ربط العلماء فعلا بين تغير المناخ وظواهر عدة، مثل ارتفاع مستويات سطح البحر وذوبان القمم الجليدية القطبية والجفاف المفاجئ وتفاقم الفيضانات، والآن، تضيف دراسة جديدة هي الأولى في هذا الاتجاه نتيجة أخرى غير متوقعة للاحتباس الحراري الناجم عن أنشطة البشر.

الدراسة التي نشرتها مجلة "ساينس أدفانسز"، وجدت رابطًا بين تغير المناخ وتجمعات الفئران في المدن والمناطق الحضرية في مختلف أنحاء العالم، ما يعكس التكيف المذهل لهذه القوارض مع البيئات الحضرية، ويؤثر هذا على مدننا وحياتنا.

وجدت الدراسة رابطًا بين تغير المناخ وتجمعات الفئران في المدن والمناطق الحضرية في مختلف أنحاء العالم (وكالة الأنباء الأوروبية) مدن مليئة بالفئران

كان من المتوقع منذ فترة طويلة أن تتزايد أنواع الآفات مع ارتفاع درجة حرارة الكوكب، وكانت البحوث العلمية تميل إلى الإيحاء بتزايد أعداد الفئران عمومًا كثيرا في العديد من مدن العالم، ومع ذلك، عندما بدأ الباحثون في تسليط الضوء على طفرة القوارض المفترضة، وجدوا نتائج غير متوقعة.

يقول الدكتور جوناثان ريتشاردسون، عالم البيئة الحضرية في جامعة ريتشموند في فيرجينيا، في تصريحات لـ "الجزيرة نت": "ما وجدناه هو أن المدن التي تشهد مناخا أكثر دفئًا، سترتفع درجات حرارتها بمرور الوقت، وتشهد أيضًا زيادات أسرع وأكبر في نمو أعداد الفئران".

إعلان

لتقييم ما إذا كانت درجات الحرارة هي المؤثر الأول في زيادة أعداد الفئران جمع ريتشاردسون وفريقه بيانات حصلوا عليها من مكالمات الشكاوى في عدة مدن أميركية، إضافة إلى طوكيو وأمستردام وتورنتو.

وبالاعتماد على بيانات من 16 مدينة رئيسية كان لديها ما لا يقل عن 7 سنوات من مكالمات الشكاوى عن الفئران، وظف الباحثون هذه المعلومات لإحصاء عدد الفئران، خاصة مع عدم وجود مدن تقريبًا تجمع بيانات عن أعدادها.

ويشير تحليلهم إلى ارتفاع عدد الفئران بشكل ملحوظ خلال فترة الدراسة في 11 مدينة من 16 مدينة تم تحليلها، من هذه المدن، سجلت واشنطن، على مدار العقد الماضي، أعلى زيادة بأكثر من 300%، مع إظهار سان فرانسيسكو وتورنتو ونيويورك وأمستردام ثاني أقوى الاتجاهات الإيجابية.

وتكشف مكالمات الشكاوى أن أوكلاند وبافالو وشيكاغو وبوسطن وكانساس سيتي وسينسيناتي لديها أيضًا أعداد متزايدة من الفئران، وإن كانت أقل أهمية من المدن الخمس الأولى.

ومن المثير للاهتمام أن عدد الفئران استقر في دالاس وسانت لويس، وتراجع في 3 مدن (نيو أورليانز ولويفيل بولاية كنتاكي وطوكيو) لديها بيانات كافية لإدراجها في الدراسة، حيث أظهرت هذه المناطق الحضرية انخفاضًا في عدد الفئران على مر السنين.

ومن الجدير بالذكر أن نيو أورليانز هي المدينة الوحيدة في القائمة التي تتمتع بمناخ شبه استوائي، لكنّ الباحثين يقولون إن درجات الحرارة ربما لم تكن السبب وراء انخفاض أعداد القوارض.

ويعزون الفضل في ذلك إلى النهج الاستباقي الذي تنتهجه المدينة في مكافحة القوارض، مثل الحملات التثقيفية التي تعلم أصحاب المباني كيفية حماية مبانيهم من الفئران، والإصرار على أنه إذا رأوا الفئران فعليهم الاتصال بالجهات المختصة للقضاء عليها.

تغير المناخ السبب الأول

في حين أن الدراسة الجديدة لم تقيِّم سبب ارتباط تغير المناخ بتزايد أعداد الفئران، فإن الحياة عمومًا بالنسبة لمثل هذه القوارض صعبة في ذروة الشتاء.

