مع انعقاد الاجتماع السنوي لقمة الاتحاد الأفريقي بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، أُثيرت تساؤلات حول قدرة «القمة» على تهدئة الأوضاع داخل القارة السمراء، ورغم أن قضايا السلم والأمن بأفريقيا تتصدر اجتماعات رؤساء الدول والحكومات الأفريقية بأديس أبابا، فإن خبراء يرون «صعوبة في تأثير (قمة أديس أبابا) الأفريقية على قضايا الصراع؛ لكنهم يعوّلون على شركاء دوليين في التهدئة».



وبدأت قمة الاتحاد الأفريقي، السبت، بمقر الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا، إجراء مراسم تسلم دولة أنغولا رئاسة الاتحاد لعام 2025 من موريتانيا، ومن المقرر أن تشهد اجتماعات القمة، التي تمتد ليومين، انتخاب المناصب القيادية لمفوضية الاتحاد الأفريقي، التي تشمل رئيس المفوضية ونائبه و6 مفوضين.

وستناقش اجتماعات القادة الأفارقة خلال القمة «مستجدات الأوضاع في السودان وليبيا، وشرق الكونغو الديمقراطية»، إلى جانب قضايا «العدالة والأمن الغذائي والتحول الرقمي، والتكامل الاقتصادي».

وفرضت التطورات في قطاع غزة نفسها على المناقشات الافتتاحية للقمة، السبت؛ حيث شارك فيها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وسكرتير عام الأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، موسى فقي.

وعَدَّ عباس أن «دعوات تهجير الفلسطينيين من غزة هدفها إلهاء العالم عن جرائم الحرب والإبادة في القطاع، وجرائم الاستيطان ومحاولات ضم الضفة الغربية»، وعدّ أن استمرار تلك الدعوات «سيبقي المنطقة في دائرة العنف، بدلاً من صنع السلام».

كما دعا الأمين العام للأمم المتحدة إلى «تجنُّب التصعيد في شرق الكونغو الديمقراطية»، وقال إن استمرار القتال في تلك المنطقة «يُهدد استقرارها كلها».

وتشهد منطقة شرق الكونغو الديمقراطية أعمال عنف أخيرة، بعد سيطرة حركة «إم 23» المتحالفة مع القوات الرواندية على عدد من المدن الكونغولية، منها جوما وبوكافو، وسط أعمال عنف أدَّت إلى مقتل العشرات، إلى جانب نزوح الآلاف، حسب تقارير أممية.

وتُضاف أعمال العنف في شرق الكونغو الديمقراطية إلى عدد من النزاعات الأفريقية، التي يُنتظر مناقشتها في «القمة الأفريقية»، مثل الوضع في السودان والقرن الأفريقي وليبيا، غير أن الخبير السوداني في الشؤون الأفريقية، عبد المنعم أبو إدريس، يرى أن «الاتحاد الأفريقي يصعب عليه تحقيق اختراق للصراعات في القارة، لعدم امتلاكه قدرات مالية، أو أدوات تأثير على بعض أطراف تلك النزاعات».

ويعتقد أبو إدريس أن «أجواء انتخابات مفوضية الاتحاد الأفريقية تلقّى الاهتمام الأكبر بالاجتماعات السنوية للاتحاد هذا العام»، موضحاً لـ«الشرق الأوسط» أن «(الاتحاد) دائماً ما يُعوِّل على شركاء دوليين من خارج أفريقيا لتحقيق نجاحات، خصوصاً في قضايا الصراع الملحة، مثل الوضع في السودان وشرق الكونغو ودول الساحل الأفريقي».

ويترقّب السودان استئناف عضويته المُعلقة في الاتحاد الأفريقي خلال اجتماعات القمة السنوية، وفق مدير وحدة العلاقات الدولية بـ«المركز السوداني للفكر والدراسات الاستراتيجية»، مكي المغربي، مشيراً إلى أن «هناك دعوات من بعض الدول لعودة نشاط السودان بالاتحاد، منها مصر والجزائر، لكن القضية لا تحظى بأولوية في مناقشات بعض وفود الدول الأفريقية».

وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إن هناك مطالب من بعض الدول بإعادة النظر في آليات تعليق العضوية، بسبب استمرار تجميد نشاط 6 دول أفريقية، نتيجة تطورات سياسية داخلية».

وعلّق الاتحاد الأفريقي عضوية السودان منذ 27 أكتوبر (تشرين الأول) 2021، ليُضاف إلى 5 دول أفريقية أخرى مجمدة عضويتها، هي بوركينا فاسو، ومالي، وغينيا، والنيجر، والغابون، نتيجة «انقلابات عسكرية شهدتها تلك الدول في السنوات الأخيرة».

ودعت وزارة الخارجية السودانية إلى «استئناف عضوية السودان في الاتحاد الأفريقي»، وقالت في رسالة إلى وزراء خارجية الدول الأعضاء بمجلس السلم والأمن الأفريقي، الخميس: «إن الجيش السوداني والقوات المتحالفة معه بسطوا سيطرتهم على ربوع البلاد».

ولا يرى المغربي أي تأثير للتدخلات الأفريقية في الحرب السودانية، والتوترات بالقرن الأفريقي، وقال: «إن تعاطي الاتحاد الأفريقي مع تلك التحديات لم يكن مفيداً، والتدخلات الدولية صاحبة التأثير الأكبر».

