نشر معهد "ألما" الإسرائيلي تقريراً جديداً عن حملة إعادة الإعمار التي يقودها "حزب الله" في لبنان وذلك إبان الحرب الإسرائيلية الأخيرة التي اندلعت في تشرين الأول 2023 واستمرّت لغاية 27 تشرين الثاني 2024.   ويقول التقرير الذي ترجمهُ "لبنان24" إنه "في أعقاب وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله في 27 تشرين الثاني 2024، أطلق حزب الله حملة شاملة تهدف في المقام الأول إلى ترميم البنية التحتية المدنية في المناطق التي تسكنها قاعدته الشعبية (البقاع والضاحية وجنوب لبنان)، كما تشمل الحملة أيضاً تقديم المساعدة المباشرة للأسر الشيعية المتضررة من الحرب".

  وأضاف: "إن الدولة اللبنانية ليست مشاركة في إعادة الإعمار، بل إن حزب الله هو الذي يقود حملة إعادة الإعمار (فقط) في المناطق الشيعية، وبمساعدة إيرانية كبيرة، سواء بالمال أو بالمحترفين الإيرانيين الذين يعملون فعلياً على الأرض".   وزعم التقرير أنَّ "حملة إعادة الإعمار المدنية تعملُ كغطاء للتواجد والنشاط العسكري لأعضاء الحرس الثوري الإيراني - فيلق القدس في لبنان، الذين يهدفون إلى مساعدة حزب الله في إعادة الإعمار العسكري"، وأضاف: "علاوة على ذلك، فإنَّ نشاط إعادة الإعمار المدني يعمل أيضاً كغطاء لإعادة بناء البنية التحتية العسكرية لحزب الله".   وأكمل: "من المرجح أن يشتد النمط الإيراني في استخدام المنظمات الاجتماعية والإنسانية والطبية كغطاء لعملياتها العسكرية والاستخباراتية في لبنان في المستقبل القريب، وقد لوحظ نمط مماثل أثناء الزلزال في سوريا في شباط 2023".   وأردف: "إن الهدف الأساسي من أنشطة المساعدة المدنية وإعادة الإعمار هو أن يستعيد حزب الله شرعيته بين مؤيديه، من خلال تحمل المسؤولية وإصلاح الأضرار التي سببتها الحرب، ومن الأهداف المركزية الأخرى للحملة نقل رسالة الاستقرار والقوة والحضور".   وأضاف التقرير مُدعياً: "إن حملة إعادة الإعمار التي ينفذها حزب الله تشكل جزءاً أساسياً من جهوده لنشر رسالة النصر وتمجيد إنجازات حزب الله. إنَّ الحملة تتجهُ في الأساس نحو الداخل، أي التأثير على تصورات قاعدة حزب الله، التي عانت من أضرار جسيمة إبان الحرب".   ويلفت التقرير إلى أنّ "الوحدة الاجتماعية العاملة تحت إشراف المجلس التنفيذي لحزب الله هي الهيئة الرئيسية المسؤولة عن التعامل مع السكان الشيعة النازحين"، وأردف: "في المقابل، تتولى منظمة جهاد البناء، التي تعمل تحت مظلة الوحدة الاجتماعية، مسؤولية عملية إعادة الإعمار، بما في ذلك بناء وترميم البنية التحتية. ومن المهم أن نلاحظ أن منظمة جهاد البناء مسؤولة أيضًا عن بناء البنية التحتية العسكرية لحزب الله بالكامل".   وبحسب تقرير للبنك الدولي، فإن الأضرار في لبنان تقدر بنحو 100 ألف وحدة سكنية، تتراوح بين التدمير الكامل والجزئي.   ووزع "حزب الله" التعويضات الأولى على من فقدوا منزلهم الوحيد، حيث تم تعويض هؤلاء بمبلغ 14 ألف دولار، أي ما يعادل إيجار سنة (حسب مكان الإقامة) وشراء الأثاث.   كذلك، تم توزيع حلول سكنية مؤقتة في أماكن محددة، ففي مدينة بيروت على سبيل المثال، استقبلت 154 مركزاً نحو 11 ألف عائلة شيعية نازحة من الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية، بالإضافة إلى منازل لإيواء نحو 32 ألف عائلة أخرى، وكل ذلك بتمويل من مؤسسات وجمعيات مختلفة.   وبحسب تقرير نشرته مؤسسة جهاد البناء، فقد بلغ إجمالي عدد الوحدات السكنية التي تم مسحها حتى تاريخ 20/1/2025، 268.317 وحدة سكنية في 448 قرية وبلدة، وذلك من خلال فريق هندسي مؤلف من 466 مهندساً.   