«الزار الشعبي» أداة لطرد الأرواح أم علاج نفسي؟.. ظهر في مسلسل الكابتن
تاريخ النشر: 15th, February 2025 GMT
خلال حلقات مسلسل الكابتن يواجه الفنان أكرم توفيق مغامرة مرعبة، إذ تتعرض الطائرة التي يقودها لحادث ويبقى هو الناجي الوحيد بعد موت جميع الركاب، وخلال عرض البرومو على منصة «watch it» ظهرت فرقة غريبة تؤدي طقوس الزار الشعبي، وهي الثقافة التي انتشرت في القرون الماضية وظهرت في أكثر من عمل فني أهمها «أم رتيبة»، فما تعريف الزار وكيف يراه الكتاب؟
الزار الشعبي لطرد الأرواح أم علاج نفسي؟.. ظهر في مسلسل الكابتن
ظهور فرقة الزار الشعبي في برومو مسلسل الكابتن، لطرد أروح الركاب الذين طاردوا أكرم حسني بعد وفاتهم جميعًا في حادث الطائرة، وبعد الإشارة إليها في العمل ما حكاية هذه الفرقة في التاريخ؟
الطبيب النفسي أحمد عكاشة، ذكر في كتابه «الطريق إلى السعادة» أنه بالنسبة لمرضى النفس والعقل، فقد استعملت الموسيقى منذ فترات بعيدة، وأقرب الأمثلة لذلك «الزار»، وهو من أكثر العلاجات الشعبية شيوعًا في مصر والسودان من خلال الحبشة.
وسرد عكاشة تعريفًا لهذه الفرقة بأن احتفال الزار يعتمد بشكل أساسي على قرع الطبول بشدة مع رقصات عنيفة يتخلص بعدها المريض من أعراضه النفسية، موضحًا: «قد أتيحت لي الفرصة في عام 1965 في دراسة 100 سيدة من المترددات على الزار، وكان حوالي 63% منهن متزوجات، وغير سعيدات في زواجهن إما لخيانة الزوج، أو لعدم التوافق الزوجي، وقد نندهش إذا علمنا أن 28 قد أنهين دراستهن الثانوية».
ثقافة الزار الأكثر انتشارًا بين النساءوبحد وصف «عكاشة» أنه بفحص هؤلاء السيدات وجد أن معظمهن يعانين من أمراض هستيرية واكتئابية وآلام عضوية في الجسم سببها نفسي، تتحسن وقتيا بالزار، أي بالموسيقى العالية، ولكن يجب التكرار والاستمرار، لأن العلاج هنا لا يهاجم السبب الكيميائي الأصلي، ولكنه يعتمد على الإيحاء المباشر.
وينتقل إلى شيء آخر شبيه بالزار، ولكن له صبغة دينية ويدور في حلقات أحيانًا من الرجال، وأحيانًا من النساء، والكلمة بالطبع مشتقة من ذكر الله، ويبتهل المشتركون بكلمات دينية أثناء قرع الطبول والرقص العنيف، يشعر بعدها المشترك براحة نفسية كبيرة وارتواء وجداني شديد.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الكابتن مسلسل الكابتن الزار اكرم حسني مسلسل الکابتن
إقرأ أيضاً:
اكتشاف أقدم أداة موسيقيّة (الصنج) من النحاس في سلطنة عُمان
"العُمانية" اكتشف قسم الآثار في جامعة السُّلطان قابوس وبإشراف من وزارة التراث والسياحة أثناء أعمال التنقيب الأثري في موقع /دهوى 7/ الذي يقع على أطراف وادي السخن بولاية صحم في محافظة شمال الباطنة زوجًا من الصنجات المكتملة والمصنوعة من النحاس (الصنج هو أداة موسيقية نحاسية).
وقد دلت الشواهد الأثرية المنتشرة بكثافة على السطح على أن الموقع يمثل إحدى مستوطنات ثقافة محلية ازدهرت في المنطقة خلال الفترة الواقعة بين 2700-2000 قبل الميلاد، وبعد انقضاء أكثر من 4000 سنة خلت على طمرها واخفائها من قبل السكان الأوائل في شبه الجزيرة العُمانية، كشفت أعمال التنقيبات الأثرية عنها لأول مرة، وكشفت عن أسرار ثقافية ومعتقدات دينية طواها الزمان لآلاف السنين.
