صدى البلد:
2025-03-22@07:32:34 GMT

نهى زكريا تكتب: حتى هتلر أجدع من ترامب !

تاريخ النشر: 16th, February 2025 GMT

غالبًا ما يستولي الغزاة على الأراضي بالحروب، وهو نظام معروف منذ أن عرف الإنسان الحروب والاستيلاء على أموال الغير. على سبيل المثال، هتلر النازي الذي قتل ما يقارب 6 ملايين يهودي وعدة ملايين أخرى من الأسرى. كانت حياته قاسية؛ فهو نباتي لا يأكل اللحوم بسبب مرض في معدته، وكان لا يثق بأحد ويشعر دائمًا أن كل من حوله يريدون قتله.

حتى كل النساء في حياة هتلر حاولن الانتحار، ونجحت زوجته في الانتحار معه، ومات عن عمر 56 عامًا بعد زواج دام ساعات.

وتظهر حياة هتلر تعيسة وبائسة، عكس حياة ترامب الذي لم يُكلف نفسه عناء الحرب، بل يريد الحصول على المال والأرض بدون أي عناء أو خسارة. كل ما عليه أن يستيقظ صباحًا، سواء كان نائمًا في البيت الأبيض أو المنتجع الخاص به، ليصدر قرارات يُنغص بها على الجميع، ويقرر ملكية أمريكا لأماكن مثل جرينلاند، وتحويل غزة إلى ريفيرا، ورفع نسبة الجمارك لتشتعل الأسعار في العالم كله. وهو ينعم بكل شيء: زوجة جميلة، وأبناء مميزون، وثروة لم تخذله يومًا. حتى القضايا التي حاربه أعداؤه بها لكي يخسر الانتخابات، كسبها. فماذا خسر ترامب مقابل كل هذه الأشياء؟

أعتقد بل وأثق أن كل إنسان لديه ضرائب أخرى يدفعها في حياته ولا يستطيع الهروب منها، مثلما يهرب من ضرائب الدول. فهي ضرائب الحياة. فلكل إنسان قصة، جزء منها سعيد والآخر حزين. وتذكرت الجزء الحزين الذي سيكون في حياة ترامب عندما شاهدت لقاءه مع الملك عبدالله، عاهل الأردن، الذي بدا مرهقًا وقلقًا، وهو أمر طبيعي لملك يتحمل مسؤولية شعب في عنقه. وسألني في نفس اليوم سائق الأوبرا: "إيه رأيك في اللي قاله الملك عبدالله مع ترامب؟" فسألته أنا أيضًا: "أنت لو مكانه كنت هتقول إيه؟" فرد بكل ثقة: "كنت هقول لا للتهجير." فضحكت ضحكة حزينة وقلت: "عشان أنت قاعد وماسك الدركسيون مش حاكم بلد."

ما أسهل أن تكون حاكمًا في قضية لم تعشها يومًا أو تكون طرفًا فيها. لم يعلم كل من هاجم الملك عبدالله أنه لم يُخطئ؛ بل بالعكس، لقد كان دبلوماسيًا رائعًا. فلم يكن ترامب يتخيل غير إجابة واحدة، وهي الموافقة على التهجير أمام الصحفيين والعالم، لأن ترامب يعلم جيدًا أن الأردن بها مشاكل اقتصادية، وأن المعونة الأمريكية التي هدد بها أكثر من مرة الأردن ستفرق معها، بالإضافة إلى عقوبات أخرى يستطيع ترامب استغلالها لمحاربة من يقول له "لا."

أبدًا لم يبع الملك عبدالله القضية، حتى حينما قال إن الأردن ستستضيف 2000 طفل من غزة لعلاجهم. وفهمت أنه يعني أن الحالات الإنسانية لا نقاش فيها، ولكن التهجير والقضاء على القضية الفلسطينية لا. وإذا كان قلقًا كما أشاع البعض، هل هذا القلق غير طبيعي؟ هل لا تقلق أنت على من تحبهم من أسرتك أو عائلتك؟ هل قلق الملك عبدالله على بلده أمر يُشينه؟

ونشط الذباب الإلكتروني الذي حارب الملك عبدالله بضراوة، ومنهم بعض المصريين الذين نسوا أن الملك عبدالله قال: "سننتظر حتى نرى ما سيقرره المصريون." ثم إنه إذا تجرأ أحدهم اليوم في الهجوم على الملك عبدالله، فما يدرينا أن الغد سينتقص رئيس مصر السيسي، وهو أمر عن نفسي أرفضه؛ لأني أؤمن بأننا نختار الطبيب ولا نختار العلاج، ونختار الرئيس ولا نختار القرار. بالإضافة إلى ذلك، أثبتت الأيام أن قرارات الرئيس السيسي كانت صائبة بعد كل هذه الأحداث.

