البعث: المرحلة الحالية تتطلب التعاطي بحكمة وروية
تاريخ النشر: 16th, February 2025 GMT
استغربت القيادة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي في لبنان، "الاعتداء غير المبرر على المعتصمين السلميين الذي وقع اليوم السبت خلال الاعتصام السلمي على طريق المطار، والذي جاء بدعوة رسمية من حزب الله، المعروف عنه التزامه بإلزام جماهيره بالانضباط، وعدم قبول أي تجاوزات قد تحدث في مثل هذه الفاعليات".
وأضافت: "كان لافتًا بالنسبة الينا أن يبادر عناصر من الجيش اللبناني، الذي نجلّه ونحترمه ونحرص على عدم زجه في أي خلافات داخلية، إلى استخدام القنابل المسيلة للدموع، وسماع رشقات رصاص أثناء إلقاء نائب رئيس المجلس السياسي في حزب الله الحاج محمود قماطي كلمته التي عبر فيها عن موقف وطني رافض للإملاءات الأميركية والصهيونية، والتي باتت تمثل تعديًا واضحًا على السيادة الوطنية وخرقًا للأعراف الدبلوماسية، وإهانة واضحة للدولة اللبنانية، وهو ما لا يمكن قبوله تحت أي ضغط أو تهديد".
وأشارت إلى أن "الدستور اللبناني واضح في ضمان حماية حق أي مواطن في التعبير عن رأيه، إلا إذا كنا قد انتقلنا من زمن التغني بوطن الحريات المقدسة إلى زمن الرضوخ لأوامر عوكر. وعلى الرغم من إدانتنا التامة للاعتداء على دورية اليونيفيل على طريق المطار ليلة الجمعة، فإننا نرفض رفضًا قاطعًا التعرض للمعتصمين السلميين الذي جرى اليوم. كما نحذر من خطورة دفع الناس نحو الشعور بأن هناك من يسعى لكسر إرادتهم وحصارهم، ومنعهم من العودة إلى قراهم وإعادة إعمار بيوتهم المهدمة، وضمان انسحاب القوات المحتلة من جنوب لبنان من دون أي تأخير".
وختمت مؤكدة أن "المرحلة الحالية تتطلب التعاطي بحكمة وروية واتزان، بعيدًا عن لغة الاستقواء أو الاستعلاء، مع ضرورة استذكار تجارب الماضي التي علمتنا أن أي محاولة لعزل أي مكون لبناني لا تؤدي إلا إلى حروب وصدامات لا أحد يريدها".
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
فخر الدين الثاني.. الأمير الذي حلم بدولة كبرى واعدم على يد العثمانيين
في واحدة من أكثر القصص التاريخية إثارة في العالم العربي، تنتهي حياة الأمير فخر الدين المعني الثاني، أمير جبل لبنان، بالإعدام على يد الدولة العثمانية عام 1635، بعد سنوات من الطموح السياسي، والتوسع الجغرافي، والتحالفات الدولية التي كادت تغير خريطة الشرق الأوسط.
من هو فخر الدين؟ولد فخر الدين المعني الثاني في نهاية القرن السادس عشر لعائلة المعنيين، التي حكمت جبل لبنان كولاة تحت الحكم العثماني، لكن فخر الدين لم يكن مجرد أمير تابع؛ بل كان طموحًا، ذكياً، ومثقفًا، يؤمن بفكرة استقلال لبنان وتطويره، بل وربما تأسيس دولة عربية كبرى.
حلم الدولة المستقلةاستغل فخر الدين ضعف الدولة العثمانية في تلك الفترة، خاصة بعد الحروب مع الصفويين والاضطرابات في الأناضول، وبدأ في بناء تحالفات مع قوى أوروبية، أبرزها دوقية توسكانا في إيطاليا، وزودوه بالأسلحة والمستشارين، وسافر إلى أوروبا بنفسه في ما يشبه المنفى السياسي ما بين 1613 و1618، ليعود بعدها ويبدأ توسعًا غير مسبوق.
ضم مناطق واسعة من سوريا وفلسطين، ووصل نفوذه حتى تخوم حلب، مما أقلق العثمانيين بشدة. أنشأ نظام حكم مدني، شجّع على الزراعة والتجارة، وبنى علاقات ثقافية مع الغرب، حتى أصبح رمزًا لحلم الدولة الحديثة في قلب المشرق.
القبض عليه والإعداملكن ذلك الحلم لم يدم، فمع عودة السلطة العثمانية إلى مركزها، قرر السلطان مراد الرابع القضاء على هذا التمرد غير المعلن.
أرسل الجيش العثماني بقيادة والي دمشق، أحمد كجك، وحاصر مناطق فخر الدين، فاضطر الأخير للاستسلام في عام 1633.
نقل إلى إسطنبول، حيث قضى عامين في الأسر، قبل أن يصدر السلطان أمرًا بإعدامه عام 1635.
تقول بعض الروايات إن فخر الدين أعدم خنقًا في سجنه، بينما أعدم أبناؤه أمام عينيه، في مشهد مأساوي ينهي مسيرة زعيم أراد التحرر في زمن كانت فيه فكرة الاستقلال تعد خيانة.