ونقبت البعثة الأثرية من قسم الآثار في عدد من مباني المستوطنة لتؤكد النتائج على أن الموقع كان مزدهرًا جدًا، وأن سكانه اعتمدوا بشكلٍ كبير في اقتصادهم المعيشي على تعدين النحاس، إضافةً إلى الزراعة، خاصةً النخيل، وتربية الماشية، وقد دلت الكميات الكبيرة جدًا من الفخار المستورد من بلاد السند، الذي عثر عليه داخل المستوطنة على أن سكان الموقع كانت تربطهم علاقات تجارية وثيقة مع حضارة "هارابا" التي كانت مزدهرة هناك.
ومن ضمن المباني الأربعة التي تم التنقيب بها في الموقع كان هناك مبنى صغير منعزل، يتربع على قمة هضبة مرتفعة ومطلة على باقي مباني المستوطنة الواقعة في المنطقة السلفية من المستوطنة.
وكشفت التنقيبات الأثرية عن المخطط العام للمبنى، الذي يتكون من غرفة مستطيلة الشكل لها مدخل صغير في جدارها الشرقي يتم الوصول له عبر عتبة مستطيلة تمتد على طول الجدار الشرقي للمبنى، وقد عثر داخل المبنى على مجموعة من المرافق المعمارية، أهمها طاولة حجرية صغيرة، تقع مقابل المدخل مبنية من حجارة رقيقة، قطعت بعناية، مغطاة بطبقة من البلاستر صفراء اللون.
وتشير المرفقات المعمارية إلى أن المبنى استعمل مبنى دينيًّا وهو يعد أحد أقدم المعابد المكتشفة حتى الآن، وقد دلت التنقيبات الأثرية أن المبنى شهد مرحلتين رئيسيتين من الاستخدام: مرحلة مبكرة وأخرى متأخرة، فبعد فترة من الاستخدام تم عمل أرضية جديدة للمبنى وضعت تحتها طبقة من الطين.
وتعد الصنجات التي عثر عليها في هذا المعبد الأقدم على الإطلاق على مستوى شبه الجزيرة العربية وبلاد الشام في حين عثر على أدلة مشابهة لها، وربما مزامنة لها في مدينة موهنجدارو في وادي السند، باكستان حالياً، تعود إلى الألف الثالثة قبل الميلاد وهناك أيضا أدلة تشير إلى استخدام الصنجات في الحضارة السومرية في مدينة أور في جنوب بلاد الرافدين.
كما تشير الأدلة الأثرية إلى أن تقاليد استخدم الصنجات كآلة موسيقية كانت مرتبطة بشكلٍ رئيس بالطقوس الدينية، إذ كانت تستخدم في الترانيم الخاصة التي تقام أثناء ممارسة الطقوس المختلفة منذ الألف الثالثة قبل الميلاد وهذا مؤشرٌ على أن المجتمعات التي عاشت في سلطنة عُمان كانت تربطها علاقات وثيقة مع الحضارات الكبيرة ليس فقط على المستوى التجاري وإنما على المستوى الديني والفكري. وقد أكدت نتائج التحليل الجيوكيميائي للصنجات من موقع /دهوى/على أنها مصنوعة من نحاس محلي ربما جلب من منطقة بالقرب من مسقط، ويعد هذا الاكتشاف مهمًا ليس فقط بسبب ندرة هذه القطع الأثرية، بل أيضًا بسبب المعلومات التي تقدمها عن التأثيرات الثقافية والتفاعلات التي كانت موجودة بين الحضارات البعيدة.
يذكر أنه تم نشر نتائج هذا الاكتشاف حديثا في مجلة انتيكويتي (Antiquity) في المملكة المتحدة، حيث لاقى هذا الاكتشاف اهتماما كبيرا من المجلات العلمية العالمية.