تعدّ خدمات المستشفيات العامة والخاصة في دول العالم، أحد أركان النظام الصحي الجيد الذي يُفترض به تقديم رعاية صحية متكاملة وعادلة لمواطني الدولة بمختلف فئاتهم وشرائحهم، فالمستشفيات العامة توفر خدماتها بأسعار مجانية أو مدعومة، ممّا يجعلها ملاذًا للأفراد ذوي الدخل المحدود، أما المستشفيات الخاصة، فتعرف بجودة خدماتها وسرعة استجابتها، لكن بسبب تكلفتها العالية، تبقى غير متاحة إلا لطبقة معينة من المجتمع.
ورغم أهمية هذه المنظمات، فإن تردِّي خدماتها يعود إلى أسباب متعددة. فالمستشفيات العامة، تعاني من نقص الموارد المالية، والضغط الكبير على الكوادر الطبية، وضعف البنية التحتية، وهذا يؤدي إلى قوائم انتظار طويلة لعلاج المرضى، ونقص في الأدوية، وتجهيزات طبية متقادمة. وفي المقابل، تعاني المستشفيات الخاصة، من التركيز على الربحية، ممَّا يجعلها تبالغ في الأسعار على حساب جودة خدماتها، وهو ما يفاقم التفاوت بين فئات المجتمع.
هذا الواقع المرير، تعاني منه تقريبًا جميع الأنظمة الصحية في العالم، ما يؤدي بالضرورة إلى حرمان الأكثرية العظمى من الأفراد من حقوقهم في العدالة الصحية، ويُعزِّز الفجوة بين الأغنياء والفقراء.
السير مجدي يعقوب، البروفيسور المصري العالمي وجراح القلب البارز، يشير إلى أن العدالة الصحية، ليست مجرد مفهوم أخلاقي، بل هي ضرورة إنسانية واجتماعية ملحَّة لضمان صحة ورفاهية المجتمعات دون استثناء. فمع التطور في مجالي التكنولوجيا الصحية والطب، أحرزت البشرية تقدمًا كبيرًا في تطوير العلاجات الحديثة، والتقنيات المتقدمة التي تعالج أمراضًا كانت مميتة، أو مستحيلة العلاج في الماضي. ومع ذلك، فإن هذا التقدم لم ينعكس على جميع المرضى بالشكل المأمول. وتشير الإحصائيات إلى أن 18% فقط من المرضى، هم من يمكنهم الوصول إلى تلك العلاجات الحديثة، في حين يُحرم 82% منهم بسبب التكلفة العالية أو غياب الأنظمة الصحية الفعَّالة.
لاشك أن هناك أسبابًا، وتحديات كبيرة، تواجه النظم الصحية، لتحقيق العدالة الصحية. من أبرزها ارتفاع تكلفة العلاجات الحديثة، وحجم الاستثمارات الضخمة المطلوبة في التجهيزات والأبحاث والتطوير، إلى جانب التسعير غير المنصف للفحوصات الطبية. كما أن أسعار الأدوية التي يسيطر عليها الاحتكار الصناعي، تجعلها بعيدة المنال عن متناول الفقراء، أو محدودي الدخل.
إضافة إلى ذلك، تمثل نظم التأمين الطبي، وضعف التغطية التأمينية، جزءًا كبيرًا من المشكلة، حيث تُضاف الاستثناءات، وسقوف التأمين المالية، كعائق آخر يحول دون الوصول إلى الرعاية الطبية الكاملة والعادلة.
في هذا السياق، ينبغي الإشارة إلى ركائز النظام الصحي العادل، ومنها التسعير المنصف للأدوية، والعلاجات من خلال الضوابط التنظيمية للأسعار، ودعم الشركات التي تقدم حلولًا مبتكرة بأسعار معقولة. كذلك يُعد التعاون الدولي لتبادل الخبرات والموارد الصحية، من خلال منظمة الصحة العالمية، أحد الحلول المهمة إلى جانب تعزيز نظم التأمين الصحي الشاملة، وتشجيع الشركات من القطاعين العام والخاص على المساهمة في تطوير النظم الصحية.
