التوقيت المثالي لتناول الطعام في اليوم.. جرب هذا النظام لإبطاء الشيخوخة
تاريخ النشر: 16th, February 2025 GMT
الغذاء عنصر أساسي للحياة، وبالإضافة إلى ماذا نأكل، فإن توقيت تناول الطعام أيضًا يلعب دورًا مهمًا في الحفاظ على الصحة وطول العمر، فقد أشار أحد الخبراء إلى وجود وقت مثالي لتناول الطعام، يساعد على تحسين الصحة العامة وإطالة العمر، وقد ظهرت العديد من الدراسات التي تشير إلى وجود علاقة بين توقيت الوجبات وصحة الإنسان.
الدكتور فالتر لونجو، مدير معهد طول العمر بجامعة جنوب كاليفورنيا، وواحد من أكثر 50 شخصًا تأثيرًا في مجال الرعاية الصحية، يقول إنّ هناك وقتًا مثاليًا لتناول الطعام إذا كنت تريد أن تتمتع بصحة أفضل وتعيش حياة أطول، مشيرًا إلى أنّ الأبحاث أثبتت أنّ تحديد أوقات تناول الطعام لتكون 12 ساعة فقط، يمكن أن يساعدك على البقاء أصغر سنًا، وهو ما يُعرف بالصيام المتقطع، إذ يقول العلماء إن الالتزام بتناول الطعام خلال هذه الفترة وعدم تناول أي شيء خارجها له فوائد صحية، وفقًا لمجلة «تايم» الأمريكية.
وهذا يعني، على سبيل المثال، أن تتناول جميع وجباتك حتى وجباتك الخفيفة بين الساعة 7 صباحًا و7 مساءً «أو 8 صباحًا و8 مساءً» وما إلى ذلك، ويمكنك فقط تناول الماء والمشروبات الخالية من السعرات الحرارية مثل القهوة السوداء والشاي خارج هذه الوقت المحدد لتناول الطعام.
ويقول الدكتور فالتر لونجو، إنّ هناك أدلة تشير إلى أن الصيام المتقطع قد يؤدي إلى فقدان الوزن (على الأقل في الأمد القريب)، فضلًا عن تحسين عوامل الخطر للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني وأمراض القلب، إلا أنّه قد لا يكون أكثر فعالية من بعض الطرق الأخرى لفقدان الوزن، ولكنه قد يناسب بعض الأشخاص بشكل أفضل، ونظرًا لكونه مجالًا بحثيًا حديثًا نسبيًا، فلا يوجد دليل يذكر على الفوائد طويلة الأمد حتى الآن، كما يحذر من وجود بعض الأشخاص الذين لا ينبغي لهم تجربته، بما في ذلك النساء الحوامل والمصابين بمرض السكري من النوع الأول.
ويقول الدكتور لونجو: «إن تناول الطعام لمدة اثنتي عشرة ساعة فقط في اليوم، هو النظام الذي لم أقابل طبيبًا أو أي شخص يجادل فيه أبدًا، ومع ذلك، فإن معظم الناس في أمريكا، وأفترض في المملكة المتحدة، يأكلون لمدة تتراوح بين 14 إلى 15 ساعة في اليوم، وهذا يعني أنهم يصومون لمدة تسع ساعات فقط أو نحو ذلك»، مضيفًا: «كما هو الحال مع جميع الأشياء، بدأ الناس في إساءة استخدامه، والصيام لمدة 16 ساعة يوميًا أو 18 ساعة أو 20 ساعة، ما يسبب العديد من الآثار الجانبية والكثير من المشاكل على المدى الطويل».
وأضاف أنّه بالنسبة لتأثير هذا النمط الغذائي فعليًا على عمليات الشيخوخة، فإنّه بالفعل يمكن أن يجعلنا أصحاء لسنوات أخرى، خاصة أنّ الدراسات على الفئران تشير إلى ذلك: «بدأنا نرى بعض الدراسات التي تشير إلى انخفاض العمر البيولوجي، أما بالنسبة للـ 12 ساعة فلم أر قط أي دراسات سلبية، أو وبائية أو غير ذلك، لذا أود أن أقول إن هذه توصية جيدة جدًا، ويبدو أنّها تعمل على إبطاء الشيخوخة».
