قال د. صالح الطراونة، المحلل السياسى الأردنى، إن المبادرة المصرية العربية لإعادة إعمار غزة تمثل حائط صد حقيقياً أمام مخططات التهجير، إذ تسعى بعض الأطراف إلى فرض واقع جديد من خلال تهجير السكان ثم البدء فى الإعمار. وأكد «الطراونة»، فى حواره لـ«الوطن»، أنه مع تولى الدول العربية ملف الإعمار بشكل مباشر، فإن ذلك يلغى أى فرصة للتدخل الخارجى ويشكل جداراً منيعاً أمام هذه المخططات.

. وإلى نص الحوار:

كيف ترى أهمية جهود إعادة الإعمار فى غزة؟

- تكتسب جهود إعادة إعمار غزة أهمية كبرى فى ظل الأوضاع الراهنة، حيث تسعى بعض الأطراف، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، إلى فرض مخطط تهجير قسرى لسكان القطاع، ولكن تأتى المبادرة المصرية التى تدعو إلى إنشاء صندوق عربى لإعادة الإعمار، بمشاركة مصر، والأردن، والسعودية، والإمارات وقطر، كخطوة استراتيجية لإفشال هذا المخطط، خصوصاً إذا تحولت هذه الجهود إلى واقع ملموس، فإنها ستشكل حاجزاً قوياً أمام أى محاولات لإقصاء سكان غزة عن أرضهم، وستؤكد تمسك الدول العربية بدعم القضية الفلسطينية.

مصر حريصة على بلورة موقف قوى يدعم إعادة الإعمار وينفى أى تدخلات خارجية

كيف تقيّم الدور المصرى فى قيادة جهود إعادة إعمار غزة؟

- الدور المصرى فى إعادة إعمار غزة برز بقوة منذ اللحظة الأولى، ومصر حريصة على بلورة موقف قوى يدعم إعادة الإعمار وينفى أى تدخلات خارجية، مما يثبت أن الجهود المصرية تسير فى الاتجاه الصحيح، ومن المتوقع أن تؤتى ثمارها قريباً، حتى قبل انعقاد القمة العربية المقبلة.

إلى أى مدى يمكن أن تشكل مبادرة إعادة الإعمار حائط صد للتهجير؟

- المبادرة حائط صد حقيقى أمام مخططات التهجير، إذ تسعى بعض الأطراف إلى فرض واقع جديد من خلال تهجير السكان ثم البدء فى الإعمار، لكن مع تولى الدول العربية ملف الإعمار بشكل مباشر، فإن ذلك يلغى أى فرصة للتدخل الخارجى ويشكل جداراً منيعاً أمام هذه المخططات، خاصة أن عملية إعادة الإعمار قد تمتد من 10 إلى 15 عاماً، ما يضمن استمرار الوجود الفلسطينى فى القطاع.

كيف يمكن أن ينسق الأردن مع مصر ودول عربية أخرى لضمان نجاح خطط إعادة الإعمار؟

- بدأ التنسيق فعلياً من خلال التحركات المصرية الأردنية لعقد لقاء خماسى يضم السعودية، الإمارات، وقطر، بهدف تبنى مشروع إعادة إعمار غزة وطرحه فى القمة العربية المقبلة، وهذه الجهود تمهد لفكرة شاملة لإدارة الإعمار، والتى ستسهم فى تعزيز صمود الشعب الفلسطينى على أرضه رغم كل التحديات.

ما أبرز التحديات التى تواجه الدول العربية فى دعم ملف إعادة الإعمار فى ظل التعقيدات السياسية الإقليمية؟

- أبرز التحديات تكمن فى ضرورة توحيد الصف الفلسطينى بين الفصائل المختلفة مثل فتح، وحماس، والجهاد، لضمان نجاح مشروع إعادة الإعمار، كذلك من المهم أن تحظى هذه المبادرة بدعم الدول العربية كافة، إلى جانب تأييد من الاتحاد الأوروبى الذى رفض فكرة التهجير، لضمان عدم طمس القضية الفلسطينية.

برأيك.. هل يمكن لإعادة إعمار غزة أن تسهم فى تقوية الموقف التفاوضى الفلسطينى على المدى البعيد؟

- بلا شك، عندما يكون الجهد عربياً خالصاً فى إعادة الإعمار، فإنه يعزز من موقف القيادة الفلسطينية فى أى مفاوضات مستقبلية، وإن نجاح الفلسطينيين، بدعم عربى، فى بناء قطاع غزة من جديد، سيجعلهم يفاوضون من منطلق قوة، مستندين إلى إنجاز ملموس يعكس قدرتهم على الحفاظ على أرضهم ومؤسساتهم.

ما المطلوب من الدول العربية والإسلامية لضمان استمرار وديمومة عملية إعادة الإعمار فى غزة؟

- المطلوب هو إيمان الدول العربية بفكرة إعادة الإعمار كجهد مشترك، مع ضرورة توحيد الصف الفلسطينى، كما يجب أن تحظى هذه المبادرة بدعم من القوى الدولية مثل الاتحاد الأوروبى، وروسيا، والصين، لإقامة مجتمع فلسطينى مثالى يحفظ حقوق الشعب.

