مقدمة تلفزيون "أن بي أن"
ثلاثة عناوين بارزة تتقاسم حالياً المشهد اللبناني: سياسيٌّ يرتبط بالعمل على إنجاز البيان الوزاري الذي ستنال الحكومة الثقة على أساسه وأمنيٌّ يرتبط بالإحتجاجات في محيط مطار بيروت وما تخللها من اعتداء على آليات وعناصر لليونيفيل وجنوبيٌّ يتصل باستحقاق الثامن عشر من شباط.
في الملف الحكومي مساع لإنجاز البيان الوزاري على أمل إقراره في جلسة لمجلس الوزراء مرتقبة مطلع الأسبوع المقبل تمهيداً لطلب ثقة مجلس النواب على اساسه.
على خط الإحتجاجات اَعتصام سلمي على طريق المطار – الكوكودي دعا إليه حزب الله استنكارا للتدخل الإسرائيلي وإملاء الشروط واستباحة السيادة الوطنية وقد فُضّ الاعتصام بعد القاء الجيش قنابل مسيلة للدموع لتفرقة المتواجدين.
وبعد حادثة أمس ضبط الجيش اللبناني الوضع في محيط المطار وعلى الطرقات المؤدية إليه بحيث يعمل هذا المرفق الجوي بشكل طبيعي ولا اضطرابات في حركة المسافرين أو الرحلات منه وإليه. وقد ساعد في ذلك واقع عدم وجود أيِّ غطاء سياسي أو حزبي لأعمال الشبان المحتجين واستهدافهم اليونيفيل.
وفي هذا السياق أكدت قيادة حركة أمل أن قطع الطرقات في أي مكان هو طعنة للسلم الأهلي مشددة على أن الإعتداء على اليونيفيل هو اعتداء على جنوب لبنان ودعت الجيش اللبناني والقوى الأمنية إلى ملاحقة الفاعلين والضرب بيد من حديد على أيدي العابثين.
وفيما أعلن وزير الداخلية أحمد الحجار بعد الإجتماع الطارىء لمجلس الأمن المركزي أن ثمة ستة وعشرين موقوفاً على ذمة التحقيق قال رئيس الجمهورية جوزاف عون إن ما حصل على طريق المطار ممارساتٌ مرفوضة ومدانة مضيفاً أن لا تساهل مع أي جهة تتمادى في الإساءة إلى الإستقرار والسلم الأهلي.
من جانبهم رئيس الحكومة والوزراء المعنيون استنفروا مؤكدين اتخاذ الإجراءات اللازمة ومعتبرين ان الهاجس الأول هو أمن المطار. على مستوى ردود الفعل الخارجية اعتبرت وزارة الخارجية الفرنسية أن الإعتداءات على اليونيفيل في لبنان يمكن أن تشكل جرائم حرب فيما اشادت نظيرتها الأميركية بالتزام الحكومة اللبنانية باتخاذ جميع التدابير لمحاسبة المسؤولين عن الهجوم.
جنوباً تعنُّتٌ واضح يتسم به موقف العدو الإسرائيلي قبيل نفاد المهلة الممددة لانسحاب قوات الإحتلال الثلاثاء المقبل. وكانت آخر التصريحات الإسرائيلية قد أكدت احتفاظ الإحتلال بخمسة مواقع عسكرية. وفي هذا الشأن برز موقف لبناني رافض عبّر عنه المعاون السياسي للرئيس نبيه بري النائب علي حسن خليل بقوله إن كل محاولات إعطاء تبرير للعدو من أجل البقاء في أي نقطة من ارضنا مرفوضة من كل اللبنانيين محذراً من أن هذا الأمر يبقي الأبواب مفتوحة أمام كل الخيارات من أجل استكمال التحرير. ويضيف المعاون السياسي: نحن ندعم الحكومة والجيش في استخدام كل الوسائل المتاحة لهذه الغاية.
