يمانيون:
2025-04-17@20:59:29 GMT

هيئة مستشفى الثورة بالحديدة.. قصص العطاء الإنساني

تاريخ النشر: 16th, February 2025 GMT

هيئة مستشفى الثورة بالحديدة.. قصص العطاء الإنساني

يمانيون../
في قلب مدينة الحديدة، حيث يلتقي نسيم البحر بحرارة التحديات وحكايات البسطاء، تقف هيئة مستشفى الثورة العام، شاهدا على معاناة البشر وآلامهم، وما خلفته سنوات العدوان والحصار وما قبلهما من مآسٍ وتزايد مؤشرات الفقر وتفاقم الوضع الإنساني والمعيشي لآلاف الأسر.

بين أروقة الطوارئ والأقسام والمراكز الطبية وأصوات الأجهزة، ومن أمام إدارة الهيئة، تبدأ يومياً قصص عشرات الفقراء القادمين من أرياف ومدن الحديدة، يحملون مرضاهم، يتوسلون المساعدة ومنحهم فرصة لإنقاذهم جراء تعذر قدرتهم على دفع تكاليف العلاج.

ورغم الأعباء الكبيرة والإمكانات المادية المحدودة، لا تزال هيئة مستشفى الثورة القبلة الوحيدة للفقراء، بكوادرها الطبية وإدارتها الممتلئة بالرحمة والعطاء الإنساني، لا تُغلق الأبواب أمام الفقراء ومن يحتاج إلى مساعدة.

الإنسانية أولا:

في إحدى ليالي الصيف الحارة، وصلت إلى المستشفى امرأة حامل تُدعى أم محمد، تعاني من مضاعفات خطيرة، كانت حالتها تستدعي تدخلاً جراحياً عاجلاً لإنقاذ حياتها وحياة جنينها، وأمام حالتها المادية الصعبة وعدم توفر أي إمكانات لدفع تكاليف العملية، لم تتردد إدارة المستشفى والأطباء في مساعدتها وبذل كل ما في وسعهم، فخرج الطفل إلى الحياة بصرخة أمل، واستفاقت الأم بابتسامة امتنان.

لم تكن قصة أم محمد الوحيدة، فهذه فاطمة كانت تحمل طفلها الصغير أحمد بين ذراعيها، وهو في غيبوبة يعاني من كسر في الرجل اليمنى جراء حادثة سقوط وصعوبة في التنفس، وسوء تغذية حاد، بحثت فاطمة عن مستشفى يستقبله، فوجدت أبوابا مغلقة وأخرى تتطلب تكاليف لا تقوى عليها.

وحين وصلت إلى هيئة مستشفى الثورة، لم يكن لديها سوى الدعاء، لكن ما وجدته هناك غيّر كل شيء، تم استقبالها رغم الازدحام، وأجريت لطفلها الفحوصات اللازمة، ولم تمض دقائق حتى بدأ الفريق الطبي بإجراء العملية وتقديم العلاج الطارئ، وسط جهود الممرضين الذين لم يتوقفوا لحظة عن إنقاذ حياة الطفل.

في زاوية أخرى، كانت أم صالح، امرأة مسنة، قادمة من مديرية المنيرة، تجلس على كرسي خشبي، تمسك بيدها وصفة طبية لا تستطيع شراءها، اقتربت منها إحدى الممرضات، وسألتها بلطف عن مشكلتها، بعد دقائق، كانت الأدوية بين يديها، قدمها لها أحد المحسنين الذين يساهمون في دعم المستشفى.

نجاح من بين الركام:

لم ينهار هذا المستشفى الذي يعد الملجأ الوحيد لأبناء محافظة الحديدة والعديد من مناطق المحافظات المجاورة، أمام وطأة الظروف القاسية، حيث بدأت قصته في النجاح والتحول إلى معجزة إنسانية من بين ركام التحديات والصعاب وفي ظل سنوات العدوان على البلاد.

