تكنوقراط ليبيا يستنكر رفض بعض الأطراف التوقيع على ميثاق المصالحة
تاريخ النشر: 15th, February 2025 GMT
استنكر تجمع تكنوقراط ليبيا تردد بعض الأطراف الليبية ومقاطعة بعض الفاعلين الليبيين للتوقيع على ميثاق المصالحة الوطنية في أديس أبابا برعاية الاتحاد الأفريقي.
جاء ذلك في بيان تحصلت “عين ليبيا” على نسخة منه، بشأن اللقاء المنعقد لتوقيع ميثاق المصالحة الوطنية في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا” برعاية وحضور رئيس جمهورية الكونغو، ورئيس اللجنة رفيعة المستوى للاتحاد الأفريقي بشأن ليبيا دينيس ساسو نغيسو، ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي وذلك على هامش قمة الاتحاد الأفريقي الـ38.
وأشار البيان إلى أن الساحة الليبية تشهد في السنوات الأخيرة محاولات حثيثة لإعادة بناء النسيج الاجتماعي، وتحقيق المصالحة الوطنية، باعتبارها خطوة لا غنى عنها لضمان وحدة الوطن واستقراره، وكان “تجمع تكنوقراط ليبيا” داعما لهذه الجهود عندما طرح – منذ عدة سنوات “المبادرة الوطنية الاستثنائية للمصالحة الوطنية وجبر الضرر”، ضمن الجهود الرافدة لهذا المسار الهام.
وأضاف البيان أن هذا الموقف يطرح تساؤلات عديدة حول الأسباب الحقيقية خلف هذا التردد، ومدى إدراك هذه الأطراف لحجم المخاطر التي تهدد البلاد في حال استمرار الانقسام، وأكد على أن المصالحة الوطنية ليست مجرد توقيع على وثيقة أو اتفاق سياسي، بل هي عملية شاملة تهدف إلى رأب الصدع بين أبناء الشعب الواحد، وتجاوز رواسب الماضي من خلال العدالة الانتقالية والمصارحة والإنصاف. وفي الحالة الليبية، باتت هذه المصالحة ضرورة حتمية بعد سنوات من الصراع الذي خلف انقسامات عميقة، وأضرارًا جسيمة في البنية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.
ونوه التجمع إلى أن رفض بعض الأطراف الانخراط في هذه العملية يثير القلق، خصوصًا في ظل التحديات الراهنة، مثل استمرار الانقسام المؤسسي، والتدخلات الخارجية، وتدهور الأوضاع المعيشية للمواطنين. فمن غير المنطقي أن تبقى المصالح الفئوية أو الحسابات الضيقة عائقًا أمام وحدة الوطن وسلامته.
كما أكد البيان أن استمرار حالة الانقسام والتردد في إتمام المصالحة الوطنية يمثل تهديدًا مباشرًا لوحدة ليبيا واستقرارها، فالتجارب التاريخية تثبت أن الدول التي أهملت معالجة خلافاتها الداخلية، وفضلت تأجيل المصالحة، وجدت نفسها لاحقًا في وضع أكثر تعقيدًا، وربما تفككت إلى كيانات متناحرة. وليبيا ليست استثناءً من هذا الدرس التاريخي.
وحذر تجمع تكنوقراط ليبيا من أن غياب المصالحة يُبقي الجراح مفتوحة، ويمنح الأطراف المتطرفة فرصةً لمواصلة العبث بمقدرات الوطن، وتعطيل مسيرة البناء.
وحمَّل التجمع المسؤولية لجميع الأطراف، سواء كانوا في موقع السلطة أو المعارضة، لوضع مصلحة الوطن فوق أي اعتبار آخر، وتقدم بالشكر للاتحاد الأفريقي الذي يؤدي دورًا بارزًا في رعاية جهود المصالحة الوطنية، إدراكًا منه لأهمية استقرار ليبيا في استقرار المنطقة الأفريقية ككل، إلا أن هذا الدور يحتاج إلى دعم داخلي حقيقي من كافة القوى الوطنية الليبية، إذ لا يمكن لأي دعم خارجي أن يُنجح المصالحة ما لم تتوفر الإرادة الصادقة لدى الليبيين أنفسهم.
ودعا تكنوقراط ليبيا المجتمع المحلي والدولي لممارسة ضغط إيجابي لدفع الأطراف المترددة نحو الانخراط في المصالحة الوطنية الشاملة، مع ضرورة الالتزام بمبدأ احترام السيادة الليبية، وترك زمام المبادرة لليبيين أنفسهم.
واختتم التجمع بيانه بالقول، إن معاناة الشعب الليبي، واستمرار التدهور الاقتصادي والاجتماعي، والخطر المحدق بوحدة الوطن، كلها عوامل تستوجب التعالي على الجراح، وترك الخلافات جانبًا، والتوجه نحو مصالحة وطنية شاملة، وإن التاريخ سوف يدين من يصر على إطالة أمد الصراع، ويُقدّم مصلحته الضيقة على مصلحة الوطن، لأن الوطن أمانة في أعناق الجميع، ومسؤولية بناء مستقبله تقع على الجميع دون استثناء، والمصالحة الوطنية هي الجسر الوحيد الذي يمكن عبوره نحو مستقبل أكثر استقرارًا وازدهارًا.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: المصالحة الوطنیة تکنوقراط لیبیا
إقرأ أيضاً:
الإتحاد الأفريقي يؤكد حصرية مجلس الأمن في تسوية ملف الصحراء
زنقة 20 | الرباط
كشفت المقررات الأخيرة للاتحاد الإفريقي، الصادرة خلال القمة الأخيرة لرؤساء الدول والحكومات، عن تحول واضح في موقف التكتل القاري بشأن ملف الصحراء المغربية، حيث أكد على حصرية اختصاص الأمم المتحدة، ممثلة في مجلس الأمن الدولي، في مناقشة هذا الملف، متجنبًا أي تدخل مباشر في النزاع المفتعل.
ويعكس هذا التوجه الإفريقي الجديد انسجامًا مع الدينامية الدولية الرامية إلى إيجاد حل سياسي وواقعي للنزاع، من خلال دعم العملية السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة، بدلًا من الانخراط في مسارات قد تؤدي إلى تعميق الخلافات داخل القارة.
وإلى جانب ذلك، تكرس المقررات الإفريقية الأخيرة الدور الريادي الذي يلعبه المغرب في استقرار القارة الإفريقية، من خلال دعم مشاريع تنموية كبرى، وتعزيز الأمن الإقليمي، فضلا عن مساهمته الفاعلة في بناء المؤسسات داخل دول القارة، مما يعزز مكانته كفاعل محوري في المعادلات السياسية والاقتصادية الإفريقية.
ويرى مراقبون أن المغرب نجح في ترسيخ مكانته داخل الاتحاد الإفريقي عبر بناء تحالفات قوية مع العديد من الدول الإفريقية، بما في ذلك تلك التي كانت في السابق تدعم الطرح الانفصالي، وهو ما ينعكس بشكل إيجابي على إدارة ملف وحدته الترابية على المستوى القاري والدولي.
ويبرز المرافبون، ان الاتحاد الإفريقي أصبح يتعامل مع النزاع وفق رؤية ترمي إلى إعطاء مساحة سياسية لحل سلمي وعملي”،كما أن الوثائق الرسمية الصادرة عن القمة الأخيرة تجاهلت أي إشارة لقضية الصحراء، تأكيدا على رغبة الاتحاد في تجنب الخوض في قضايا ذات طابع سياسي قد تضر بوحدة الدول الأعضاء.