مع حلول الذكرى الثالثة لاندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في الثاني والعشرين من فبراير الجاري، يبدو أن كييف مقبلة على أحداثا ساخنة وتطورات كبيرة في إطار المواجهة مع روسيا والدعوات الأمريكية إلى إنهاء الحرب.

وعد ترامب بوقف الحرب 


وكان إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، هو أحد أهم الوعود التي قطعها على نفسه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على مدار حملته الانتخابية قبل أن يتمكن من الوصول رسميا إلى البيت الأبيض، حيث أعلن أكثر من مرة أن بإمكانه إيقاف الحرب خلال 24 ساعة.


وفي خطاب التنصيب يوم العشرين من يناير الجاري، قال ترامب، إن قوة الولايات المتحدة تقاس بالحروب التي تنهيها، وهناك حروب لن نتدخل فيها على الإطلاق، مشيرا إلى أنه سيكون صانع سلام، ويريد أن يكون إرثه هو صناعة السلام.

شروط بوتين


في منتصف العام الماضي، أعلن بوتين عن شروط روسيا لوقف الحرب، وكان على رأسها تنازل أوكرانيا عن المزيد من الأراضي وسحب القوات إلى عمق أكبر داخل بلادها والتخلي عن محاولتها الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي حتى يتمكن من إنهاء حربه في أوكرانيا.
وجاء رد زيلينسكي على شروط بوتين، بالقول إن العرض لا يمكن الوثوق به ولن يوقف بوتين هجومه العسكري حتى لو تم تلبية مطالبه بوقف إطلاق النار.
وقال بوتين: "بمجرد أن تقول كييف إنها مستعدة لاتخاذ هذا القرار، وتبدأ الانسحاب الفعلي للقوات من تلك المناطق وتعلن رسميًا التخلي عن خططها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، فسوف نأمر على الفور، في تلك اللحظة بالذات، بوقف إطلاق النار وبدء المفاوضات".
خلال مؤتمر ميونيخ للأمن الذي جرت وقائعه أمس الجمعة، كانت الحرب الأوكرانية أحد أولويات القادة الذين شاركوا في هذا الحدث السنوي، وعلى رأس هؤلاء كان نائب الرئيس الأمريكي جو دي فانس، الذي أعلن أن ترامب شخصيا يتولى مسألة إنهاء الحرب. 

انتهاء حلم الناتو


وفي السياق نفسه، أعلن الرئيس الأوكراني فلودومير زيلينسكي أن الإداراة الأمريكية لا ترغب أو ترحب بانضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو" ، معربا عن عدم رضاه أن يلتقي ترامب ببوتين قبله.
وأعلنت الولايات المتحدة الأيام الماضية أن حدود أوكرانيا لن تعود إلى َا قبل 2014 في إشارة إلى أن روسيا ستستمر في الاحتفاظ بشبه جزيرة القرم، إلى جانب بعض المناطق الأوكرانية التي ضمتها بعد اندلاع الحرب قبل 3 سنوات. 
وخلال الأسابيع المقبلة ستتجه الأنظار صوب السعودية، التي تستضيف لقاء قمة بين الرئيس ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، والذي من المنتظر أن يشهد مباحثات هامة ومرتقبة حول إنهاء الحرب في أوكرانيا.
ويبدو أن زيلينسكي لات عالقا بين تعجل ترامب في إنهاء الحرب تنفيذا لوعده ومحاولا لترسيخ صورة ذهنية بأن أمريكا تسعى إلى إحلال السلام حول العالم، وبين شروط بوتين التي من الصعب التنازل عنها خاصة أنه خاض الحرب من أجل تحقيقها

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: ترامب أوكرانيا بوتين زيلينسكي الحرب الروسية الأوكرانية الحرب الأوكرانية المزيد إنهاء الحرب شروط بوتین

إقرأ أيضاً:

ترامب: الضربة على سومي «مروّعة» .. وزيلينسكي يدعوه لزيارة أوكرانيا وتفقد الدمار

عواصم «وكالات»: وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الضربة التي خلّفت 34 قتيلا على الأقل في سومي بشمال شرق أوكرانيا، بأنها «مروّعة».

وقال الرئيس الأمريكي للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية «إير فورس وان»، «أعتقد أنه أمر فظيع. وقد قيل لي إنهم ارتكبوا خطأ. لكنني أعتقد أنه أمر مروّع».

وردا على سؤال حول هذا «الخطأ»، أجاب ترامب «لقد ارتكبوا خطأ..عليكم أن تسألوهم عن ذلك»، دون أن يحدد إلى من كان يشير.

وفي وقت سابق أعلن البيت الأبيض أن الضربة في مدينة سومي تشكّل «تذكيرا صارخا» بالحاجة إلى التفاوض من أجل إنهاء «هذه الحرب الرهيبة».

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي بريان هيوز في بيان إن «الهجوم الصاروخي على سومي اليوم هو تذكير واضح وصارخ بأن جهود الرئيس دونالد ترامب لمحاولة إنهاء هذه الحرب الرهيبة تأتي في وقت حاسم».

ولم يُلقِ ترامب ولا مجلس الأمن القومي الأمريكي اللوم على روسيا بعد هذه الضربة الصاروخية التي أثارت رد فعل دوليا غاضبا.

من جهتها، دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي نظيره الأمريكي دونالد ترامب إلى زيارة أوكرانيا لرؤية الدمار الذي خلفه العدوان الروسي، وذلك في مقابلة بثتها شبكة «سي بي إس» التلفزيونية الأمريكية.

