يمانيون:
2025-02-19@07:15:53 GMT

أخوات الجهاد

تاريخ النشر: 15th, February 2025 GMT

أخوات الجهاد

حنان عبدالوهاب الشهاري

عرفنا الكثير من قصص المؤمنين المجاهدين وما تربطهم من أخوة إيمانية عظيمة، البعض منهم يتعارفون أو تكون لهم علاقة صداقة أو علاقة أسرية فينطلقون في درب الجهاد سويا، والبعض منهم لم يجتمعوا إلا في درب الجهاد فتلتقي أرواحهم هناك ويتحركون فيه سويا وكأنهم روح واحدة، همها واحد وغايتها واحدة، وهناك الكثير من القصص التي حدثت فعرفنا الكثير ممن يستشهدون، فيصبح أخوتهم في الإيمان غرباء في الدنيا من دونهم وكأنه ليس لهم في الدنيا سواهم وهذا طبيعي فليس هناك أقوى من الروابط الإيمانية.

. فتضيق صدورهم بغيابهم ، ويتمنون اللحاق بهم والاجتماع معهم؛ فما يلبثون إلا قليلا ويحقق الله لهم ذلك فيلحقوا بركبهم لما علم الله من صدقهم وإخلاصهم وتفانيهم قال تعالى: ﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا﴾ فسرعان ما يقبلهم الله ويمنّ عليهم ليلحقوا بأحباء القلب ورفقاء الدرب ويستأنفون الحياة سويا هناك أحياء عند ربهم يرزقون.

ولكن يا ترى هل هذا فقط يحصل مع الرجال أم أن هناك قصصا أخرى تحدث لرفيقات الدرب مخلصات الحب لله ولرسوله وأعلام الهدى والمؤمنين؟!
إن كنتم تجهلون فهناك الكثير من القصص التي تحدث للنساء المؤمنات ربما الكثير منهن لا يستشهدن في ميادين الكرامة والإباء والقليل منهن قد استشهدت وحظيت بذلك الفضل العظيم، ولكن لما يعلم الله من إيمان من لم تستشهد، وكون المرأة ليس لها فرصة الحضور في الجبهات كالرجال، لكن لصدقهن قد يتمنن الله عليهن بأجر عظيم كأن تكون هناك أمٌ عظيمة ربت ذلك المؤمن المجاهد الحاضر في كل جبهة أو أصبحت أم لشهيد فحظيت بأجره لا تنقص منه شيء، أو ابنة صالحة أيدت أباها على الجهاد، ولربما زوجة مؤمنة أعانت زوجها ولم تثنه يوم عن الجهاد وعن واجبه الديني والأخلاقي فضحت بحياتها واستقرارها الأسري إلى أن حظيت بشرف أن تحمل لقب أرملة شهيد لتتحمل بعده رعاية أطفاله والقيام بدور الأم والأب معًا، وهي مسؤولية ليست بهينة، ولكنها في تلك الحالة تكون في معية الله هي وأطفالها كما لم يغفل السيد يحفظه الله عنهن وعن أطفالهن ومعه المجتمع المؤمن المتماسك الذي يقدر تلك الإنسانة العظيمة ويعينها على الحياة، فهنيئا لنا بشرف حمل مسؤولية الجهاد والحمدلله الذي وفقنا بتلك القيادة العظيمة “السيد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي”، وبذلك المجتمع المؤمن المتكاتف الذين هم كما قال تعالى:﴿أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ﴾ ونعاهدك سيدي أن نبقى على العهد والوعد وأن نبذل كل ما بين أيدينا إلى أن يتقبلنا الله بذلك.
صديقاتي ورفيقات دربي منذ الطفولة إلى أن أصبح لكل واحدة منا حياتها الخاصة التي ضحت بها في سبيل الله وبإيمان واقتناع وبحب وإباء، الحمدلله الذي وفقني بصديقات أو بالأصح أخوات مؤمنات جمعتني بهن مراحل كثيرة في حياتي، تشاركنا فيها برآءة الطفولة، وتشاركنا في بعض مراحلها دروب الجهاد إلى أن وصلنا وبكل إخلاص إلى مرحلة الصبر على فراق مجاهدينا لأيام وأشهر إلى أن انتهى بنا المطاف إلى فقدهم كليًا لم نثنهم أو نثبطهم يوما عن الجهاد في سبيل الله، رغم صعوبة ذلك ولكن حبا لله وطلبا لرضاه، لتبدأ بعد ذلك كل واحدة منا صفحة جديدة مصممة فيها على إكمال خط الجهاد لم تهن يوما أوتضعف، البعض لها أطفال من الشهيد وقد حملت على عاتقها مسؤولية أن تجعل من ذلك الشبل أسدًا كأبيه، أو تلك الفتاة زهرة محصنةً بالثقافة القرآنية لتواصل بذلك درب شهيدها وتخلص في تربية من كانوا فلذات أكباده.
الحمدلله أن وفقني بخير صحبة ورفقة أخوات مؤمنات قويات تعلمت منهن الكثير من دروس الصبر والإباء والتضحية والفداء، قويات فعلا فلم تزدهن التضحية إلا إخلاصا وانطلاقًا، أهدي تحيتي وإجلالي لكل المؤمنات المجاهدات العظيمات التي يتحقق فيهن كل ما ذكرت وأخص بالذكر أخواتي ذكرى الوشلي ،زينب الوشلي، أمة الصبور الماخذي، ومن استشهد قريبا حبيب روحها وشريك حياتها ضحى الجرموزي، أحبكنّ في الله.
هناك الكثير من النماذج والقصص العظيمة والنساء المؤمنات المستبسلات في سبيل الله من دفعن بأزواجهن.. بأخوتهن.. بأولادهن الواحد تلو الآخر ليجاهدوا في سبيل الله ويقفوا في وجه الكفار الطغاة المجرمين وينصروا المظلومين والمستضعفين.
فالتحية والإجلال لكل أم وبنت وأخت وزوجة رمت بكل الحياة وزينتها وراء ظهرها لتنطلق في سبيل الله لا ترجوا إلا رضاه.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: فی سبیل الله الکثیر من إلى أن

