كواليس وموعد لقاء مسؤولي ترامب وبوتين في السعودية.. مصادر تكشف لـCNN
تاريخ النشر: 16th, February 2025 GMT
(CNN)-- من المقرر أن يجتمع كبار المسؤولين في إدارة ترامب مع كبار المسؤولين الروس، في العاصمة السعودية، الرياض، لبدء محادثات تهدف إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا، وفقًا لمصادر متعددة مطلعة على الخطط كشفت لـCNN كواليس والموعد المتوقع للقاء.
وقال مصدران مطلعان على الخطط لشبكة CNN، إنه من المتوقع أن يسافر مستشار الأمن القومي الأمريكي، مايك والتز، ووزير الخارجية، ماركو روبيو، ومبعوث الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف إلى المملكة العربية السعودية لعقد اجتماع مع كبار المسؤولين الروس.
وقال أحد المصادر إن الاجتماع سيعقد خلال الأيام المقبلة.
ورفضت المصادر تحديد المسؤولين الروس الذين سيحضرون، لكن شبكة CNNذكرت في وقت سابق أن الكرملين يقوم بتشكيل فريق تفاوض رفيع المستوى للمشاركة في محادثات مباشرة مع الولايات المتحدة، بما في ذلك شخصيات سياسية واستخباراتية واقتصادية رفيعة المستوى، وكيريل دميترييف، المسؤول الروسي الذي لعب دورًا رئيسيًا وراء الكواليس في صفقة إطلاق سراح السجناء الأمريكيين الأخيرة.
كما أكد رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأمريكي، مايك ماكول، هذه الخطط خلال مقابلة مع صحيفة بوليتيكو في مؤتمر ميونيخ الأمني ، السبت، قائلاً: "يتم إرسال روبيو وفالتز وويتكوف إلى السعودية للتحدث مع الأوكرانيين والروس بشأن أوكرانيا".
وأشار ترامب في وقت سابق من هذا الأسبوع إلى أنه قد يجتمع مع بوتين في المملكة العربية السعودية في "المستقبل غير البعيد"، لكنه حذر من أنه لم يتم اتخاذ قرار رسمي بعد، وقال ترامب بعد أن تحدث مع بوتين عبر الهاتف، الأربعاء: "نعتقد أننا سنلتقي على الأرجح في المملكة العربية السعودية، الاجتماع الأول".
ولفت ترامب إلى أن ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، سيلعب دورا في المناقشات، وقال ويتكوف أيضًا إن ولي العهد السعودي لعب "دورًا فعالًا" في إطلاق سراح الأمريكي، مارك فوغل، المحتجز ظلماً هذا الأسبوع.
وكانت وزارة الخارجية قد أعلنت في وقت سابق أن روبيو سيسافر إلى المملكة العربية السعودية في الأيام المقبلة كجزء من رحلة أكبر إلى ميونيخ والشرق الأوسط. وقالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان إن روبيو، الذي وصل إلى إسرائيل، السبت، أجرى اتصالا هاتفيا مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في وقت سابق من اليوم.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: إدارة ترامب العاصمة السعودية الرياض الحرب في أوكرانيا الأزمة الأوكرانية الأمير محمد بن سلمان الإدارة الأمريكية البيت الأبيض الحكومة السعودية الكرملين دونالد ترامب فلاديمير بوتين المملکة العربیة السعودیة فی وقت سابق
إقرأ أيضاً:
ترامب وبوتين.. بين قمتي «ريكيافيك» و«السعودية»!
وكأن الزمان هو نفس الزمان والظروف هي نفس الظروف، فقبل أربعين عاماً عُقدت قمة عالمية في آيسلندا بين الزعيمين الرئيس الأمريكي رونالد ريغان والسوفيتي ميخائيل غورباتشوف، وهي قمة مشابهة إلى حد كبير في ظروفها وأسبابها مع القمة المزمع انعقادها خلال أسابيع بين ترامب وبوتين في السعودية.
ففي العام 1986، استضافت مدينة ريكيافيك في آيسلندا قمةً عالمية بين رئيس الولايات المتحدة رونالد ريغان والسكرتير العام للحزب الشيوعي السوفييتي ميخائيل غورباتشوف، في وقت كان العالم على شفا صراع نووي مرير إثر ما سمي بحرب النجوم، والسباق النووي المحموم، إضافة إلى استقطاب دولي شديد بين معسكرين، الليبرالي الغربي، والاشتراكي الشيوعي، كذلك يجب أن لا ننسى الصراع بين ثلاث أيديولوجيات كبرى «الشيوعية – المسيحية الغربية – الإسلام»، والذي ظهر جلياً في الحرب الأفغانية السوفيتية.كان العنوان الرئيس لمفاوضات ريكيافيك الاستثنائية تفكيك أزمة دولية حادة، وتخفيف التوتر بين القطبين، ونزع الأسلحة النووية أو على الأقل الحد من انتشارها، وإيقاف حرب النجوم، لكن الحقيقة أن الحرب الأفغانية السوفيتية كانت هي البند الخفي الذي دفع الطرفين للجلوس على طاولة المفاوضات.
