موقع 24:
2025-02-19@15:51:40 GMT

السلام على خط النار

تاريخ النشر: 16th, February 2025 GMT

السلام على خط النار

السلام العادل والشامل خيار عربي، سعت إليه الدول العربية وآمنت به، بعد عقود من الحروب، ولكن الإرادة العربية وحدها لا تضمن تحقيق السلام، طالما أن الحرب خيار إسرائيلي.

العرب ينشدون الاستقرار ويريدون التفرغ للبناء والتنمية، وإسرائيل تريد التوسع والاستحواذ، تطالب بالأمن لمواطنيها ولا تقبل به لغيرها. العرب اختاروا السلام وسعوا إليه، وكانت البداية بمبادرة مصرية، عندما زار الرئيس السادات القدس عام 1977 لتفتح باب التفاوض لإحلال السلام في المنطقة، وتبعها توقيع اتفاقية كامب ديفيد عام 1979، وفي 1993 كان توقيع اتفاقية أوسلو للسلام بين الفلسطينيين وإسرائيل، والتي كانت الانطلاق الفعلي لقطار السلام، لتتبعها بعام اتفاقية وادي عربة بين الأردن وإسرائيل، والمبادرة العربية للسلام والتي أطلقتها القمة العربية في بيروت عام 2002، وأجمعت عليها الدول العربية، وتقوم على أساس الأرض مقابل السلام، بانسحاب إسرائيل من الأراضي العربية التي احتلتها عام 1967 وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس مقابل اعتراف جميع الدول العربية بإسرائيل وتوقيع اتفاقية، تضمن لها السلام والأمن ورفضتها إسرائيل.


عام 2020 وقّعت 4 دول عربية اتفاقيات إبراهام مع إسرائيل وهي: الإمارات والبحرين والسودان والمغرب، وقدمت إسرائيل وعودها لكل الدول التي اختارت طريق السلام بالعمل على إقامة الدولة الفلسطينية، وقبلت المملكة العربية السعودية فتح باب التفاوض، لكن الحرب الوحشية على غزة كشفت لكل العرب ولمعظم دول العالم أن إسرائيل لا تريد سلاماً، وأنها لا تلتزم بوعد ولا باتفاق، وأن الحرب وإبادة الفلسطينيين والسطو على أراضيهم هو خيارها الأوحد.
تجاوزت اتفاقية أوسلو ولم تلتزم بأي من بنودها، ولم تتوقف عن الاعتداء وممارسة كل أشكال الترهيب للفلسطينيين على مدار 31 عاماً، وختمتها بالحرب على غزة والمجاهرة بحقيقة عدم قبولها بإقامة دولة فلسطينية، والإصرار على تهجير الفلسطينيين قسرياً من أراضيهم وتصفية قضيتهم.
تجاوزت اتفاقية كامب ديفيد، واحتلت محور صلاح الدين «فيلادلفيا» والمنطقة العازلة وتحرشت بالمنطقة الحدودية وتطالب مصر منذ بداية الحرب بقبول هجرة أهل غزة واستيعابهم في سيناء، بما يعني تفريغ القطاع لتسطو عليه، وبعد أن وجدت الإصرار المصري على التصدي لأطماعها ادعت على مصر زوراً وبهتاناً تحميلها مسؤولية حصار وتجويع الفلسطينيين. تجاوزت اتفاقية وادي عربة، وتحرشت بالأردن سياسياً بمطالبتها باستقبال أهل الضفة والاستحواذ على كامل الأرض الفلسطينية، كما تجاوزت الاتفاقيات الإبراهيمية التي وعدت خلالها الالتزام بتحقيق السلام.
بعد الرفض العربي لمطالبها، أحالت إسرائيل الملف إلى الرئيس الأمريكي ترامب، ليتبنى ما تريده حكومة نتنياهو، لتبدأ سلسلة من الضغوط الأمريكية بتصريحات استفزازية يومية تغير في الألفاظ ما لا يغير الأهداف، ولا يلقى من القاهرة وعمّان والعواصم العربية إلا ثباتاً على رفض أي عبث بالحقوق الفلسطينية المشروعة، وتأكيد سيادة مصر والأردن على أراضيهما. ترامب ونتنياهو يواصلان العزف على نغمة التهجير المثيرة للصخب.
ترامب يتعامل مع العالم على أنه رئيس الكوكب والمتحكم فيه، ويتعامل مع غزة على أنها تحت سيطرة الاحتلال، معلناً أنه سيتسلمها من إسرائيل، وهو ما يفتح الباب أمام الاحتلال، لاستئناف القتال، وعدم استكمال مراحل التفاوض، كما تعامل معها بمنطق المطور العقاري الذي تعجبه قطعة أرض، فيقرر الاستحواذ عليها بأي صيغة حتى لو كان الشراء، نافياً عنها صفة الوطن الذي يعيش في وجدان أناس قبلوا التضحية بكل شيء، وتحملوا الحصار والجوع والمرض ولكنهم لا يتحملون هجرة الوطن حتى لو أصبح ركاماً.
نتنياهو يتعامل مع فلسطين على أنها مجرد أرض يمكنه انتزاعها من أصحابها وتهجيرهم منها بالقوة، ليس مهماً إلى أين، المهم هو أن يغتصب الأرض ويوسع دولته، طمع في مصر وتصدت له، وطمع في الأردن وكانت له بالمرصاد ثم طمع في السعودية، لتقيم على أرضها دولة فلسطينية، كاشفاً عن المخطط القديم المتجدد بإقامة إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات.
النوايا واضحة والمحاولات مستمرة، وسوف يستمر ترامب بالضغط، ولن يكون وقف المساعدات الأمريكية لمصر والأردن حال عدم استقبالهما الفلسطينيين آخر أوراق الضغط. قضية فلسطين قضية كل العرب منذ إقامة إسرائيل، خاضوا لأجلها الحروب وأيضاً لأجلها ولأجل الاستقرار جنحوا للسلم. كان العالم ينتظر من ترامب الوفاء بوعده لتحقيق السلام، ولكن بمواقفه المتشددة والداعمة لأطماع اليمين الإسرائيلي المتطرف يضع السلام على خط النار، ورغم أن نوايا العرب سلمية خالصة إلا أن قتل إسرائيل لكل فرص السلام سيفرض العودة بالصراع العربي الإسرائيلي إلى نقطة الصفر، ويقضي على جهود استمرّت ما يقرب من 50 عاماً لتحقيق السلام.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل القمة العالمية للحكومات غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية غزة وإسرائيل