وفي الضاحية بلغ عدد الوحدات السكنية التي تم مسحها من قبل الفرق الهندسية 86.900 وحدة سكنية، وفي منطقة جنوب الليطاني بلغ عدد الوحدات السكنية التي تم مسحها 77.232 وحدة سكنية، وفي منطقة شمال الليطاني بلغ العدد 70.158 وحدة سكنية، وفي منطقة البقاع 33.811 وحدة سكنية، وفي جبل لبنان 216 وحدة سكنية، وفق ما يقول تقرير "ألما".   وفي 28 كانون الثاني 2025، أطلق حزب الله مشروع إعادة الإعمار في القرى القريبة من الحدود مع إسرائيل. وفي 31 كانون الثاني، انطلق مشروع مسح لإعادة إعمار القرى المحاذية للحدود مع إسرائيل في قضاء صور. وفي 22 كانون الثاني، أطلقت جمعية "فتعاونوا" العاملة برعاية حزب الله، حملة "أبواب الجنة" لمرافقة عودة النازحين إلى القرى الحدودية في جنوب لبنان.  
صعوبات مالية؟
  وفي نهاية كانون الثاني 2025، جمّد مصرف القرض الحسن دفع تعويضات الحرب جزئياً حتى العاشر من شباط، وقد برر المصرف هذا الأمر بأنه يعود إلى أسباب تقنية وليس لها علاقة بالتمويل، مؤكداً أن "التمويل متوفر والمصرف مستمر بعمله".   وفي 11 شباط 2025، وبعد نحو أسبوعين من التوقف، نشرت قناة "المنار" إعلاناً من بنك القرض الحسن يفيد بأن البنك سيستأنف صرف التعويضات اعتباراً من يوم الاثنين 10 شباط في كافة الفروع المعنية.   هنا، يقول تقرير "ألما" أنه "من الممكن أن يكون حزب الله بحاجة إلى استراحة لإعادة تنظيم موارده المالية لحملة إعادة الإعمار بمساعدة إيران، بعد أن أشارت عمليات رسم الخرائط إلى حجم الأضرار".   وتابع: "في ما يتعلق بالمساعدات الإيرانية، أصدر الأميركيون تحذيراً، ولكن للأسف أرسلوا إلى العنوان الخطأ الذي لا تأثير له في الأمر. وحذر المبعوث الأميركي السابق آموس هوكشتاين الحكومة اللبنانية من التدخل الإيراني في عملية إعادة إعمار البلاد بعد الحرب، مؤكداً أن أي تدخل إيراني، سواء من خلال الشركات الإيرانية أو المساعدات المباشرة، من شأنه أن يعرض التنفيذ الكامل لوقف إطلاق النار للخطر ويقوض الاستقرار في البلاد".   في المقابل، يشير التقرير إلى أنه "أصبح واضحاً في الآونة الأخيرة أن هناك إحباطاً متزايداً بين أنصار حزب الله بسبب تأخير دفع التعويضات، أو عدم دفع التعويضات، أو عدم كفاية التعويضات لإعادة بناء المنازل"، وأردف: "بالإضافة إلى ذلك، يشكو كثيرون من آلية المساعدة، ففي العديد من المناطق، طُلب من المتضررين إصلاح الأضرار من أموالهم الخاصة وتقديم الإيصالات إلى حزب الله لاستردادها. فعلياً، فقد أثارت هذه الطريقة غضب القاعدة الشيعية، التي ادعت أنها أنفقت كل أموالها خلال الحرب على دفع الإيجار أو البحث عن مأوى في مكان آخر بعد مغادرة منازلهم في مناطق القتال العنيف. وبالتالي، لم يتبق لديهم أموال لدفع تكاليف الإصلاحات والتجديدات بعد عودتهم إلى منازلهم المدمرة".   وأكمل: "لكن على الرغم مما سبق، فإننا لا نتوقع احتجاجات شعبية حاشدة ضد حزب الله، فالقاعدة الشيعية، التي تشكل جمهوراً أسيراً لحزب الله، سوف تستمر في دعم حزب الله بسبب الإيديولوجية والتلقين والخوف من وحدة أمن حزب الله والاعتماد الاقتصادي على البنى التحتية المدنية لحزب الله التي يديرها المجلس التنفيذي".   وختم: "إن المجلس التنفيذي مسؤول عن الآليات المدنية المستقلة لحزب الله، والتي تهدف إلى الحفاظ على القاعدة الشيعية المؤيدة لحزب الله". المصدر: ترجمة "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: البنیة التحتیة کانون الثانی وحدة سکنیة لحزب الله فی لبنان حزب الله

إقرأ أيضاً:

علييف: نرحب بالتغييرات الجديدة في سوريا وجاهزون للمشاركة في جهود إعادة الإعمار

باكو -سانا

أكّد رئيس جمهورية أذربيجان إلهام علييف استعداد بلاده للمشاركة في جهود إعادة إعمار سوريا، بما يضمن تعزيز الأمن والاستقرار فيها.

