باحث بـ«المصري للدراسات»: انقسام حاد في إسرائيل ونتنياهو في مأزق
تاريخ النشر: 16th, February 2025 GMT
أكد محمد فوزي، الباحث في المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، أن إسرائيل تشهد انقسامًا حادًا بين تيارين رئيسيين، الأول يقوده اليمين المتطرف الساعي لإفشال اتفاق وقف إطلاق النار، والثاني يضم المعارضة الإسرائيلية وعائلات المحتجزين، الذين يرون أن إسرائيل لم تحقق أهدافها الاستراتيجية في غزة ويدفعون باتجاه استكمال الاتفاق.
وأشار فوزي، خلال مداخلة على قناة «القاهرة الإخبارية»، إلى أن بنيامين نتنياهو يستخدم استراتيجية الهروب إلى الأمام، حيث يسعى لإثارة أزمات جديدة للهروب من الضغوط الداخلية، خاصة تلك المرتبطة بالملفات القضائية والأزمة السياسية. موضحًا أن نتنياهو يحاول إرضاء اليمين المتطرف من جهة، ومن جهة أخرى تحقيق شروط تفاوضية تعجيزية تعيق تنفيذ الاتفاق، كما ذكرت وسائل إعلام عبرية.
دور مصر والضغوط الدوليةوأضاف أن الدور المصري والضغوط الدولية يلعبان دورًا رئيسيًا في محاولات استكمال الاتفاق، لكنه شدد على أن الضغط الداخلي في إسرائيل أصبح غير مسبوق، بسبب التراجع الاقتصادي، والهجرة العكسية، وانهيار الثقة في الحكومة، ما يعزز المطالبات بإنهاء الحرب.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: إسرائيل نتنياهو الانقسام الحرب اتفاق وقف إطلاق النار مصر
إقرأ أيضاً:
إسرائيل وخيار القوة
لم تحمل عودة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة أية مفاجأة، إذ إن هذا الخيار كان مقروءاً، في الأيام الأخيرة، أو حتى شبه معلن كبديل عن مسار التفاوض، بعدما فشل في تحقيق الأهداف الأمريكية والإسرائيلية، وإن بقي السؤال معلقاً حول إمكانية نجاحه من عدمه.
كان الاستعداد والحديث العلني في وسائل الإعلام الإسرائيلية عن خطط التصعيد التدريجي لعودة الحرب واضحاً وضوح الشمس، خلال الأيام الأخيرة، وقد بدأت ترجمته بالفعل على الأرض، بالتزامن مع تهديدات المبعوث الأمريكي ويتكوف، بعد فشل مقترحه في الجولة الأخيرة من مفاوضات هدنة غزة. وها هي «أبواب الجحيم» قد فتحت بالفعل بضوء أخضر أمريكي، من دون الحاجة إلى تأكيد البيت الأبيض على وجود مشاورات أو تنسيق مسبق مع تل أبيب. لكن أبواب الجحيم هذه التي استهدفت خيام النازحين المقامة فوق ركام منازلهم، وقتلت المئات من المدنيين، معظمهم من الأطفال والنساء، كانت مفتوحة على مدار 15 شهراً ولم تحقق أهداف الحرب، بينما أثبت مسار التفاوض أنه وحده القادر على إطلاق سراح رهائن.خيار القوة كان حاضراً منذ اللحظة الأولى لدخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 19 يناير (كانون الثاني) الماضي، لكن في كل مرة كان نتانياهو يحاول إفشال الاتفاق، كان يصطدم بالجانب الأمريكي الساعي للإفراج عن المزيد من الرهائن. وفي أول فرصة متاحة انقلب نتانياهو على الاتفاق، عندما رفض الانتقال إلى مفاوضات المرحلة الثانية، أو حتى استكمال تنفيذ استحقاقات المرحلة الأولى، والالتزام بتنفيذ البروتوكول الإنساني بإدخال الخيام والبيوت المتنقلة «الكرفانات» والمعدات الثقيلة، والإمدادات الطبية وغيرها. وها هو اليوم ينقلب مجدداً على الاتفاق، ليس من أجل إعادة الرهائن، كما يدعي هو وأركان حربه، إذ إن بعضهم بدأ يتساقط تحت وطأة الضربات الإسرائيلية، وإنما للهروب من أزماته الداخلية المتفاقمة، حتى ولو على حساب التضحية بالرهائن الذين لم يكترث يوماً بحياتهم، مقابل تثبيت ائتلافه الحاكم وبقائه في السلطة.
هذه الأزمات الداخلية الناجمة أساساً عن قضايا الفساد التي يحاكم بشأنها، لطالما كانت تغذي دوافعه لعدم إنهاء الحرب، ومواجهة مصيره المحتوم. والآن تأتي قضية إقالة رئيس جهاز «الشاباك» على خلفية تحقيقات يجريها مع مقربين من نتانياهو في هجوم 7 أكتوبر، لتضيف عبئاً ثقيلاً على كاهله، لجهة التداعيات القانونية والقضائية والمجتمعية، والتي من شأنها تعميق الانقسام الداخلي وأخذ الإسرائيليين إلى حافة الحرب الأهلية، وفقاً للمحللين. وبالتالي فإن الحرب هي المخرج لكل هذه الأزمات، خصوصاً أنها تتزامن مع منطق القوة الذي تستخدمه إدارة ترامب في كثير من مناطق العالم، في تناقض صريح مع ما وعدت به هذه الإدارة بشأن إخماد الحروب والصراعات.
لكن يبقى السؤال هل يستطيع نتانياهو تحقيق ما لم يستطع تحقيقه طوال الأشهر السابقة، أم أنه سيواجه الفشل مجدداً ويخسر كل أوراقه، هذه المرة، على الرغم من ويلات الحرب؟