التاريخ.. والسياسة.. والشِعر!
تاريخ النشر: 15th, February 2025 GMT
يوسف عوض العازمي
@alzmi1969
"وحده الشعر يُمكنه كسر الغرف المغلقة للإلهام، وإرجاع المناطق المخدرة إلى الشعور، وإعادة شحن الرغبة". أدريان ريتش.
*****
في جلسة ليلية بإحدى ليال الكويت الباردة، تحت خيمة الصباح الدافئة، وعلى وهج الجمر فوق الدوه، وفوقها تجلس بهدوء على النار الهادئة دلة قهوة، و قوري شاي، وأحاديث سمر عن التاريخ، والسياسة، وأحوال الناس، وأوضاع الأحوال المستقرة واللا مستقرة، وتدخلات القصيد والشعر، وآراء أهل الأدب في السياسة، وكلام أهل الاقتصاد عن التضخم، والإنتاج والبطالة، وأحاديث تميل أحيانًا عن أسعار الغنم والأبل، وتموضعات ما جرى ويجري على ساحة السياسة الدولية، وأثناء ذلك و بعد ذلك حضر الشعر، وازدان المجلس بأبياته، وتعلقت المعاني بذهن السامع، ويبقى المعنى في بطن الشاعر!
يا صاحبي بعض العرب ناموا وأنا نومي ثقيل
والسالفة إن روحت أو وقفت هي مشكلة.
.
يا صاحبي والشدة إمع النفس بالدرب الطويل
تعبر مسافات الطريق الموحشة والموغلة.
تجري بنا الأيام والأحلام وبليا حصيل
سنين عمر الناس مرسومة سواة السلسلة..
بعض المسائل غامضة مستصعبات وما تميل
تحرق مراحل وضعها من مرحلة لي مرحلة..
أدور وأوقف وأتحرك والمساعي ما تخيل
وأدارك الوضع المشوه وأتحاشى البهذلة..
مرة تجي بالكيف ومره هي سواه المستحيل
لا شك خلاق الملا.. أمورنا ما تجهله..
أمشي وأبطي خطوتي أناظر إل شمس الأصيل
أفكر بعمق العلوم القادمات المقبلة..
عن السياسة وأهلها وإعلوم من قايل وقيل
ومن يكتب التاريخ ويدون جواب الأسئلة..
بحر السياسة فايض بالدم وأمواجه تسيل
كل يداحم بس منهو اللي يطول الطايلة..
يا كم عميل في عواهنها تبرا من عميل
صفحات تاريخ البشر فيها العلوم إمسجله..
ما يكتب التاريخ محتال ولا عابر سبيل
وأهل النقاط المبهمة وأهل الآراء المرسلة..
أما تكون إكتابتك ملجا ولك ظل ظليل
وإلا تخير في فنا التاريخ أية مزبلة!
كتابة التاريخ درب شرطه الصبر الجميل
كم من مؤرخ مالقا له في كتابتها صله..
الراس في التاريخ ما يصلح تصفه مع ذليل
العنصر الفعال في صنع الحدث لا تهمله..
الناس كأصناف المنازل كل منزل له دليل
مرقمه ومحسبه.. ومرتبه.. ومنزله..
أكتب حقيقة ما حصل الصدق ما عنه بديل
لا تصير في خانة أهل الباطل ولا تستسهله..
ناس تقول وما تطول ناس تشال وما تشيل
ناس فرجها الله وناس ما تزال إبمُعضلة..
يا الله نحمد نعمتك إلك الثنا وشكر جزيل
إستر علينا ما مضى يسر علينا العاجلة..
أنعامنا خير كثير واللي بقى ما هو قليل
من رحمتك من قدرتك في الآخرة والأوله..
يا صاحبي بعض العرب ناموا وأنا نومي ثقيل
لا شك خلاق الملا.. أمورنا ما تجهله..
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
إبراهيم النجار يكتب.. 100 يوم من حكم ترامب.. هل أهتز توازن العالم؟!
ترامب، في أول 100 يوم من الرئاسة. ارباك للنظام العالمي. حرب تجارية، وبحث عن اتفاقيات مع روسيا وإيران. أي آفاق؟. في الداخل الأمريكي، قلق اقتصادي، وتراجع في الشعبية. هل يمهد ترامب، لولاية قوية، أم لمرحلة اضطراب؟. 100 يوم لـ ترامب، في البيض الأبيض، أرادها زلزالا سياسيا، يغير وجه كلا من الولايات المتحدة والعالم. فهل كانت كذلك حقا؟. "أمريكا أولا"، شعارا رفعه ترامب. فهل بقي عنوانا لخطة استراتيجية؟.
في الاقتصاد، قلب الطاولة علي النظام العالمي. أشعل حربا تجارية، لم تهدأ نيرانها بعد. غازل موسكو، بحثا عن صفقة. دخل في محادثات غير مباشرة مع إيران، لإبرام اتفاقا، يعده أقوي. وأبقي علي ثابتة الدعم لإسرائيل كما أسلافه. علي تدمير غزة بأهلها. لا يفوت فرصة ليطرح أفكارا مثيرة، من شراء جرينلاند، إلي ضم كندا، وصولا إلي مجانية التنقل لسفن بلاده في الممرات المائية الدولية. ذلك بعض من ترامب، في اول 100 يوم.
ماذا تحقق فعلا من رؤيته الاستراتيجية؟ أي انعكسات لها علي الداخل الأمريكي، مع تصاعد الاحتجاجات؟. تتراجع شعبيته، لكنة يستند إلي قاعدته الصلبة من الانجليين. يهمس بطموحات ولاية ثالثة، علي الرغم من أن الدستور لا يعرف هذا الخيار. هل تمهد الأيام المائة لمرحلة أكثر صخبا؟.
منذ لحظة تنصيبه، ترامب، رسم خطا جديدا في السياسة الأمريكية، مطلقا وابلا من الأوامر التنفيذية، والتي تخطت الـ 130 أمرا، خلال أول 100 يوم فقط. وهو رقم قياسي. سياسته الخارجية، وجهت بتحديات عابرة للحدود، من العدوان المتواصل علي غزة، وتعثر مساعي التهدئة، في ظل التعنت الإسرائيلي. إلي المواجهة مع أوكرانيا. حيث تنشط إدارته للتوصل إلي اتفاق بين موسكو وكييف. ترامب، أشعل فتيل حربا تجارية، ضد أقرب شريكين اقتصاديين لأمريكا، هما كندا والمكسيك. ووسع نطاقها، لشمل الاتحاد الأوروبي. فارضا رسوما جمركية صادمة، أعادة رسم العلاقة بالشركاء. كما أطلق حربا تجارية أوسع مع الصين. ومعظم دول العالم، عبر التعريفات الجمركية، قبل أن يعلق بعضها لا حقا. في الملف الإيراني، سلك مسار التفاوض غير المباشر، باحثا عن اتفاق جديد، يعيد ضبط الايقاع النووي بين واشنطن وطهران. لكنه لم يوقف سياسة الضغوط والعقوبات أيضا