الدوحة- أعلن القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أسامة حمدان، أن حماس لن تتنازل عن غزة ولن تخرج منها تحت أي تفاهمات، ولن تقدم أي تنازلات ثمنا لإعادة الإعمار.

وفي سياقات الثوابت الفلسطينية القائمة على فكرة المقاومة لأجل الأرض والتحرير، والتمسك بالنضال في مواجهة الاحتلال الإسرائيل، قال أسامة حمدان خلال جلسة "الشرق الأوسط أمام توازنات جديدة"، ضمن فعاليات منتدى الجزيرة في نسخته الـ16 "نحن انتصرنا ولم نهزم، ولن ندفع ثمن الهزيمة التي مني بها الاحتلال تحت أي ظرف".

وفي ظل ما يُحاك من خطط عربية أميركية دولية لإنهاء الحرب في القطاع المحاصر، يؤكد الرجل أن المُقاوم في غزة، الذي ضحى بنفسه لأجل أرضه، وخسر نصف عائلته أو كلها، لن يقبل أن تكون حماس خارج المشروع الفلسطيني تحت أي ضغط أو تنفيذ لأي مخطط.

وقال حمدان للحاضرين "اسمعوني جيدا لأنهي هذا النقاش، إن أي أحد يحل محل الاحتلال في غزة، أو أي مدينة في فلسطين، سنتعامل معه بالمقاومة فقط كما نتعامل مع الاحتلال الإسرائيلي، وهذا أمر منهي وغير قابل للنقاش".

كيف رد القيادي في حماس أسامة حمدان على خطة ترمب لتهجير أهل غزة؟#منتدى_الجزيرة16 pic.twitter.com/hv3JjZv3US

— قناة الجزيرة (@AJArabic) February 15, 2025

إعلان

 

تفاهمات فلسطينية

أراد القيادي في حركة حماس أن يقفل الباب أمام أي اتهامات قد توجه للحركة بعد انتهاء الحرب، ليقول إن المقاومة ترغب بكل إمكانياتها في إعادة إعمار غزة، وهي مستعدة للتفاهم حتى مع السلطة الفلسطينية في إطار البيت الفلسطيني الفلسطيني، مبينا أن اليوم التالي للحرب في القطاع سيكون فلسطينيا فلسطينيّا فقط.

واعتبر حمدان أن حماس تدرك تماما أن تحدي إعادة الإعمار سيتمحور حول الضغط على المقاومة كوسيلة لتقديم التنازلات، وكثمن وغطاء للهزيمة التي أصابت الاحتلال الإسرائيلي.

وأشار القيادي إلى أن 7 أكتوبر/تشرين الأول، عززت في نفوس الشعب الفلسطيني أن إسرائيل يمكن أن تهزم بأبسط الأساليب والتجهيزات، وهذا ما شهده العالم عندما سحق المقاومون الجيش الإسرائيلي في غلاف غزة، ودمروا أسطورتهم في أقل من 4 ساعات.

أسامة حمدان (الثاني من اليسار) قال خلال مداخلته بمنتدى الجزيرة بالدوحة "انتصرنا.. ولن ندفع ثمن هزيمة الاحتلال"  (الجزيرة) فشل عسكري

وفي تحليله لنتائج الحرب التي شنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة على مدار أكثر من 15 شهرا، أوضح حمدان أن ما حصده الاحتلال هو فشل ذريع في القضاء على المقاومة، وفشل أكبر في هزيمة الشعب الفلسطيني، وفشل استخباراتي وعسكري عراه أمام الدول العظمى التي لا تؤمن إلا بلغة القوة.

لتُهزم بذلك إسرائيل عسكريا وأخلاقيا، وتضع نفسها أمام انهيار داخلي قادم لا محالة، بحسب قوله.

هذا الانهيار الداخلي وصفه حمدان بالسرطان الذي سيأكل الكيان، ويحلله، ويقوده لتفكك داخلي، عنوانه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نفسه، الذي أوصل للجميع في دولة الاحتلال أن إسرائيل لا يمكن أن تصمد في وجه المقاومة لولا الدعم الأميركي والغربي بكل أشكال الأسلحة المتطورة والطائرات النفاثة والمعلومات الاستخباراتية.

وعن خطط الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن تهجير الشعب الفلسطيني خارج أرضه، بين حمدان أن الهدف من إعلان خطط التهجير هو تغطية الفشل العسكري والاستخباراتي الذي منيت به واشنطن وتل أبيب بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول، وفشل اتفاقية أبراهام التي كان يراد بها رسم مشهد جيوسياسي جديد في المنطقة.

