«كهرباء الشارقة» تنفذ مشاريع كبرى في مدن «الشرقية»
تاريخ النشر: 16th, February 2025 GMT
الشارقة - «الخليج»
كشفت هيئة كهرباء ومياه وغاز الشارقة عن أهم وأبرز مشاريعها في مدن المنطقة الشرقية من إمارة الشارقة، وهي «مدن خورفكان، وكلباء ودبا الحصن»، إذ تضمنت إنجازاتها مشاريع متعددة منها توزيع الكهرباء ومشاريع توزيع الإنارة، ومشاريع المياه، إضافة إلى مشاريع تمديدات الغاز الطبيعي ومبادرات الاستدامة التي نفذتها مؤخراً.
وفقاً للبيانات الصادرة عن الهيئة، فقد تضمنت مشاريع الكهرباء في خورفكان تشغيل محطة الحراي رقم 3، وهي محطة التوزيع الرئيسية، التي تغذي عدد (502) قطعة أرض سكنية بمنطقة الحراي، وجارٍ العمل على تغذية 121 قطعة سكنية بالتيار الكهربائي ضمن مجمع إسكان الشارقة في منطقة الحراي السكنية، على أن يتم تركيب عدد 6 محطات توزيع فرعية. وتم الانتهاء من تركيب وتشغيل محطة توزيع ثانوية لتغذية محطة ضخ الماء لسوق شيص التي تخدم استراحة شيص. وكذلك تركيب وتشغيل محطة توزيع ثانوية لتغذية محطة بترول شيص.
كما انتهت الهيئة من تركيب وتشغيل 5 محطات توزيع ثانوية لتغذية بنايات وفلل سكنية في أماكن مختلفة بمدينة خورفكان، إضافة إلى 5 محطات توزيع ثانوية بطاقة إجمالية لتغذية المناطق التجارية والصناعية بمنطقة الحراي، و6 محطات توزيع لتغذية عدد من المناطق في حياوة التجارية والسكنية، ومحطة توزيع ثانوية لتغذية محطة ضخ المياه لمنطقة استراحة السحب.
وأجرت الهيئة تحديثاً للشبكة الكهربائية في عدد من المناطق وزودتها بشبكات تضم كابلات بطول إجمالي 18000 متر، وإنجاز نسبة 60% من تمديد كابلات التحكم للمحطات بطول إجمالي 47000 متر، والانتهاء من محطة (33 ك. ف) POWER HOUSE، وتركيب وتشغيل محطة توزيع ثانوية لمشروع مركز يرموك الصحي بمنطقة البردي رقم 6، وتحديث إنارة أنفاق خورفكان المرحلة الأولى من نفق الروغ والغزير.
وأكدت الهيئة إتمام أعمال مشروع إنارة الطرق المنحدرة بوادي شي بخورفكان، حيث تضمنت تركيب عدد 63 عمود إنارة وعدد 63 فانوساً موفراً للطاقة، وتمديد توصيلات كهربائية بطول 3 كيلومترات لإنارة الطرق المنحدرة بوادي شي بخورفكان تم تشغيلها في ديسمبر 2024، كما انتهت الهيئة من مشروع إنارة كورنيش الزبارة بخورفكان.
إضافة إلى إنجازها مشروع إنارة مداخل ومخارج الخدمة لاستراحة شيص، إذ جرى تركيب 41 عمود إنارة ديكورات و164 فانوساً موفراً للطاقة، وتمديد توصيلات بطول 1.5 كيلومتر، إضافة إلى مشروع إنارة الطريق المؤدية إلى قرية شيص وجسر النحوة وتضمن 59 عمود إنارة و59 فانوساً موفراً للطاقة، وتمديد توصيلات بطول 2.5 كيلومتر، ومشروع تحسين وتطوير الإنارة إلى إنارة موفرة للطاقة وصديقة للبيئة بشعبيات خورفكان بتركيب 1000 فانوس موفر للطاقة.
وأنجزت الهيئة مشروع صيانة وتحسينات الطرق خلف الدفاع المدني بخورفكان وإنارة مواقف نادي خورفكان، وتركيب 21 عمود إنارة و30 فانوساً موفراً للطاقة، وتمديد توصيلات كهرباء بطول كيلومتر واحد، ومشروع إنارة طرق ومواقف حول جامعة خورفكان، حيث تم تركيب 23 عمود إنارة و23 فانوساً، وتمديد توصيلات كهرباء بطول 1.3 كيلومتر.
