الأنبا باخوم يكتب.. عيد انتقال العذراء مريم
تاريخ النشر: 22nd, August 2023 GMT
عيد انتقال سيّدتنا مريم العذراء. هذا العيد هو أقدم الأعياد المريمية، وتم إعلانه رسميا من قداسة البابا بيوس الثاني عشر، عام 1950. فيه نحتفل مع كل الكنيسة بانتقال السيّدة العذراء مريم، أم الله، والدة المخلص، بنفسها وجسدها إلى السماء. ونتأمّل تكليلها ملكةَ السماء، منتصرةً مع ابنها الإلهي للأبد، في السماء، في الفردوس.
لكن، ما هي السماء، وما هو هذا الفردوس؟ عندما طلب اللص الذي صُلب مع المسيح: "أذكرني يارب، إذا جئتَ في ملكوتك"، أجابه يسوع: "اليوم تكون معي، في الفردوس" (لوقا 23: 42-43). نعم هذا هو الفردوس، أن نكون مع المسيح. الفردوس ليس مكاناً مادياً، أو أكلاً أو شُرباً، أو متعةً جسدية.
هو علاقةٌ دائمة ومتجددة أبدياً مع المسيح، ولا حتى الموت يفصلنا عنها.
وهذه هي نقطتنا الأساسية: في بعض الاوقات يحيا الإنسان وكأنه لن يموت أبدا، معتقداً بأنه هو مصدرُ حياته، وأن جهده وعلمه وقدراته تستطيع وحدها أن تمنحه الحياة والسعادة. فيعمل ويعمل وفي لحظة كما يقول صاحب كتاب "الجامعة" (2 : 4-11): " قمتُ بأعمالٍ عظيمة: بنيتُ لي بيوتاً. اقتنيتُ عبيداً وإماءً. وكان بيتي عامراً بالبنين.. وما حرمتُ عيْنَيَّ شيئاً تمنَّتاه، وما منعتُ قلبي شيئاً من الفرح … ثم التفتُ إلي جميع ما عمِلتْ يَدايَ، وإلي ما عانيْتُ من التعبِ في عمله. فإذا كلُّ شيءٍ باطلٌ وقبضُ ريح."
نعم، هناك لحظة يجد الإنسان نفسه وحيدا، لا أحد ولا شيء ينفعه، لا أخ ولا صديق، لا حبيب ولا ابن، لا ممتلكات ولا شهادات. هكذا في الوحدة، أو المرض، أو عدم معنى الحياة. وعندما يدرك الإنسان هذا، يسقط في هوة الإحباط. ولا يجد أمامه إلا أن يتمنى الموت، ليحرره من باكورة الموت الآتي. فيحيا كميتٍ هاربٍ وخائفٍ من الموت، وقد يُنهى حياته بنفسه.
لذلك، عندما تحتفل الكنيسة بعيد انتقال سيّدنا مريم العذراء، تعلنُ الرجاء لنا ولكل إنسان: السماءُ مفتوحة، الفردوسُ موجود، والموت منهزم. فقد انكسرت شوكته، ولم تعد له الكلمة الأخيرة. وها نحن نؤمن ونعرف أن مريم العذراء في السماء الآن. وهى تعلن لنا مع جوقة القديسين: هذه الأرض ليست وطنكم الدائم، فارفعوا أعينكم وانظروا إلى السماء.
نعم، فلننظر إلى السماء، حيث مريم مكللة. وعلينا أن نعيش راجين أن نكون هناك يوما في صحبتها المجيدة. وبهذا يصبح للأرض معنى وقيمة أكبر. فلا تستطيع صعوبات الحياة اليومية وقسوتها، ان تزرع فينا بذور اليأس، أو تسرق منا فرحة حياتنا ودعوتنا ورسالتنا.
فيا رب، يا من رفعت مريم العذراء بالنفس والجسد إلى هذا المجد، امنحنا نحن أيضا في حياتنا الأرضية، أن نشتاق إليك ونرجوك، وعند لحظة موتنا، نجدك أنت تستقبلُنا للأبد، بشفاعة أمنا العذراء مريم، سيدة السماء. آمين.
عيد مبارك.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الانبا باخوم العذراء مريم النائب البطريركي الفردوس مريم العذراء مریم العذراء
إقرأ أيضاً:
طقوس بسيطة لأسقف بسيط.. البابا فرانسيس يراجع تفاصيل جنازته عند موته.. للتأكيد على أنه "تلميذ المسيح"
سيبلغ البابا فرانسيس من العمر 88 عامًا في كانون الأول ديسمبر القادم. ويبدو أنه في حالة جيدة على الرغم من بعض المشكلات الصحية والحركية التي يعاني منها. ومع ذلك، فقد أكد على ما أوصى به من طقوس يريد للالتزام بها في جنازته عندما يحين الأجل. لقد أجرى بعض التغييرات الشعائرية ونحا نحو البساطة وعدم التكلف.
اعلانبعض الناس لا يخشون الموت، وآخرون يخافون من فكرة الفناء. أما البابا فرانسيس فيبدو أنه من الصنف الأول، إذ عمد في الآونة الأخيرة إلى مراجعة طقوس الجنازة التي ستُتَبع عند وفاته، وسوف يسمح بدفنه خارج الفاتيكان تنفيذا لرغباته. وستعتمد جنازته المستقبلة على طقوس بسيطة، للتأكيد على دوره كأسقف يحمل الصفة ذاتها.
