إعصار هيلاري في كاليفورنيا يغمر الطرق ويهدد باستمرار الفيضانات الكارثية
تاريخ النشر: 22nd, August 2023 GMT
يعد إعصار هيلاري أول عاصفة استوائية تضرب جنوب كاليفورنيا منذ 84 عامًا، أغرقت الطرق وأسقطت الأشجار وأجبرت جرافة على إنقاذ أكثر من عشرة من كبار السن المحاصرين بالطين في دار رعاية، خلال الساعات القليلة الماضية، بينما كانت تسير شمالًا، مما دفع إلى مراقبة الفيضانات وإصدار تحذيرات في 6 ولايات.
وذكر المركز الوطني للأعاصير في ميامي، إن إعصار هيلاري في كاليفورنيا فقد الكثير من قوته ولم تتجه سوى بقايا العاصفة فوق جبال روكي، لكنه حذر من أنه من المتوقع استمرار الفيضانات الكارثية التي تهدد الحياة والمحلية على أجزاء من جنوب غرب الولايات المتحدة بعد هطول أمطار قياسية، حسبما ذكرت وكالة أنباء «أسوشيتد برس» الأمريكية.
وقال خبراء الأرصاد إن خطر الفيضانات التي تسبب فيها إعصار هيلاري في كاليفورنيا والولايات الواقعة أقصى شمال البلاد، يوم الاثنين، كان أعلى في معظم أنحاء جنوب شرق أوريجون حتى الجبال الغربية الوسطى في أيداهو، مع احتمال حدوث عواصف رعدية وأمطار غزيرة محلية اليوم الثلاثاء.
وفي البداية، اجتاح إعصار هيلاري في كاليفورنيا، شبه جزيرة باها كاليفورنيا القاحلة في المكسيك كإعصار، مما تسبب في مقتل شخص واحد وفيضانات واسعة النطاق قبل أن يتحول إلى عاصفة استوائية، وهو واحد من عدة أحداث طبيعية كارثية محتملة أثرت علي كاليفورنيا يوم الأحد.
حرائق الغاباتوبعد إعصار هيلاري في كاليفورنيا، انتشرت حرائق الغابات وضرب زلزال لوس أنجلوس، ولم يتم الإبلاغ عن أي وفيات أو إصابات خطيرة أو أضرار جسيمة في الولاية، على الرغم من تحذير المسؤولين من أن المخاطر لا تزال قائمة، خاصة في المناطق الجبلية حيث يمكن أن تؤدي سفوح التلال الرطبة إلى حدوث انهيارات طينية.
وقال رئيس الإطفاء مايكل كونتريراس، إنه في أحد المشاهد الدرامية، بعد إعصار هيلاري في كاليفورنيا، قام مسؤولو الإنقاذ في مجتمع كاثيدرال سيتي الصحراوي، بالقرب من بالم سبرينغز، بقيادة جرافة عبر الوحل إلى دار الرعاية المغمورة وأنقذوا 14 ساكنًا عن طريق انتشالهم وحملهم إلى بر الأمان حيث كانوا من بين 46 عملية إنقاذ نفذتها المدينة في وقت متأخر من ليلة الأحد وبعد ظهر اليوم التالي من الطين والمياه التي يصل ارتفاعها إلى 5 أقدام (1.5 متر).
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: إعصار هيلاري كاليفورنيا فيضانات لوس انجلوس إعصار هیلاری فی کالیفورنیا
إقرأ أيضاً:
اليمنيون في كاليفورنيا.. قصة هجرة صنعت مجتمعاً مزدهراً
*معهد المشروع الأمريكي - مايكل روبين
على بُعد 90 دقيقة فقط من متنزه يوسيميتي الوطني، تَبرُز مدينة فريسنو الكاليفورنية ليس فقط كـ"عاصمة الزبيب العالمية"، ولكن أيضًا كمركز لأكبر تجمع لليمنيين من جنوب اليمن في الولايات المتحدة. فكيف تحوّلت هذه المدن الزراعية الصغيرة إلى موطن لآلاف اليمنيين، الذين شكلوا ثالث أكبر مجموعة مهاجرة في مدارس أوكلاند؟ الإجابة تكشف عن قصة معقدة من التاريخ والسياسة والاقتصاد.