وتضمنت مشاريع المياه في مدينة خورفكان تبديل شبكة المياه في منطقة حي المديفي 2، وحي حياوة 1 من AC إلى GRE بإجمالي 6050 متراً طولياً، إضافة إلى تغيير عدادات المنطقة إلى عدادات ذكية بعدد 193 عداداً.
مشاريع كلباء
من جهة أخرى، نفذت الهيئة مشاريع بكلفة 107 ملايين درهم لشبكات نقل وتوزيع المياه في مدينة كلباء لتلبية احتياجات المشروعات التطويرية في مختلف المناطق.
من جهته أوضح المهندس يوسف الحمادي، مدير إدارة كلباء بالهيئة، أن تنفيذ هذه المشروعات يأتي في إطار توجيهات صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، وحرص سموّه على توفير متطلبات البنية الأساسية في مختلف المناطق، ودعم ورعاية سموّه للمشروعات الاقتصادية والعمرانية والحضارية في الإمارة.
وأكد الحمادي، أن هذه المشروعات تتضمن تمديد شبكة المياه في صناعية كلباء الجديدة بكلفة 5 ملايين درهم، حيث سيتم إنجاز المشروع خلال يناير الجاري (المرحلة الأولى)، وكذلك جارٍ الإعداد للمرحلة الثانية بعد تجهيز المنطقة من قبل الشركاء الاستراتيجيين في دائرة التخطيط والمساحة وبلدية كلباء لتمديد الخدمات فيها بمبلغ وقدره 3 ملايين 665 ألف درهم.
ولفت إلى إنجاز مشروع تمديد خط مياه رئيسي من المنطقة الصناعية إلى منطقة حي البحيرة بكلفة 5 ملايين درهم وجارٍ العمل على تمديد خط مياه رئيسي لمنطقة وادي الحلو، إضافة إلى محطة ضخ جديدة بكلفة 43 مليوناً و769 ألف درهم، ومن المتوقع إنجاز المشروع خلال شهر يناير 2025.
كما يتم حالياً تنفيذ تمديد خط مياه لمشروع جبل الديم ومحطات ضخ ورفع جديدة بكلفة تصل إلى 50 مليون درهم، ومن المخطط أن يتم الانتهاء من المشروع خلال ديسمبر 2025.
وأضاف: «أنجزت هيئة كهرباء ومياه وغاز الشارقة 6 مشروعات للإنارة في مدينة كلباء خلال عام 2024 بكلفة تجاوزت 19 مليوناً و400 ألف درهم، كما يجري العمل حالياً تنفيذ 6 مشروعات جديدة سيتم إنجازها خلال عام 2025 بكلفة تتجاوز 21 مليوناً و600 ألف درهم».
وأوضح أن مشروعات الإنارة التي تم إنجازها خلال عام 2024 بمدينة كلباء تتضمن إنارة مشروع الحدائق المعلقة بكلفة 9 ملايين درهم، ومشروع بحيرة الحفية بكلفة 6 ملايين درهم، ومشروع إنارة مجمع الساف السكني بكلفة مليوني درهم، إضافة إلى مشروع مواقف ومداخل سوق الجبيل والسوق التراثي بكلفة مليون و800 ألف، ومشروع إنارة الطرق الرابطة بالدائري بكلفة 600 ألف.
وأكد أن مشروعات الإنارة التي يجري تنفيذها حالياً من المتوقع إنجازها خلال عام 2025 تتضمن إنارة مشروع استراحة جبل الديم المرحلة الأولى بكلفة 17 مليون درهم، ومشروع إنارة شارع سعد بن أبي وقاص بكلفة 800 ألف درهم، ومشروع إنارة شارع خطم الملاحة، ومشروع إنارة شعبيات الغيل المرحلة الأولى بكلفة مليوني درهم، إضافة إلى مشروع إنارة شعبية القادسية ومشروع إنارة شعبية القلعة.
