تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

شارك وزير الثقافة الفلسطيني عماد حمدان في المؤتمر الثالث عشر لوزراء الثقافة في دول العالم الإسلامي، تحت رعاية منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو)، والذي يأتي بعنوان "أثر الثقافة على التنمية الاجتماعية والاقتصادية"، في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية.

وقال الوزير حمدان في كلمة له خلال المؤتمر: "إن اجتماعنا اليوم هو تجديد لعهدنا تجاه هويتنا المشتركة، وتأكيد على أن الثقافة هي درعنا الحصين، في مواجهة محاولات الطمس والتشويه، إذ لا يمكننا الحديث عن الثقافة الفلسطينية، دون أن نبدأ بغزة، تلك المنطقة الصامدة التي تحملت على مدار العقود الماضية، ويلات الحصار والعدوان، لكنها بقيت منارة للثقافة والابداع، فالحرب الأخيرة على غزة لم تكن فقط عدواناً عسكرياً، ولكنها كانت استهدافاً ممنهجاً للهوية الفلسطينية، حيث دُمرت المسارح والمكتبات والمراكز الثقافية والمتاحف، في محاولة لمحو الذاكرة الجمعية للشعب الفلسطيني، وفقدت غزة أرشيفاً ثقافياً وتاريخياً لا يُقدَّر بثمن، إن ما حدث في غزة هو إبادة ثقافية، تستدعي منا جميعاً، كدول إسلامية، إطلاق مشروع شامل لإعادة بناء البنية الثقافية المنكوبة هناك، ودعم المبدعين الفلسطينيين، وإحياء ما حاول الاحتلال طمسه من إرث ثقافي عريق.

وأضاف الوزير حمدان أن القدس والخليل مدينتان فلسطينيتان، شاهدتان على التاريخ الإسلامي، ومركزان حضاريان يعكسان روح الأمة بأسرها، فالقدس تواجه اليوم حملة غير مسبوقة من التهويد والاستيطان، تهدف إلى تغيير طابعها الإسلامي والعربي، وفرض واقع جديد يتنافى مع تاريخها العريق، فيما تستعد الخليل لأن تكون عاصمة للثقافة الإسلامية في العام 2026، فهي تواجه تحديات لا تقل خطورة، حيث يتعرض الحرم الإبراهيمي لعمليات تهويد ممنهجة، ويتعرض تراث المدينة لمحاولات طمس متعمدة.

وأكد الوزير حمدان أن الدفاع عن الثقافة الفلسطينية مسؤولية جماعية، تتطلب منا جميعاً العمل على تعزيز حضورها في الوعي الإسلامي والدولي، مقترحاً إطلاق مبادرات ثقافية إسلامية تعزز التعاون بين فلسطين والدول الإسلامية، وتسهم في حماية التراث الفلسطيني من محاولات الطمس والتهويد، كإعادة إعمار المؤسسات الثقافية في غزة بالشراكة مع الدول الإسلامية وتوثيق الحرب والانتهاكات الإسرائيلية ثقافياً عبر تعاون إسلامي، بالإضافة لتعزيز التعاون الثقافي الإسلامي لدعم فلسطين، وأهمية الإستفادة من النموذج الثقافي السعودي في التنمية الثقافية الفلسطينية، فلا يمكننا الحديث عن النهضة الثقافية الإسلامية دون الإشارة إلى التجربة الثقافية السعودية الرائدة، التي أصبحت نموذجاً يحتذى به في دعم الإبداع، وإحياء التراث، وتعزيز الانفتاح الثقافي، إذ نتطلع في دولة فلسطين إلى شراكة ثقافية استراتيجية مع المملكة العربية السعودية، قائمة على التبادل الثقافي، والتعاون في إنتاج المحتوى الإبداعي، وتعزيز حضور الثقافة الفلسطينية في الفعاليات الثقافية السعودية، والعكس، وإطلاق مشاريع مشتركة للحفاظ على التراث الإسلامي في القدس والخليل، والاستفادة من الخبرات السعودية في إدارة المشروعات الثقافية الكبرى.