وعلى خطٍ موازٍ صدر بيانٌ يتضمن "نداء العودة -4" عن "أبناء القرى الحدودية المحتلة" يدعو الأهالي إلى أن يجعلوا من يوم الثلاثاء المقبل يوم إستحقاق وطني بامتياز تنطلق فيه القوافل من كل المناطق إلى مشارف هذه القرى لتحريرها من رجس الإحتلال. والإحتلال أفرج اليوم عن نحو ثلاثمئة وسبعين معتقلاً فلسطينياً من زنازينه مقابل إطلاق المقاومة الفلسطينية سراح ثلاثة اسرى إسرائيليين. هذا الأمر اندرج في سياق سادس عملية تبادل بين الجانبين في إطار المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار. وقد أكدت حركة حماس أن لا بدائل أمام إسرائيل للإفراج عن باقي المحتجزين إلاّ بتنفيذ كامل بنود اتفاق وقف إطلاق النار.
مقدمة تلفزيون "المنار"
من اطفأَ نيرانَ المحتلِ بدماءِ ابنائِه لحمايةِ الوطن، احرصُ على السيادةِ الوطنيةِ من اَن تَحترقَ بنيرانِ مُدَّعي الحفاظِ عليها.. ومن يدعي السيادةَ عندَ طريقِ المطار عليه اَن يحفظَها بحُسنِ القرار، لا الخضوعِ للاملاءاتِ الاميركيةِ الصهيونيةِ ومحاولةِ التبريرِ بعناوينَ بالية..
ومن ازعجتهُ اطاراتٌ مشتعلةٌ على الطريقِ كتعبيرٍ سلميٍ من مواطنينَ يحاولونَ فتحَ الطرقِ امامَ اهلِهم العالقينَ في ايرانَ بقرارٍ من الحكومةِ اللبنانية، كانَ اَوْلى اَن يُزعِجَهُ قطعُ العدوِ الصهيوني الطريق على التطبيقِ الكاملِ لوقفِ اطلاقِ النار في الجنوب، ومواصلته احراقَ ما تبقَّى من منازلَ ومبانٍ على اعينِ اللجنةِ الخماسيةِ بكاملِ اعضائِها..
والمعضلةُ انَ البعضَ لا يريدُ ان يرى الا آليةً لقواتِ اليونفل احترقت بالامس على طريقِ المطار – وهو فعلٌ رفضَهُ الجميع، ولا يرى بلداً تَحترقُ سيادتُه وكرامتُه الوطنيةُ بفعلِ تغريدةٍ لمتحدثٍ باسمِ جيشِ العدو، يخضعُ لها جُلُّ المتحدثينَ على منابرِ الحريةِ والسيادةِ والوطنيةِ ولبنانَ الجديد كما يسمون..
ومن جديدٍ اينَ حريةُ الرأيِ والتعبيرِ المصانةُ والمكفولةُ بدستورِنا الذي يَعبُدُهُ البعضُ متى ارادَ على المنابرِ، ويأكلُه متى جاءت الاوامر؟
مظاهرةٌ سلميةٌ بكلِّ مقاييسِ الحضاريةِ والاتزانِ والخطابِ الوطنيِّ المصان، نفَّذَها نساءٌ واطفالٌ ورجالٌ وشبانٌ اتَوا للتعبيرِ عن رأيِهم لرفعِ الغشاوةِ عن بعضِ الاعينِ والصدور، ولكي لا تُشكِلْ على احدٍ الامور، فيظنَ انه مزهوٌ بفائضِ القوةِ بحِلفِهِ مع مجنونٍ اميركيٍّ او انَ البلدَ باتَ على قياسِ قميصِه الضيِّق. متظاهرونَ سلميونَ رفعوا شعاراتِ السيادةِ والحريةِ ورفضِ الوصايةِ الاجنبية، سَمحوا لآلياتِ اليونيفل وغيرِها بالعبور، وعبَّروا بكلِّ حضارةٍ عن حقيقةِ الامور، فعاجَلَهُم الجيشُ بالرصاصِ والقنابلِ المسيِّلةِ للدموع، اثناءَ خطابِ وزيرٍ سابقٍ يُدلي بموقفٍ وطنيٍ واضحٍ ومعه نوابٌ من الامةِ بحصانةٍ كاملة.