نشرت صحيفة الفاتيكان التي تسمى أوسيرفاتوري رومانو L’Osservatore Romano يوم الأربعاء تفاصيل كتاب شعائري تم تحديثه كان البابا وافق في 29 نيسان/أبريل الماضي، على أن يحل محل الإصدار السابق الذي نُشر آخر مرة في عام 2000.
وكان البابا فرانسيس قد كشف، في مقابلة أجريت عام 2023 مع محطة تلفزيون المكسيك إن بلس (+N)، أنه قرر أن يدفن في كنيسة سانتا ماريا ماغوري في روما، وليس في الكهوف تحت كنيسة القديس بطرس حيث دفن معظم الباباوات.
البابا فرانسيس في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان 20 تشرين الثاني نوفمبر 2024Gregorio Borgia/APهناك ضرورة للإشراف على التغييرات في بعض الأحيان. فبعض الباباوات يتلاعبون في الغالب بالقواعد التي تنظم المجمع الذي سينتخب خليفتهم. كما أصبحت مراجعة طقوس الجنازة البابوية ضرورية على ما يبدو بعد وفاة البابا الفخري بنديكت السادس عشر في 31 كانون الأول ديسمبر 2022.
كان على الفاتيكان أن يرتب لجنازة أول بابا متقاعد منذ 600 عام، وبعد بضعة أشهر كشف فرانسيس أنه كان يعمل مع رئيس المراسم الشعائرية في الفاتيكان المونسنيور دييغو رافيلي، لإصلاح طقوس الجنازة البابوية بهدف تبسيطها.
تبسيط الطقوسيقول رافيلي إن الإصلاح الجديد يبسط طقوس الجنازة، ويلغي شرط وضع البابا على نعش مرتفع في كاتدرائية القديس بطرس للعرض العام. وبدلاً من ذلك، سيتم عرضه في نعش بسيط.
كما لم يعد من المطلوب أن يدفن في توابيت ثلاثة تقليدية مصنوعة من خشب السرو والرصاص والبلوط.
Related"نسخة إسلامية عن مدينة الفاتيكان".. ألبانيا تؤسس دولة "بكتاشية" للصوفيين فيها تَديّن وشرب للخمرالبابا فرانسيس يستقبل زيلينسكي في الفاتيكان لمناقشة سبل السلامالبابا فرنسيس يلتقي الرئيس الأوكراني زيلينسكي في الفاتيكان الجمعةويأتي هذا التحرك بهدف "زيادة التأكيد على أن جنازة البابا هي جنازة راعي وتلميذ للمسيح وليس أحدا من أقوى رجال العالم" حسب رافيلي.
ومنذ انتخابه في عام 2013، دأب فرانسيس على تجنب البذخ المرتبط غالبًا بالبابوية للتأكيد على دوره كأسقف روما وخادم "كنيسة الفقراء". ويعيش الأرجنتيني في فندق الفاتيكان، لا في القصر الرسولي. كما يتنقل عبر سيارات فورد أو فيات صغيرة، لا في سيارات الدفع الرباعي الفاخرة.
المصادر الإضافية • أ ب
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية ناشطتان مدافعتان عن حقوق الحيوان ترفعان لافتات مناهضة لمصارعة الثيران في الفاتيكان الفاتيكان: "جراحة تغيير الجنس وتأجير الأرحام تهديد خطير للكرامة الإنسانية" شاهد: البابا فرنسيس يترأس القدّاس وينير شمعة الفصح بكاتدرائية القديس بطرس في الفاتيكان كاتدرائيةطقوسإصلاحاتالبابا فرنسيسالمسيحيةالفاتيكاناعلاناخترنا لك يعرض الآن Next مباشر. الحرب بيومها الـ411: استمرار القتل في غزة ومصرع 36 في قصف إسرائيلي على تدمر ونعيم قاسم يهدد تل أبيب يعرض الآن Next مصادر: الرئيس الروسي منفتح على نقاش وقف إطلاق النار مع ترامب.. ولكنه يصر على مبادئه تجاه كييف يعرض الآن Next "مؤامرة التسميم": الكشف عن تفاصيل خطة اغتيال الرئيس البرازيلي لولا يعرض الآن Next البيتكوين يتخطى حاجز 94 ألف دولار لأول مرة في تاريخه يعرض الآن Next تذكروني كشخص جيد من مايوركا.. الأسطورة رافاييل نادال يودع الملاعب الترابية ويطوي سنين من الأمجاد اعلانالاكثر قراءة حدث "هام" في منطقة الأناضول.. العثور على قلادة مرسوم عليها صورة النبي سليمان أسعار زيت الزيتون ستنخفض إلى النصف في الأسواق العالمية هوكستين من بيروت: وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل في متناول اليد اليابان ترفع السن القانوني لممارسة الجنس من 13 إلى 16 عاما حب وجنس في فيلم" لوف" اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومكوب 29روسيافولوديمير زيلينسكيدونالد ترامبإسرائيلتغير المناخلبنانغزةقتلإعصارفلاديمير بوتينجو بايدنالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesJob offers from AmplyAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024