إعلان

ويقول ريتشاردسون الذي قاد الدراسة في تصريحات لـ "لجزيرة نت": "من المهم فهم كيفية تأثير ارتفاع درجات الحرارة على بيولوجيا هذه الحيوانات لأنه إذا تأخر فصل الشتاء أسبوعا أو أسبوعين، أو إذا ظل أكثر دفئًا على غير المعتاد حتى نوفمبر/تشرين الثاني وديسمبر/كانون الأول في هذا الجزء من العالم، أو إذا أصبح أكثر دفئًا في وقت أبكر قليلاً في الربيع، فإن هذا يمنح الفئران وقتًا أطول للبقاء فوق الأرض والبحث عن الطعام".

ويلاحظ ريتشاردسون أنه "إذا كانت هذه المدن أكثر دفئًا في أوائل الشتاء ونهايته، فإن هذا قد يسمح بدوره للفئران بالحصول على دورة تكاثر مرة أخرى أو مرتين، ومن السهل أن نرى كيف يؤدي ذلك إلى تسريع نمو أعدادها".

ويبلغ متوسط ​​فترة حمل أنثى الفأر من 19 إلى 21 يومًا، ويمكن أن تلد من 8 إلى 12 درصًا كل 30 يومًا إذا كان هناك ما يكفي من الطعام والماء والمأوى. إذا أجريت بعض العمليات الحسابية البسيطة على الفئران، فستجد أن زوجين يمكن أن يلدا 144 فأرًا كل عام.

وبما أن فسيولوجية الفئران حساسة لدرجة الحرارة، فإن الإناث تصل إلى مرحلة النضج الجنسي في وقت مبكر، وتحمل وتلد صغارًا أكبر حجمًا بشكل متكرر وتظل دافئة فترات أطول.

وبخلاف العوامل الفسيولوجية التي تؤثر على التكاثر، يتغير سلوك الفئران مع درجة الحرارة أيضًا، فإذا كان الجو باردًا جدًا، تميل القوارض إلى الهروب داخل المنازل والتجمع في الجحور والأقبية والمجاري وأي مكان آخر في البيئة المبنية تحت الأرض، وتقضي وقتًا أقل في البحث عن الطعام، وبمجرد ارتفاع درجة الحرارة، توسع الفئران بحثها عن الطعام، وتتغذى بشراهة، ولكنها أيضًا تحمل الطعام إلى أعشاشها لتخزينه في مخابئ، وهذا يعني أنها لا تضطر إلى البقاء تحت الأرض في جحورها.

يتغير سلوك الفئران مع درجة الحرارة (وكالة الأناضول) عوامل أخرى مؤثرة

وجد الباحثون أن ارتفاع درجات الحرارة كان القوة المهيمنة التي ساعدت في نمو أعداد الفئران على مدى القرن الماضي، وقدروا أن نحو 40% من الزيادة الإجمالية في بيانات الفئران مرتبطة بارتفاع درجات الحرارة في المدن.

إعلان

ومع ذلك، لم تكن درجات الحرارة التي تسمح للفئران بالتكاثر العامل الوحيد، فإضافة إلى تغير المناخ، تسلط الدراسة الجديدة الضوء على عوامل أخرى قد تفسر هذه الاتجاهات، وتؤثر على أعداد الفئران في المناطق الحضرية.

يقول ريتشاردسون "وجدنا أن المدن والمناطق الحضرية التي تحتوي على مزيد من الخرسانة والأرصفة والمباني، ولديها مزيد من البشر الذين ينتقلون إليها، وكثافة سكانية أعلى، يتسارع فيها تزايد أعداد الفئران".

ويضيف: "كلما زاد عدد السكان الحضريين في المدن في جميع أنحاء العالم، زادت كمية الطعام المهدرة التي ستقتات عليها الفئران التي تتكيف حقًا لتحويل الطعام الزائد إلى فئران صغيرة جديدة تتجول في أحيائنا في هذه المدن".

ومع التمدد الحضري، يتعين على المدن إضافة بنية تحتية جديدة، والتي تستعمرها الفئران. وعندما تبني المدن أنظمة صرف صحي جديدة للتعامل مع مزيد من السكان، فإنها غالبًا ما تترك الأنظمة القديمة في مكانها، مما يوفر بيئة مرحبة بالفئران.

كما وجد الباحثون أن المدن التي بها مساحات خضراء أقل تشهد نموًا أعلى في أعداد الفئران، وقالوا إنه ليس من الواضح حتى الآن سبب ذلك.

لا توجد مساحتان خضراوان متماثلتان، فقد تعج حديقة حضرية صغيرة بالفئران لأن موظفي المكاتب يأتون إليها لتناول الغداء، ثم يلقون بقايا طعامهم في صناديق القمامة، في حين أن الجزء الداخلي من مساحة أكبر مثل "سنترال بارك" قد يوفر طعامًا أقل وأماكن أقل للقوارض للاختباء من الحيوانات المفترسة مثل الصقور والذئاب.