من بين النماذج العالمية الملهمة لتحقيق العدالة الصحية، نجد النرويج التي توفر تغطية طبية شاملة لمواطنيها، والهند التي تعزِّز إنتاج الأدوية البديلة، ممّا يساهم في خفض تكلفة العلاجات.
وتجدر الإشارة إلى أن تحقيق العدالة الصحية، ليس مسؤولية الدول والحكومات وحدها، بل يشمل أيضًا مساهمات المجتمع المدني والأفراد.
كما يلعب الإعلام دورًا رئيسيًا في تسليط الضوء على قضية العدالة الصحية وزيادة وعي المواطنين.
وأخيرًا ، فإن العدالة الصحية، هي مفتاح بناء مجتمعات أكثر إنسانية وعدلًا. فلا يمكن تحقيق التنمية الشاملة دون ضمان صحة الأفراد الذين يشكلون العمود الفقري لأي أمة. وبينما تظل التحديات قائمة، فإن إرادة المسؤولين والأساليب المبتكرة، والتعاون الدولي، يمكن أن يجعل من العدالة الصحية حقيقة، وواقعًا ملموسًا في حياة البشر جميعًا.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: زين أمين العدالة الصحیة
إقرأ أيضاً:
الأحوال المدنية المتنقلة تقدم خدماتها في 53 موقعًا حول المملكة
الرياض
تقدم الوحدات المتنقلة للأحوال المدنية خدماتها للرجال والنساء في (53) موقعًا حول المملكة، وذلك ضمن مبادرة “نأتي إليك” التي تنفذها وكالة وزارة الداخلية للأحوال المدنية للجهات الحكومية والخاصة، ومبادرة “موجودين” الموجهة لخدمة المحافظات والمراكز والقرى البعيدة عن مكاتب الأحوال المدنية.
وبدأت الوحدات المتنقلة في منطقة القصيم، بتقديم خدماتها اليوم للنساء في محافظة أبانات، ويوم الاثنين للرجال في متوسطة جابر بن عبدالله بمركز الفوارة لمدة ثلاثة أيام لكل منهما، وفي متوسطة مجمع الشيخ محمد بن إبراهيم الخضير بمحافظة رياض الخبراء، وللنساء في الابتدائية السابعة والتسعين بمدينة بريدة، والثانوية الأولى للبنات بمحافظة البدائع لمدة يوم لكل منهما.
فيما تُقدم الخدمة يوم الثلاثاء للرجال في متوسطة وثانوية النبهانية لمدة ثلاثة أيام، وفي الشركة السعودية للكهرباء ببريدة، وللنساء في الثانوية الثالثة والثلاثين والابتدائية السادسة والخمسين ببريدة، والثانوية الرابعة بمحافظة البدائع، والمتوسطة والثانوية الثانية بمحافظة رياض الخبراء، ويوم الأربعاء في المتوسطة الأولى بمحافظة البدائع لمدة يوم لكل موقع.
وتقوم الوحدات المتنقلة في منطقة عسير، بتقديم خدماتها اليوم للرجال والنساء في محافظة الفرشة لمدة أسبوع، وفي محافظة الأمواه لمدة أربعة أيام، وفي مركز صمخ بمحافظة بيشة لمدة يومين، وللرجال في مدرسة الملك عبدالعزيز الابتدائية بمحايل عسير لمدة يومين، وللنساء في متوسطة وثانوية شواص بمحافظة بلقرن، ومتوسطة وثانوية آل الشيخ بمحافظة النماص، ويوم الاثنين في متوسطة وثانوية عفراء بمحافظة بلقرن، ويوم الثلاثاء للرجال في متوسطة وثانوية البظاظة بمحافظة بلقرن، فيما تقدم الخدمة يوم الأربعاء في متوسطة سعد بن أبي وقاص بمحافظة بلقرن، ويوم الخميس في ثانوية أبو بكر الرازي بمحافظة خميس مشيط، وفي مركز بني عمرو بمحافظة النماص لمدة يوم لكل موقع.
