اكتشاف نوع جديد من اضطرابات تخثّر الدم يعقّد التشخيص والعلاج
تاريخ النشر: 16th, February 2025 GMT
يمانيون../
كشف فريق بحثي من جامعة ماكماستر عن نوع جديد من اضطرابات تخثّر الدم، يفسّر استمرار التخثّر العفوي وغير المعتاد لدى بعض المرضى رغم تلقيهم مميعات الدم.
ووفقًا لدراسة نشرتها مجلة “نيو إنغلاند الطبية”، فإن هذا الاكتشاف قد يؤثر على طرق تشخيص وعلاج المرضى الذين يعانون من تخثّر دم غير مبرر أو متكرر، مما قد يساعد في تحسين استراتيجيات العلاج.
اضطراب جديد مشابه لحالات تخثّر نادرة
أوضح الباحثون أن الاضطراب المكتشف حديثًا يتشابه مع نقص الصفيحات المناعي الناجم عن اللقاح (VITT)، وهو اضطراب تخثّر نادر ظهر لدى بعض متلقي لقاحات “كوفيد-19” التي تم وقف استخدامها.
وأظهرت الدراسة أن بعض المرضى يصابون بتخثّر دموي حاد نتيجة وجود أجسام مضادة مشابهة لتلك المرتبطة بـ VITT، حتى في غياب العوامل المحفزة المعروفة مثل مميعات الدم (الهيبارين) أو التطعيم السابق.
وأطلق الباحثون على هذا الاضطراب الجديد اسم “اعتلال غاما أحادي النسيلة ذو الأهمية الخثارية (MGTS)” بسبب تشابهه مع VITT.
دقة التشخيص وأثره على العلاج
أكد الدكتور ثيودور واركنتين، أحد معدّي الدراسة، أن تشخيص هذا الاضطراب بدقة قد يساعد في تطوير علاجات أكثر فاعلية تتجاوز مضادات التخثر التقليدية.
وأظهرت التحليلات أن المرضى الذين يعانون من MGTS لديهم بروتينات M (أحادية النسيلة) التي تعد مؤشرًا على اضطرابات الخلايا البلازمية، إلى جانب استجابة مناعية شبيهة بـ VITT استمرت لأكثر من 12 شهرًا، وهو أمر غير شائع في معظم الأجسام المضادة المرتبطة بتخثّر الدم.
علاجات جديدة بديلة لمميعات الدم
أشارت الدراسة إلى أن المرضى لم يستجيبوا للعلاجات التقليدية بمميعات الدم، لكنهم أظهروا تحسّنًا مع علاجات بديلة، مثل:
“غلوبولين” المناعي الوريدي بجرعات عالية (IVIG)
مثبطات بروتون تيروزين كيناز (إبروتينيب)
علاجات تستهدف الخلايا البلازمية المستخدمة في علاج الورم النقوي المتعدد
وشارك في الدراسة باحثون من كندا، نيوزيلندا، فرنسا، إسبانيا، وألمانيا، حيث تم جمع بيانات من خمسة مرضى خضعوا للعلاج في هذه الدول.
دور الأبحاث الجزيئية في فهم المرض
أكد الدكتور إسحاق نازي، أحد الباحثين الرئيسيين، أن هذا الاكتشاف يبرز أهمية الأبحاث الجزيئية والكيميائية الحيوية في كشف آليات الأمراض المعقدة، مما يتيح تشخيصًا أدق وعلاجات مبتكرة للأمراض غير المعروفة سابقًا.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
نقلة نوعية في علاج مرحلة متقدمة من التصلب المتعدد
منحت دراسة جديدة الأمل لمن يعانون من مرحلة متقدمة من مرض التصلب المتعدد، إذ أظهرت نتائجها أن عقار "توليبروتينيب" (Tolebrutinib) قد يؤخر تطور الإعاقة لدى المرضى المصابين بالمرض.
وأجرى الدراسة باحثون في كليفلاند كلينك في الولايات المتحدة الأميركية، وعرضت في الاجتماع السنوي للأكاديمية الأميركية لطب الأعصاب 2025 في سان دييغو الذي أقيم ما بين 5 و9 أبريل/نيسان الجاري، ونُشرت في 8 أبريل/نيسان الجاري في مجلة "نيو إنغلاند جورنال أوف ميديسن" (New England Journal of Medicine)، وكتب عنها موقع "يوريك أليرت" (EurekAlert).
نجح هذا العقار في تأخير تطوّر الإعاقة لدى المرضى المصابين بمرحلة متقدمة من مرض التصلب المتعدد بنسبة 31%، وتعرف هذه المرحلة بالتصلب المتعدد الثانوي التقدّمي غير الانتكاسي (Non-relapsing Secondary Progressive Multiple Sclerosis)، وهي حالة تتسم بتدهور عصبي تدريجي يصيب مرضى التصلب المتعدد في المراحل المتأخرة من المرض.
وتأتي أهمية هذه النتائج من كونها المرة الأولى التي يُظهر فيها دواء فعالية في إبطاء تقدم المرض.
توليبروتينيب تحت الاختباراستمرت الدراسة من أكتوبر/تشرين الأول 2020 إلى يناير/كانون الثاني 2023، واشتملت على نحو 1131 مريضا من 31 دولة، وتلقت مجموعة من المرضى دواء "توليبروتينيب"، في حين تلقت مجموعة أخرى علاجا وهميا، وأظهرت نتائج الدراسة أن معدل تطور الإعاقة بعد ستة أشهر بلغ 22.6% بين متلقي العقار مقابل 30.7% في مجموعة الدواء الوهمي.
إعلانكما لاحظ الباحثون تحسنا في بعض المقاييس الثانوية بما في ذلك انخفاض في آثار التصلب المتعدد التي تظهر في فحوص الرنين المغناطيسي، وتحسن في بعض مقاييس الإعاقة مثل اختبارات المشي والتهاب وتلف الأنسجة.
استهداف الالتهاب المزمن
يعلق الدكتور روبرت فوكس، رئيس فريق البحث وطبيب الأعصاب في مركز ميلين لأبحاث وعلاج التصلب المتعدد في عيادة كليفلاند، قائلا "تمثل هذه النتائج أملا جديدا للمرضى الذين عانوا لسنوات من عدم وجود خيارات علاجية فعالة، إذ إن العقار يستهدف بشكل خاص الالتهاب المزمن في الجهاز العصبي المركزي، والذي يعتبر أحد الأسباب الرئيسية للتدهور التدريجي في هذه الحالات".
وعلى الرغم من النتائج المشجعة، سجلت الدراسة بعض الآثار الجانبية لهذا الدواء التي تستدعي الانتباه، حيث ظهرت حالات من ارتفاع إنزيمات الكبد لدى بعض المرضى، خاصة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العلاج، وقد توفيت إحدى الحالات بسبب الفشل الكبدي؛ وهذا يشير إلى الحاجة إلى المتابعة الدقيقة خلال هذه الفترة، وضرورة توقف العلاج فورا عند ظهور هذه الأعراض.
يخضع العقار حاليا لمراجعة من قبل إدارة الغذاء والدواء الأميركية، وفي حال نيله الموافقة قد يصبح أول علاج معتمد لهذه الفئة من مرضى التصلب المتعدد، ومع ذلك يؤكد الباحثون أهمية اعتماد بروتوكولات دقيقة لمراقبة وظائف الكبد لضمان سلامة المرضى أثناء استخدامه.