خالد ميري يكتب: في انتظار الخطة العربية
تاريخ النشر: 16th, February 2025 GMT
نجحت مصر بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي في فرض إرادتها من جديد.. في مواجهة محاولات إسرائيل التي لم تتوقف لتهجير الفلسطينيين من غزة وبعدها الضفة الغربية وتصفية القضية الفلسطينية، توقفت أمريكا عن الدفع لتفريغ غزة من أهلها وخرج وزير خارجيتها ليعلن أنّ أمريكا في انتظار الخطة العربية.
تحركت مصر بقوتها الدبلوماسية وثقلها السياسي لفرملة محاولات إعادة الحرب إلى غزة، ونجحت مع قطر في استكمال المرحلة الأولى للهدنة، حماس والفصائل تواصل الإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين، وإسرائيل تفرج عن الفلسطينيين بالمئات، والأهم تفتح الباب لدخول المساعدات ومعدات إزالة الأنقاض وإعادة البناء إلى غزة، وفي نفس الوقت توقف الحديث الأمريكي ولو مؤقتا عن الإصرار على تهجير أهل غزة وتفريغها من سكانها وتحويلها لمنتجع سياحي أمريكي إسرائيلي مع حرمان أصحاب الأرض والحق من العودة لبيوتهم.
السياسة المصرية والالتفاف العربي حولها يقودنا إلى قمة عربية نهاية هذا الشهر في القاهرة وقبلها قمة خماسية في الرياض، القادة العرب يبحثون الاتفاق على خطة لإعمار غزة ورفض كامل للتهجير، على أن يتم إعلان الخطة العربية للعالم في قمة القاهرة الطارئة.. التي سيعقبها لقاء قمة لوزراء خارجية الدول الإسلامية لتأييد الخطة العربية، نحن أصحاب القضية وأهل فلسطين أصحاب الحق ولا أحد يستطيع طرد صاحب الحق من بيته وأرضه.
إسرائيل التزمت بالمرحلة الأولى من الهدنة ولكنها تحاول إطالة أمد المرحلة الأولى، وتحاول التملص من المرحلتين الثانية والثالثة والعودة للحرب من جديد، وتجد في الدعم الأمريكي المفتوح لخططها الصهيونية للتهجير القسري فرصة ذهبية لتحقيق أطماعها التوسعية وضرب عرض الحائط بأى قانون دولي أو التزام بالسلام، إسرائيل تريد الآن القضاء على حماس وتفريغ غزة من سكانها، في نفس الوقت الذي تواصل فيه حربها للتطهير العرقي في الضفة الغربية وترفض الالتزام بأي اتفاق للخروج من لبنان في الموعد المحدد، تريد البقاء في خمسة أماكن بلبنان وترفض حتى العرض الفرنسي بوجود قوات دولية مكان قواتها، التبجح وغرور القوة وصل إلى أقصاه.
مصر القوية الواثقة أعلنتها بكل قوة: لا للتهجير ولا لتخصيص أرض مصرية للفلسطينيين، الأرض المصرية للمصريين عليها يعيشون ومن أجلها ضحوا بالدم أغلى ما يملك الإنسان.. والأردن ملتزمة بالموقف المصري ولن تمنح جزءا من أراضيها القليلة لأحد، والسعودية استنكرت ومعها العرب حديث إفك نتنياهو عن الحصول على جزء من أرضها للفلسطينيين، هذا التفاف على الحقوق والتاريخ والجغرافيا والقوانين الدولية، الفلسطينيون يعيشون فوق أرضهم ومن أجلها ضحوا بكل غالٍ ونفيس ولن يستطيع أحد إخراجهم منها ولن تحصل إسرائيل على مطامعها، فالحق فوق القوة والحق ينتصر في النهاية.
العالم يترقب القمتين العربية والإسلامية، ودول العالم الحرة أعلنت قبلهما تأييدها لرفض التهجير وللحقوق الفلسطينية، وأوروبا تسير بعيدا عن أمريكا ومخططاتها لخدمة الصهيونية، بل وثلثا أعضاء مجلس النواب من الديمقراطيين رفعوا عريضة لترامب برفض خطط التهجير وتقويض فرص السلام الحقيقي في الشرق الأوسط، وشعوب العالم كلها وفي مقدمتها الشعب الأمريكي مساندة للصمود والحقوق الفلسطينية وضد حرب التطهير العرقي الصهيونية، هذه لحظة من لحظات كتابة التاريخ والموقف العربي الموحد بقيادة مصر قادر على فرض رؤيته للسلام والدفع لإعلان الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.
تعيش المنطقة على أطراف أصابعها ويعيش العالم واحدة من لحظاته العصيبة، فإما تنتصر إرادة السلام وإما نعود للحرب وسفك دماء الأبرياء، حرب سيخسر فيها الجميع وأولهم إسرائيل التي تظن نفسها -وكل ظنونها إثم- أنّها فوق القانون وفوق الأمم وفوق مقررات التاريخ ودروس الجغرافيا.