في عام 2018، كانت الأوضاع الصحية في الحديدة كارثية، خاصة مع تصاعد العدوان الذي جعل المستشفى يواجه نقصاً حاداً في الأدوية والتجهيزات الطبية، بينما كانت أروقة الطوارئ تعج بالمرضى والمصابين.

ووسط هذه التحديات، كان رئيس الهيئة الدكتور خالد سهيل، يعمل بلا كلل أو ملل، حتى مع قلة الإمكانيات، فكان يرى في عيون الأمهات الحزن والخوف على أطفالهن المرضى، وفي أنين الجرحى صرخات استغاثة تستدعي التحرك الإنساني وتحمل المسؤولية بجدارة.

بداية التحول:

في عام 2022، وبعد جهود حثيثة من إدارة هيئة المستشفى والسلطات المحلية، تم افتتاح مركز الحميات وطب المناطق الحارة والأمراض المعدية، هذا المشروع شكّل نقطة تحول، توالت بعده العديد من المشاريع وتزويد المستشفى بالأجهزة الطبية والمخبرية وتدشين العمل بأحدث الأجهزة التشخيصية والرنين المغناطيسي والقسطرة.

وشهد المستشفى نقلة نوعية في تطوير أقسام الطوارئ والعناية المركزة، وافتتاح مراكز العلاج الطبيعي والحروق والأطراف الصناعية والأجهزة التعويضية وغيرها، وتوسعة خدمات رعاية المرأة والأطفال، وإدخال خدمات جديدة، وإجراء عمليات جراحية معقدة بأيدي كوادر طبية محلية مما منح المرضى فرصة أفضل للعلاج.

كانت الإدارة تشاهد بأمل كيف أصبح المستشفى قادرا على استقبال المزيد من المرضى وعلاج حالات لم يكن يستطيع التعامل معها سابقا، لتؤكد أن هذا التطور لم يكن مجرد أرقام وإحصائيات، بل يعني إنقاذ أرواح، وإعادة الأمل لأسر وحالات مرضية كانت تظن أن لا نجاة لها.

رسالة حياة:

اليوم، وبعد كل ما شهدته هيئة مستشفى الثورة من إنجاز ونجاح كبير، أصبحت نموذجا للصمود والتحدي، حيث تستمر مشاريع التطوير وتوسعة الخدمات والعديد من الجهود التي لم تذهب سدى، لأن في كل طفل يشفى، في كل أم تجد الأمان، وفي كل حياة تنقذ، قصة إنسانية تكتب بحروف الأمل.

وهكذا تستمر هيئة مستشفى الثورة العام في الحديدة كقلعة طبية إنسانية، تقدم الأمل لكل من يحتاجه، وتساهم في تقديم خدمات مجانية للمرضى غير القادرين على تحمل التكاليف، إنها ليست منشأة طبية فحسب، بل نبض حياة تمنح الأمل للمرضى، وتؤكد أن الإنسانية أكبر قوة يمكن أن تنتصر على كل التحديات.

سبأ – جميل القشم

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: هیئة مستشفى الثورة

إقرأ أيضاً:

"إسماعيل" يتفقد انتظام العمل بمستشفى أسوان التخصصي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تفقد اللواء دكتور إسماعيل كمال محافظ أسوان منظومة العمل بمستشفى أسوان التخصصى العام بالصداقة الجديدة حيث أستفسر المحافظ من المواطنين المترددين على المستشفى عن مستوى الخدمات الطبية والعلاجية المقدمة لهم .

إسماعيل يفاجئ مستشفى أسوان التخصصى العام بالصداقة الجديدة

ووجه محافظ أسوان إدارة المستشفى إلى تسخير كافة الإمكانيات التى يمتلكها هذا الصرح الطبى لتوفيرها للمرضى المترددين عليها بالجودة العالية ، ولاسيما أنه مدرج بمنظومة التأمين الصحى الشامل الجارى الإستعداد لتطبيقها ضمن محافظات المرحلة الأولى تنفيذاً لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى .

وقد حرص اللواء دكتور إسماعيل كمال محافظ أسوان على تفقد عدد من أقسام المستشفى حيث أستمع لشرح عن منظومة العمل من الدكتور محمد شتات مدير المستشفى، برفقة المهندس عمرو لاشين نائب المحافظ ، واللواء ماهر كامل السكرتير العام المساعد ، والدكتور أحمد حسن نائب مدير فرع الهيئة العامة للرعاية الصحية .

المحافظ يوجه بضرورة تقديم الخدمات المختلفة داخل هذا الصرح الطبى بالجودة العالية

ووجه الدكتور إسماعيل كمال لضرورة تقديم الخدمات المختلفة داخل هذا الصرح الطبى بالجودة العالية للمواطنين المترددين عليها ، وخاصة فى ظل ما تمتلكه من جاهزية بكوادر وأطقم للأطباء والتمريض ، وأجهزة طبية ، لتتكامل فى تقديم الخدمة مع مستشفى أسوان الجامعي، ولاسيما لحالات الطوارئ .

وأكد محافظ أسوان على أنه يتم العمل على قدم وساق للتطبيق الفعلى قريباً لمنظومة التأمين الصحى الشامل داخل 11 مستشفى و 112 مركز طبى ووحدة صحية ، بعد إدراج محافظة أسوان ضمن محافظات المرحلة الأولى تنفيذاً لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى .

فيما أوضح الدكتور محمد شتات بأن مستشفى أسوان التخصصى العام بالصداقة الجديدة تضم 250 سرير ، وتستقبل العديد من الحالات المرضية بأقسام العيادات الخارجية بإجمالى 14 عيادة ، والداخلى والطوارئ والعمليات ومناظير الجهاز الهضمي والعلاج الطبيعى والمعمل الإكلينيكى والغسيل الكلوى ، بالإضافة إلى أقسام الأشعة العادية والمقطعية والرنين المغناطيسي والموجات فوق الصوتية والماموجرافى و CARM ، فضلاً عن الحضانات بواقع 13 حضانة .

لافتاً إلى المستشفى تنفذ بها العديد من المبادرات مثل مبادرة القضاء على قوائم الانتظار ، ومبادرة صحة المرأة ، والقضاء على الفيروسات الكبدية والإيدز وتنظيم الأسرة والعيادات المسائية، وتضم تخصصات طبية متنوعة للجراحة العامة والأطفال والمسالك البولية والأمراض الباطنية والنساء والتوليد وتنظيم الأسرة والعيون والجلدية والعظام والأنف والأذن والحنجرة لتقديم الخدمات العلاجية للمواطنين بالجودة العالية .

1000228270 1000228268 1000228267 1000228261 1000228263 1000228265 1000228259 1000228258

مقالات مشابهة

  • قائد الثورة: الصوت الإنساني المتضامن مع الشعب الفلسطيني ينبغي أن يتنامى ويتسع في كل البلدان
  • محافظ قنا يفاجئ مستشفى قنا العام ويتفقد قسم الإستقبال والطوارئ
  • 733 يومًا من العطاء.. الهلال الأحمر المصري يستعرض دعمه الإنساني لأزمة السودان
  • تفقد مستوى الأنشطة في مركز الإمام علي الصيفي بالحديدة
  • مدير مستشفى الأصابعة: نعاني من نقص حاد في الإمكانيات والدعم الرسمي شبه غائب
  • تكريم ممرضات العناية المركزة والحميات بهيئة مستشفى الثورة في الحديدة
  • الصحة العالمية:العدو الصهيوني يمنع صيانة مستشفى المعمداني بغزة
  • "إسماعيل" يتفقد انتظام العمل بمستشفى أسوان التخصصي
  • غوتيريش شعر "بفزع بالغ" إزاء قصف إسرائيل المستشفى المعمداني بغزة
  • مستشفى المقاصد: معالجة 403 مرضى في يوم طبي مجاني بمنطقة الكفير في محافظة جرش