كما أن هناك عدداً من مشروعات الإنارة في مدينة كلباء يتم حالياً دراستها تشمل إنارة شعبيات البردي 2 والمفرق وخور كلباء ومشروع تطوير إنارة شارع أبو بكر الصديق ومشروع إنارة تجارية وصناعية كلباء الجديدة، ومشروع تطوير إنارة الأنفاق في كلباء، ومن المخطط البدء في تنفيذها خلال العام الجاري.
وأشار إلى أن هناك أكثر من 9 مشروعات جديدة سيتم تنفيذها خلال المرحلة المقبلة، تتضمن إنشاء محطة جبل الديم، وتوصيل التيار الكهربائي بمنطقة الصناعية الجديدة، وتوصيل التيار الكهربائي لمدرسة الإمارات الجديدة، وتغيير صناديق توزيع الكهرباء، وتحديث الشبكة الكهربائية، وإنشاء شبكة توزيع الكهرباء في مشروع جبل الديم، وإنشاء محطة بمنطقة الطريف، وتحديث محطة خور كلباء وتحديث محطة الساف 1، وتحديث الشبكة الكهربائية بمنطقة السور.
مشاريع دبا الحصن
استكملت هيئة كهرباء ومياه وغاز الشارقة، عدداً من مشروعات الإنارة وفق أفضل المواصفات في مدينة دبا الحصن.
وأنجزت الهيئة تركيب 1225 عموداً ضمت 305 أعمدة إنارة جمالية تضم 1461 فانوساً، كما تضمنت 920 عمود إنارة عادية تضم 977 فانوساً، كما بلغ عدد الفوانيس الموفرة للطاقة التي تم تركيبها في مدينة دبا الحصن 1000 فانوس.
ووفقاً للمهندس سعود عبد العزيز، مدير إدارة خورفكان بالهيئة، فقد تضمنت مشروعات الإنارة التي تم تنفيذها بمدينة دبا الحصن، مشروع تحسين وتطوير الإنارة واستبدالها بإنارة موفرة للطاقة بالشوارع الداخلية بمدينة دبا الحصن، إذ تم استبدال 200 كشاف وفانوس في منطقتي الدوب والسيح بكلفة 1.9 مليون درهم ومشروعاً لإنارة الشوارع التي تم رصفها حديثاً بالحي الغربي بكلفة إجمالية 1.05 مليون درهم.
كما تم تنفيذ مشروع لإنارة الشوارع الداخلية التي تم رصفها بأربع مناطق بمدينة دبا الحصن تشمل حي الدوب، حي المهلب، حي السيح والحي الشمالي، إضافة إلى ميناء الصيادين، وقد تم الانتهاء من العمل وتشغيل أعمدة الإنارة بكلفة أكثر من 1.69 مليون درهم.
كما تضم مشروعات الإنارة التي نفذتها الهيئة وتعمل على صيانتها بصفة دورية مشروع إنارة جزيرة دبا الحصن والجسر والقناة المائية بأعمدة جمالية وأعمدة جمالية ثلاثية الأذرع، وكذلك إنارة على جانبي القناة المائية بأعمدة جمالية، وبلغت كلفة المشروع أكثر من أربعة ملايين درهم.
وأضاف المهندس عبد العزيز، أن مشروعات الإنارة التي نفذتها الهيئة بمدينة دبا الحصن ضمت مشروع إنارة الشارع الدائري والطريق الوسطى بكلفة 700 ألف درهم، من خلال تركيب عدد 91 عمود إنارة جمالية، وتركيب 127 فانوساً وتمديد توصيلات بطول 4500 متر ومشروع إنارة شارع العقد الفريد بعد رصفه بكلفة أكثر من مليونين و500 ألف درهم.
وأكد أن هيئة كهرباء ومياه وغاز الشارقة أنجزت 17 كيلومتراً للمرحلة الأولى من تمديد شبكة الغاز الطبيعي في مدينة دبا الحصن بنسبة إنجاز 100%، وسيتم تنفيذ التمديدات بالكامل في المدينة على أربع مراحل.
جهود لإنجاز توصيل الغاز إلى دبا الحصن
أكد المهندس إبراهيم البلغوني، مدير إدارة الغاز الطبيعي، أن هيئة كهرباء ومياه وغاز الشارقة تواصل بتوجيهات صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، جهودها لإنجاز مشروع توصيل خدمة الغاز الطبيعي لمدينة دبا الحصن بالكامل وفق أفضل المواصفات.
