أحيت الجاليات العربية في بريطانيا يوم أمس السبت يومها السنوي، الذي خصصته هذا العام للإشادة بصمود المرأة الفلسطينية وللتضامن مع قطاع غزة وفلسطين التي واجهت حرب إبادة على مدى ما يقارب والعام والنصف.

واجتمعت عشرات العائلات العربية في قاعة بايرون هول شمال لندن بدعوة من المنتدى الفلسطيني في بريطانيا في أجواء ثقافية وتراثية لإحياء الهوية الفلسطينية وتعزيز التضامن مع الفلسطينيين.



وحول الهدف من يوم الجاليات العربية في بريطانيا قال رئيس المنتدى الفلسطيني في بريطانيا زاهر البيراوي: "اليوم السنوي للجاليات العربية الذي ينظمة المنتدى، يهدف إلى إظهار الهوية والتراث الوطني للأقطار المشاركة، كما يهدف إلى تعزيز معاني الوحدة والمحبة والترابط بين أوساط الجاليات العربية فيما بينها، وكذلك تقوية وتعزيز حالة التضامن العربي مع أهلنا في فلسطين ودعم الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني ومع قضية الأمة المركزية".

وأضاف: "يكتسب هذا اليوم أهمية خاصة في هذا العام وخاصة بعد حرب دامية على أهلنا في غزة العزة ارتقى فيها ما يزيد عن 60 ألفا من الشهداء وجرح وأصيب ما يزيد عن مائة ألف من أهل غزة وتشرد معظم أهلنا في القطاع. كما يكتسب أهمية خاصة لأنه يأتي في ظل حملة مسعورة من صهاينة العالم وصهاينة دولة الاحتلال (صنيعة الاستعمار) لتفريغ غزة من سكانها الأصلين وترحيلهم إلى دول عديدة"..



وأشار بيراوي إلى أن هذا النشاط يأتي بعد الانفراجة بوقف هذه الحرب المجنونة (ولو مؤقتا) في غزة. وبعد أن انسحبت قوات الاحتلال واندحرت من مواقع تقدمها في القطاع.  

كما يأتي يوم الجاليات لهذا العام أيضا بعد تحول تاريخي في سوريا وانتهاء حقبة سوداء من الظلم والديكتاتورية والفساد، وانتصار المظلومين الذين عانوا من النظام المخلوع على مدار العقود الماضية".

ولفت بيراوي الانتباه كذلك  إلى ما يجري من إرهاصات وصفها بـ "الإيجابية" في السودان.. وقال: "نحن اليوم نطمح أن نرى حالة من التغيير الإيجابي في كل عالمنا العربي، تغييرا يحقق للإنسان العربي حريته ويحقق له كرامته ويقدم له مقومات الحياة الكريمة، ويجعل الأمة كلها على قلب رجل واحد ويحدد اتجاه بوصلتها نحو تحرير أرضها ومقدساتها وعلى رأسها أولى القبلتين وثالث الحرمين ومسرى النبي ومعراجه للسماء"، وفق تعبيره.

من جهتها أشادت الناشطة الفلسطينية هبة شنار في كلمة لها ضمن فعاليات يوم الجاليات العربية، بصمود المرأة الفلسطينية في غزة، وقالت: "سلام على نساء غزة، صانعات الأمل، وعلى عجائزها اللواتي تغزل أرض فلسطين تضاريسها على وجوههن.. سلام على صباياها اليافعات اللواتي تلتصق أرجلهن بتراب غزة وتحلق وجوههن نحو سمائها التي لا تغيب شمسها. سلام على فتيات غزة، اللواتي يتزنرن بالمجد بدلا من مراييل المدارس التي هدمها القصف".



وأكدت أن "هذه الحرب لم يكن فيها شيء جميل، ولكن شدة المعاناة تحت إبادة جماعية مستمرة لأكثر من خمسة عشر شهرا أخرجت أجمل ما في نساء غزة. كانت المرأة الغزاوية في هذه الحرب شريكة بقسوة الحرب، وخساراتها.. شريكة بالموت، ولكنها أيضا كانت شريكة بالحياة، وبالصمود".

وأضافت: "لقد كشفت هذه الحرب عن العديد من البطلات الغزاويات. كان من حظنا أن التقطت الكاميرات والإعلاميون بعض قصصهن، ولكن من لم يعرفن أكثر بكثير".

