«الأقصى يستغيث».. مرصد الأزهر يحذر: 2023 سيكون الأسوأ في تاريخ المسجد
تاريخ النشر: 22nd, August 2023 GMT
أعلن مرصد الأزهر، في تقرير له، أن النصف الأول من عام 2023 شهد اقتحام نحو 26 ألف مستوطن باحات الأقصى المبارك، تحت حماية مشددة من شرطة الاحتلال والأجهزة الأمنية المُختلفة، وتبرز خطورة هذا الرقم كونه يقارب الرقم القياسي لعام 2021، ما ينذر بجلاءٍ أن هذا العام سيكون الأسوأ على الأقصى المبارك.
اعتداءات المستوطنينوأشار التقرير، إلى أن هذه الاعتداءات بدأت بالتوازي مع احتفالات المستوطنين بعيد الفصح أبريل الماضي، واقتحام 3430 مستوطنًا باحات الأقصى المبارك، بزيادة قوامها 32٪ مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، وصاحب هذه الاحتفالات أداء طقوس استفزازية، ورفع علم الاحتلال داخل الأقصى، بقيادة عدد من الحاخامات الصهاينة المتطرفين، تمثل أبرزها في تكرار طقس أداء السجود الملحمي «الانبطاح» عند باب القطانين، ورفع علم الكيان الصهيوني داخل الأقصى، كما أن تعمُّد المستوطنين تكرار هذه الممارسات إنما يهدف إلى ترسيخ فكرة أن الأقصى مكان مقدس لليهود، يحق لهم إقامة طقوسهم الدينية بداخله، وما يترتب على ذلك من مطالبتهم بتقسيم المكان مكانيًّا وزمانيًّا، حتى يتمكنوا من ممارسة طقوسهم الدينية من وجهة نظرهم.
وأشار المرصد إلى أن «منظمات الهيكل» المتطرفة تتخذ من سياسة التحريض على اقتحام الأقصى وسيلةً للحضور بقوة على الساحة الصهيونية؛ حيث شهد النصف الأول من العام قفزة ضخمة في نشاط تلك المنظمات التي تنشط لفرض تقسيم زماني ومكاني داخل الأقصى المبارك. كما تحظى عمليات المنظمات الصهيونية المتطرفة للحشد والتحريض على اقتحام الأقصى، بدعم شامل من حكومة بنيامين نتنياهو التي تعد واحدة من أشد الحكومات الصهيونية تطرفًا.
وأشار إلى أن هذا الدور لا يقتصر على مجرد التأمين أو التمكين فقط، بل تعدى ذلك - في حالات ليست بالقليلة- إلى تقدم بعض المسئولين جموع المقتحمين، بما يؤكد حقيقة أن هذه المنظمات ليست سوى أداة يستخدمها الكيان الصهيوني للحصول على أهداف معينة.
تقييد دور الأوقاف الإسلاميةكما حذر المرصد من استمرار تقييد دور الأوقاف الإسلامية والدور الأردني، والسيطرة على إدارة الأقصى، وما يترتب عليه من استباحته، وفتح أبوابه على مصراعيها أمام تدنيس المستوطنين، وتحقيق مطالبهم في تخصيص كنيس لهم في موضع مصلى «باب الرحمة».
ويشدد مرصد الأزهر على أن المسجد الأقصى المبارك بمساحته الكاملة، هو حق حصري للمسلمين وحدهم، مؤكدًا رفضه القاطع لأي مخططات صهيونية تستهدف تقسيم الأقصى المبارك، مجددًا دعوته المستمرة لاتخاذ موقف إسلامي موحد للدفاع عن المسجد المبارك، والذود عنه أمام الإرهاب الصهيوني الذي لا يُراعي حرمة ولا قداسة لدور العبادة والأماكن المُقدسة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: مرصد الأزهر منظمات الهيكل الأوقاف الإسلامية المسجد الأقصى الأقصى المبارک
إقرأ أيضاً:
فضل ليلة النصف من شعبان.. اعرف قصة تحويل القبلة والحكمة منها
في شهر شعبان، ليلة عظيمة هى ليلة النصف من شعبان , عظَّم النبي -صلى الله عليه وسلم- شأنها فقال: "إن الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن " [ابن ماجه وابن حبان].