جائزتان عن مبادرات ترشيد المنازل والابتكار
فازت هيئة كهرباء ومياه وغاز الشارقة «سيوا» بجائزتين في الحفل السنوي لتوزيع جوائز مجموعة دبي للجودة في فئة جائزة «أفكار الإمارات» لعام 2025، وذلك تقديراً لجهود الهيئة وما حققته من إنجازات من خلال مبادرة ترشيد المنازل ونظام الابتكار.
وكرم سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم رئيس هيئة دبي للطيران المدني، رئيس مؤسسة دبي للمطارات، الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لطيران الإمارات ومجموعة دبي للجودة، خلال الحفل السنوي لتوزيع جوائز المجموعة هيئة كهرباء ومياه وغاز الشارقة ضمن مجموعة من المؤسسات الحكومية والخاصة الفائزة من سويسرا، والإمارات، والسعودية، والبحرين، وسلطنة عمان، وإيران.
وتسلم درع التكريم راشد المرزوقي مدير إدارة الإعلام والاتصال بالهيئة.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات هيئة كهرباء ومياه وغاز الشارقة الشارقة هیئة کهرباء ومیاه وغاز الشارقة بمدینة دبا الحصن مدینة دبا الحصن المرحلة الأولى الغاز الطبیعی ترکیب وتشغیل ملایین درهم مدینة کلباء محطات توزیع مشروع إنارة إنارة شارع ملیون درهم مدیر إدارة عمود إنارة المیاه فی إضافة إلى تم تنفیذ ألف درهم فی مدینة خلال عام أکثر من التی تم
إقرأ أيضاً:
الصرخة … هتاف الحرية ومشروع الانتصار
يمانيون../
لم يكن مشروع الصرخة ترفا فكريا، ولا وعملا عبثيا، بل كان ضرورة فرضها الواقع المنحط للأمة، وأكدتها قيم الدين الإسلامي الحنيف، ومبادئ الإنسانية السمحة، فالحرية مقدسة حتى لدى الحيوانات، والعيش بكرامة وعزة حق مشروع كفلته كل القوانين والدساتير البشرية، وحماية النفس والدفاع عنها من بطش الظالمين، وعبث المستهترين، فطرة ربانية أودعها الله في جميع خلقه، وهيأ لها من الأسباب والوسائل ما يحقق لها ذلك، فالحياة التي تحيط بها سياجات الكبت، والقهر، والإذلال، وتصادر فيها الحريات والحقوق، ويغيب من واقعها العدل والمساواة، وتنتزع منها كل سمات الخير والفضيلة، وتترعرع في ساحتها العنصرية والرذيلة، ويبقى فيها العلو والشأن للتسلط والقمع والاستكبار، حياة يرفضها الجميع، ولا يستسيغها إلا أراذل الناس، ممن خرج على دينه، ومبادئه وقيمه وهويته.
وفي ظل مرحلة غُمِرت فيها الأمة في وحل الفساد والرذائل، وآثار التقصير والقصور والخنوع والارتداد الديني، والتخلي عن الهوية فرأت الصمت دينا، والصبر على القهر والذلة قربة، وأيقنت أن الاستسلام لجلادها هو سبيل النجاة المتبقي أمامها، نهض الشهيد القائد السيد حسين بن بدر الدين الحوثي ـ رضوان الله عليه ـ بما وهبه الله من مؤهلات القيادة، نهض من أوساط ذلك الخواء ليتحمل المسؤولية في توعية الأمة، وتبصيرها سبل الخلاص مما أوصلها إليه الأعداء، من شتات وذل، وضعف وعداوة بينية، وتخل عن هويتها وحقوقها وتنكر لدينها ومبادئها وقيمها.
نهض الشهيد القائد لا أشرا ولا بطرا وإنما ناصحا ومرشد وهاديا بكتاب الله وداعيا إليه حاثا أمته وقومه على الاعتصام بحبل الله والرجوع إلى كتاب الله، والاعتماد على الله، والتحرك لمواجهة الأخطار التي تهددهم، والتخلص من آثار التقصير الذي لحقهم وحينما نستعرض واقع الأمة ومدى ما وصلت إليه من ذل وقهر وخسائر على كل المستويات سنرى بأن ذلك الواقع لا يمكن لأي إنسان مؤمن واع وفاهم أن يسكت عليه مهما كان حاله ومستواه، ومهما اعترضته من مشاكل وصعوبات.