فمن امرَ بهذا الفعلِ غيرِ المسؤول؟ ومن لا يزالُ يكابرُ ويريدُ ان يَرميَ البلدَ في المجهول؟ ومن يظنُ انَ بامكانِه وضعَ الناسِ امامَ ابنائِهم من الجيشِ والقِوى الامنية، وما جَفَّت دماؤهم التي اختَلَطت ببعضِها على ارضِ الجنوبِ ؟
كلمةٌ قالها المتظاهرون، وعندَها يُختصرُ الكلام: اِنْ كنتُم تريدونَ اَن تَخضعوا للاملاءاتِ الخارجيةِ فالمقاومةُ وشعبُها لا يعرفونَ الخضوع، ويعرفون كيفَ يحافظونَ على البلدِ وسيادتِه وسلمِه الاهلي، وهم دائماً جديرونَ بالحياة، وقادرون على تقديمِ الموقفِ الذي لا لَبْسَ فيه..
وواضحُ الموقفِ والكلامِ غداً مع اطلالةِ الامينِ العامّ لحزب الله سماحةِ الشيخ نعيم قاسم في ذكرى القادةِ الشهداء..
مقدمة تلفزيون "أو تي في"
إذا كان الاعتداء على حرية التنقل يستوجب حسماً من السلطات العسكرية والأمنية، كان ممنوعاً في 17 تشرين الأول 2019 وصار مسموحاً اليوم لأسباب لا تخفى على أحد، فالمشهد على طريق المطار في الساعات الأخيرة يتطلب قراءة أبعد من التفاصيل الميدانية، ليلامس جوهر الأزمة، انطلاقاً من الملاحظات الآتية:
أولاً، تحوُّل طريق المطار إلى ساحة نزال بين خطين سياسيين متناقضين اجتمعا قبل أسبوع بالتمام والكمال، وعلى مضض، في حكومة واحدة، من دون تفاهم سياسي، ولا رؤية لمقاربة الملفات الإشكالية، وأولها في هذه المرحلة موقع الثنائي الشيعي في المعادلة الوطنية بعد الحرب.
ثانياً، التداعيات السلبية لكل ما يجري على صورة العهد الذي احتفل قبل ستة أيام بشهره الأول، ضمن المهلة الممددة الأولى للانسحاب الاسرائيلي بموجب اتفاق وقف إطلاق النار، ومن دون أن يتضح بعد هل سيُنجز الانسحاب بحلول الثلاثاء من كامل الاراضي التي احتلت في الحرب الاخيرة، مع ترجيح تمسك الاحتلال بخمس نقاط، ما يعني عملياً تمديداً ثانياً إلى أجل غير معلوم.
ثالثاً، على رغم اعلان رئيس الحكومة اليوم من قصر بعبدا ان البيان الوزاري سينجز الاثنين المقبل، ليحال على الحكومة فمجلس النواب لنيل الثقة، لا يثق كثيرون من اللبنانيين بقدرة الحكومة الجديدة على الانجاز في الملفات التي ينتظرونها منذ سنوات، ولاسيما قضية أموال المودعين والنهوض الاقتصادي، بفعل الخلاف السياسي المستحكم، والمستمر من مرحلة الفراغ.
رابعاً، في وقت لاقى الاعتداء على اليونيفيل موجة عارمة من الاستنكار، ولاسيما على المستويين الاقليمي والدولي، تتكاثر الاسئلة يومياً حول دور الحاضنة الخارجية للمرحلة السياسية الجديدة في لبنان، حيث يبدو أن الاعتبارات السياسية المحلية فرملتها الى حين، على رغم التأكيدات المعاكسة من المعنيين.
