السلام العادل والشامل خيار عربي، سعت إليه الدول العربية وآمنت به، بعد عقود من الحروب، ولكن الإرادة العربية وحدها لا تضمن تحقيق السلام، طالما أن الحرب خيار إسرائيلي.
العرب ينشدون الاستقرار ويريدون التفرغ للبناء والتنمية، وإسرائيل تريد التوسع والاستحواذ، تطالب بالأمن لمواطنيها ولا تقبل به لغيرها. العرب اختاروا السلام وسعوا إليه، وكانت البداية بمبادرة مصرية، عندما زار الرئيس السادات القدس عام 1977 لتفتح باب التفاوض لإحلال السلام في المنطقة، وتبعها توقيع اتفاقية كامب ديفيد عام 1979، وفي 1993 كان توقيع اتفاقية أوسلو للسلام بين الفلسطينيين وإسرائيل، والتي كانت الانطلاق الفعلي لقطار السلام، لتتبعها بعام اتفاقية وادي عربة بين الأردن وإسرائيل، والمبادرة العربية للسلام والتي أطلقتها القمة العربية في بيروت عام 2002، وأجمعت عليها الدول العربية، وتقوم على أساس الأرض مقابل السلام، بانسحاب إسرائيل من الأراضي العربية التي احتلتها عام 1967 وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس مقابل اعتراف جميع الدول العربية بإسرائيل وتوقيع اتفاقية، تضمن لها السلام والأمن ورفضتها إسرائيل.عام 2020 وقّعت 4 دول عربية اتفاقيات إبراهام مع إسرائيل وهي: الإمارات والبحرين والسودان والمغرب، وقدمت إسرائيل وعودها لكل الدول التي اختارت طريق السلام بالعمل على إقامة الدولة الفلسطينية، وقبلت المملكة العربية السعودية فتح باب التفاوض، لكن الحرب الوحشية على غزة كشفت لكل العرب ولمعظم دول العالم أن إسرائيل لا تريد سلاماً، وأنها لا تلتزم بوعد ولا باتفاق، وأن الحرب وإبادة الفلسطينيين والسطو على أراضيهم هو خيارها الأوحد.
تجاوزت اتفاقية أوسلو ولم تلتزم بأي من بنودها، ولم تتوقف عن الاعتداء وممارسة كل أشكال الترهيب للفلسطينيين على مدار 31 عاماً، وختمتها بالحرب على غزة والمجاهرة بحقيقة عدم قبولها بإقامة دولة فلسطينية، والإصرار على تهجير الفلسطينيين قسرياً من أراضيهم وتصفية قضيتهم.
تجاوزت اتفاقية كامب ديفيد، واحتلت محور صلاح الدين «فيلادلفيا» والمنطقة العازلة وتحرشت بالمنطقة الحدودية وتطالب مصر منذ بداية الحرب بقبول هجرة أهل غزة واستيعابهم في سيناء، بما يعني تفريغ القطاع لتسطو عليه، وبعد أن وجدت الإصرار المصري على التصدي لأطماعها ادعت على مصر زوراً وبهتاناً تحميلها مسؤولية حصار وتجويع الفلسطينيين. تجاوزت اتفاقية وادي عربة، وتحرشت بالأردن سياسياً بمطالبتها باستقبال أهل الضفة والاستحواذ على كامل الأرض الفلسطينية، كما تجاوزت الاتفاقيات الإبراهيمية التي وعدت خلالها الالتزام بتحقيق السلام.
بعد الرفض العربي لمطالبها، أحالت إسرائيل الملف إلى الرئيس الأمريكي ترامب، ليتبنى ما تريده حكومة نتنياهو، لتبدأ سلسلة من الضغوط الأمريكية بتصريحات استفزازية يومية تغير في الألفاظ ما لا يغير الأهداف، ولا يلقى من القاهرة وعمّان والعواصم العربية إلا ثباتاً على رفض أي عبث بالحقوق الفلسطينية المشروعة، وتأكيد سيادة مصر والأردن على أراضيهما. ترامب ونتنياهو يواصلان العزف على نغمة التهجير المثيرة للصخب.
ترامب يتعامل مع العالم على أنه رئيس الكوكب والمتحكم فيه، ويتعامل مع غزة على أنها تحت سيطرة الاحتلال، معلناً أنه سيتسلمها من إسرائيل، وهو ما يفتح الباب أمام الاحتلال، لاستئناف القتال، وعدم استكمال مراحل التفاوض، كما تعامل معها بمنطق المطور العقاري الذي تعجبه قطعة أرض، فيقرر الاستحواذ عليها بأي صيغة حتى لو كان الشراء، نافياً عنها صفة الوطن الذي يعيش في وجدان أناس قبلوا التضحية بكل شيء، وتحملوا الحصار والجوع والمرض ولكنهم لا يتحملون هجرة الوطن حتى لو أصبح ركاماً.
نتنياهو يتعامل مع فلسطين على أنها مجرد أرض يمكنه انتزاعها من أصحابها وتهجيرهم منها بالقوة، ليس مهماً إلى أين، المهم هو أن يغتصب الأرض ويوسع دولته، طمع في مصر وتصدت له، وطمع في الأردن وكانت له بالمرصاد ثم طمع في السعودية، لتقيم على أرضها دولة فلسطينية، كاشفاً عن المخطط القديم المتجدد بإقامة إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات.
