بودكاست «بنجور يا بيبي» يقدم 3 نصائح للحفاظ على بيت سعيد مع الزوجة الثانية
تاريخ النشر: 15th, February 2025 GMT
الزواج الثاني من الأمور الشائعة حتى وإن لم يكن مقبولًا لدى ملايين النساء، لكنه أمر واقع قد يكون برضاها أو يتزوج الرجل دون إخبار زوجته بالزيجة الثانية، وتطرقت الإعلامية رولين القاسم، في برنامجها «بونجور يا بيبي» عبر بودكاست المتحدة، بالتعاون مع «البنك الأهلي»، لهذه المشكلة وعرضت بعض النصائح للحفاظ على بيت سعيد في ظل وجود زوجة ثانية.
قالت الإعلامية رولين القاسم في حلقة «الزوجة الثانية» في بودكاست «بونجور يا بيبي»، إن من حق الرجل التفكير في الزواج مرة ثانية رغم استقراره مع الأولى، لكن قبل المخاطرة لا بد أن يعرف العواقب قبل الغرق في الزيجة الثانية، وهناك نصائح يجب أن يتبعها، وأهمها أن زوجته الأولى يجب أن تعرف: «لازم تروح بمنتهى الشجاعة وتواجه الست اللي معاك، حقها أنها عاشرتك سنين طويلة وبنت وكافحت، بقولك من المستقبل ما تغفلش الست اللي معاك لو رايح تتجوز، إنت داخل تتبسط في الجوازة التانية ولا داخل خايف».
النصيحة الثانية التي قالتها رولين القاسم، في بودكاست «بونجور يا بيبي»، إن الرجل يجب أن يخيِّر المرأة إذا نوى الزواج مرة ثانية، فإذا رضيت زوجته بالأمر يشرح لها أن الأيام والحياة سوف يشاركها فيها زوجة أخرى، أو ينفصلان بهدوء: «الست اللي تقولي هكمل وأعيش عيشي واتبسطي طلما الأمر مأثرش على صحتك وعيالك، صاحبيها هي يوم وانتي يوم في شغل البيت بس مش كل الناس بتقدر تعمل كدا».
النصيحة الثالثة للرجل هي عدم الأنانية واختيار نفسه على الطرف الآخر: «يروح يعمل هاني مون وشرم ويضرب الجوازة الأولى في مقتل ويرفض طلاق الزوجة الأولى لو هي طلبت الانفصال، وهيكون مرتبك مع التانية، إدي الست حرية الاختيار ومايبقاش أفقك ضيقك وتحرمها من اختياراتها».
رأي رولين القاسم في الزوجة الثانيةوقالت رولين القاسم إن الزوجة الثانية تتعرض لظلم بيِّن لأنها امرأة عادية، لكن هناك بعض النظرات السلبية لها: «إمتى نشيل الكلاكيع دي من حياتنا، هي ست عادية طالبة السترة والسكينة، الراجل مابيتخطفش هو بيروح وييجي بمزاجه».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: رولين القاسم بودكاست بودكاست المتحدة الزوجة الثانیة رولین القاسم
إقرأ أيضاً:
النخب السودانية والشيطان المعرفي: قراءة في رؤية أبو القاسم حاج حمد
تمثّل مقولة الفيلسوف والمفكر السوداني أبو القاسم حاج حمد: "النخب السودانية جاءت إلى السلطة بعد خروج الإنجليزية منهكة"، مدخلًا نقديًا لفهم أزمة الدولة الوطنية في السودان بعد الاستقلال. فهي لا تكتفي بتوصيف الحدث السياسي، بل تُسائل البنية المعرفية التي بُنيت عليها هذه الدولة، وتحفر عميقًا في تشريح النخبة السودانية وعلاقتها بالإرث الاستعماري. ويمكن تعزيز هذا الطرح باستدعاء مفهوم "الشيطان المعرفي" لفهم كيف أنتجت هذه النخب وعيًا مضلِّلًا، أعاق تشكل مشروع وطني تحرري حقيقي.
أولًا: السياق التاريخي للانتقال المهزوز خرجت بريطانيا من الحرب العالمية الثانية مُنهكة، فبدأت بمنح الاستقلالات الشكلية لمستعمراتها، ومن بينها السودان. كانت اتفاقية 1953 بين مصر وبريطانيا لتقرير مصير السودان لحظة مفصلية، حيث تم إعداد المسرح لانتقال السلطة إلى نخب محلية، لكنها نخب تشكلت في حضن المستعمر وتبنت أدواته.
هذا الاستقلال لم يكن ثمرة ثورة شعبية أو مقاومة منظمة، بل نتيجة لتسوية دولية، جعلت من لحظة الاستقلال استمرارًا ناعمًا للهيمنة الاستعمارية.