خامساً، لماذا يطرح مصير قانون الانتخاب على طاولة البحث في هذه المرحلة الدقيقة؟ وما الغاية من تحميل القانون الحالي الذي صحح التمثيل الوطني بأوسع صورة وِزر الشلل الذي أصاب مجلس النواب؟ وهل من نوايا مبيتة لإعادة عقارب الساعة الى الوراء على مستوى الشراكة الوطنية، كما جرى في عملية تأليف الحكومة؟ ومن هو صاحب القرار؟ وماذا ستكون عليه مواقف الأفرقاء المسيحيين المشاركين في الحكومة، إذا طرح الموضوع جدياً على طاولة مجلس الوزراء؟
في انتظار الاجوبة، ليس امام اللبنانيين سوى الترقب، كما على المستوى المحلي، كذلك اقليمياً، حيث المنطقة في مخاض كبير، قد يسفر إما عن حل كبير، أو عن أزمة أكبر، يبدو أن حظوظها تصبح يوماً بعد يوم أكبر بكثير.
مقدمة تلفزيون "أم تي في"
ماذا يحصل على طريق مطار رفيق الحريري الدولي، ولماذا حوّلها حزب الله ساحةً للشغب والاعتداء على المواطنين وحتى على قواتِ اليونيفيل؟ وهل أصبحت طريقُ المطار البديل من ساحة الجنوب الممنوعة على الحزب؟ فلليوم الثالث على التوالي تستمر أعمالُ الشغب على طريق المطار، وذلك تحت عناوينَ مختلفة. فتارةً الشغب هو لمنع الطائراتِ الإيرانية من أن تحطَّ في المطار، وطوراً، هو لمواجهة القرار الإسرائيلي بعدم الانسحاب من الجنوب. لكن في الحالين الحزب لا يقول الحقيقة. والحقيقة أن حزب الله، الذي خرج من حرب الإسناد خاسراً ومهزوماً ومثخناً بالجراحِ المعنوية والمادية، يريد أن يَحُدَّ من خسارته. وتحديد الخسارة، في قاموسه، يمر حتماً بمنع قيام الدولة وبالإصرار على الاحتفاظ بسلاحه شمال الليطاني، بعدما أدرك أنه أصبح ممنوعاً من الوجود في جنوب الليطاني.
لذلك استغل الحزب قصةَ الطائرةِ الإيرانية، الممنوعة من أن تحط في المطار بقرارٍ أممي، ليفلّت "أزلامَه" و "صِبيتَه" على الأرض، وذلك بقصد توجيه رسالةٍ مزدوجة إلى رئيس الجمهورية وإلى الحكومة. فهو أولاً يريد أن يسجل اعتراضَه على خطاب القسم وعلى إصرار رئيس الجمهورية على أن يكون هناك سلاحٌ واحد على كل الأراضي اللبنانية، هو سلاحُ الشرعية. وهو ثانيا يريد ان يستبق البيانَ الوزاري، الذي تؤكد معلومات الـ "ام تي في " أن كلمة مقاومة لن ترد فيه. حتى أن عبارة "حق اللبنانيين بتحرير أرضهم" ستتحول إلى "حق الدولة بتحرير أرضها"، وفي ذلك مؤشرٌ واضح إلى أن زمنَ الدويلة انتهى، وأنه آن أوانُ قيام الدولة، وهو ما تجلى بوضوح في أداء الحكومة .
صحيح أن الدولة تراخت بعضَ الشيء في اليوم الأول، وتأخرت في الانتقال إلى الفعل في اليوم الثاني، لكنها اليوم حاصرتِ الشغب قبل أن يحصل، ومنعتِ المشاغبين والفوضويين من أن يزرعوا الفوضى، ومن أن يروِّعوا المسافرين. بالنتيجة القرار اتخذ: الدولة، ثم الدولة، ثم الدولة.. 7 أيار لن يتكرر.. وطريق المطار لن تكون أبداً البديلَ من طريق القدس.
البداية من شريط الشغب والاعتداءات.
مقدمة تلفزيون "ال بي سي"
لنعد بالذاكرة إلى الساعات الثماني والأربعين الماضية .