إقرأ أيضاً:

تخوف إسرائيلي من اندماج المقاومة الفلسطينية بالنضال العالمي ضد الاستعمار

عقب تنفيذ عملية الطعن في "تل أبيب" التي نفذها مواطن أمريكي من أصل مغربي، دخل دولة الاحتلال الإسرائيلي قبل ثلاثة أيام فقط، زادت التقديرات الإسرائيلية أن الطموح الوطني المحلي لم يعد هو المحرك الحصري للنضال الفلسطيني، بل بات لها جذور وامتدادات خارجية، مما يؤكد أن القومية الفلسطينية والفكرة الجهادية قد اندمجتا، لاسيما من خلال تنفيذ العديد من العمليات المسلحة بأيدي مواطنين غربيين يأتون هنا على هيئة سياح.

إيناس إلياس الكاتبة في صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، كشفت أن "مراقبي الحدود بمطار بن غوريون حذروا من خطر قاضي عبد العزيز، 29 عاما، المواطن المغربي الذي يحمل إقامة أمريكية، ووصل إسرائيل قبل أيام، وقد طلبوا منه عدم دخولها، لكن عناصر جهاز الأمن العام- الشاباك، وافقوا على دخوله، لماذا، لا أحد يعلم، لكن ربما سنعرف الحقائق قريبا".


وأضافت في مقال ترجمته "عربي21"، أن "حادثة الطعن هذه تكشف أن قوات أمن الاحتلال تواجه صعوبة في تعقب سياحة الجهاد بسبب محاولاتها المستمرة لتصوير المقاومة الفلسطينية باعتبارها صراعاً وطنياً، علماً بأن الجهاد له معانٍ مختلفة في الإسلام، واليوم يقتصر المصطلح على الحرب المقدسة القاتلة، خاصة وأن ظاهرة السياحة الجهادية الدولية شكلت علامة فارقة في العملية التي تحولت بها حروب الجهاد من نضالات محلية من أجل التحرير الوطني إلى حركة عالمية موحدة تضم نشطاء في مختلف أنحاء العالم".

وأوضحت أنه "يتم تأطير النضال الفلسطيني اليوم كجزء من الجهاد العالمي، حتى في ظل وجود حركة جهادية عالمية واحدة. رغم أنها بدأت كنضال وطني علماني من أجل تقرير المصير، وانتهى بالاحتلال الإسرائيلي، حيث لا تزال حركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية العلمانية تحاولان فهم سردية وطنية، ولكن في عيون الغربيين تبدو هذه السرديات مجرد غلاف جميل فارغ، ولذلك تحرك الجمهور الفلسطيني منذ فترة طويلة باتجاه مختلف".

في المقابل، تقول الكاتبة إن "الفلسطينيين يسعون لمنح مقاومتهم الوطنية أفكارا عالمية، كالدعوة لنبذ القمع، أو النضال ضد الاحتلال، دون غض الطرف عن استخدام النضال الوطني الفلسطيني كأداة في حرب الاستقلال، فيما تظهر حركة حماس أكثر اهتماماً من أي منظمة أخرى بالعلاقة بين النضال الوطني الفلسطيني والجهاد العالمي، وعلى غرار وجهة نظر اليسار الراديكالي، تسعى الحركة لتحرير المسلمين من القوى الإمبريالية، ممثلة بالغرب وإسرائيل".

