خبير استراتيجي: أمريكا تلعب دورا محوريا في الأزمة القائمة بين حماس وإسرائيل
تاريخ النشر: 15th, February 2025 GMT
قال سمير عباهرة، الخبير العسكري الاستراتيجي، إن اليوم السبت، انتهى تسليم الدفعة السادسة من تسليم الأسرى الفلسطينيين والمحتجزين الإسرائيليين لدى حماس، موضحا أن جيش الاحتلال الإسرائيلي أطلق النيران على أسر الأسرى الفلسطينيين عندما تجمعوا أمام سجن «عوفر» وأطلقوا عليهم قنابل مسيلة للدموع وقاموا بطردهم من المكان.
تابع «عباهرة» خلال مداخلة على الهواء مباشرة من جنين، مع الإعلامية أمل الحناوي، ببرنامج «عن قرب مع أمل الحناوي»، عبر شاشة «القاهرة الإخبارية»، اليوم السبت، حدث تشابك بين حركة حماس وجيش الاحتلال الإسرائيلي حول مخطط تهجير الفلسطينيين الذي يسعى إليه الاحتلال، لكن تدخل الوسطاء كل من مصر وقطر، ساهم بوقوف ضد هذا الشأن والحصول على هدنة والإفراج عن الأسرى والمحتجزين وتمت عملية الإفراج في موعدها المحدد.
الضغط على إسرائيل للقبول بالاتفاقيةأوضح الخبير العسكري الاستراتيجي أن الولايات المتحدة تلعب دورًا محوريًا في خيوط الأزمة القائمة، بيت حماس وإسرائيل سواء في الضغط على إسرائيل للقبول بالاتفاقية، أو من خلال تصريحات ترامب الذي قال إنه لايوجد ضمانات لاستمرار وقف إطلاق النار، إضافة إلى تصريحاته الذي ترك الأمور كلها لإسرائيل فيما يخص استمرار وقف إطلاق النار.
المصدر: الوطن
إقرأ أيضاً:
كاتب إسرائيلي: استئناف العدوان على غزة سببه اليوم التالي وليس الأسرى
من الواضح أن استئناف العدوان الإسرائيلي على غزة يأتي بسبب تهرب حكومة نتنياهو باستمرار من اتخاذ قرار حقيقي وواضح بشأن ماذا سيحدث في اليوم التالي لانتهاء الحرب في غزة.
صحيح أن حماس من الناحية العسكرية أصيبت بضربات موجهة، لكن السؤال الآن من سيسيطر على غزة، والأكيد أن الساسة الإسرائيليين لا يخبرون جمهورهم بأن المختطفين ليسوا سوى ورقة مساومة في المفاوضات المتعثرة حول مستقبل قطاع غزة.
آفي شيلون الكاتب في صحيفة يديعوت أحرونوت، ذكر أنه "رغم أن قضية المختطفين تُشكّل محور النقاش العام لدى الجمهور الإسرائيلي، لكن الحقيقة أن مصيرهم لا يشكل على الإطلاق جزءاً من القصة الحقيقية وراء تجدد العدوان في غزة، لأن القصة الحقيقية تكمن في نفس السؤال الذي طرح للنقاش بعد ثلاثة أشهر من الحرب، لكن حكومة نتنياهو تتهرب باستمرار من اتخاذ قرار بشأن ماذا سيحدث في اليوم التالي لانتهاء الحرب".
وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن "حماس من الناحية العسكرية أصيبت بضربات مميتة بالفعل، لكنها تريد البقاء في السلطة، ولذلك فهي مستعدة لإعادة المخطوفين أحياء وأمواتاً مقابل الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة، فيما يريد الاحتلال استعادة مختطفيه، لكنه غير راغب ببقاء حماس في السلطة، صحيح أن المطلب الإسرائيلي المتعلق بإنهاء حكم حماس يبدو مبررا من حيث المبدأ، لكن المشكلة أن الاحتلال غير قادر، من ناحية أخرى، على إجبار حماس على الاستسلام، إلا إذا قرر احتلال القطاع، والسيطرة عليه بنفسه".