منتدى الجزيرة شمل جلسات متنوعة منها جلسة خاصة بالوضع في غزة وتحديات ما بعد الحرب (الجزيرة) مقاومة وصمود

الباحث الأول بمركز الجزيرة للدراسات الدكتور لقاء مكي لم يكن بعيدا عن رؤية حمدان، خاصة بشأن خطط تهجير الشعب الفلسطيني، ويؤكد أن صمود الفلسطينيين على أرضهم أفشل كثيرا من المخططات في المنطقة، ولعل أهمها مشروع التنمية (الهند- أميركا)، الذي يسعى الرئيس الأميركي إلى تطبيقه بعقلية المقاول والاستثماري الساعي وراء الربح الكبير والإنجاز السريع.

إعلان

وأوضح الدكتور مكي أن مشاريع ترامب لن تُطبق على أرض الواقع في المنطقة بوجود حماس، ولن تُنفذ فعليا ما دام هناك مقاوم واحد على أرض فلسطين.

وأشار -في السياق ذاته- إلى أن ترامب يحاول وضع حماس وكل فصائل المقاومة الفلسطينية في مواجهة علنية ومباشرة مع العرب، ليصل إلى نتيجة واحدة وهي إبعاد حماس ليس عن الحكم فقط، وإنما عن غزة وفلسطين كلها.

وعن سوريا وسقوط نظام بشار الأسد المخلوع، ذهب أسامة حمدان للقول إن دمشق ستكون خلال الفترة القادمة عنصرا فاعلا في المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي لأكثر من سبب:

أولها، أن الجولان السوري ما زال محتلا. والثاني، أن الاحتلال بعنجهية احتل أرضا جديدة في سوريا، وهو لن يخرج منها إلا بالمقاومة، ولن يعيدها إلى أهلها إلا بالمقاومة.

وبذلك، فإن النتيجة الحتمية، على حد قوله، أن تكون دمشق مقاومة لهذا الاحتلال بكل الأساليب الممكنة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الاحتلال الإسرائیلی الشعب الفلسطینی منتدى الجزیرة أسامة حمدان

إقرأ أيضاً:

تخوف إسرائيلي من اندماج المقاومة الفلسطينية بالنضال العالمي ضد الاستعمار

عقب تنفيذ عملية الطعن في "تل أبيب" التي نفذها مواطن أمريكي من أصل مغربي، دخل دولة الاحتلال الإسرائيلي قبل ثلاثة أيام فقط، زادت التقديرات الإسرائيلية أن الطموح الوطني المحلي لم يعد هو المحرك الحصري للنضال الفلسطيني، بل بات لها جذور وامتدادات خارجية، مما يؤكد أن القومية الفلسطينية والفكرة الجهادية قد اندمجتا، لاسيما من خلال تنفيذ العديد من العمليات المسلحة بأيدي مواطنين غربيين يأتون هنا على هيئة سياح.

إيناس إلياس الكاتبة في صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، كشفت أن "مراقبي الحدود بمطار بن غوريون حذروا من خطر قاضي عبد العزيز، 29 عاما، المواطن المغربي الذي يحمل إقامة أمريكية، ووصل إسرائيل قبل أيام، وقد طلبوا منه عدم دخولها، لكن عناصر جهاز الأمن العام- الشاباك، وافقوا على دخوله، لماذا، لا أحد يعلم، لكن ربما سنعرف الحقائق قريبا".


وأضافت في مقال ترجمته "عربي21"، أن "حادثة الطعن هذه تكشف أن قوات أمن الاحتلال تواجه صعوبة في تعقب سياحة الجهاد بسبب محاولاتها المستمرة لتصوير المقاومة الفلسطينية باعتبارها صراعاً وطنياً، علماً بأن الجهاد له معانٍ مختلفة في الإسلام، واليوم يقتصر المصطلح على الحرب المقدسة القاتلة، خاصة وأن ظاهرة السياحة الجهادية الدولية شكلت علامة فارقة في العملية التي تحولت بها حروب الجهاد من نضالات محلية من أجل التحرير الوطني إلى حركة عالمية موحدة تضم نشطاء في مختلف أنحاء العالم".

وأوضحت أنه "يتم تأطير النضال الفلسطيني اليوم كجزء من الجهاد العالمي، حتى في ظل وجود حركة جهادية عالمية واحدة. رغم أنها بدأت كنضال وطني علماني من أجل تقرير المصير، وانتهى بالاحتلال الإسرائيلي، حيث لا تزال حركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية العلمانية تحاولان فهم سردية وطنية، ولكن في عيون الغربيين تبدو هذه السرديات مجرد غلاف جميل فارغ، ولذلك تحرك الجمهور الفلسطيني منذ فترة طويلة باتجاه مختلف".