وأكدت شنار أن "الحرب في غزة كشفت عن بطلة اسمها الطبيبة الفلسطينية، أو الممرضة الغزاوية، التي عملت في ظروف قاسية وخطيرة، في مستشفيات تحت القصف، تفتقد أبسط مقومات الحياة. عالجت هؤلاء البطلات المرضى في هذه الأوضاع القاتلة، وضمدن جراحا دون أدوية و"شاش" وقطن كاف، وطبخن وخبزن في المستشفيات، وخرجن بدون شيء -إلا الكرامة- عند اقتحام جيش الاحتلال للمستشفيات، وركضن تحت القصف، كالطبيبة أميرة عسولي، لإنقاذ جريح لا يعرفن اسمه، واستقبلن شهيدا يتبين لاحقا أنه من أفراد عائلاتهن. فكم من "أميرة العسولي" لم تصلها كاميرات الإعلام؟".

وأضافت: "في هذا اليوم، تحتفي نساء بريطانيا من كل الجاليات بالمرأة الغزاوية، بوجهها الذي صار وشما على قرص الشمس فزاده نورا، بجمالها الذي لا تسرق من خضرته السنوات، بصمودها الذي يعلم الكون معنى الصمود، بعلمها وعملها ورعايتها للعائلة في أحلك الظروف، بجراحاتها التي لا تندمل، بصبرها الذي يشبه صبر أيوب، بكرامتها التي لا تنقص منها الطائرات والدبابات والسفن الحربية، بعبقريتها في صناعة الأمل وسط الألم، والبناء وسط الدمار، والحياة رغم علو رائحة الموت الكثيف".

ثم عقدت ندوة نسائية تناولت صمود نساء غزة في مواجهة الإبادة، تحدثت فيها جيهان سيد عيسى وهي أديبة وكاتبة سورية، وحلا حنينة ناشطة حقوقية وابنة غزة، وخديجة أبو نجم ناشطة من فلسطينيي الشتات، والصحفية الفلسطينية نسرين خوالد.



وتضمن برنامج اليوم السنوي لمهرجان الجاليات العربية في بريطانيا مأكولات تراثية تعكس غنى المطبخ الفلسطيني والعربي ومعروضات شعبية تسلط الضوء على الحرف والفنون التقليدية ومبادرات لدعم غزة عبر مشاريع إنسانية وخيرية، كما تضمن جناحا خاصا للأطفال بأنشطة ترفيهية وتعليمية.

وضمن الفقرة الفنية غنى الفنان خيري حاتم للهوية الفلسطينية وفي مقدمتها المرأة التي صمدت في مواجهة حرب إبادة غير مسبوقة في التاريخ الفلسطيني الحديث والمعاصر.



ودأب المنتدى الفلسطيني في بريطانيا على تنظيم يوم سنوي للجاليات العربية، في سياق دعمه لأواصر الوحدة والترابط بين المكونات العربية في المملكة المتحدة وتعزيز الوعي بالقضية الفلسطينية بين مختلف الجاليات العربية.

وتزامن مهرجان الجاليات العربية في بريطانيا مع المظاهرة الوطنية الكبرى التي نظمها أنصار فلسطين في العاصمة لندن شارك فيها مئات الآلاف رفضا لخطة ترامب تهجير الفلسطينيين من غزة ورفضا للحرب.

وفي 4 فبراير/ شباط الجاري، كشف ترامب في مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالبيت الأبيض، عن عزم بلاده الاستيلاء على غزة بعد تهجير الفلسطينيين منها.

ومنذ 25 يناير/ كانون الثاني الماضي، يروج ترامب لمخطط تهجير فلسطينيي غزة إلى دول مجاورة، مثل الأردن ومصر، وهو ما رفضه البلدان، وانضمت إليهما دول عربية أخرى ومنظمات إقليمية ودولية.

وفي 19 يناير الماضي، بدأ سريان اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى يشمل 3 مراحل تستمر كل منها 42 يوما، على أن يتم التفاوض في الأولى لبدء الثانية، بوساطة مصر وقطر ودعم الولايات المتحدة.

وبدعم أمريكي ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير 2025، إبادة جماعية بغزة خلفت نحو 160 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية بريطانيا يوم فعاليات بريطانيا يوم فعاليات جالية المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة هذه الحرب فی غزة

إقرأ أيضاً:

اللغة وتقبّل المجتمع أبرز التحديات التي تواجهها المرأة العربية بألمانيا

برلين – تحديات عدة تواجه المرأة العربية في ألمانيا تجعلها تعيش حالة من الغربة المزدوجة، إذ تحاول من جهة الحفاظ على هويتها العربية التي نشأت عليها، ومن جهة أخرى التأقلم مع مجتمع غربي بثقافته المختلفة وأسلوب حياته المغاير، وذلك على الرغم من درجة التمايز في التجارب الشخصية والمعرفية.