في هذه الأيام، يجب أن نكون بجوار حكامنا؛ فهم يعلمون ما لا يعلمه الكثيرون. فالسياسة دراسة وخبرة، وليست مهنة من لا مهنة له.

أتمنى من الله أن يوفق العرب في اتحادهم، ومعرفة أن هذا الاتحاد هو المخرج الوحيد لهم من مشاكل رجل يلهو بالعالم مثل الأطفال ما تلعب بألعابها.

كما أتمنى أن أعيش لأرى هذا الرجل وهو يدفع ضرائب حياته عما اكتسب وما فعل مع العالم.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: ترامب السيسي هتلر المزيد الملک عبدالله

إقرأ أيضاً:

عبدالله آل حامد: لقاء طحنون بن زايد وترامب يجسد متانة علاقات البلدين

أكد الشيخ عبدالله بن محمد بن بطي آل حامد، رئيس المكتب الوطني للإعلام، رئيس مجلس إدارة مجلس الإمارات للإعلام، أن لقاء الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان نائب حاكم إمارة أبوظبي مستشار الأمن الوطني، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الأربعاء، في البيت الأبيض، يعكس عمق العلاقات الاستراتيجية بين الإمارات وأمريكا.

وقال عبدالله آل حامد، عبر منصة إكس، إن "لقاء الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب يجسد متانة العلاقات الاستراتيجية التي تربط بين دولة الإمارات والولايات المتحدة والتي شكلت حجر الزاوية في تعزيز الأمن والاستقرار الإقليميين.. ثقة الإدارات الأمريكية المتعاقبة في رؤية القيادة الإماراتية تعكس الدور المحوري للإمارات في تشكيل مسارات الحلول للتحديات الإقليمية من خلال نهج قائم على الحكمة، والاعتدال، والعمل الدؤوب على تحقيق السلام والتنمية.. شراكة استراتيجية قوية بين البلدين تستند إلى أكثر من 5 عقود من التنسيق والتعاون في مختلف المجالات بما يعزز التنمية والازدهار في كلا البلدين".

طحنون بن زايد وترامب يبحثان الشراكة الاستراتيجية بين البلدين - موقع 24التقى الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، نائب حاكم إمارة أبوظبي، مستشار الأمن الوطني، اليوم الأربعاء، دونالد ترامب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك خلال مأدبة العشاء التي أقيمت تكريماً له في البيت الأبيض، بحضور كبار المسؤولين الأمريكيين.

لقاء سمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب يجسد متانة العلاقات الاستراتيجية التي تربط بين دولة الإمارات والولايات المتحدة والتي شكلت حجر الزاوية في تعزيز الأمن والاستقرار الإقليميين.. ثقة الإدارات الأمريكية المتعاقبة في رؤية القيادة الإماراتية تعكس الدور… pic.twitter.com/c8hdwe8lBP

— Abdulla M Alhamed (@AMB_Alhamed) March 19, 2025

مقالات مشابهة

  • هند عصام تكتب: الملك الثعبان
  • ولي عهد الأردن يهنئ والدته وزوجته بمناسبة عيد الأم
  • الفايز: الشرق الأوسط يعيش صراعات أثرت على حياة المواطنين
  • كريمة أبو العينين تكتب: إسرائيل وجلب المصائب
  • الفنان بشار الشطي يكشف الطلب الجريء الذي فاجأ عبدالمجيد عبدالله .. فيديو
  • من هو يوسف عبدالله الذي أشاد به محمد بن راشد؟
  • ما الذي دار في أول اتصال هاتفي بين ترامب وزيلينسكي؟.. استمر 60 دقيقة
  • مشاهير × المحاكم.. السحر الأسود واللاعب مؤمن زكريا
  • نجاة عبد الرحمن تكتب: التهجير الناعم
  • عبدالله آل حامد: لقاء طحنون بن زايد وترامب يجسد متانة علاقات البلدين