ويقول البروفيسور تيم سبيكتور، إنه أجرى دراسة تسمى «زوي بيج إيف»، وطلب فيها من 140 ألف شخص تناول الطعام خلال فترة زمنية مدتها 10 ساعات (والصيام لمدة 14 ساعة) لمدة ثلاثة أسابيع، ووجد أنّ ثلث الأشخاص كان من السهل عليهم فعل ذلك، واستمروا في الواقع بعد الأسابيع الثلاثة، والكثير منهم استمروا لمدة ستة أشهر، وحصل هؤلاء الأشخاص على فوائد حقيقية في الحالة المزاجية والطاقة، حيث فقدوا الوزن وتحسن محيط الخصر، وشعور أقل بالجوع.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الصيام المتقطع فوائد الصيام المتقطع تناول الطعام الشيخوخة مكافحة الشيخوخة لتناول الطعام تناول الطعام تشیر إلى
إقرأ أيضاً:
لماذا لا تستطيع مقاومة تناول السكريات رغم الشبع؟.. السر في خلايا «POMC»
الرغبة الشديدة في تناول السكريات بعد تناول الطعام على الرغم من الشعور بالشبع هي أمر شائع جدًا، وفي الوقت نفسه مُحير بالنسبة لكثيرين؛ إذ يجدون أنفسهم غير قادرين على تناول مزيدًا من الطعام بعد الشعور بالشبع، وإنما تذهب رغبتهم وشهيتهم إلى السكريات بمجرد رؤيتها أو شم رائحتها، وهو ما فسرته دراسة عملية حديثة.
سبب صعوبة مقاومة السكر رغم الشبعكشف فريق علماء من معهد ماكس بلانك لأبحاث التمثيل الغذائي السبب الذي يجعل مقاومة تناول الحلوى أمرًا صعبًا، حتى بعد تحقيق الشبع؛ فقد توصلت دراسة حديثة إلى أن الشعور بالشبع الذي يتكون في الدماغ لا يمنع الرغبة في تناول الأطعمة السكرية، بل على العكس من ذلك، قد يحفزها ويزيدها اشتهاءً.
وأجرى فريق العلماء عدة تجارب على الفئران، والتي اتضح من خلالها أن الفئران التي تناولت طعامها حتى الشبع لم تستطع تناول المزيد من الطعام نفسه عندما عُرض عليها مرة أخرى، ولكنها في المقابل استهلكت كميات كبيرة من الأطعمة الغنية بالسكر تفوق 6 أضعاف ما كانت ستستهلكه من الطعام العادي، حسب موقع «سبوتنيك».
نشاط الدماغ عند تناول السكركما كشفت الفحوصات العصبية التي أُجريت على الفئران أن منطقة معينة في الدماغ تُعرف باسم «المهاد البطيني» أظهرت نشاطًا ملحوظًا عند تناول السكر، ما أدى إلى إطلاق خلايا عصبية تعرف باسم خلايا «POMC»، وهذه الخلايا العصبية بدورها أطلقت إشارات حفزت إفراز «الإندورفين»، وهو الناقل العصبي المسؤول عن الشعور بالمكافأة والسعادة، ووفقًا للعلماء، فإن هذا التفاعل المعقد يجعل تناول السكر أكثر جاذبية حتى في حالة الشبع.
ولم يقتصر الأمر على تناول السكر، بل أشارت التجربة إلى أن الفئران لم تستهلك المزيد من الطعام فقط، بل حتى مجرد رؤية أو استنشاق رائحة الأطعمة السكرية كان كافيًا لتحفيز النشاط الدماغي لديها، مما يفسر سبب الشعور المفاجئ بالرغبة في تناول الحلوى عند رؤيتها، حتى بعد تناول وجبة كبيرة.
إجراء تجارب مماثلة على البشروامتدت هذه التجارب لتشمل البشر أيضًا؛ إذ أُجريت اختبارات مماثلة عليهم باستخدام مشروبات سكرية في أثناء خضوعهم للتصوير بالرنين المغناطيسي، وأظهرت النتائج أن نشاط الدماغ لدى البشر كان مشابهًا لما لوحظ عند الفئران؛ فقد استجابت خلايا «POMC» بطريقة مماثلة، ما جعل الأشخاص يشعرون بمكافأة عند تناول السكر، على الرغم من شعورهم بالشبع مسبقًا.
وأكد الدكتور هينينج فينسلو، المعد الرئيسي للدراسة، أن هذا السلوك متجذر في التطور البشري، موضحًا أن الإنسان القديم كان يسعى لاستهلاك السكر كلما توفر، نظرًا لندرته في الطبيعة وقدرته على توفير طاقة سريعة.