزير أن هذا المعنى يتكرر في موضع آخر من السورة، إذ يقول الله تعالى: ﴿كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ﴾ (الشعراء: ١٠٥).


مع أن قوم نوح لم يكذّبوا إلا نبيًّا واحدًا، وهو نوح عليه السلام، لكن الله اعتبر تكذيبهم لنوح تكذيبًا لكل المرسلين، لأن رسالتهم واحدة، وهدايتهم واحدة، وشرعهم واحد.

ثم ينتقل الوزير إلى وقفة أخرى يوضح من خلال القرآن فيها بركة مصر وأهلها.
ففي سورة النمل، يقول الله تعالى:
﴿فَلَمَّا جَاءَهَا نُودِيَ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ (النمل: ٨).
هذه الآية تشير إلى موضع تجلي الله لموسى في طور سيناء بمصر.

وبين أن هنا تشابهًا مع آية أخرى في سورة الإسراء:
﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ﴾ (الإسراء: ١).

ويوضح فضيلة الدكتور أن الفرق بين الموضعين يكمن في أن البركة في بيت المقدس بركة مكان، أما في مصر فبركة إنسان، لأن الله تعالى قال: "بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا"، فجعل البركة في الأشخاص، مؤكّدا من خلال ذلك أن أعظم ثروة لمصر ليست في أرضها، بل في أبنائها.

واختتم الدكتور أسامة الأزهري الحلقة بالتوجّه إلى الله تعالى بالدعاء، أن يخلِّقنا سبحانه بأخلاق القرآن، وأن يجعلنا من المتقين، وأن يبارك في مصر وأهلها، وأن يجمع قلوبنا على الخير.

مقالات مشابهة

  • محمد حامد جمعة: حسن
  • خطيب الأوقاف من جنوب سيناء: الأم عتاد البيت ومصدر الأنس والبعد عنها أسى وحرمان.. ولهذه الأسباب استحقت التكريم من سيدنا النبي.. فيديو وصور
  • كلام جميل عن ثالث جمعة في رمضان
  • دعاء ثالث جمعة من رمضان 1446 - 2025
  • العفو من صفات المحسنين
  • شخصيات إسلامية.. أم المؤمنين السيدة سودة بنت زمعة
  • وزير الأوقاف: التقوى تهذّب النفوس فلا يكون هناك نزاع ولا شجار ولا فرقة
  • الشيخ مختار جمعة عن العشر الأواخر من رمضان.. هذه أيام السباق والمسابقة في الخيرات
  • لماذا قدم سيدنا سليمان اسمه على اسم المولى في رسالته لـ بلقيس؟
  • لماذا رفض سيدنا النبي تسمية اسم الحكم على أحد الصحابة؟ شيخ الأزهر يجيب