وأشار إلى أن "الاحتلال في الوقت ذاته ليس مستعدا أيضاً لأي ترتيب سياسي من شأنه إبعاد حماس عن الحكم، كما اقترحت مصر والدول العربية، لصالح السيطرة المشتركة للسلطة الفلسطينية والدول العربية، وهذه هي القصة الحقيقية، ولهذا السبب توقفت المفاوضات".
وأوضح أن "زعم نتنياهو في خطابه التوضيحي لاستئناف العدوان أن حماس ليست مستعدة لقبول أي عرض إسرائيلي لمواصلة إطلاق سراح المختطفين ليس كافياً، لأنه لم يقل أن حماس لن توافق على إطلاق سراحهم إذا كان العرض الإسرائيلي يطالبها بالاستسلام الكامل، ودون مقابل، مع أن الحركة، وبعد أن حلّ بالقطاع من دمار هائل، وتضحيات بعشرات الآلاف، ليس لديها أي حافز لإعادة المختطفين إذا كان المعروض عليها هو التخلي عن السلطة، وتسليمها لكيان غير فلسطيني".
وأكد أن "الأمريكيين أدركوا هذا الأمر، ولذلك أجرى المبعوث آدم بوهلر محادثات مباشرة مع حماس بهدف الاتفاق على إعادة المختطفين مقابل تسوية سياسية جديدة في غزة، على غرار الاقتراح المصري، بما يعني تنازل الحركة عن السلطة، مقابل تسليمها للسلطة الفلسطينية والدول العربية، بحيث لا يبدو الأمر وكأن حماس استسلمت بالكامل، صحيح أن هذا ليس اقتراحاً مثالياً بالنسبة للاحتلال، لكنه يحمل "إنجازات" مقارنة بالوضع السابق، وقد يشكّل أساساً للمفاوضات، وبالطبع لعودة المختطفين".
واستدرك بالقول إن "نتنياهو يرفض أي اتفاق يتضمن السيطرة الفلسطينية على القطاع، ويبدو أن الاحتلال نجح خلف الكواليس بإقناع إدارة الرئيس دونالد ترامب بأن بوهلر كان مخطئا، ولذلك تم استبداله، صحيح أن استبداله أمر سهل، لكن المشكلة ما زالت قائمة، وهي أنه لا أحد يملك حلاً آخر لليوم التالي سوى الاقتراح المصري".
وأضاف أنه "على النقيض من تصريحات نتنياهو، فإن القصة لا تتعلق بالمفاوضات حول المختطفين، الذين سيكون سعيداً بقبولهم إذا لم يكن عليه أن يدفع في المقابل، بل تتعلق بقضية اليوم التالي، وجزء من ثمنه هو فقدانهم، أو عدم عودتهم، مما يجعل لدى الاحتلال ثلاث بدائل: أولها الانسحاب من غزة مقابل الإفراج عن المختطفين، مع بقاء حماس ضعيفة هناك، ولكن مسيطرة، مع الفهم بأنه سيكون ممكناً دائما مهاجمتها عندما يكون ذلك ضروريا".
وأشار إلى أن "البديل الثاني أن نبحث مع مصر والدول العربية تسوية سياسية في غزة لا تسيطر عليها حماس، لكنها لا تخضع لها بالكامل، وفي المقابل نحصل على المختطفين، وفتح الباب أمام مستقبل خالٍ من حماس، مع حكم فلسطيني عربي في غزة، أما البديل الثالث فهو سيطرة الاحتلال على القطاع، والاعتراف بالتضحية بالمختطفين مقابل هذا الخيار".
وختم بالقول أنه "أمام استعراض هذه البدائل الثلاثة، فمن الواضح أن حكومة الاحتلال تُفضّل إطالة أمد الحرب في غزة التي انتهت بالفعل، من خلال معارك لن تفيد أكثر مما فعلته هناك بالفعل، ولن تؤدي إلا لإضافة المعاناة، والخطر على حياة المختطفين".