هل خضعت بغداد لضغوط خارجية لاستقبال الشيباني؟
تاريخ النشر: 16th, February 2025 GMT
16 فبراير، 2025
بغداد/المسلة: نفت الحكومة العراقية بشكل قاطع وجود أي أنشطة معادية لسوريا تنطلق من أراضيها تحت إشراف أي جهة خارجية، مؤكدة أن التقارير الإعلامية التي تحدثت عن استقرار مقاتلين سوريين في معسكر تدريبي داخل العراق ليست سوى “تضليل إعلامي يهدف إلى تشويه جهود العراق، والإيحاء بوجود تحركات مشبوهة داخل الأراضي العراقية”.
و جاءت هذه التصريحات في ظل أجواء متوترة تشهدها المنطقة، حيث تزداد الضغوط الإقليمية والدولية على بغداد ودمشق على حد سواء.
وأثار وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية العراقية بعد إعلانه نيته تلبية دعوة رسمية من بغداد لبحث قضايا أمن الحدود وفتح المعابر، إضافة إلى المشاركة في القمة المرتقبة الشهر المقبل.
وتأتي هذه الزيارة، التي في توقيت حساس، تعكس رغبة دمشق في استعادة حضورها الدبلوماسي إقليمياً، بينما تجد بغداد نفسها في موقع معقد بين ضغوط دولية تستهدف دمشق وحاجتها إلى تأمين استقرار الحدود المشتركة.
و لم تخفِ لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب العراقي قلقها من أن تكون هذه الدعوة قد جاءت نتيجة ضغوط خارجية، محذرة من أن بغداد يجب أن تحافظ على استقلالية قراراتها بعيداً عن أي تأثيرات غير عراقية.
ويعكس هذا الموقف الانقسام الداخلي حول كيفية التعامل مع الإدارة الجديدة في دمشق، حيث يرى البعض أن التقارب مع سوريا ضرورة جيوسياسية بينما يخشى آخرون أن يؤدي ذلك إلى توترات مع أطراف دولية وإقليمية نافذة.
على الجانب الآخر، يبدو أن إقليم كردستان يتعامل بمرونة أكبر مع دمشق، حيث أكد السياسي الكردي هوشيار زيباري أن هناك تبادلاً لرسائل إيجابية بين الطرفين، ما يشير إلى استعداد كردي لبناء علاقة مستقلة نسبياً مع سوريا الجديدة.
وتعكس هذه العلاقة طبيعة المصالح المتداخلة بين الطرفين، خصوصاً في ما يتعلق بالملف الكردي في سوريا، والذي يظل عاملاً حساساً في أي ترتيبات إقليمية مقبلة.
وتأتي هذه التطورات في وقت تحاول فيه بغداد الحفاظ على توازن دقيق بين مختلف الأطراف، وسط تعقيدات المشهد الإقليمي وتنافس القوى الدولية على النفوذ في المنطقة. وبينما تؤكد الحكومة العراقية رفضها لأي أنشطة مشبوهة على أراضيها، تبقى التساؤلات قائمة حول مدى قدرتها على ضبط كافة التحركات غير الرسمية في ظل تعدد الفاعلين على الأرض.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author moh mohSee author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
متحدثة «اليونسيف» في دمشق لـ«الاتحاد»: أطفال سوريا يواجهون تحديات غير مسبوقة
أحمد مراد وعبدالله أبوضيف (دمشق، القاهرة)
أخبار ذات صلةقالت مونيكا عوض، المتحدثة باسم منظمة اليونيسف في سوريا، إن الأطفال السوريين يواجهون تحديات غير مسبوقة نتيجة للصراع المستمر منذ 14 عاماً، مما جعل إعادة بناء الأنظمة الأساسية التي يعتمدون عليها في التعليم والصحة والحماية أولوية قصوى.
وأوضحت عوض، في تصريحات لـ«الاتحاد»، أن برنامج التعليم التابع لليونيسف قدم دعماً هائلاً لأطفال سوريا، وتم توفير مستلزمات دراسية لأكثر من 430 ألف طفل، بما في ذلك الكتب والمواد الترفيهية، وتأهيل 17 مدرسة بمرافق حديثة، وإصلاح 312 مدرسة، مما وفر بيئة تعليمية محسنة لأكثر من 27 ألف طفل.
وأضافت أنه في شمال غرب سوريا، تلقى أكثر من 57 ألف طفل مواد تعليمية، واستفاد أكثر من 200 ألف طفل من فرص تعليمية شاملة، وتم تحصين 1.8 مليون طفل ضد شلل الأطفال، و360 ألف طفل ضد أمراض أخرى، مثل الدفتيريا والتيتانوس والسعال الديكي.
وأشارت عوض إلى أن «اليونيسف» وفرت مياه الشرب الآمنة لـ3.8 مليون شخص من خلال إعادة تأهيل شبكات المياه، واستفاد 14.2 مليون شخص من مواد تطهير المياه، ودعمت المنظمة المحطات لتوفير المياه لـ2.36 مليون شخص، بجانب تحسين أنظمة الصرف الصحي في مناطق عدة.
وفي مجال الحماية، ذكرت أن أكثر من 500 ألف طفل استفادوا من برامج الدعم النفسي والاجتماعي، وحصل 115 ألف مقدم رعاية على برامج تأهيلية حول التربية والوقاية من العنف، وساعدت برامج التحويلات النقدية التي تدعمها «اليونيسف» 17 ألف طفل من ذوي الهمم، وتم تقديم مساعدات مالية مباشرة للأسر الأكثر احتياجاً.