إقرأ أيضاً:

الرئيس عون: لبنان لن يكون منصَّة للهجوم على الدول العربية الشقيقة

أكد رئيس الجمهورية جوزاف عون أن "لبنان لن يكون منصَّة للهجوم على الدول، ولا سيَّما الدول العربية الشقيقة".    وأضاف خلال لقائه وفداً من السفراء العرب: "نأمل بدعم الدول العربية كي يعود لبنان شرفة العرب، كما كان يقول مؤسس المملكة العربية السعودية، عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود".   وتابع قائلاً: "ما يحصل في المنطقة لا تقتصر تداعياته على الشعب الفلسطيني فقط، بل تطال الدول العربية كلَّها، ومن بينها لبنان".   وأضاف: "لا يمكن مواجهة التحديات الراهنة إلَّا من خلال موقف عربي موحَّد".

مقالات مشابهة

  • الرئيس عون: لبنان لن يكون منصَّة للهجوم على الدول العربية الشقيقة
  • إسرائيل تنشئ مديرية خاصة لترحيل الفلسطينيين لتطبيق خطة ترامب
  • إسرائيل تنشيء مديرية خاصة لترحيل الفلسطينيين لتطبيق خطة ترامب
  • أعضاء بمجلس الشيوخ الأمريكي يزورون إسرائيل ويرفضون مقترح ترامب بشأن غزة
  • عمرو أديب: اتفاقية السلام مع إسرائيل لا تعني التطبيع
  • أستاذ علوم سياسية: القمة العربية تحتاج لمواقف عملية ضد الهيمنة الخارجية
  • عمرو أديب: مهما كان الغباء الإسرائيلي فلن يصل إلى تهديد اتفاقية السلام
  • وزير الداخلية لنظرائه العرب: تصفية القضية وتهجير الفلسطينيين مرفوض
  • أخبار غزة.. إسرائيل تمنع دخول الإمدادات الطبية ومبعوث ترامب يؤكد صمود وقف النار
  • الجامعة العربية تؤكد ضرورة انسحاب إسرائيل بالكامل من جنوب لبنان