ودعا الوزير حمدان في ختام كلمته إلى ضرورة حماية الثقافة الفلسطينية، والحفاظ على دمجها في النسيج الثقافي الإسلامي، بحيث تصبح جزءاً من هوية الأمة، ورمزاً لوحدتها، وقضية مشتركة نحملها جميعاً، مشدداً على أهمية الشراكة في هذه المهمة، والتأسيس لمرحلة جديدة من التعاون الثقافي العميق، الذي يجعل من دولة فلسطين، بثقافتها وتراثها، جزءاً لا يتجزأ من المشهد الثقافي الإسلامي والدولي.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: وزير الثقافة الفلسطيني السعودية الثقافة الفلسطینیة الوزیر حمدان

إقرأ أيضاً:

"محمد بن خالد آل نهيان الثقافية" تُثري "القراءة بداية كل حكاية"

ساهمت مؤسسات الشيخ محمد بن خالد آل نهيان بفعالية في الأنشطة القرائية التي نظمتها دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي في قصر المويجعي، وذلك يومي 12 و13 فبراير (شباط) الجاري، وذلك انطلاقاً من رؤية رئيسة مجلس الإدارة، الشيخة د. شما بنت محمد بن خالد آل نهيان، في خلق جيلٍ قارئٍ وواعٍ، وسعياً لإبراز أهمية القراءة في بناء المجتمعات وتعزيز الثقافة.

نظمت المؤسسات باقة متنوعة من الأنشطة الثقافية والتعليمية التي استهدفت مختلف الفئات العمرية من زوار القصر. شملت الأنشطة برنامج "الوراقين" الذي تضمن ورش عمل مثل "الكاتب الصغير" و"مسرح الدمى"، بالإضافة إلى برنامج "الحرف الإماراتية التراثية" الذي اشتمل على ورشة "صنع الحقيبة".

وحضر الفعاليات بقصر المويجعي وفود طلابية من مختلف المراحل العمرية، حيث شاركوا في الأنشطة المتنوعة التي قدمتها المؤسسات، والتي ساهمت في تنمية قدراتهم الإبداعية واكتساب مهارات جديدة في بيئة محفزة ومشجعة على المعرفة والثقافة.
وتوضح هذه المشاركة الفعّالة التعاون المثمر والمستمر بين مؤسسات الشيخ محمد بن خالد آل نهيان الثقافية ودائرة الثقافة والسياحة، في سبيل تعزيز الوعي الثقافي لدى الأجيال الشابة، وغرس القيم التراثية واللغوية، مما يساهم في بناء مجتمع قوي ومتماسك، يُعلي من قيمة الثقافة والتراث.
يشار إلى أن قصر المويجعي، باعتباره معلماً تاريخياً وثقافياً بارزاً في مدينة العين، يُعد من أهم الوجهات السياحية في المدينة. وقد تم اختيار العين عاصمةً للسياحة الخليجية لعام 2025، مما يؤكد مكانة الإمارات المرموقة كوجهة سياحية متميزة، ويعزز من دور العين كمركز ثقافي وسياحي هام في المنطقة، لما تتمتع به من مقومات سياحية فريدة، بما في ذلك التنوع الطبيعي والتاريخي والتراثي.

مقالات مشابهة

  • جامعة حلوان تستقبل سفير السودان والمستشار الثقافي لبحث دعم الطلاب السودانيين
  • حمدان بن محمد يكرّم منصور المنصور من السعودية بجائزة أفضل معلم في العالم
  • بحضور محمد بن راشد ومنصور بن زايد.. حمدان بن محمد يكرّم منصور المنصور من السعودية بجائزة أفضل معلم في العالم
  • بنسعيد يبرز بالسعودية دور الملك في الدعم الدائم للقضية والشعب الفلسطينيين
  • فيصل بن معمر: جائزة الأمير محمد بن سلمان للتعاون الثقافي دافع كبير للثقافة السعودية – الصينية لترسيخ القواسم المشتركة
  • وزير الثقافة يبحث تسجيل المواقع التاريخية على قائمة الإيسيسكو للتراث الإسلامي
  • "محمد بن خالد آل نهيان الثقافية" تُثري "القراءة بداية كل حكاية"
  • جامعة حلوان تستقبل سفير السودان والمستشار الثقافي لبحث سبل دعم الطلاب السودانيين
  • الاعيسر يدعو منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة لدعم السودان لاستعادة آثاره المنهوبة