كما بحثت الدراسة ما إذا كانت ثروة المنطقة أو الناتج المحلي الإجمالي للمدينة أو الحد الأدنى لدرجة الحرارة مرتبطة بأعداد الفئران، لكنها لم تظهر ارتباطًا باتجاهات تزايد الفئران.

ومع ذلك، تظل المدن بيئات معقدة للغاية. على سبيل المثال، في حين وجد العلماء ارتباطًا بين تزايد أعداد الفئران والتحضر، والذي تم تقييمه بصور الأقمار الصناعية، ممثلاً في نقص الغطاء النباتي، وجدت أبحاث أخرى أن المساحات الخضراء الحضرية تشكل مزيجًا من العوامل عندما يتعلق الأمر بأعداد القوارض.

إعلان

على سبيل المثال، وجدت إحدى الدراسات أن الشكاوى المتعلقة بالفئران انخفضت كلما اقتربت من المساحات الخضراء، لكنّ دراستين أخريين اقترحتا العكس في الواقع، وخلصتا إلى أن الزيادة في أعداد الفئران مرتبطة بقرب المساحات المفتوحة العامة والأراضي الشاغرة.

بعبارة أخرى، قد تبدو المدينة أكثر تحضرًا ككل، ولكن عندما تقرب الصورة قد تجد مساحات خضراء داخل المدينة تعمل كغطاء لتجمعات الفئران المتزايدة.

كيف سيؤثر هذا علينا؟

تحمل النتائج التي توصل إليها الباحثون آثارًا خطِرة على المدن التي تعاني فعلا من ارتفاع درجات الحرارة، وتكافح للتعامل مع القوارض المدمرة التي تنشر الأمراض، وتلوث الطعام، وتعض الناس والحيوانات الأليفة، وتمضغ الأسلاك في المنازل والسيارات.

ويُتوقع أن تواجه العديد من الدول هذه الظاهرة كجزء من الكوارث المناخية المتزايدة، إذ تكبد الفئران الولايات المتحدة وحدها خسائر تقدر بنحو 27 مليار دولار سنويًا، بسبب الأضرار التي تلحقها بالبنية الأساسية والمحاصيل وإمدادات الغذاء الملوثة.

وينذر تكاثر الفئران المتسارع في المدن والمناطق الحضرية بعواقب مدمرة مرتبطة بتغير المناخ، فقد وجد الباحثون أن العيش مع الفئران "يؤثر على الناس ونفسياتهم"، وتزيد رؤيتها يوميًا من خطر الإصابة بالاكتئاب بمقدار 5 أضعاف.

الفئران ضارة أيضًا بالصحة العقلية، هذا فضلاً عن زيادة خطر الإصابة بأمراض تنقلها مثل التيفوس والطاعون وداء البريميات، المعروف أيضًا باسم مرض ويل، مما يشكل تهديدًا إضافيًا لصحة الإنسان، فكيف يمكن للمدينة أن تتحكم في أعداد الفئران مع ارتفاع درجات الحرارة؟

يقول ريتشاردسون "بالنسبة للمدن التي تشهد هذه الزيادات في أعداد الفئران، فليس بالضرورة إلقاء اللوم على الفرق المخصصة لمكافحة القوارض في معظم المدن، ففي أغلب الأحيان، تكون الموارد قليلة، ولا يملكون ميزانية كبيرة أو عددًا كافيًا من الموظفين لمعالجة الشكاوى الواردة والتعامل مع الإصابات الشديدة الموجودة فعلا، لذا فإنهم يواجهون صعوبة في مكافحة القوارض لأسباب خارجة على سيطرتهم".

إعلان الحرب على الفئران

تكثف بعض المدن جهودها فعلا للتعامل مع هذه المشكلة. على سبيل المثال، تضم واشنطن العاصمة "أكاديمية للفئران" لتدريب مديري العقارات والمبيدين الخاصين على رصد ومهاجمة الإصابات وتقوم مجموعات من أصحاب الكلاب باستئصال الفئران باستخدام كلاب الترير.

وفي عام 2023، وظفت الحكومة المحلية في نيويورك "قيصر فئران"، وهي مختصة فئران مهمتها الوحيدة القضاء على الفئران المنتشرة في المدينة، وتوجيه خطة لتأمين النفايات في صناديق القمامة، حيث لا تستطيع القوارض الوصول إليها.

ومع ذلك، وجد تحقيق أجرته شبكة سي بي إس أن الفئران تزايدت بنسبة تزيد عن 7% منذ تولت إدارة عمدة نيويورك إيريك آدامز في عام 2022، وأطلق "حربه على الفئران".

ويقول خبراء الفئران إن كل هذا لا يكفي، ففي "الحرب على الفئران"، التي تشير التقديرات أنها تكلف 500 مليون دولار كل عام، تفوز القوارض في النهاية.