ويؤيد ذلك خبير الشؤون الأفريقية المصري، رامي زهدي، عادّاً أن «مؤسسة الاتحاد الأفريقي تفتقد إلى أدوات فاعلة لحل الأزمات في القارة»، ودلل على ذلك بـ«ضعف التعاطي الأفريقي في قضايا مثل ليبيا، والأوضاع الأمنية في بعض دول الساحل»، مشيراً إلى أن «الإشكالية في غياب الإرادة من بعض الدول في حل الأزمات، رغم أن دول القارة الأجدر على حل نزاعاتها».

ووفق زهدي، فإن «تعقد وتشابك الصراعات والتوترات في بعض الدول الأفريقية يُصعب حلولها على أي منظمة إقليمية ودولية»، موضحاً لـ«الشرق الأوسط» أنه «من الصعب الحديث عن دور أفريقي حاسم في أزمات القارة، وسط حالة الاستقطاب الدولي الكبيرة حالياً على وقع الصراع في الشرق الأوسط، وتطورات القضية الفلسطينية»، منوهاً «ببعض التحركات الأفريقية، التي لاقت تفاعلاً دولياً، مثل مقاضاة جنوب أفريقيا لإسرائيل، بسبب جرائم الحرب في غزة».

وأقامت جنوب أفريقيا، في وقت سابق، دعوى أمام محكمة العدل الدولية، تتهم فيها إسرائيل بـ«ارتكاب أعمال إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة».

القاهرة: الشرق الأوسط: أحمد إمبابي  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الکونغو الدیمقراطیة الاتحاد الأفریقی الشرق الأوسط أدیس أبابا بعض الدول

إقرأ أيضاً:

مصر تستضيف البطولة الأفريقية للشطرنج تحت سفح الأهرامات مايو المقبل

أعلن الاتحاد المصري للشطرنج، برئاسة اللواء مختار عمارة، استضافة مصر البطولة الإفريقية للشطرنج للرجال والسيدات التي تقام خلال الفترة من 12 إلى 21 مايو المقبل بمشاركة نحو 20 دولة وتقام تحت رعاية الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة وبدعم من الاتحاد الإفريقي والدولي للعبة.

وأسند الاتحاد الدولي للشطرنج إدارة البطولة إلى الدكتور كريم وجيه نظرا لما يمتلكه من خبرات كبيرة في تنظيم بطولات الشطرنج والفعاليات الكبرى وإدارتها بالشكل الاحترافي حتى تخرج بالشكل اللائق.

وقال كريم وجيه مدير البطولة الإفريقية للشطرنج، إن البطولة سوف تقام تحت سفح الأهرامات أمام المتحف المصري الكبير وتم اختيار هذا المكان بالتحديد للترويج للمعالم السياحية في مصر في البطولة التي يشارك فيها نحو 150 لاعبا  من مختلف الأعمار السنية.

وتابع أن البطولة الإفريقية للشطرنج تُعد مؤهلة لكأس العالم للشطرنج كما أنها أكبر حدث إفريقي يقام بالتعاون مع الاتحاد الإفريقي والدولي، موضحا أن حفل افتتاح البطولة سيكون يوم 13 مايو المقبل على أن يكون حفل الختام يوم 20 مايو المقبل على أن تغادر الوفود الأفريقية القاهرة يوم 21 مايو.

وكشف كريم وجيه مدير البطولة الإفريقية للشطرنج، أن مصر تشارك في منافسات البطولة بمنتخب مكون من 5 لاعبين و5 لاعبات فضلا عن مشاركة نحو 25 لاعب مصري في المنافسات للمنافسة على الألقاب الفردية ويتم الإعداد حاليا لتجهزهم فنيا بالشكل الذ يضمن لمصر حصد الألقاب والوصول إلى منصات التتويج.

واختتم مدير البطولة أن الاتحاد الإفريقي والدولي للشطرنج يولي أهمية كبرى للبطولة الإفريقية كونها الأحدث الأبرز الذي يقام في القارة السمراء كل عام مما يمنحها أهمية كبرى وجاء اختيار مصر لاستضافة ذلك الحدث نظرا لما تمتلكه من منشآت غاية في التطور فضلا عن قدرتها على تنظيم كافة البطولات والفعاليات الرياضية بالشكل الأمثل والذي يليق بسمعة مصر الرياضية.

طباعة شارك البطولة الإفريقية للشطرنج الشطرنج اتحاد الشطرنج الاتحاد الإفريقي للشطرنج الاتحاد الدولي للشطرنج

مقالات مشابهة

  • رئيس الوزراء: وجود الشرع في القمة العربية مهم
  • مجلس منع الاحتكار ينضم لمنتدى المنافسة الأفريقي  
  • عودة الغابون للاتحاد الأفريقي.. مرونة سياسية أم سابقة مقلقة؟
  • الاتحاد الأفريقي يرفع تعليق عضوية الغابون بعد الانتخابات الرئاسية
  • الاتحاد الأفريقي وحرب السودان: بين الحياد والمصير
  • آخرها سباحة الناشئين.. صبحي: مصر من أبرز الدول الأفريقية تنظيما للبطولات الرياضية
  • الجامعة العربية تؤكد ضرورة تكثيف الجهود الدولية والإقليمية لوقف النزاع المسلح بالسودان  
  • مساعد رئيس حزب العدل: مصر تقود مشروعات التنمية المستدامة في القارة الأفريقية
  • استمرار وصول وفود الدول المشاركة في البطولة الأفريقية للكونغ فو إلى القاهرة
  • مصر تستضيف البطولة الأفريقية للشطرنج تحت سفح الأهرامات مايو المقبل