النوايا واضحة والمحاولات مستمرة، وسوف يستمر ترامب بالضغط، ولن يكون وقف المساعدات الأمريكية لمصر والأردن حال عدم استقبالهما الفلسطينيين آخر أوراق الضغط. قضية فلسطين قضية كل العرب منذ إقامة إسرائيل، خاضوا لأجلها الحروب وأيضاً لأجلها ولأجل الاستقرار جنحوا للسلم. كان العالم ينتظر من ترامب الوفاء بوعده لتحقيق السلام، ولكن بمواقفه المتشددة والداعمة لأطماع اليمين الإسرائيلي المتطرف يضع السلام على خط النار، ورغم أن نوايا العرب سلمية خالصة إلا أن قتل إسرائيل لكل فرص السلام سيفرض العودة بالصراع العربي الإسرائيلي إلى نقطة الصفر، ويقضي على جهود استمرّت ما يقرب من 50 عاماً لتحقيق السلام.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل القمة العالمية للحكومات غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية غزة وإسرائيل
إقرأ أيضاً:
أخبار العالم | الحوثيون يعلنون استهداف مطار في إسرائيل.. واشنطن تقر مقترح مصري لوقف إطلاق النار بـ غزة
نشر موقع صدى البلد" الإخباري خلال الساعات القليلة الماضية، عددًا من الأخبار والموضوعات المهمة التي تتعلق بالشأنين الإقليمي والدولي.
مسلحون يهاجمون القنصلية العراقية في إسطنبولتعرض مقر القنصلية العراقية في مدينة إسطنبول التركية، لهجوم مسلح، الجمعة، نفذه مجهولون يستقلون دراجة نارية، حيث أطلقوا 8 رصاصات على واجهة المبنى، وفق ما أعلنته وزارة الخارجية العراقية، دون أنباء حتى الآن عن وقوع إصابات.
الجيش الإسرائيلي يعترض صاروخا من اليمنأعلن الجيش الإسرائيلي، مساء الجمعة، اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن، وذلك عقب انطلاق صافرات الإنذار في مدينة القدس ومناطق أخرى وسط إسرائيل.
ترامب: لم أناقش مع بوتين موعد تطبيق وقف إطلاق النار في أوكرانياأكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الجمعة، أنه لم يناقش مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، موعدًا نهائيًا لتطبيق وقف إطلاق النار في أوكرانيا، لكنه أشار إلى وجود "اتفاقات أولية" بين الولايات المتحدة وأوكرانيا وروسيا لتسوية النزاع.
الحوثيون يعلنون استهداف مطار بن جوريون في إسرائيل بصاروخ فلسطين 2أعلنت جماعة الحوثي اليمنية، اليوم السبت، استهداف مطار بن جوريون في إسرائيل بصاروخ فلسطين 2.
دعت فرنسا وبريطانيا وألمانيا، في بيان مشترك، إلى استئناف المفاوضات بهدف التوصل إلى اتفاق يضمن تنفيذ وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مشددين على ضرورة أن يشمل الاتفاق إطلاق سراح جميع الرهائن المحتجزين لدى حركة "حماس".
إيران ترفض اتهامات أمريكا: تحاول التغطية على جرائم إسرائيل في فلسطينوجه سفير ومندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة، أمير سعيد إيرواني، رسالة إلى مجلس الأمن الدولي، اليوم السبت، رفض فيها الاتهامات الأمريكية التي تتهم طهران بدعم الإرهاب، معتبرًا أن هذه الادعاءات محاولة لصرف الأنظار عما وصفه بجرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل في غزة.
بريطانيا تكشف حجم الأصول الروسية المجمدة وتؤكد استمرار العقوباتأعلنت الحكومة البريطانية، الجمعة، عن تجميد أصول روسية تقدر بـ32 مليار دولار منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا، مشددة على أن العقوبات المالية ستظل أداة رئيسية لمنع موسكو من تمويل عملياتها العسكرية.
واشنطن تمنح موافقة مبدئية على مقترح مصري لوقف إطلاق النار في غزةأفادت وكالة "رويترز"، الجمعة، بأن الولايات المتحدة أعطت موافقة مبدئية على مقترح قدمته مصر لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، بعد انهيار الاتفاق السابق بين إسرائيل وحركة "حماس".
لاسترضاء ترامب.. جامعة كولومبيا تعلن عن إجراءات جديدةأعلنت جامعة كولومبيا الأمريكية، الجمعة، عن سلسلة من السياسات الجديدة في محاولة لاسترضاء الرئيس دونالد ترامب، وذلك بعدما قامت إدارته بخفض التمويل الفدرالي المقدم للجامعة، بسبب الاحتجاجات الطلابية المناهضة للحرب على غزة والاتهامات الموجهة لبعض المتظاهرين بمعاداة السامية.
ترامب ينفي مشاركة إيلون ماسك في خطة عسكرية سرية ضد الصيننفى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الجمعة، تقارير صحفية زعمت أنه كان يخطط لإطلاع الملياردير إيلون ماسك على خطة عسكرية أمريكية سرية ضد الصين، معتبرًا هذه الادعاءات "مختلقة بالكامل".