ويصعب معرفة حجم المشكلة لأن إجراء إحصاء على حيوان ليلي يختبئ في المجاري والأزقة أمر صعب، كما أن الموارد المتاحة تذهب نحو محاولة الحد من أعداد القوارض، وفي كثير من الأحيان، لا يتبقى شيء للأبحاث أو حتى جمع البيانات البسيطة.

مهمة شاقة

مع استمرار ارتفاع درجات حرارة الكوكب وتفاقم أعداد الفئران، تظهر النتائج أن المدن بحاجة إلى بذل مزيد من الجهود للسيطرة على أعدادها، والقضاء فعليًا على تلك الظروف المواتية التي تدعمها، وإزالة نفايات الطعام والحطام التي تمنحها القوت والمأوى.

ووجدت الدراسة أنه للسيطرة على الفئران بفعالية، تحتاج المدن إلى تخصيص ميزانيات أكبر لهذه المجموعات وإلى مزيد من الموظفين خاصة، في هذه الفرق التي تكافح القوارض.

ويقول ريتشاردسون "أما ما يخص ارتفاع درجات الحرارة، فلا يوجد كثير مما يمكن للمدن فعله حيال ذلك، ولكن الأمر كله يتعلق بحماية البشر من الفئران، وكيفية حفاظهم على مساكنهم من حيث إدارة القمامة ونفايات الطعام وأشياء من هذا القبيل".

إعلان

وينصح بالحرص على تأمين مخلفات طعامك ولا تدعها تتحول إلى وليمة للفئران، ويضيف "إذا لم تتمكن من التعامل مع تهديد الفئران، فيمكنك على الأقل التعامل مع مشكلة القمامة بجعلها غير متاحة للفئران، وهذا هو النهج الأكثر تأثيرًا للسيطرة عليها، وإذا كنت تعتقد أنها مجرد مشكلة صغيرة، ففكر مرة أخرى".

وتظهر النتائج أن أفضل إستراتيجيات مكافحة القوارض تتضمن جعل البيئة الحضرية أقل ملاءمة للفئران، على سبيل المثال، عن طريق وضع القمامة في حاويات وليس في أكياس في الشارع، وهو الإجراء الأكثر أهمية كما يقول الباحثون.

 

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ارتفاع درجات الحرارة على سبیل المثال درجة الحرارة عدد الفئران على الفئران تغیر المناخ الفئران فی أکثر دفئ ا الفئران ا أن المدن فی المدن إذا کان مزید من ومع ذلک

إقرأ أيضاً:

طقس السبت: قطرات مطرية وثلوج بعدد من المناطق

تتوقع المديرية العامة للأرصاد الجوية، السبت، مرور سحب كثيفة مرفوقة بقطرات مطرية متفرقة محليا بكل من المناطق الوسطى والشمالية، ومرتفعات الأطلسين الكبير والمتوسط، وكذا الجنوب الشرقي للبلاد.

كما يرتقب نزول ثلوج خلال الزوال والليلة الموالية فوق مرتفعات الأطلسين الكبير والمتوسط، فيما سيظل الطقس ضبابيا خلال الليل والصباح، فوق السواحل الجنوبية.

ومن المتوقع تسجيل هبات رياح قوية نوعا ما فوق المناطق الوسطى للبلاد والأقاليم الجنوبية، حيث ستكون مصحوبة بتطاير الغبار.

وستتراوح درجات الحرارة الدنيا ما بين ناقص 03 و03 درجات بالمرتفعات، وما بين 03 و07 درجات بالسفوح الجنوبية الشرقية للبلاد، وما بين 05 و12 درجة بكل من وسط وشمال المملكة، وما بين 11 و16 درجة بالجنوب. أما درجات الحرارة العليا فستعرف ارتفاعا بوجه عام.

وسيكون البحر هادئا إلى قليل الهيجان بالواجهة المتوسطية، وقليل الهيجان إلى هائج بالبوغاز وما بين طانطان وبوجدور، وهائجا إلى قوي الهيجان بباقي السواحل الأخرى.

كلمات دلالية حالة الطقس في المغرب

مقالات مشابهة

  • أمطار 48 ساعة | بيان مهم من الأرصاد
  • سقوط أمطار .. إعلان رسمي من الأرصاد
  • ارتفاع درجات الحرارة في جميع أنحاء السودان
  • طقس السبت ..أمطار، ثلوج، ورياح قوية
  • درجات الحرارة المتوقعة اليوم السبت 15 فبراير 2025
  • طقس السبت: قطرات مطرية وثلوج بعدد من المناطق
  • قائمة المدن الأكثر برودة في طقس غدا.. تصل إلى 7 مئوية
  • المغرب يستعد لإستيراد 3500 حافلة كهربائية لتعزيز النقل الحضري بهذه المدن الكبرى
  • يعقوب السعدي يقدم احتفالية الأهلي المصري الكبرى