وذكرت وكالة الأنباء الأذربيجانية أن علييف أعرب خلال لقاء جمعه بالسّيد الرئيس أحمد الشرع على هامش منتدى أنطاليا الدبلوماسي ٢٠٢٥ في تركيا، عن ترحيب أذربيجان بالتغييرات الجديدة في سوريا، والتي تبعها إرسال وفد دبلوماسي إلى سوريا، واستئناف عمل السفارة الأذرية في دمشق، بعد إغلاقها فترة طويلة بسبب سياسات النظام البائد.

كما ناقش الرئيسان الشرع وعلييف خلال اللقاء مستقبل تطوير علاقات التعاون الثلاثية المشتركة بين سوريا وتركيا وأذربيجان، وتم التوصل إلى اتفاق حول تسهيل تبادل الزيارات للوفود الرسمية رفيعة المستوى، وممثلي الأعمال من البلدين، كما قدّم علييف دعوة رسمية للرئيس الشرع لزيارة باكو.

السيد الرئيس أحمد الشرع سوريا علييف 2025-04-12Remسابق رئيسة كوسوفو: نتشارك مع سوريا آلام الحرب وتحديات إعادة الإعمار انظر ايضاً الجامعة العربية: اتصالات مكثفة مع أمريكا لوقف الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا

نيويورك-سانا دعا ممثل الجامعة العربية بالأمم المتحدة السفير ماجد عبد الفتاح، المجتمع الدولي إلى الضغط …

آخر الأخبار 2025-04-12علييف: نرحب بالتغييرات الجديدة في سوريا وجاهزون للمشاركة في جهود إعادة الإعمار 2025-04-12رئيسة كوسوفو: نتشارك مع سوريا آلام الحرب وتحديات إعادة الإعمار 2025-04-12أردوغان: تركيا ستواصل جهودها لرفع العقوبات الدولية عن سوريا 2025-04-12بيدرسون يجدد الدعوة إلى إلغاء العقوبات المفروضة على سوريا ومد يد العون لحكومتها لتنجح في مهامها 2025-04-12ليبيا تؤكد دعمها المستمر للشعب السوري واستقلاله 2025-04-12قطر تجدد دعمها لسيادة سوريا واستقلالها وسلامة أراضيها 2025-04-12وزير الخارجية الأردني يحذّر من تصعيد “إسرائيل” وممارساتها التوسعية 2025-04-12رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي إلى سوريا: الحكومة السورية الجديدة تريد الخير لمواطنيها ونحن مستعدون للتعاون معها  2025-04-12بارازاني يجدّد دعمه الكامل لسوريا 2025-04-12اتحاد الصحفيين يوضح الشروط الجديدة للانتساب إليه   ‏

صور من سورية منوعات أول سماعة طبية رقمية في اليابان تستخدم الذكاء الاصطناعي لتحليل نبضات القلب 2025-04-10 أول دراسة سريرية بالعالم… زراعة الخلايا الجذعية تحسن الوظائف الحركية لمرضى الشلل 2025-03-26فرص عمل وزارة التجارة الداخلية تنظم مسابقة لاختيار مشرفي مخابز في اللاذقية 2025-02-12 جامعة حلب تعلن عن حاجتها لمحاضرين من حملة الإجازات الجامعية بأنواعها كافة 2025-01-23
مواقع صديقة أسعار العملات رسائل سانا هيئة التحرير اتصل بنا للإعلان على موقعنا
Powered by sana | Designed by team to develop the softwarethemetf © Copyright 2025, All Rights Reserved

مقالات مشابهة

  • لبنان في مرآة التفاهم الأميركي - الإيراني… ماذا عن حزب الله
  • مصر وقطر تؤكدان ضرورة وقف الحرب على غزة ودعم إعادة الإعمار
  • بيان مشترك بين مصر وقطر.. دعم جهود إعادة الإعمار وتخفيف المعاناة عن الشعب الفلسطيني
  • والي الخرطوم يبحث مع ممثل برنامج الأمم المتحدة الانمائي مساهمة البرنامج في إعادة الإعمار
  • مصر تؤكد ضرورة البدء في إعادة الإعمار
  • آخر خبر.. قصف إسرائيلي يطالُ الجنوب!
  • سلاح حزب الله قد يدخل بلداً عربياً.. تقرير إسرائيليّ يكشفه
  • إصابة جندي إسرائيلي بانفجار لغم على الحدود.. الجيش اللبناني يسيطر على جنوب الليطاني
  • علييف: نرحب بالتغييرات الجديدة في سوريا وجاهزون للمشاركة في جهود إعادة الإعمار
  • رئيسة كوسوفو: نتشارك مع سوريا آلام الحرب وتحديات إعادة الإعمار