كيف يمكن للأردن استغلال موقعه الدبلوماسى وعلاقاته الدولية للضغط لاستمرار عمليات إعادة الإعمار دون تدخلات سياسية؟

- الأردن يمتلك ثقلاً سياسياً ودبلوماسياً كبيراً، مستفيداً من استقراره السياسى والاقتصادى وعلاقاته المتينة مع الاتحاد الأوروبى ودول أخرى، وقدرته على التحرك الدبلوماسى تُمكنه من ضمان استمرار إعادة الإعمار رغم أى ضغوط، مع تأكيد دعمه لاستقرار الدولة الفلسطينية وبناء مستقبل مشرق لها، بالتعاون مع الدول العربية.

تخفيف المعاناة

الجهود الإنسانية، كالمستشفيات الميدانية واستقبال المرضى وتقديم الرعاية الصحية، بالإضافة إلى القوافل المستمرة عبر الجو والبر، ساهمت بشكل كبير فى تخفيف المعاناة عن سكان القطاع، وهذه الجهود تؤكد التزام الدول العربية بدعم غزة، وتبرز فى المواقف السياسية والدبلوماسية أمام العالم.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: القضية الفلسطينية غزة تصفية القضية الفلسطينية وزارة الخارجية إعادة إعمار غزة الدول العربیة إعادة الإعمار

إقرأ أيضاً:

قمة بغداد: دبلوماسية أم استعراض سياسي؟

أبريل 30, 2025آخر تحديث: أبريل 30, 2025

المستقلة/- بينما تُسابق الحكومة العراقية الزمن لاستكمال التحضيرات اللوجستية والفنية لاستضافة القمة العربية في بغداد يوم 17 أيار المقبل، يتصاعد الجدل في الشارع العراقي حول جدوى هذه القمة في ظل تحديات داخلية مستمرة وأزمات إقليمية متراكمة. فهل ستكون هذه القمة محطة مفصلية تعيد العراق إلى عمقه العربي، أم مجرد استعراض سياسي لالتقاط الصور وسط واقع مأزوم؟

الحكومة تؤكد أن الاستعدادات بلغت مراحلها النهائية، وسط تنسيق أمني وإعلامي عالي المستوى، وإطلاق مشاريع خدمية في مطار بغداد الدولي، ولكن هل تُخفي هذه التحضيرات رغبة سياسية في تلميع صورة النظام أمام العالم أكثر من حرصها الحقيقي على نتائج ملموسة من القمة؟

بين الانفتاح الإقليمي وغياب الداخل

يرى مراقبون أن العراق يسعى من خلال هذه القمة إلى تعزيز موقعه السياسي الإقليمي، لكنه لا يزال عاجزًا عن معالجة الأزمات المزمنة التي تمس المواطن بشكل مباشر، مثل تدهور الخدمات، واستشراء الفساد، والتوترات السياسية التي تهدد الاستقرار الحكومي. فهل يُعقل أن يُفتح باب العراق أمام الزعماء العرب في وقت لا تزال فيه أبواب المستشفيات والمدارس والخدمات مغلقة أمام أبناء الشعب؟

ماذا بعد القمة؟

السؤال الأبرز الذي يطرحه الشارع العراقي: ما الذي ستحققه القمة للعراق؟ هل ستُثمر عن اتفاقيات استراتيجية حقيقية، أم ستكون مجرد مناسبة بروتوكولية تنتهي بانتهاء نشرات الأخبار؟ خاصة أن معظم القمم العربية السابقة لم تُحدث فارقاً يُذكر في واقع الشعوب، بل تحولت في كثير من الأحيان إلى تظاهرات خطابية بلا مضمون.

هل السياسة الخارجية تُخفي هشاشة الداخل؟

في ظل تركيز الحكومة على التحضير لهذا الحدث الكبير، يتساءل البعض إن كان الانشغال بالقمة محاولة لصرف الأنظار عن فشل الطبقة السياسية في إدارة شؤون البلاد داخلياً. وهل يُعقل أن تُستثمر ملايين الدولارات في مراسم الاستقبال والتجميل، بينما لا تزال مناطق عراقية عديدة تعاني من الإهمال والتهميش؟

ختاماً

قمة بغداد القادمة قد تحمل الكثير من الرمزية السياسية والدبلوماسية، لكنها في نظر كثير من العراقيين لن تكون ذات جدوى ما لم تُترجم إلى نتائج ملموسة في السياسة، والاقتصاد، والأمن. فالعراق لا يحتاج فقط إلى قمة عربية… بل إلى قمة وطنية تضع مصلحة المواطن قبل البروتوكولات.

مقالات مشابهة

  • رئيس وزراء العراق: الشرع يمثل الدولة السورية وحضوره القمة العربية مهم
  • من أين نبدأ؟ الحرب والخسائر وإعادة الإعمار في السودان
  • واشنطن وكييف تبرمان اتفاقًا لاستغلال المعادن وإعادة الإعمار
  • عاجل | وزارة الخزانة الأميركية: واشنطن وكييف وقعتا اتفاقية لإنشاء صندوق استثماري لإعادة الإعمار
  • السعودية الأولى عربيًا.. هذه الدول صاحبة أعلى إنفاق عسكري في 2024
  • الجامعة العربية تدين قرار الاحتلال بإغلاق صندوق ووقفية القدس
  • قمة بغداد: دبلوماسية أم استعراض سياسي؟
  • مبادرة من لجنة الإسناد المدني بدرع السودان لإسناد إعمار جامعة الجزيرة
  • ممثل الجامعة العربية بمجلس الأمن: دعم كامل للخطة المصرية والعربية لإعادة إعمار غزة
  • وزير الخارجية: الشركات المصرية تلعب دورا بارزا في إعادة إعمار ليبيا