منصور موقدة أسير محرر بنصف جسد
تاريخ النشر: 15th, February 2025 GMT
لا تكاد تشبه حالة الأسير الفلسطيني المحرر "منصور موقدة" حالة أي أسير آخر، وإن تشاركت مع قصص وآلام آخرين في سجون الاحتلال وعيادة سجن الرملة التابعة لمصلحة السجون الإسرائيلية.
ويصف نادي الأسير الفلسطيني حالة منصور -الذي يحيي بعد غد يوم ميلاده- بأنها "أصعب الحالات المرضية" حيث أمضى أكثر من 23 عاما في عيادة سجن الرملة، مع نقله أحيانا لسجن عوفر غرب رام الله.
وقد تحرر منصور في الدفعة السادسة من المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة حماس وإسرائيل، وفق نادي الأسير. وهو من مواليد قرية الزاوية غرب مدينة سلفيت شمالي الضفة الغربية بتاريخ 17 فبراير/شباط 1968، واعتقل عام 2002، ومحكوم بالسجن المؤبد.
يتهم منصور بأنه مسؤول عن قتل ضابط إسرائيلي، أما الملابسات فهي كما رواها شقيقه نمر -في حديث سابق للجزيرة نت- أن أخاه كان يعمل لدى مقاول إسرائيلي داخل الخط الأخضر، وذات يوم أخذ المقاول -وهو ضابط متقاعد بجيش الاحتلال- يسرد بطولاته خلال مشاركته في حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973 مع مصر.
وقد أسهب الضابط في سرد تصرفاته، مضيفا أنه قَتل جنودا مصريين بوضعهم تحت جنازير الدبابات ودفنهم في حفرة جماعية.
وتمادى الإسرائيلي بأنه قام بقتل الضابط المسؤول عنهم بـ3 رصاصات ثم التبول فوق جثته، مما أثار غضب منصور ودفعه إلى الانقضاض عليه وقتله بعد أيام من سماعه القصة، وكان ذلك مطلع عام 2002.
إعلانوقد شرعت سلطات الاحتلال في التحقيق والبحث عن منفذ عملية القتل، واعتقل جميع العاملين مع الضابط المقاول بمن فيهم منصور الذي خضع لتحقيق قاس بعد تعزز الشكوك حوله، دون أن يتم انتزاع أي اعتراف منه، ثم أطلق سراحه.
وفهم منصور أن في الأمر مكيدة، حيث إن وجود شكوك حوله كفيل بتحويله إلى الاعتقال الإداري على الأقل، لكن أن يتم الإفراج عنه ففي الأمر شك، وعندما فهم أن المقصود اغتياله، قرر مغادرة منزله وبدأت حملة مطاردته.
اعتقل منصور مصابا بعد عام ونصف العام من المطاردة في يوليو/تموز 2002، وذلك في أحد المنازل قرب مدينة قلقيلية شمالي الضفة كما اعتقل كل من وجد معه.
وفور اعتقاله بدأت التحقيقات مع منصور وخلال إحداها فقد الوعي عدة مرات، واستمرت إحداها 40 يوما، ثم تجدد التحقيق معه داخل المستشفى وبالضغط على جراحه، وتواصلت حالات الإغماء معه طوال فترة الاعتقال.
وكانت إصابة منصور خطيرة، فقد أصيب بجروح بالغة في المعدة والحوض والعمود الفقري وجرى استئصال أجزاء من أمعائه ومعدته، ويعتمد على أكياس لقضاء حاجته واستخراج البول والبراز لا إراديا، ويستخدم كرسيا متحركا للتنقل، ويحتاج لمن يساعده في قضاء احتياجاته داخل الزنازين.
وخلال مرحلة العلاج جرى تركيب قفص صدري صناعي له تظهر من خلاله أمعاؤه ويحملها بكفيه نظرا لإزالة عصب البطن، كما كان يعاني من شلل نصفي، وفقدان الأعصاب في إحدى قدميه.
وخلال اعتقاله فقد منصور والديه، كما فشلت كل محاولات الإفراج عنه سواء خلال المفاوضات والاتصالات السياسية أو صفقة التبادل عام 2011.
محكوم بالسجن مدى الحياة.. تحرر اليوم بصفقة التبادل الأسير المقعد منصور موقدة من بلدة الزاوية غرب سلفيت. pic.twitter.com/4KaoMJLejY
— شبكة قدس | الأسرى (@asranews) February 15, 2025
إعلانإهمال متعمد
وحسب نادي الأسير تعرض منصور "للإهمال الطبي المتعمد" وظلت مصلحة السجون الإسرائيلية تماطل في علاجه أو إجراء الفحوصات اللازمة له.
وقد حكم على منصور بالسجن المؤبد وحددت مدته لاحقا بـ30 عاما، وطوال فترة اعتقاله لم تتمكن عائلته من زيارته إلا مرات معدودة، وقد توفي والداه خلال اعتقاله وفرض قيود على باقي أفراد العائلة.
أما أبناؤه وعد ومحفوظة، ورعد ومحمد، فقد كانوا أطفالا وقت اعتقاله، واليوم هم في ريعان الشباب، لكنهم حرموا من زيارته أغلب الوقت.
واليوم السبت، أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي عن منصور مع إبعاده إلى مصر ضمن الدفعة السادسة من صفقة "طوفان الأحرار" حسب اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني الماضي.
وقد بلغ عدد الفلسطينيين المفرج عنهم 36 من الأسرى المحكومون بالسجن المؤبد، و333 أسيرًا من قطاع غزة اعتقلهم جيش الاحتلال بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وفق بيان لمكتب إعلام الأسرى وهيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطينيين.