تعود البدايات إلى القرن التاسع عشر، حين هاجر يمنيون من عدن (الخاضعة للاستعمار البريطاني آنذاك) كرعايا بريطانيين على سفن تجارية، ربما كأوائل اليمنيين وصولًا إلى الأمريكيتين. لكن الموجة الأكبر جاءت لاحقًا، مع تغييرات في سياسة الهجرة الأمريكية، مثل قانون 1952 الذي خفّض الحصص العنصرية ضد غير الأوروبيين، وعصر الحقوق المدنية في الستينيات الذي فتح الباب أمام مهاجرين جدد من الشرق الأوسط.
الزراعة.. باب الوصول إلى "الحلم الأمريكي"
مع توسع الزراعة في كاليفورنيا، وجد اليمنيون فرصتهم. فبينما نظم العمال المكسيكيون والأمريكيون اللاتينيون إضرابات للمطالبة بحقوق نقابية، لجأ أصحاب المزارع إلى اليمنيين، الذين قبلوا بالعمل الشاق مقابل أجور منخفضة. وساعدتهم طبيعة العمل الموسمية على ادخار المال والسفر إلى اليمن بين المواسم، وفق ما يوثقه كتاب "مُبارز" للدبلوماسي اليمني خالد عليماتي.
الهروب من النار إلى النار!
لم تكن الهجرة مجرد بحث عن فرص، بل أيضا هروب من اضطرابات داخل اليمن. فبعد استقلال جنوب اليمن عام 1967، فرّ آلاف المثقفين وأصحاب الأراضي خوفًا من المصادرة والاضطهاد. كما شهد شمال اليمن صراعات قبل ثورة 1962 أنهكت السكان، ما دفعهم للبحث عن حياة جديدة.
لعبت "الهجرة المتسلسلة" دورًا محوريًا. فبعد استقرار أوائل اليمنيين في فريسنو، ساعدوا أسرهم على القدوم عبر نظام الرعاية. بل إن شركة "ترانزورلد" الجوية (TWA) قدمت في الستينيات نظاما ائتمانيا سمح بدفع 100 دولار مقدما مقابل تذكرة إلى كاليفورنيا، مع سداد الباقي بعد بدء العمل. وقد نقلت الشركة آلاف اليمنيين، رغم عدم إدراجهم في الإحصائيات الرسمية.
من الحقول إلى المشاريع: نجاحات تتحدى التحديات
لم يبقَ اليمنيون عمال مزارع فحسب، بل أسسوا متاجر ومطاعم ومحلات بيع أجهزة الصراف الآلي، وحوّلوا أحياء مثل شارع "إيست شور" في أوكلاند إلى مراكز ثقافية يمنية. كما ساهموا في الاقتصاد المحلي عبر تحويلات مالية بلغت ملايين الدولارات إلى اليمن.
واجه المجتمع اليمني الأمريكي اختبارات قاسية، خاصة بعد هجمات 11 سبتمبر 2001، التي سلطت الضوء على أصول بعض المهاجرين. لكن الجذور العميقة للمجتمع، وسمعته كمجموعة عاملة ومنظمة، ساعدته في تجاوز الأزمة والحفاظ على هويته.
اليوم، يُقدّر عدد اليمنيين الأمريكيين بنحو 50 ألفًا، وفق تقديرات غير رسمية، مع تركيز كبير في كاليفورنيا. ويشكلون جزءًا من نسيج الشتات العربي الذي يغني التنوع الأمريكي، بينما يحافظون على تراثهم عبر المهرجانات والمطاعم والمؤسسات الخيرية.
"الهجرة اليمنية إلى أمريكا ليست مجرد انتقال جغرافي، بل رحلة مقاومة وتكيف. من حقول فريسنو إلى متاجر ديترويت، كتب اليمنيون فصلاً من سيرة المجتمعات المهمشة التي صنعت أمريكا الحديثة".