وأوضحت أن "كل الفلسطينيين يؤيدون إطاراً دينياً للنضال، بما فيها الجماعات المسيحية والعلمانية والإسلامية المعتدلة، لكن أغلبية الجمهور لا تزال تؤيد حماس، الفرع الفلسطيني لجماعة الإخوان المسلمين، وفي الضفة الغربية وغزة، لا تزال هناك حاجة لإطار ديني للنضال، ورغم تدمير وتصفية قادتها، فما زال معظم الفلسطينيين يؤيدونها، لأنها اعتبرت منذ البداية نضالها الفلسطيني حرباً مقدسة لتحرير الأراضي الإسلامية، وهكذا ولد الجيل الفلسطيني الأصغر سناً في ظل أيديولوجية الجهاد التي تحميها رواية متماسكة عن المقاومة".

وأكدت أن "هذا الفكر هو الذي يحفّز القوى العاملة المطلوبة لبناء مئات الكيلومترات من الأنفاق المجهزة؛ وتجنيد هذا العدد الكبير المطلوبين للعمل في إنتاج الأسلحة، والسائقين والبنّائين والمهندسين؛ فيما احتفظ العديد منهم بأسلحة متنوعة في منازلهم، وفتحات أنفاق تحت أسرّة الأطفال، وأدبيات جهادية مميزة، وهكذا لم تعد الطموحات الوطنية فقط هي القوة الدافعة للنضال الفلسطيني".


وأشارت  إلى أن "الفلسطينيين يخوضون مقاومتهم ضد الاحتلال الإسرائيلي ضمن دائرة الحرب المقدسة، من خلال قوة جهادية تشكل جزءاً من الجهاد العالمي، وتستند لنظريات ما بعد الاستعمار، التي تنظر للفلسطينيين باعتبارهم الضحايا المطلقين للقوى الغربية الإمبريالية، والقوة التي تشكلت ضدها "محور المقاومة" هي إسرائيل واليهود والصهيونية، وهناك العديد من الأمثلة على العقلية السائدة في الحركات الوطنية الفلسطينية واليسار والعلمانية المتطرفة، التي تدافع عن حماس، وما قامت به في السابع من أكتوبر".

ونقلت عن "عدد من هذه النماذج، ومنها حنين زعبي، أن هجوم أكتوبر لم تنفذه حماس، بل الشعب الفلسطيني بأسره، ومقاتلو حماس من "النخبة" لم يغزو أراضيهم المحتلة، بل دخلوها بالفعل"، وهكذا اندمجت القومية الفلسطينية والفكرة الجهادية، وخرجت بأفكار عالمية، تدعو لنبذ الظلم والنضال ضده، انسجاماً مع الحرب الدينية المقدسة للمسلمين ضد اليهود وغيرهم من الكفار".

مقالات مشابهة

  • الدكتورة هبة النجار: الرزق ليس مالا فقط وإنما هناك نعم خفية
  • بالفيديو .. شاهد الصواريخ التي ألقيت على غزة في منطقة واحدة ولم تنفجر
  • علماء إب وتعز يؤكدون حرمة التطبيع والتحالف مع أمريكا والعمالة لها
  • بيان مشترك للمنسقة الخاصة للأمم المتحدة ورئيس بعثة اليونيفيل: أمامنا الكثير من العمل الشاق لتحقيق الالتزامات التي تمّ التعهد بها
  • الصوفي يؤكد اهتمام السيد القائد بالأكاديمية العليا للقرآن ومنتسبيها
  • حركة الجهاد تدين اغتيال العدو الصهيوني للقائد القسامي محمد شاهين في لبنان
  • الجهاد الإسلامي تدين اغتيال القيادي محمد شاهين
  • الحلاق لـ سانا: يؤسفنا كثيراً أن هناك آلاف المساجد لن تدخلها الحملة لأنها تعرضت للتدمير بسبب ممارسات النظام البائد الذي لم يراعِ حرمة هذه الأماكن المقدسة، ونعد أهلنا بأننا نعمل بجدٍّ لضمان عودة جميع المساجد المدمرة لاستقبال المصلين في أقرب وقت
  • تخوف إسرائيلي من اندماج المقاومة الفلسطينية بالنضال العالمي ضد الاستعمار
  • ما هي المعوذات التي تقرأ قبل النوم؟.. 15 آية تحميك من أذى الجن والشياطين