هددت اسرائيل بقصف المطار في حال حطت على ارضه طائراتٌ إيرانية بذريعة نقلها اموالاً لحزب الله. فقررت الحكومة اللبنانية وقف هذه الرحلات من والى طهران، وبدأت البحث عن حل لإعادة اللبنانيين العالقين في ايران .
تحركَ الشارع وضبطَه الجيش. ثم تحرك مجددا امس ولكن هذه المرة مع تسجيل اعتداء على القوات الدولية على طريق المطار.
ثلاثة سيناريوهات لما حصل :
اولا ؛ إذا كان التحرك منظما ، فيمكن وصف المجموعة التي قررته ونفذته بالغبية سياسيا، لأنها أهدت اسرائيل ما تريده تماما، وهو إظهار ضعف القوات الدولية المفترض بها ضبط وقف النار والإشراف على تطبيق القرار ١٧٠١.
الثاني ان مدسوسين نفذوا الاعتداء وهؤلاء يمكن تصنيفهم بالعملاء .
والثالث ان حزب الله قد يكون فقد مع استشهاد السيد حسن نصر الله قدرتَه على ضبط شارعه ، فانفلتت الأمور من يده.
وفيما يُفترض ان تبلور التحقيقاتُ التي يجريها الجيش مع عدد من الموقوفين أيَ صورة هي الأدق ،لا سيما أنها افضت حتى الآن لكشف هوية احد المتورطين في الاعتداء ،حاول حزب الله لملمة ما حدث امس، فنظم تظاهرةً ولكنها انفلتت مجددا قبل انتهائها بدقائق .
كل هذه التطورات مهمة، لكن الأهم أنها حصلت قبل ثلاثة أيام فقط من موعد الانسحاب الاسرائيلي المفترض من القرى الجنوبية المحتلة .
حتى الساعة تل ابيب مصرة على مواصلة احتلال خمس تلال .
لبنان الرسمي رافض ويضغط ديبلوماسيا بحثا عن حل ،قد يأتي من المفاوضات المستمرة مع واشنطن وباريس حتى الاثنين.
أما تحرك الشارع فيقرأه البعض على انه رسالة ابعد من لبنان، لما يمكن ان يصل اليه واقعُ الأرض إذا اتُخذ قرارُ تكثيف المواجهة بعد الثامن عشر من شباط .
فهل المطلوب الذهاب نحو الفوضى، او وقف الأخطاء المتبادلة، وهذا ما نُقل من اجواء عين التينة التي تحدثت عن أن الرئيس بري قلقٌ مما يحدث من الطائرة الإيرانية إلى الاعتداء على اليونيفيل وصولا إلى ما حدث اليوم، بينما المطلوب توفير الاستقرار الداخلي امام وضع إقليمي متوتر للغاية ابتداء من الوضع الميداني في غزة الليلة مع ما يمكن ان تُقدم عليه اسرائيل الرافضة لبدء المرحلة الثانية من التفاوض ، مرورا بالخطة العربية الموحدة أمام طرح ترامب بترحيل الغزيين من ارضهم .
