كيفية إحرام من ذهب إلى مكة ثم نوى العمرة .. اعرف التصرف الشرعي
تاريخ النشر: 15th, February 2025 GMT
ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول (ما حكم الإحرام لمن سافر إلى مكة ثم نوى أداء العمرة؟ فقد سافرت إلى مكة المكرمة لزيارة ابنتي، فدخلتها غير محرم؛ ثم بدا لي طالما أنني موجود في هذه الرحاب الطيبة، الذهاب غدًا لأداء العمرة، مع العلم أنني حين دخلتها لم أكن أقصد أداء العمرة، وإنما قصدت زيارة ابنتي، فهل دخولي إليها على هذه الحال يوجب علي دم؟ وهل يجوز لي الإحرام بالعمرة منها؟ أم أرجع إلى ميقات بلدي؟
كيفية الإحراموقالت دار الإفتاء في إجابتها عن السؤال، إنه يجوز لمن قام بالسفر إلى مكة المكرمة لزيارة أقاربه، وقد دخل مكة دون إحرام -أن يحرم من ميقات أهل مكة كواحد منهم، فيخرج إلى التنعيم فيحرم بالعمرة منه، ولا يتكلف الذهاب إلى ميقات أهل بلده، ولا دم عليه في ذلك.
وأوضحت دار الإفتاء أن الإحرام هو الدخول في الحجِّ أو العمرة أو فيهما معًا بنيةٍ، وسُمي بذلك؛ لاقتضائه دخول الحرم، أو لاقتضائه تحريم لُبس المخيط والطيب وغيرهما من محرمات الإحرام.
وذكرت دار الإفتاء أن الإحرام بالحَجِّ والعمرةِ له مواقيت زمانية ومواقيت مكانية، أمَّا الميقات الزماني: فهو الوقت الذي قدَّره الشارع للإحرام بالحج وهو شوال وذو القعدة وعشر ليال من ذي الحجة، وتُسمَّى أشهر الحج، وهذا متفقٌ عليه، قال تعالى: ﴿الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ﴾ [البقرة: 197]، ووقت الإحرام بالعمرة جميع السَّنَة.
المواقيت المكانية للإحراموأما المواقيت المكانية للحج: هي: أمكنةٌ أوجب الشارعُ على كلِّ من يأتي واحدًا منها، يؤمُّ بيتَ الله، ناويًا نسكًا، أن يُحرم منها ولا يتجاوزها، وهي مرتبطة بالجهة التي يَقْدَم منها الناسك إلى البيت الحرام، بحيث يُحرِمُ منها أو من الجهة التي تحاذيها حالَ قدومِهِ إلى الحرم وإن لم يكن من أهلها، فعن ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، قال: "وَقَّت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأهل المدينة ذا الحُلَيْفَة، ولأهل الشام الجُحْفَة، ولأهل نجد قَرْنَ المنازل، ولأهل اليمن يَلَمْلَمَ، فَهُنَّ لَهُنَّ، ولمن أتى عليهن من غير أهلهن لمن كان يريد الحج والعمرة، فمن كان دونهن، فَمُهَلُّهُ من أهله، وكذاك حتى أهل مكة يُهِلُّونَ منها" أخرجه البخاري في "الصحيح".
وتابعت: فـ"ذو الحُلَيفة" ميقات أهل المدينة، ويُعرف حاليًّا بـ"أبيار علي"، و"الجُحْفَة" ميقات أهل الشام ومصر، وأهل تبوك كذلك، ويُعرف حاليًّا بـ"رابغ"، و"قَرْنُ المنازلِ" ميقات أهل نجد والطائف، ويعرف حاليًّا بـ"السيل الكبير"، و"يَلَمْلَم"، وهو ميقات أهل اليمن، ويُعرف حاليًّا بـ"السَّعْدية".
أمَّا ميقات حج أهل مكة: فمكةُ، وفي العمرة: أدنى الحِلِّ، ومن كان بين مكة وبين ميقات، فميقاته موضعه، كما أفاده الإمام النووي في "شرح صحيح مسلم" (8/ 81، ط. دار إحياء التراث العربي)، والشيخ حسن المشَّاط المالكي في "إسعاف أهل الإسلام بوظائف الحج إلى بيت الله الحرام" (ص: 35-36، ط. مطابع البنوي جدة).