فعلى المستوى السياسي
عمل أعداء الأمة من الأمريكيين والإسرائيليين وغيرهم على هندسة هذا الواقع بكل ما يضمن لهم السيطرة التامة علينا، والانتقام منا كأمة مسلمة، والإذلال لنا وبما حقق لهم إضعافنا والوصول بنا إلى حافة الانهيار من خلال صناعة واقع سياسي مأزوم مليئ بالمشاكل، غارق في النزاعات، والخلافات والأزمات والصراعات، لا نستطيع أن نبني أنفسنا وواقعنا، ولا أن نحل مشاكلنا وأزماتنا.
كما عمد إلى المستوى الإعلامي فحول نشاط كثير من الإعلاميين في داخل الأمة لخدمة مصالحه فدجنوا له الأمة وأضلوها وبرروا مواقفه وسياساته ومساراته العملية في استغلالها والسيطرة عليها وغطوا على الحقائق وزيفوا الوقائع، وصنعوا رؤية مغلوطة في أوساط الأمة ونظرة خاطئة وغبية تجاه كل تحركات هذا العدو، وهذا الخداع وهذا التضليل أثر على مواقف الأمة، وساعد على تكبيلها والانحراف بها عن مساراتها الصحيحة في مواقفها ومشاريعها العملية.
أما الجانب الثقافي
فهو الجانب الأكثر استهدافا فقد سعى العدو في كثير من البلدان العربية إلى السيطرة على المدارس والمناهج المدرسية والجامعية، والتأثير السلبي على كثير من المدرسين في آرائهم وأفكارهم وما يقدمونه لتلاميذهم وطلابهم، بما يرسخ فيهم الولاء بإخلاص للأمريكي والإسرائيلي، ويبعدهم عن كل ما من شأنه أن يصنع وعياً ونوراً لهذه الأمة وفهماً صحيحاً لها تجاه واقعها وتجاه أعدائها، كذلك سيطر على الخطاب الديني فأوجد علماء سوء وضلال عملوا لصالحه، فدجنوا له الأمة، وبرروا سياساته ومواقفه ضدها وافتوا بجواز قتل أبنائها واستباحة أعراضهم وهونوا خطورة هذا العدو عليها بل صوروه بأنه نعمة منَّ الله به على هذه الأمة لتدمير شعوبها وقتل أبنائها كما جاء على ألسنة الكثير من علماء التكفير الذين يسطرون كل فترة الفتوى التي تناسب السلطات العميلة لأمريكا.
أما على المستوى الاقتصادي
فقد سيطر أعداء الأمة على كل ثرواتها وإمكاناتها، وحولونا في واقعنا الاقتصادي إلى مجرد سوق استهلاكية لمنتجاتهم حتى أصبحنا أمة عطلت في داخلها الإنتاج والاستغلال والاستفادة من خيراتها وثرواتها، أمة تعيش حالة دائمة من الأزمات والمشاكل والمحن الاقتصادية، التي تجعل منا أمة فقيرة ومعانية وبائسة وشقية، تفرض عليها سياسات اقتصادية تعتمد على الرباء وعلى الاستيراد بشكل تام، وعلى سياسات إدارية خاطئة نتج عنها بطالة وضياعا وبؤسا وعناء بشكل واسع وكبير مما ساهم في نشوء مشاكل اجتماعية واقتصادية، وبيع للضمير والأخلاق والولاءات والمواقف، وارتهان وخنوع لصالح الأعداء.
كما جندوا الكثير من أبناء هذه الأمة كمقاتلين واستخدموهم كدروع بشرية في معاركهم سواء داخل هذه الأمة كما فعل ويفعل اليوم في كثير من الأقطار العربية، أو خارجها كما فعلوا في حربهم ضد الروس في أفغانستان، فخاض العدو معركته مع الاتحاد السوفيتي آنذاك بمقاتلين ومجندين من أبناء الأمة، من كل بلدانها وشعوبها، وبأموال مدفوعة من ثروة هذه الأمة، دفعتها آنذاك أنظمة عربية على رأسها النظام السعودي.