وفي منطقة مكة المكرمة تقوم الوحدات المتنقلة بتقديم خدماتها اليوم للرجال في مركز قيا وثانوية القيروان بالطائف، ويوم الاثنين في مركز أبو راكة، ومتوسطة الأندلس الأهلية بالطائف، ويوم الثلاثاء في ثانوية الحرمين بالطائف، فيما تقدم الخدمة يوم الأربعاء في ثانوية الملك عبدالله بالطائف، وللنساء في مقر مبنى الخطوط السعودية بجدة، ويوم الخميس للرجال لمدة يوم لكل موقع.
وتقدم الوحدات المتنقلة بمنطقة الجوف خدماتها للرجال يوم الاثنين في ابتدائية أبي جعفر الطيار بطبرجل، وللنساء في الابتدائية الثامنة بطبرجل، والمتوسطة الثالثة عشر بالقريات، ويوم الثلاثاء في طبرجل للرجال في الثانوية السابعة، وللنساء في ابتدائية المعتصم بالله، وابتدائية التحفيظ الثانية لمدة يومين لكل موقع.
وتقوم الوحدات المتنقلة في المنطقة الشرقية بتقديم خدماتها للنساء يوم الثلاثاء في المتوسطة الأولى للبنات، والابتدائية العاشرة للبنات بالدمام، ومدراس تلال الظهران الأهلية، والمتوسطة الأولى للبنات بالخفجي، ويوم الأربعاء في الابتدائية السادسة للبنات بالخفجي لمدة يوم لكل موقع.
وفي منطقة الباحة تقوم الوحدات المتنقلة بتقديم خدماتها اليوم للرجال في مركز وادي رما بمحافظة الحجرة، وللنساء في مدرسة أم عمارة بمحافظة المندق، ويوم الثلاثاء للرجال في مركز بني عطا بمحافظة الحجرة، وللنساء في متوسطة أسماء بنت النعمان بالجوفاء بمحافظة المندق، ويوم الأربعاء للرجال في متوسطة الأمير مشاري بمحافظة المندق لمدة يومين لكل موقع.
وتقوم الوحدات المتنقلة بمنطقة حائل بتقديم خدماتها يوم الأربعاء للنساء في المتوسطة الأولى للبنات بمحافظة بقعاء، والمتوسطة الثالثة للبنات بحائل، ويوم الخميس في ابتدائية الثقافة للبنين بمحافظة بقعاء لمدة يوم لكل موقع.
وفي منطقة نجران تقوم الوحدات المتنقلة بتقديم خدماتها اليوم للنساء في مدرسة يدمه بمحافظة يدمه لمدة يومين، وفي مستشفى القوات المسلحة بمحافظة شرورة لمدة يوم، وللرجال في محافظة ثار لمدة أسبوع وللنساء يوم الأربعاء لمدة يومين.
وتقدم الوحدات المتنقلة بمنطقة الحدود الشمالية خدماتها يوم الاثنين للنساء في محافظة العويقيلة، ويوم الاثنين للرجال في مركز لينة لمدة ثلاثة أيام لكل منهما.
وتوفر الوحدات المتنقلة للمستفيدين والمستفيدات، خدمات السجل المدني كإصدار بطاقة الهوية الوطنية وتجديدها وبدل تالف عنها.
وتعد الخدمات المتنقلة من أبرز وسائل تقديم الخدمة الميدانية في الأحوال المدنية؛ لما تقدمه من تسهيلات لعموم المستفيدين من الرجال والنساء، وتسهم في اختصار الوقت وتقليل الجهد على المستفيدين.