فضل ليلة النصف من شعبانوورد في فضل ليلة النصف من شعبان، مجموعة من الأحاديث ، بعضها مقبول وبعضها ضعيف, غير أن الضعيف يعمل به في فضائل الأعمال, ولذلك يحرص الصالحون على قيام ليلها وصيام نهارها.
وفي شعبان تم تحويل القبلة, وهو حدث عظيم في تاريخ الأمة الإسلامية, كان تحويل القبلة في البداية من الكعبة إلى المسجد الأقصى لحكمة تربوية ، وهي تقوية إيمان المؤمنين وتنقية نفوسهم من شوائب الجاهلية ، كما قال تعالى : (وَمَا جَعَلْنَا القِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ).
فقد كان العرب قبل الإسلام يعظمون البيت الحرام ويمجدونه، ولأن هدف الإسلام هو تعبيد الناس لله وتنقية قلوبهم من التعلق بغير الله , فقد اختار لهم التوجه إلى المسجد الأقصى ليخلص نفوسهم ويطهر قلوبهم من رواسب الجاهلية، وليظهر من يتبع الرسول اتباعًا صادقًا عن اقتناع وتسليم، ممن ينقلب على عقبيه ويتعلق قلبه بدعاوى الجاهلية.
وبعد أن استتب الأمر لدولة الإسلام في المدينة, صدر الأمر الإلهي الكريم بالاتجاه إلى المسجد الحرام, وهذا التحويل ليس تقليلاً من شأن المسجد الأقصى , بل هو ربط لقلوب المسلمين بحقيقة الإسلام, فقد رفع سيدنا إبراهيم وسيدنا إسماعيل قواعد هذا البيت العتيق ليكون خالصًا لله, وليكون قبلة للإسلام والمسلمين، وليؤكد أن دين الأنبياء جميعا هو الإسلام. قال تعالى : (مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ المُسْلِمِينَ).
تحويل القبلةوقد أكد تحويل القبلة الرابطة الوثيقة بين المسجدين، فإذا كانت رحلة الإسراء من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى قد قطع فيها مسافة زمانية، فإن تحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام رحلة تعبدية, الغرض منها التوجه إلى الله تعالى دون قطع مسافات, إذ لا مسافة بين الخالق والمخلوق. قال تعالى: (وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ ).
وعندما يتجه الإنسان من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام، فهو يعود إلى أصل القبلة، كما قال تعالى: (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ). فهي دائرة بدأت بآدم مرورًا بإبراهيم حتى عيسى عليهم السلام, ولكنها اكتملت بالرسول الخاتم، فقد أخره الله ليقدمه، فهو وإن تأخر في الزمان فقد تحقق على يديه الكمال.
وقد كرم الله نبيه في ليلة النصف من شعبان بأن طيب خاطره بتحويل القبلة، والاستجابة لهوى رسول الله، قال تعالى: (قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ المَسْجِدِ الحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ).
وجاء تحويل القبلة أيضًا لتقر عين الرسول، فقلبه معلقًا بمكة, يمتلئ شوقًا وحنينًا إليها, إذ هي أحب البلاد إليه. وقد أخرجه قومه واضطروه إلى الهجرة إلى المدينة المنورة التي شرفت بمقامه الشريف. فخرج من بين ظهرانيهم ووقف على مشارف مكة المكرمة قائلا: "والله إنك لخير أرض الله وأحب الأرض إلى الله ولولا أني أخرجت منك ما خرجت" (رواه الترمذي).
وبعد أن استقر بالمدينة المنورة, ظل متعلقًا بمكة المكرمة ، فأرضاه الله عز وجل بأن جعل القبلة إلى البيت الحرام.، فكانت الإقامة بالمدينة والتوجه إلى مكة في كل صلاة, ليرتبط عميق الإيمان بحب الأوطان.