وتعد ألمانيا من أكثر الدول جذبا للمهاجرين، بمن فيهم النساء العربيات اللواتي قدمن لأسباب متنوعة، مثل الدراسة أو العمل أو اللجوء.

ومع تزايد عدد أفراد الجالية العربية تسجل المرأة العربية حضورا أكبر في مختلف مجالات الحياة رغم الصعوبات التي تواجهها في البداية من حيث التكيف مع المجتمع ومواجهة التحديات أو استغلال الفرص المتاحة.

إفطار جماعي لعائلات بتنظيم من الجالية الأردنية في برلين (الجزيرة) تحديات الحياة اليومية

تعد اللغة الألمانية من أبرز العقبات التي تواجه المرأة العربية، إذ إنها أساس التواصل اليومي والاندماج في سوق العمل والمجتمع، لكن كثيرا ما ترتبط هذه المشكلة بالعنصر الزمني المطلوب لتعلم لغة البلد الجديد، لكن هناك جانب آخر يواجه العديد من النساء ويكمن في صعوبة التوفيق بين الحياة الأسرية والطموح المهني.

وتلخص ماسا تيفور التحديات التي تواجه المرأة العربية في ألمانيا في صعوبة تعلم اللغة الألمانية وقلة المعارف لممارسة اللغة معهم.

وتقول تيفور للجزيرة نت "رغم وجودي في ألمانيا منذ 10 سنوات فإنني لا أملك سوى صديقين ألمانيين وألتقيهما مرة كل بضعة أشهر، كما أنني شعرت بصعوبة إيجاد مكاني في هذا المجتمع، فأنا أتعرض للانتقاد من الألمان لأنني عربية، ومن العرب لأنني متأقلمة مع الحياة في المجتمع الألماني، لذا لا أشعر بالانتماء لأي من المجتمعين".

إعلان

أما منال عبد الحفيظ شريدة -وهي مترجمة لغوية- فتقول إن "التحدي كان في قبول المجتمع الألماني لي كامرأة عربية، لكن الأمر كان أسهل نسبيا بالنسبة لي لأنني لا أرتدي الحجاب، ومع ذلك، فإن الحفاظ على هويتي كامرأة عربية كان تحديا كبيرا، لأنني لا أرى الاندماج ضرورة تعني الانصهار في المجتمع الألماني أو تبني عاداته بالكامل".

وأضافت شريدة للجزيرة نت أن تربية الأبناء في هذا المجتمع تشكل تحديا آخر، إذ يفرض المجتمع المشاركة في تقاليده مثل الاحتفال بأعياد الميلاد، وهو ما قد يضع الأطفال في مواقف محرجة أمام زملائهم الألمان "لكننا نحرص على توضيح موقفنا لهم، ونعرّفهم أيضا بأعيادنا الإسلامية".

منال شريدة: التحدي كان في قبول المجتمع الألماني لي كامرأة عربية (الجزيرة) التوفيق بين العمل والأسرة

من جهتها، ترى المسؤولة النسائية والإعلامية في الهيئة الإدارية للجالية الأردنية سوسن الحمود أن من أكبر التحديات المرأة في ألمانيا هو التوفيق بين العمل والأسرة.

وقالت سوسن للجزيرة نت "في بلادنا العربية هناك دعم عائلي قوي من الجدة، العمة، أو الأخوات في رعاية الأطفال، بالإضافة إلى توفر مربيات وعاملات منازل بأجور معقولة، أما في ألمانيا فإن الاعتماد على خدمات الرعاية المنزلية مكلف للغاية، إذ يتم احتساب الأجور بالساعة، مما يشكل عبئا ماليا على الأسر".

وأضافت أن "اختلاف الثقافات يلعب دورا كبيرا، فمن الصعب الحفاظ على ثقافة البلد الأم بالكامل لأننا نعيش في مجتمع منفتح، مما يجبرنا على البحث عن حلول وسطية".

ورغم التحديات فإن ألمانيا توفر العديد من الفرص التعليمية والمهنية للنساء من خلال الجامعات والمعاهد وبرامج التدريب المهني، كما تقدم الحكومة برامج لدعم المرأة في مجالات التعليم والعمل ورعاية الأطفال، إلى جانب دعم منظمات المجتمع المدني للنساء المهاجرات.