وهكذا في كل المجالات و الاتجاهات سعيا للسيطرة الشاملة علينا، فقد أراد العدو أن نكون نحن وكل ما بأيدينا، تحت سيطرته، وأن يكون هو المتحكم في كل شؤون حياتنا، نوالي من يوالي ونعادي من يعادي ومؤدى هذه الحالة إن رضينا بها كارثي علينا وخسارة بكل ما تعنيه الكلمة، خسارة في الدنيا و الآخرة، لأنك عندما تضحي بكل شيء لصالح عدوك، فمؤدى ذلك الذلة والاستسلام والعمالة والإفلاس دينيا واقتصاديا وسياسيا واجتماعيا وعسكريا وعلى كل المستويات.
أمريكا عدوة البشرية
عندما أطلق الشهيد القائد (رضوان الله عليه) شعار البراءة من اليهود والنصارى في 2002م، خص بالقول أمريكا و”إسرائيل” (الموت لأمريكا ـ الموت لإسرائيل) لأنهم يمثلان رأس الشر ومصدر الفساد، ولأنه كان يعلم جيدا من هي أمريكا صانعة الإرهاب، وراعية الفساد، وصاحبة أكبر رصيد إجرامي بحق البشرية في تاريخ العالم، فهي الدولة التي نشأت على أشلاء الأبرياء، وكبرت وتمددت على أجساد الملايين من بني البشر في مختلف أقطار العالم، إذ لا يكاد يوجد شعب أو أمة في هذا العصر، إلا وأكتوى بالنار الأمريكية، وعانى من الصلف، والمكر، والكيد الأمريكي، فهي بحق عدوة الشعوب، ومصاص الدم البشري،
فأمريكا صاحبة أبشع وأفظع المجازر بحق البشرية، سواء في العراق، أو اليابان، أو فيتنام وأفغانستان، أو اليمن وليبيا، أو كوريا ويوغسلافيا، أو لبنان وفلسطين، أو أينما وليت وجهك فستجد الظلم والبغي الأمريكي، فمن سلم من نار السلاح الأمريكي لم يسلم من نار المكر، والخديعة، والتهديد، والمكائد الأمريكية، وسيبقى ظلمها واستبدادها بهذه الشعوب نقطة سوداء في تاريخها الدموي، ما بقيت تلك الشعوب تعاني من آثار أسلحة الدمار الشامل الأمريكية، كما في اليابان والعراقي الذى عانى ولازال يعاني من ويلات الغزو الأمريكي وتبعاته سواء من حيث فقدان الملايين من أبنائه أو من حيث الدمار الشامل الذي لحقه أومن حيث تفكك نسيجه الاجتماعي وتقسيمه وإيجاد بيئة خصبة لنشوء المشاكل وبروز الكثير من العوائق ومنها العوائق الاقتصادية الناجمة عن نهب ثرواته ومقدراته المالية.
وكما كانت أمريكا وراء الكثير من الحروب والنكبات في كثير من شعوب العالم، بفعل تهورها باستخدامها لأسلحة الدمار الشامل كالسلاح النووي، والكيمائي، فهي بلا شك وراء مآسي العالم من الأوبئة والأمراض الفتاكة، بفعل استخدامها وتطويرها المستمر لهذا السلاح البيولوجي الخطير جدا، واقدامها على نشر كثير من الفيروسات والجراثيم القاتلة ، كوباء الجدري، والطاعون، والجمرة الخبيثة، التي اجتاحت العالم وحصدت أرواح الملايين من البشر، خلال وبعد الحربين العالميتين، والتي كادت تقضي على بعض الأقليات كالهنود الحمر، الذين وزعت لهم فرشا موبوءة بالجدري، كما أنها بلا شك وراء ما عانى منه العالم من تفشي وباء كورونا الذي حصد أواح الآلاف في مختلف دول العالم.
وأمريكا هي صاحبة أكبر المعتقلات والسجون في العالم، وهي أكبر منتهك لحقوق الإنسان، وأكبر مبيد للأقليات العرقية، وهي قاتلة والأسرى، وصاحبة أفظع المعاملات بحقهم، وجوانتانامو وسجن أبو غريب خير شاهد على ذلك.