في المقابل، تقول الكاتبة إن "الفلسطينيين يسعون لمنح مقاومتهم الوطنية أفكارا عالمية، كالدعوة لنبذ القمع، أو النضال ضد الاحتلال، دون غض الطرف عن استخدام النضال الوطني الفلسطيني كأداة في حرب الاستقلال، فيما تظهر حركة حماس أكثر اهتماماً من أي منظمة أخرى بالعلاقة بين النضال الوطني الفلسطيني والجهاد العالمي، وعلى غرار وجهة نظر اليسار الراديكالي، تسعى الحركة لتحرير المسلمين من القوى الإمبريالية، ممثلة بالغرب وإسرائيل".

وأوضحت أن "كل الفلسطينيين يؤيدون إطاراً دينياً للنضال، بما فيها الجماعات المسيحية والعلمانية والإسلامية المعتدلة، لكن أغلبية الجمهور لا تزال تؤيد حماس، الفرع الفلسطيني لجماعة الإخوان المسلمين، وفي الضفة الغربية وغزة، لا تزال هناك حاجة لإطار ديني للنضال، ورغم تدمير وتصفية قادتها، فما زال معظم الفلسطينيين يؤيدونها، لأنها اعتبرت منذ البداية نضالها الفلسطيني حرباً مقدسة لتحرير الأراضي الإسلامية، وهكذا ولد الجيل الفلسطيني الأصغر سناً في ظل أيديولوجية الجهاد التي تحميها رواية متماسكة عن المقاومة".

وأكدت أن "هذا الفكر هو الذي يحفّز القوى العاملة المطلوبة لبناء مئات الكيلومترات من الأنفاق المجهزة؛ وتجنيد هذا العدد الكبير المطلوبين للعمل في إنتاج الأسلحة، والسائقين والبنّائين والمهندسين؛ فيما احتفظ العديد منهم بأسلحة متنوعة في منازلهم، وفتحات أنفاق تحت أسرّة الأطفال، وأدبيات جهادية مميزة، وهكذا لم تعد الطموحات الوطنية فقط هي القوة الدافعة للنضال الفلسطيني".


وأشارت  إلى أن "الفلسطينيين يخوضون مقاومتهم ضد الاحتلال الإسرائيلي ضمن دائرة الحرب المقدسة، من خلال قوة جهادية تشكل جزءاً من الجهاد العالمي، وتستند لنظريات ما بعد الاستعمار، التي تنظر للفلسطينيين باعتبارهم الضحايا المطلقين للقوى الغربية الإمبريالية، والقوة التي تشكلت ضدها "محور المقاومة" هي إسرائيل واليهود والصهيونية، وهناك العديد من الأمثلة على العقلية السائدة في الحركات الوطنية الفلسطينية واليسار والعلمانية المتطرفة، التي تدافع عن حماس، وما قامت به في السابع من أكتوبر".

ونقلت عن "عدد من هذه النماذج، ومنها حنين زعبي، أن هجوم أكتوبر لم تنفذه حماس، بل الشعب الفلسطيني بأسره، ومقاتلو حماس من "النخبة" لم يغزو أراضيهم المحتلة، بل دخلوها بالفعل"، وهكذا اندمجت القومية الفلسطينية والفكرة الجهادية، وخرجت بأفكار عالمية، تدعو لنبذ الظلم والنضال ضده، انسجاماً مع الحرب الدينية المقدسة للمسلمين ضد اليهود وغيرهم من الكفار".

مقالات مشابهة

  • الأخطبوط الإسرائيلي!
  • حماس: الاحتلال ماض في سياسة الإبادة والتهجير والتطهير العرقي لشعبنا
  • منتدى الجزيرة.. إدارة ترامب تسعى لإنجازات زائفة عبر سلام غير عادل في أوكرانيا وغزة
  • تخوف إسرائيلي من اندماج المقاومة الفلسطينية بالنضال العالمي ضد الاستعمار
  • حركة حماس تثمن مواقف القمة الأفريقية ودعمها لصمود الشعب الفلسطيني
  • حماس: بيان القمة الإفريقية يعكس تضامن القارة مع الشعب الفلسطيني ومقاومته ضد الاحتلال
  • الهلال الأحمر الفلسطيني: تعاملنا مع 11 مصابا خلال اقتحام الاحتلال لنابلس
  • حماس: القصف الإسرائيلي يكشف نوايا نتنياهو في عرقلة مسار الاتفاق
  • حماس: مشاريع التهجير بالضفةِ ستفشلُ أمام ضربات المقاومة وثبات الحاضنة الشعبية
  • الجيش الإسرائيلي يعلن شن غارة على مسلحين شرق رفح وحماس تُعقّب