سوسن الحمود: أكبر التحديات التي تواجهها المرأة في ألمانيا هو التوفيق بين العمل والأسرة (الجزيرة) فرص متعددة

بدورها، تقول رشا ديب الفنانة التشكيلية التي وصلت إلى ألمانيا قبل 10 سنوات إن "البيئة الألمانية توفر فرصا متعددة، ومع ذلك فمدى استفادة المرأة العربية من هذه الفرص تعتمد على قدرتها على الاندماج مع المجتمع الألماني".

إعلان

وأضافت ديب للجزيرة نت أن تعلم اللغة الألمانية كان تحديا كبيرا بالنسبة لها كونها بدأت باستخدام الإنجليزية في البداية، ثم أدركت أن إتقان الألمانية كان ضروريا لتحقيق النجاح المهني والاجتماعي.

ويشهد تمكين المرأة في ألمانيا تطورا متزايدا، مما يفتح آفاقا جديدة للنساء العربيات، خاصة في ريادة الأعمال والعمل الحر، إذ توفر الحكومة الألمانية دعما ماديا وإرشاديا للراغبات في بدء مشاريعهن الخاصة.

وتقول ديب إن "الهجرة منحتني فرصة لإعادة تشكيل أفكاري وأسلوب عملي الفني، لقد ساعدتني هذه التجربة في التعبير بحرية عن القضايا الاجتماعية والسياسية التي تهم المرأة، كما أضافت بعدا جديدا إلى أعمالي الفنية".

تعلم اللغة الألمانية أحد التحديات الرئيسية للمرأة العربية في ألمانيا (الجزيرة) العادات والتقاليد

وتواجه المرأة العربية تحديات إضافية عند تولي مسؤولية الأسرة بمفردها، إذ ترى لونا قزاز أن التحدي الأكبر يتمثل في "إدارة حياتي كأم وحيدة مسؤولة عن أطفالي، الصعوبات التي واجهتها شملت تعلم اللغة، والتعامل مع مجتمع مختلف تماما في عاداته وتقاليده، لكن التحدي الأكبر كان الصور النمطية، إذ واجهت رفضا متكررا من الشركات عند التقدم للعمل، فقط لأنني محجبة".

أما ماسا تيفور فتشير إلى الضغط الاجتماعي الذي تعاني منه الفتاة العربية في ألمانيا، قائلة إن "هناك توقعات لا تنتهي، الأهل ينتظرون من ابنتهم أن تكون قوية وتدعمهم، في حين يتوقع المجتمع الألماني أن تكون مستقلة تماما، وأن تحقق نجاحا مهنيا وإلا فلن تعتبر ناجحة وفقا لمعاييره".

ورغم التحديات المتعددة التي تواجهها المرأة العربية في ألمانيا فإن الفرص المتاحة تمكّنها من تحقيق ذاتها على الصعيدين المهني والاجتماعي شرط قدرتها على مواجهة الصور النمطية، وكذلك التوفيق بين هويتها وثقافة المجتمع الجديد، والاستفادة من الفرص المتاحة.

إعلان

مقالات مشابهة

  • الخارجية الفلسطينية: تدمير مستشفى الصداقة جزء من سياسة الاحتلال في الإبادة والتهجير
  • أبو الغيط في ذكرى مرور 80 عاماّ على تأسيس الجامعة العربية: القضية الفلسطينية تمر بأخطر مراحلها
  • وقفات حاشدة في ريمة تضامنا مع الشعب الفلسطيني
  • نائبة إيطالية تستنكر الإبادة في غزة.. تستهدف القضاء على الشعب الفلسطيني (شاهد)
  • الخارجية الفلسطينية: الفشل في تفعيل آليات وضوابط القانون الدولي يشجع الاحتلال على تعميق نكبة الشعب الفلسطيني
  • اللغة وتقبّل المجتمع أبرز التحديات التي تواجهها المرأة العربية بألمانيا
  • حماس تطالب الدول العربية والإسلامية بإجراءات فورية لوقف الإبادة الصهيونية بغزة
  • أستاذ علوم سياسية: إسرائيل تريد التخلص من الورقة الرسمية التي تحمي الحق الفلسطيني
  • سهيل دياب: إسرائيل تريد التخلص من الورقة الرسمية التي تحمي الحق الفلسطيني
  • الخارجية الفلسطينية تدين تدمير الاحتلال الممنهج للمخيمات في شمال الضفة الغربية