وأمريكا أكبر مستهين بالأديان ، والمعتقدات البشرية، وأكبر مستهتر ومستهدف للرموز والمقدسات البشرية، فهي وراء حرق القرآن الكريم، وتدنيس المقدسات الإسلامية، والإساءات المتكررة إلى رموز الإسلام وعلى رأسهم نبي الإسلام محمد صلوات الله عليه وعلى آله.
وأمريكا أكثر دولة تملك رصيدا هائلا من جرائم الحرب بحق الأبرياء والعزل فهي من تقصف شعوبا بأكملها، دونما مراعاة لأبسط حقوق الإنسان، ومن دون تقيد بأي قرار أو معاهدة تجرم أو تحد من قصف الأبرياء، أو الالتزام بأي من أخلاق الحروب وأدبياتها، فهي بحق قاتلة الأطفال، والنساء، والعجزة والمسنين، والمعاقين والمكفوفين، وهي سفاكة دماء الأبرياء في الأسواق والمحافل، والأعراس والمناسبات، ومجالس العزاء، والمساجد، والمدارس، والجامعات، وهذا ما لمسناه وعايناه، وعانيناه خلال العدوان الإسرائيلي على غزة وكذلك العدوان الأمريكي على اليمن.
أمريكا هي أكبر محاصر للشعوب، وصاحبة أطول عقوبات في التاريخ البشري، حيث أمتد حصارها للشعب الإيراني منذ السبعينيات وإلى اليوم، كما أنها راعية ومهندسة الحصار المستمر على شعبينا العزيزين الفلسطيني واليمني، ولازال الكثير من شعوب العالم يعاني من الحصار الأمريكي، حتى صار الحصار في قاموسها السياسي قانونا تتهدد به من تشاء وتفرضه على من تشاء، متى شاءت وكيفما شاءت.
وأمريكا أكبر داعم وممول للإرهاب سواء الإرهاب الدولي المتمثل في العدو الإسرائيلي وبعض الأنظمة العربية كالنظامين السعودي والإماراتي أو الإرهاب التنظيمي كالقاعدة وداعش والنصرة…إلخ.
وأمريكا هي أكبر من ينتهك حقوق الإنسان، ويصادر الحريات، ويكمم الأفواه، وينتهك حقوق الأقليات والقوميات كفعلها مع مواطنيها من الهنود الحمر وكذلك بعض الأقليات في العراق الذين كادت أن تصل بهم إلى حد الانقراض وهي أكبر من يهدد الأمن والسلم الدوليين، من خلال ما تقوم به من تدريبات عسكرية سرية لمليشيات وعناصر تخريبية ولبعض الجيوش النظامية، في كثير من بلدان العالم وخاصة مع حلفائها من دول العالم الثالث كما تفعله في كثير من بلدان أفريقيا، بهدف مساعدة تلك الدول على قمع الحريات، وتشجيعها على انتهاك حقوق الإنسان، وكذلك من خلال تسترها وحمايتها لتلك الدول التي تنتهك حقوق مواطنيها ما بالك بغيرهم فتحميها من الملاحقة القانونية في أروقة الأمم المتحدة ومجلس الأمن كما هو ديدنها مع ربيبتها “إسرائيل” وحلفائها في الخليج العربي.
وأمريكا أكبر من تتاجر بمعاناة البشر فتغسل أدمغتهم، وتستغل ظروفهم المعيشية التي أوصلتهم إليها، من خلال جشعها، وطمعها، واستيلائها على ثرواتهم ومقدراتهم الاقتصادية، فتشتري ولاءاتهم، وضمائرهم وذممهم، وتجندهم ضد شعوبهم، وأممهم لكي تثير بهم الفوضى وتزعزع بهم أمن واستقرار تلك الشعوب، في الوقت الذي تريد وكما تريد، كفعلها في الوطن العربي من خلال تنظيماتها الإرهابية التكفيرية الداعشية أو ما تفعله في القارة السمراء من خلال عدد من التنظيمات التي أنشأتها ودربتها.
وأمريكا أكبر مهندس للأزمات الاقتصادية والأمنية داخل دول العالم وأكبر مثير للشغب وأكبر داعم للانقلابات وهي من تلتف على ثورات الشعوب المستضعفين المشروعة كثورة الشعب البحريني والشعب المصري أو تحاول كسبها لصالحها كثورة الشعب الليبي أو القضاء عليها كثورة الشعب اليمن في 21 من سبتمبر.