ووفق نفس المصدر فإن 29 أسيرا من المفرج عنهم من الضفة الغربية، و7 من مدينة القدس المحتلة وضواحيها، في حين تم إبعاد 24 أسيرا إلى خارج الوطن.
وكانت "كتائب القسام" و"سرايا القدس" قد سلمتا صباح اليوم السبت 3 أسرى إسرائيليين (بينهم اثنان يحملان الجنسيتين الأميركية والروسية) إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر شرق مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
كسور وبقع.. حماس تتهم إسرائيل بتعذيب الأسير عبد الله البرغوثي والسعي لقتله
اتهمت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسرائيل بالسعي لـ "تصفية ممنهجة" للأسير عبد الله البرغوثي القابع في سجن جلبوع الإسرائيلي وقالت إنه "يدخل في غيبوبة متكررة جراء التعذيب".
وقال مكتب إعلام الأسرى التابع للحركة، في بيان، إن "الأسير القائد عبد الله البرغوثي يواجه محاولة تصفية ممنهجة داخل سجن جلبوع الإسرائيلي، حيث وصلت حالته الصحية إلى مرحلة حرجة للغاية تهدد حياته بشكل مباشر".
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2العفو الدولية: غزة تشهد إبادة جماعية على الهواء مباشرةlist 2 of 2مفوضية اللاجئين: إيران وباكستان رحّلتا قسرا 96 ألف أفغانيend of listوأفاد بأن آخر المعلومات الواردة من السجون تفيد بتعرض البرغوثي للضرب الشديد "حتى أصبح جسده مغطى بالبقع الزرقاء، ورأسه مليئًا بكتل الدم، مع انتفاخ في عينيه وكسور في أضلاعه، مما يفقده القدرة على النوم".
وعبد الله البرغوثي من بلدة بيت ريما بمحافظة رام الله، وسط الضفة الغربية ويحمل الجنسية الأردنية، وصاحب أعلى حكم في السجون الإسرائيلية، إذ صدر بحقه حكم بالسجن المؤبد 67 مرة، وهو قيادي في "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة حماس، واعتقل عام 2003.
نهش الكلابوأوضح المكتب أن "وحدات القمع تقتحم زنزانته بقيادة ضابط يُدعى أمير، حيث يتم الاعتداء عليه بالضرب حتى يسيل من جسده الدم في كل مرة"، وأنه "بعد انتهاء الضرب يتم إدخال الكلاب لنهش جسده المغمور بالدماء، حيث يصدر الضابط أوامره قائلاً: أدخلوا الكلاب تتسلى به".
إعلانوتابع أن "قوات القمع تقوم بسكب سائل الجلي الحار على جسده الهزيل عقب كل جولة تعذيب، لزيادة الألم".
وأشار المكتب إلى تعرض الأسير البرغوثي "للإهانة اللفظية، حيث يقول له الضابط: كنت قائدًا سابقًا، اليوم أنت صفر… يجب أن تموت".
وأكد أن الأسير البرغوثي نتيجة للتعذيب "يدخل في غيبوبة متكررة، مع لف يده بكيس يستخدم للنفايات وكرتونة تواليت لغياب أي وسيلة حماية".
ولفت إلى أن الأسير يعجز عن النوم بشكل طبيعي، ويضطر للجلوس على الأرض ورأسه مائل للأمام بسبب الألم الشديد، موضحا أنه لم يتمكن من الاستحمام منذ 12 يومًا، ويضطر إلى نقع الخبز بالماء وشربه لعجزه عن المضغ.
وقال المكتب إن ما يتعرض له الأسير البرغوثي "جريمة اغتيال بطيئة متعمدة، تشكّل انتهاكًا صارخًا لكل الأعراف والمواثيق الدولية".
وأضاف أن "محاولات الاحتلال المستمرة لتصفية قادة الحركة الأسيرة داخل السجون لن تجلب له سوى مزيد من الغضب والانفجار الشعبي".
وصمة عاروشدد على أن "الصمت الدولي المتواصل شجّع الاحتلال على التمادي في ارتكاب هذه الجرائم، التي تمثل وصمة عار في جبين من يدّعون الدفاع عن حقوق الإنسان".
ودعا المؤسسات الحقوقية الدولية، وعلى رأسها اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إلى التدخل العاجل لزيارة الأسير البرغوثي وتفقد حالته.
كما طالب "بفتح تحقيق دولي ومحاسبة الاحتلال على هذه الجرائم أمام المحكمة الجنائية الدولية".
ودعا "جماهير شعبنا وأحرار العالم إلى الخروج في مسيرات غضب نصرة للأسرى في السجون باعتبار قضيتهم مقدسة والمساس فيها خط أحمر".
وبالتزامن مع حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة، صعدت السلطات الإسرائيلية من إجراءاتها ضد الأسرى، بما في ذلك عمليات الإهانة والضرب والتعذيب والحرمان من الطعام، وهي ظروف أدت إلى وفاة 65 أسيرا، وفق نادي الأسير الفلسطيني.
إعلانوحتى مطلع أبريل/ نيسان 2025، تجاوز عدد الفلسطينيين بالسجون الإسرائيلية 9900 أسير، بينهم نحو 400 طفل و27 أسيرة، بحسب النادي.
وترتكب إسرائيل بدعم أميركي منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 جرائم إبادة جماعية بغزة خلّفت أكثر من 170 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.