نقابة الصحفيين:
بدأت انتخابات نقابة الصحفيين لاختيار نصف أعضاء مجلس النقابة والنقيب، انتخابات بدأت ساخنة بحروب سوشيال ميديا، ودعوتي أن تتوقف هذه الحروب فورا، فحال الصحافة في مصر كما هو في العالم يستدعي وحدة الصف للحفاظ على المهنة السامية في مواجهة تحديات وجود.
عشت داخل جدران النقابة 12 عاما كاملة منحني خلالها الزملاء أعلى الأصوات في الانتخابات، وأشرفت على معظم الملفات من الإسكان لأمانة الصندوق ورئاسة لجنتي القيد والتحقيق 8 سنوات، والنقابة كانت وستظل بيتي كما هي بيت جميع الصحفيين، والحفاظ على وحدتنا فرض في ظل أوضاع صعبة وتحديات قاسية، والصحفيون أحرار سيختارون من يريدون بحرية كاملة، فهذه نقابتنا وهذا سلو نقابتنا.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الرئيس السيسى الدور المصرى المرحلة الأولى للهدنة الخطة العربیة
إقرأ أيضاً:
بـ 20 مليار دولار..الخطة العربية لإعمار غزة لمواجهة خطة ترامب
توقع مصدران أمنيان مصريان، أن يتوجه الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الرياض يوم الخميس، حيث من المقرر أن يناقش خطة عربية لإعادة إعمار غزة قد تشمل مساهمات مالية من دول المنطقة بما يصل إلى 20 مليار دولار.
ومن المتوقع أن تناقش دول عربية خطة لإعادة إعمار القطاع بعد الحرب لمواجهة اقتراح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتطوير القطاع تحت السيطرة الأمريكية وتهجير الفلسطينيين.وقالت أربعة مصادر مطلعة إن الإمارات، والسعودية، ومصر، والأردن، وقطر ستراجع وتناقش الخطة العربية في الرياض قبل طرحها على قمة عربية في القاهرة في 4 مارس (آذار).
ومن المتوقع عقد اجتماع لقادة دول عربية من بينها الإمارات، والأردن، ومصر، وقطر، يوم الجمعة في السعودية التي تقود الجهود العربية لمواجهة خطة ترامب. ماذا يريد أهل غزة؟ - موقع 24أظهر استطلاع للرأي أجراه الباحثان سكوت أتران وأنخيل غوميز من مؤسسة آرتيس إنترناشيونال البحثية الأمريكية المتخصصة في دراسة الصراعات والإرهاب رؤى جديدة حول مشاعر سكان غزة تجاه حماس والصراع الإسرائيلي الفلسطيني. وأبدت الدول العربية رفضها لخطة ترامب لتهجير الفلسطينيين من غزة، وإعادة توطين معظمهم في الأردن ومصر، وتحويل القطاع إلى "ريفييرا الشرق الأوسط"، وهي فكرة رفضتها القاهرة وعمان على الفور واعتبرتها معظم دول المنطقة مزعزعة للاستقرار بشدة.
وينص المقترح العربي، الذي يستند في معظمه إلى خطة مصرية، على تشكيل لجنة فلسطينية لحكم غزة دون مشاركة حركة حماس، وعلى مشاركة دولية في إعادة إعمار القطاع دون تهجير سكانه.
وقال الأستاذ الجامعي الإماراتي عبد الخالق عبد الله إن مساهمة الدول العربية بنحو 20 مليار دولار، وهو رقم محتمل ذكره مصدران، في جهود إعادة الإعمار قد تكون حافزاً جيداً لترامب لقبول الخطة.
وأضاف عبد الله "ترامب رجل معاملات مالية، لذا فإن مبلغ 20 مليار دولار سيكون له صدى جيد عنده، وهذا سيفيد الكثير من الشركات الأمريكية والإسرائيلية".
وقالت مصادر مصرية لرويترز إن المناقشات لا تزال جارية حول حجم المساهمات المالية التي ستدفعها دول المنطقة.
وأضافت المصادر أن الخطة تنص على إعادة إعمار القطاع خلال3 سنوات.
وقال السناتور الأمريكي ريتشارد بلومنثال لصحافيين في تل أبيب خلال زيارة لإسرائيل أمس الإثنين: "محادثاتي مع الزعماء العرب وآخرهم الملك عبد الله أقنعتني أن لديهم تقييماً واقعياً حقاً لما يجب أن يكون عليه دورهم".
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر إن تل أبيب تنتظر تقييم الخطة فور طرحها، لكنه قال إن أي خطة تستمر فيها حماس في حكم غزة لن تكون مقبولة، وأضاف "عندما نسمع بأمر الخطة، سنعرف كيفية التعامل معها".