الصرخة مشروع من أجل الأمة
لم يكن المشروع القرآني الذي أطلقه الشهيد القائد عملاً استفزازياً موجهاً ضد أي أحد من داخل الأمة، ولم يكن المقصود به استهداف أي جهة، ولم يكن من منطلق طائفي ولا مناطقي أبداً، ولذلك كان ينبغي أن تكون النظرة إليه والموقف منه من الجميع نظرةً إيجابية وموقفاً سليماً، فالمشروع هو للأمة، من أجل الأمة، للدفاع عن الأمة، لبناء الأمة في مواجهة أعدائها، وهو ضد أعدائها الحقيقيين الواضحين الذين ألحقوا بها الذل والهوان واستباحوا فيها كل شيء، الدم والمال والعرض والأرض والشرف، وداسوا على الكرامة، ولم يتحاشوا من فعل أي شيء بالأمة مهما كان بالغ الأذى، ومهما كان بالغ السوء، ومهما كان في منتهى الشر ومنتهى القسوة ومنتهى الطغيان.
تحرك السيد الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه بالمشروع القرآني النهضوي الحُرّ، متحسساً آلام الأمة حاملاً همها وتطلعاتها وآمالها، هادفاً من خلال هذا المشروع العظيم إلى بناء أمة قوية في كل المجالات ومحصنة من كل الأخطار:
أولاً : على مستوى المنعة الداخلية للأمة وللفرد وحمايتها من السقوط في مستنقع العمالة والارتهان ، وبناء واقعٍ محصَّن من الاختراق، وعصيٍّ على الهيمنة في مقابل من يحاولون تهيئة المجال وإيجاد بيئة خصبة وقابلة للعمالة والخيانة والهيمنة والسيطرة لمصلحة الأعداء .
ثانياً : الوعي بمؤامرات الأعداء ومكائدهم ، لأنه ضمن هذا المشروع هناك مساحة واسعة من الأنشطة الثقافية والتوعوية لكشف مؤامرات الأعداء ومكائدهم والتي من خلالها تُضرب الأمة، وتُمثل ثغرةً كبيرةً يعتمدون عليها في استهداف الأمة.
ثالثاً: الحفاظ على القيم وتنميتها، لأن هذا المشروع هو مشروع يستند إلى قيم ويعتمد عليها أساساً لكي نتحرك في مواجهة هذه التحديات والأخطار نحتاج إلى أن نرسي ونعزز إيماننا بتلك المبادئ المهمة والعظيمة وأن نعزز في أنفسنا وفي واقعنا تلك القيم المهمة، منها العزة والكرامة والشرف والحرية وما إلى ذلك، في مقابل مسار الهدم للقيم الملازم لمسار العمالة.
رابعاً: بناء الأمة في مواجهة التحديات:
أولاً على مستوى الوعي ومن ثم في كل مسارات حياتها، على المستوى السياسي، على المستوى الاقتصادي، على المستوى الثقافي، على مستوى أن يكون لها هدف حضاري، ولا تبقى أمة بدون هدف ولا مشروع، يقنعها الآخرون بأن تبقى أمةً ذليلةً مستسلمة هينةً تقبل بوصاية الآخرين.
خامساً: الحفاظ على استقلال الأمة وكرامتها والحفاظ على مقدراتها، ومواجهة أعدائها، ومواجهة الأخطار الكبرى عليها.
ولذلك لم يكن هذا المشروع عملاً استفزازياً موجهاً ضد أي أحدٍ من داخل الأمة، هو للأمة، من أجل الأمة، للدفاع عن الأمة، لبناء الأمة في مواجهة أعدائها، وهو ضد أعدائها الحقيقيين الواضحين الذين ألحقوا بها الذل والهوان واستباحوا فيها كل شيء، الدم والمال والعرض والأرض والشرف، وداسوا على الكرامة، ولم يتحاشوا من فعل أي شيء بالأمة مهما كان بالغ الأذى ومهما كان بالغ السوء، ومهما كان في منتهى الشر ومنتهى القسوة ومنتهى الطغيان.