وقد نَصَّ جمهور الفقهاء على مشروعية الإحرام لمن جاوز ميقاته إلى ميقات آخر، وأنه بذلك صار من أهل الميقات الثاني؛ إذ المقصود حصول الإحرام من أيِّ ميقات كان، دون اختصاصٍ أو تقييدٍ، ومن غير نظرٍ إلى وطنِ النَّاسك أو انتسابه إلى بعض الأقطار.
وقد ذهب جمهور الفقهاء من الحنفية والمالكية والشافعية في وجه والحنابلة إلى وجوب الإحرام من الميقات بأحد النسكين (الحج أو العمرة) لكل مكلف قصد مكة للزيارة وغيرها ولم يكن من المترددين عليها كعمال وسعاة وغيرهما، بينما ذهب الشافعية في الأصح إلى عدم وجوب الإحرام حينئذ، واختلفوا في وجوب الدم إذا دخلها دون إحرام، فأوجبه بعضهم، ولم يوجبه البعض الآخر وهو المختار للفتوى.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: دار الإفتاء العمرة مكة المكرمة الإحرام كيفية الإحرام المزيد دار الإفتاء إلى مکة
إقرأ أيضاً:
«هنيالكم وعقبالي».. استقبال حافل لمعتمرين المنوفية بورد وطبل ومزمار
تجمع الأهالى بالورود والفوانيس والطبل والمزمار لاستقبال ذويهم القادمين من أجمل بقاع الأرض مكة المكرمة، بعد أداء العمرة، وسيطرت الفرحة والسرور على وجوه الجميع لحظة استقبال المعتمرين، لا سيما بعد غيابهم لمدة 15 يوماً عن أولادهم وأقاربهم، الذين حرصوا على الاحتفال بهم داخل مدينة تلا بمحافظة المنوفية.
شعور المعمرين لحظة وصولهم
تحكى عزب المصرى، 60 عاماً، «النهارده أسعد يوم فى حياتى كلها، بعد ما شُفت أولادى وأحفادى فى انتظارى بالحب والبهجة والطبل والمزمار»، وأشارت إلى أنها أول مرة تذهب لأداء العمرة، التى كانت تتمناها منذ عشرات السنين، ليرزقها الله بالذهاب إلى بيت الله الحرام خلال هذه الأيام المباركة، وأنها حرصت على الدعاء لجميع أولادها وأحفادها، وأن يحفظ مصرنا الحبيبة من كل شر وسوء، داخل الحرم المكى والدموع تنهمر من عينيها.
استقبال بالورد والطبل والمزمار
وتروى هدية عبدالعال، 67 عاماً، مقيمة في مدينة تلا، أنها ذهبت لأداء العمرة هذا العام رفقة زوجها، الذى حرص على الذهاب معها، وتفاجأت بأولادها وأحفادها ينتظرونهما بالورد والطبل والمزمار فدمعت عيناها من كثرة السرور، وازدادت فرحتها بأول زيارة إلى بيت الله الحرام، ويقول محمد الفرماوى، 38 عاماً: «أمى أغلى حاجة فى حياتى كلها، أول مرة تطلع عمرة، كانت بتتمناها ونالتها، وأثناء عودتها جبت طبلة ومزمار، عشان أفرحها وسط أولادها وأحفادها».
قصص المعتمرين مع ذويهم
طوال العمرة كانت والدة محمد تحرص على الاطمئنان عليه وإخوته، والدعاء لهم من أجمل بقعة على وجه الأرض، وحين عادت وقبل نزولها من الأوتوبيس، بدأت موسيقى الطبول والمزمار فى الانطلاق، وسط حالة من الفرحة والبهجة ملأت قلوب جميع الحاضرين، بينما تقول سامية عمارة، 55 عاماً، إنها حرصت على شراء الهدايا والملابس أثناء وجودها فى السعودية، من أجل أولادها وأحفادها، الذين ينتظرونها بشغف وحب، وإنها بمجرد وصولها أخذتهم بالأحضان وأعطتهم الهدايا لكى تدخل السرور عليهم، وعلى الرغم من أنها تذهب للمرة الثانية لأداء العمرة، فإن تلك المرة كانت مختلفة، بسبب سفرها فى الأشهر الحرم، والاستقبال الحار الذى رأته من أولادها.