اليوم والعالم يترقب انعقاد قمة مشابهة لتلك القمة العالمية -في المملكة العربية السعودية- بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وريثة الاتحاد السوفيتي، تبدو الظروف فيها مشابهة للظروف في العام 1986،
فهناك حرب روسية غربية تمثلها أوكرانيا، قريبة إلى حد ما من الحرب الأفغانية السوفيتية، وهناك صراع اقتصادي مرير بين معسكرين، من جهة الصين بسبب سباق التصنيع والنمو وخطوط الملاحة الدولية، والروسي بسبب الغاز، ومن جهة أخرى أمريكا وحلفاؤها.
حرص المنخرطون في قمة آيسلندا على عدم رفع سقف التوقعات، بل إن طاقمَي التفاوض أطلقا عليها (قمة تمهيدية)، في إشارة إلى عدم توقع صدور أي قرارات مهمة عنها، لكن المفاجئ أنها القمة التي شكلت في ما بعد وجه العالم ونتجت عنها الدولة الروسية الحالية إثر انهيار الدولة السوفيتية الأم.
لقد عدت كواحدة من أنجح لقاءات القمة في التاريخ الحديث، خاصة في ما يتعلق بالحد من التسلح النووي والتقارب الأمريكي السوفيتي وإقناع الرئيس جورباتشوف بضرورة تبني إصلاحات اقتصادية واجتماعية كانت ملحة جداً، في وقت وصل فيه المعسكر الشرقي إلى حالة تجمد تام.
وبسبب طبيعة الرئيس الأمريكي رونالد ريغان المتحدية، وفي الوقت نفسه الموضوعية والعاقلة، نجحت القمة لحد كبير على الرغم من حجم التحديات المحيطة بها وظروف الاستقطاب الحاد، ويجب أن نتذكر أن الرئيس رونالد ريغان هو الزعيم الأمريكي الذي وصف السوفييت بأنهم (إمبراطورية الشر)، وكان من أكثر الرؤساء الأمريكان عداء للعقيدة الحمرا، ومع ذلك كان براغماتياً في تعامله مع غورباتشوف.
اليوم يمر العالم بأزمة أمنية حادة ويكاد يقف على أطراف أصابعه بسببها خشية من الانزلاق لحرب عالمية ثالثة وأزمة أمنية تجر العالم كله، لكن المتغير أن هناك زعيماً ثالثاً سيكون هو الوسيط بين القطبين الحاليين –روسيا وأمريكا-، فالأمير محمد بن سلمان، الذي زعمت بعض الأوساط الإعلامية الغربية انحياز بلاده إلى الروس بداية الحرب الأوكرانية، استطاع أن يقود بلاده دون أن تنزلق لأي من المحورين المتصارعين، بل استطاع أن يمهّد الطريق لهذه الوساطة بعلاقاته الممتازة مع الطرفين وسط ذلك الاستقطاب والاتهامات المجانية وغير الحقيقية التي أطلقتها الصحافة الغربية من باب الكيد السياسي.
السعوديون أكدوا دائماً أنهم لم ولن يكونوا طرفاً في الحرب، ورأوا أن المفاوضات وتصفير الخلافات هو الحل الناجع، وقد نجحت مساعيهم عدة مرات في إطلاق سراح العديد من الأسرى الروس والأوكرانيين، والأمريكان والغربيين، وهو ما أكد نجاح التموضع السعودي الذي اتخذه ولي العهد الأمير محمد مشكّلاً زعامة عالمية له ولبلاده.
أما لماذا اختارت الدولتان الكبيرتان السعودية لاستضافة القمة العالمية؟ فلأن الجلوس مع الدولتين الكبيرتين على طاولة مفاوضات واحدة يتطلب أن تكون دولة في حجمهما بعمر يمتد لأكثر من ثلاثمائة عام، خبرت فيها السياسة وتقاليدها، ولديها دورها الدولي المتعاظم في السياسة الدولية، وحجمها الاقتصادي الكبير كإحدى دول العشرين، إضافة إلى مكانتها الإقليمية والعربية والإسلامية.