مقدمة تلفزيون "الجديد"
مَنْ يَلعبُ بأمن البلد وخطوطِ نارِه ومطارِه وعهدِه حديثِ العهد ؟ ثلاثةُ أيامٍ من الفوضى والتعدياتِ على الأملاكِ العامة ومحيطِ مطارِ بيروتَ الدولي أَساءت للبنان ووَضَعَته في مصافِّ دولِ العِصابات المارقة. فأنْ يعترضَ حزبُ الله على توقفِ الملاحة الجوية مع ايران لم يكنْ يخوِّلُه بأيِّ حالٍ السيطرةَ على المطار وطرقاتِه واحتجازَ مسافريه وتعريضَ أمنِه القومي للخطر. أما أنْ يتنصلَ الحزبُ من شَغَبٍ وفوضىً واعتداءاتٍ ويرميها على ملثَّمِين مجهولي النَّسَب فالمُصيبةُ أكبر لأنه يقولُ بذلك إنه لا يَقوى على " شلة " من الأشرار الذين هَتَكوا وفَتَكوا بالأمنِ والسلمِ الأهلي، وقَدَّموا المساهمةَ للعدو في تبريرِ عدمِ انسحابِه، وأَعطَوْا مسبِّباتٍ لاسرائيل بأنَّ قواتِ حِفظِ السلام اليونفيل غيرُ قادرةٍ على تطبيقِ إشارةِ مرورٍ، فكيف لها أن تتسلمَ نِقاطاً خَمساً في الجنوب. ما جرى في طريق المطار كان معاقَبةً للناسِ والمارَّةِ والمسافرينَ وقواتِ الطوارىء وصِيتِ لبنانَ وسُمعةِ أهمِّ مَرَافِقه الاقتصادية والسياحية، وللطائفة الشيعيةِ الكريمة التي راح مذهبُها يلاطِمُ الهُتافاتِ والشعاراتِ الطائفية . وأَنْ يعترضَ هؤلاءِ على خرقِ سيادة .. فإنهم خَرقوها بشاحنةِ نُفايات أَفرغَت أوساخَها عَنْوَةً على جادَّةٍ يُفترَض أنها تستقبلُ الزوار , وخَرقوها أيضاً في إضرامِ النيران على طرقاتٍ يستخدمونَها قبل الآخرين , وكان الخرقُ الأخطرُ في إحراق آليات اليونيفيل والتفاخُرِ بهذه " العَمْلة " وعَرضِ مكاسبِها لكَأَنَّها مَغانِمُ حرب . وليومينِ اثنين .. يَنفُضُ حزبُ الله عنه المسؤوليات .. وتَطلُبُ حركةُ أمل محاسبةَ الفاعلين والضربَ بيدٍ من حديد . حُكماً لم يَتحدّرِ المتظاهرونَ الفوضويون من قوات البشمركة أو جبهة البوليساريو في الصحراءِ الغربية , فهؤلاءِ ليسوا من الانفصاليين ولهم خطُّ سيرٍ يَرعاهُ الثنائي الذي فاضَ غضبُ ثُوَّارِه من طريق المطار إلى الرينغ وسليم سلام في اليومينِ الأوَّلين . وفي اليوم الثالث جاء حزبُ الله ليكحلها فاصطدمَ معَ الجيش . هو نَظَّمَ اعتصاماً تحت شعار السلمية، وإذ بالسِّلميينَ يَعترضونَ مجدداً آليةً لليونفيل وينجحُ الجيشُ في إنقاذِها من أيادي المتظاهرين . وبنِصفِ ساعةٍ تحوَّلَ الاعتصامُ الذي كان ضد اميركا واسرائيل الى مواجهةٍ مع العسكر وذلك بعدما حاول الجيشُ منعَ المتظاهرين من إقفالِ الطريق والقيامِ بأعمالِ شغبٍ ارتكبَها عددٌ من الشبان، وهنا استَخدم الجيشُ اليدَ الحديد ورمى القنابلَ المُسِيلة للدموع وقام عددٌ من المتظاهرين في المقابل برميِ الحجارة على عناصرِه وآلياتِه فعَمَّتِ الفوضى، فهل يَنسحبُ حزبُ الله هنا ايضاً من مسؤوليته عند تظاهرةٍ نَظَّمَها وتولَّى أمنَها وكادت أن تَزُجَّ المؤسسةَ العسكرية في حربِ مطارَدةٍ مع المتظاهرين ؟ أيةَ مسؤولياتٍ يتحملُها الحزبُ اليوم ؟ ولماذا لم يتركْ للدولة أمرَ التفاوضِ على ازمةِ الطيران الإيراني وهي كانت قد بدأت بالفعل . وَرَأَس رئيسُ الحكومة نواف سلام اجتماعاتٍ بهذا الشأن في السراي وأكّد وزيرُ الاشغال العامة والنقل فايز رسامني أنّ الحلَّ بشأن طائرةِ ماهان اير الايرانية يمكنُه أن يتجلَّى من خلال عودة المواطنينَ عبر دولةٍ ثالثة مجاوِرة لإيران على أن تتكبّدَ الوَزارةُ التكاليفَ اللازمة.وفي المواقفِ اكد رئيسُ الجمهورية جوزاف عون أنّ ما حدثَ اللّيلةَ الماضية على طريق المطار وفي بعض مناطقِ بيروت، تصرّفاتٌ مرفوضة ومُدانة، ولا يمكنُ السّماحُ بتَكرارِها. كما أنّ القوى الأمنيّة لن تتهاونَ مع أيِّ جهةٍ تحاول زعزعةَ الاستقرارِ والسّلم الأهلي في البلاد. وشدد على "عدم الانجرار وراء دَعَواتٍ مشبوهة قد تؤدّي إلى تَكرار ممارسات مشابهة، وذاع صِيتُ الحادثة دولياً إذ ادانتِ الخارجيةُ الاميركية الهجومَ العنيف على موكِبٍ تابع (لليونيفيل) في العاصمة اللبنانية بيروت من قِبل مجموعةٍ من مناصري حزبِ الله بحَسَبِ ما أوردته التقارير. ونوهت بالاستجابة السريعة للجيشِ اللبناني لمنع المزيدِ من أعمال العنف وبالتزامِ الحكومةِ اللبنانية باتخاذ كل التدابيرِ اللازمة لمحاسبة الفاعلين. وفي معالجات الأزمة وبحَسَبِ معلومات سيَطرحُ مجلسُ الوزراء في جلستِه يومَ الاثنين قضيةَ الطيران المباشِر بين بيروت وطهران على ان يَتخذَ قراراً بوقفِ الرَّحَلاتِ المباشِرة والاستعاضةِ عنها برحلاتٍ تمرُّ عبر العراق وذلك مع خضوعِها لمراقبةٍ شديدة وتفتيشٍ من الاجهزة العراقية .
لكن ومع سقوط الشارع في فوضى واستباحة وتعريض امن لبنان كل لبنان للخطر هل يقول حزب الله لجمهوره كفى ؟ وهل يكاشفه بحقيقة قرار وقف اطلاق النار وبنوده وكامل مندرجاته .. ويؤكد لهم انه وافق على سطورها ومضامينها ؟
فالمكاشفة تجنّب الاتهام َ لرئيسي الجمهورية جوزاف عون والحكومة نواف سلام اللذين يواجهان يوميا اختبارَ فحص الوطنية ..
ويوضعان على خطوط النار .. والرمايات السياسية .
اما اللجوء الى قطّاع الطرق .. فقد بدأ يجني ثمارة العكسية
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: على طریق المطار مقدمة تلفزیون على الیونیفیل الاعتداء على حزب الله فی الیوم
إقرأ أيضاً:
بيان توضيحيّ للجيش يكشف تفاصيل ما حصل على طريق المطار
صدر عن قيادة الجيش – مديرية التوجيه البيان الآتي:
توضيحًا لما يُتداول عبر وسائل الإعلام من تدخل الجيش خلال الاعتصام على طريق مطار رفيق الحريري الدولي، تؤكّد قيادة الجيش أنّه تم التنسيق مسبقًا مع منظمي الاعتصام لناحية الالتزام بالتعبير السلمي عن الرأي، وعدم قطع الطريق المؤدية إلى المطار، غير أن عددًا من المحتجين عمد لاحقًا إلى قطع الطريق والتعرض لعناصر الوحدات العسكرية المولجة حفظ الأمن، والتعدي على آلياتها، ما أدى إلى إصابة ٢٣ عسكريًّا، بينهم ٣ ضباط، بجروح مختلفة، ما اضطر هذه الوحدات إلى التدخل لمنع التعدي على عناصرها وفتح الطريق.
لقد جاء تدخل الجيش تطبيقًا لقرار السلطة السياسية بهدف منع إقفال الطرقات والتعديات على الأملاك العامة والخاصة، ولضمان سير المرافق العامة والحفاظ على أمن المسافرين وسلامتهم، حفظًا على الأمن والاستقرار.