ثانيًا: النخبة السودانية كوارثة معرفية للاستعمار غالبية النخب السودانية آنذاك كانت من خريجي المؤسسات التعليمية التي أنشأها الإنجليز، ككلية غوردون التذكارية، وتولوا مناصب بيروقراطية ضمن جهاز الدولة الاستعمارية. وعند تسلمهم مقاليد السلطة، لم يُحدثوا قطيعة معرفية أو بنيوية مع تلك المنظومة، بل حافظوا عليها واستنسخوها.
في هذا السياق، يمكن الحديث عن "الشيطان المعرفي" بوصفه التشوه أو الخداع المعرفي الذي جعل النخبة تتوهم أنها تقود مشروع استقلال، بينما كانت في الحقيقة تعيد إنتاج السيطرة ولكن بأدوات محلية.
ثالثًا: الاستلاب بين تقليد الحداثة والانكفاء على الماضي وقع السودان في فخ استقطاب مزدوج:
• نخبة تبنت الحداثة الغربية شكلًا لا مضمونًا.
• ونخبة أخرى انكفأت إلى الطائفية والجهوية والماضوية.
كلا المسارين لم يُنتج مشروعًا وطنيًا عقلانيًا جامعًا، بل عززا من التجزئة الاجتماعية والسياسية. كانت النتيجة دولة مركزية عاجزة عن الاستيعاب، وهامش يغلي بالغضب.
رابعًا: الميراث الاستعماري في البيروقراطية والسيادة استمرت البيروقراطية البريطانية المركزية كما هي، دون تفكيك أو إصلاح، فأصبحت الدولة السودانية بعد الاستقلال جسدًا استعمارياً بروح وطنية مزعومة. وهو ما يفسر لماذا استمر التهميش الجغرافي، والتمييز العرقي، والاقتصاد الاستخراجي (مثل مشروع الجزيرة)، بدون مراجعة بنيوية.
خامسًا: أزمة الشرعية والصراع على الغنيمة بغياب شرعية تحررية حقيقية، تحولت السلطة إلى غنيمة، وجرى تقسيمها على أسس طائفية وجهوية. لم تكن هناك برامج وطنية، بل تحالفات قائمة على الولاءات الضيقة، مما مهّد لهيمنة المؤسسة العسكرية، وصعود الحركات المسلحة كردّ فعل على التهميش.
سادسًا: حاج حمد والنقد الجذري للحداثة الوهمية يرى أبو القاسم حاج حمد أن الحداثة التي تبنتها النخب لم تكن حداثة حقيقية، بل قشرة سطحية؛ تقليد للغرب دون امتلاك لروح الحداثة القائمة على العقلانية والعدالة والمعرفة الحرة. فكانت النتيجة استنساخ الدولة الاستعمارية بشعارات وطنية.
سابعًا: شيطان المعرفة... حين تُضلَّل النخب ذاتها "الشيطان المعرفي" هنا لا يعني فقط الجهل، بل هو وعي زائف يتلبّس النخبة ويجعلها تعيد إنتاج القهر باسم الاستقلال. فالدولة لم تكن عقلًا جماعيًا بل جهازًا تكنوقراطيًا بلا روح، والنخبة لم تكن طليعة للتغيير بل ظلًّا للنظام الذي خلَّفه المستعمر.
ثامنًا: هل ما زال هذا التشخيص صالحًا؟ نعم، فالحرب الحالية (بين الجيش والدعم السريع) ليست سوى نتاج مباشر لتاريخ النخب المعطوبة معرفيًا:
• المؤسسة العسكرية تمثل الامتداد الطبيعي لتقاليد السلطة الاستعمارية.
• قوات الدعم السريع تمثل الردّ المتأخر للهامش على منطق الإقصاء.
• التدخلات الخارجية ما كانت لتتعمق لولا غياب المشروع الوطني المستقل.
ما العمل؟ لا يكفي تغيير الوجوه أو استبدال النخب القديمة بأخرى جديدة من ذات المنظومة. المطلوب هو تفكيك الشيطان المعرفي الذي يسكن بنية التفكير السياسي والاجتماعي.
إن إعادة تأسيس الدولة السودانية ينبغي أن تنطلق من:
• عدالة جغرافية تُنهي التمركز حول الخرطوم.
• اقتصاد إنتاجي يحرر البلاد من التبعية.
• عقد اجتماعي يعترف بالتنوع ويوحد على أساس المواطنة.
كما قال حاج حمد: "المشكلة ليست في من يحكم، بل في طبيعة النظام الذي يَحكُم". ولكننا نضيف: "ولا في طبيعة النظام فقط، بل في المعرفة التي يُنتج بها النظام نفسه".
zuhair.osman@aol.com