ومتوجها في شكل غير مباشر إلى الرئيس الأمريكي، قال زيلينسكي: «نريدك أن تأتي وترى. أنت تعتقد أنك تفهم ما يجري هنا. حسنا، نحن نحترم قرارك».

وتابع: «لكن من فضلك، قبل اتخاذ أي نوع من القرارات، وقبل أي شكل من أشكال المفاوضات، تعال لرؤية الناس والمدنيين والمقاتلين والمستشفيات والكنائس والأطفال... تعال وانظر، ومن ثم فلنمضِ قدما بخطة لإنهاء الحرب»، مضيفا أن الرئيس الأمريكي «سيفهم ما فعله (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين».

وفي وقت يبدو أن صبر ترامب بدأ ينفد مع بوتين الذي لم يقبل عرضه المتعلق بالهدنة، اعتبر زيلينسكي أن «بوتين لا يمكن الوثوق به».

وأردف الرئيس الأوكراني «لقد قلتُ ذلك للرئيس ترامب في مناسبات عدة أن بوتين لم يرغب أبدا في وقف الحرب. لم يُرِد أبدا أن نكون مستقلين. بوتين يريد تدميرنا بالكامل».

وردا على سؤال حول تصريحات ترامب الذي كان قد وصف نظيره الأوكراني بأنه «ديكتاتور» وقال إن كييف هي التي بدأت الحرب، أبدى زيلينسكي أسفه لأن «وجهة النظر الروسية سائدة في الولايات المتحدة».

واعتبر أن «هذا مؤشر إلى التأثير الهائل للسياسة الإعلامية الروسية في أمريكا».

وكان نائب الرئيس الأمريكي جاي دي فانس قد اتهم زيلينسكي، خلال السجال الذي وقع في البيت الأبيض في نهاية فبراير، بتنظيم زيارات «دعائية» إلى أوكرانيا. لكن زيلينسكي نفى هذا الاتهام مجددا في مقابلته عبر قناة «سي بي إس»، مؤكدا أن زيارة ترامب ستكون «غير معدّة مسبقا». وقال «لن يكون الأمر مسرحيا.. يمكنكم الذهاب إلى أي مكان تريدون، إلى أي مدينة تعرضت لهجوم».

وقد سُجّلت هذه المقابلة في كريفي ريغ، مسقط رأس زيلينسكي، حيث أدت غارة إلى مقتل 20 شخصا بينهم تسعة أطفال في بداية أبريل.

واعترف الرئيس الأوكراني بأنه يكنّ «كراهية بنسبة 100%» للرئيس الروسي.

وسأل «ماذا عسانا نقول غير ذلك عن شخص يأتي إلى هنا ليقتل الناس وأطفالنا؟»، مشددا على أن «هذا لا يعني أننا لا ينبغي أن نحاول وقف الحرب في أسرع وقت ممكن».

الاتحاد الأوروبي يحث على

ممارسة «أقصى الضغوط» على روسيا

من جهة أخرى، دعت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس اليوم الاثنين لممارسة «أقصى الضغوط» على روسيا لإنهاء حربها في أوكرانيا، بعد يوم من ضربة صاروخية على مدينة سومي الأوكرانية أسفرت عن مقتل 34 شخصا، وفقا لمسؤولين.

وقالت كالاس للصحفيين لدى وصولها إلى مقر اجتماع لوزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورج «أعتقد أنه يتعين علينا ممارسة الضغط، أقصى الضغوط على روسيا لإنهاء هذه الحرب حقا لأن الأمر يتطلب أن يرغب الطرفان في السلام».

وأضافت «يجب على كل من يريد أن يتوقف القتل أن يمارس أقصى قدر من الضغوط».

وفي موسكو، حذّرت روسيا من خطر «التصعيد» في النزاع في أوكرانيا إذا ما قرّرت ألمانيا تزويد كييف بصواريخ «تاوروس» بعدما أعرب المستشار الألماني العتيد فريدريش ميرتس عن انفتاحه على الفكرة في حال موافقة الاتحاد الأوروبي عليها. وقال الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف خلال الإحاطة الدورية إن ميرتس «يؤيّد تدابير مختلفة ستؤدّي على الأرجح أو حتما إلى تصعيد جديد في الوضع في أوكرانيا». وندّد بيسكوف بتأييد ميرتس «اشتداد النزاع» في موقف «سُجّل أيضا في عواصم أوروبية أخرى». وهو قال «من المؤسف فعلا أن عواصم أوروبية لا تسعى إلى إيجاد سبل للتوصّل إلى محادثات سلام، لكنها تميل بالأحرى إلى الدفع باتجاه استمرار الحرب».

وقد أعرب فريدريش ميرتس الذي فاز حزبه المحافظ بالانتخابات التشريعية المبكرة في ألمانيا في أواخر فبراير عن عزم راسخ على مواصلة الدعم العسكري لأوكرانيا.

وفي حين رفض المستشار الألماني المنتهية ولايته أولاف شولتس تزويد كييف بصواريخ «تاوروس» القادرة على استهداف العمق الروسي، خشية تصعيد النزاع، أعرب ميرتس الأحد مجدّدا عن انفتاحه على هذه الفكرة لكن بشروط.

وهو قال مساء أمس ردّا على سؤال في هذا الخصوص «لطالما قلت إنني لن أقوم بذلك إلا بالاتفاق مع الشركاء الأوروبيين».

وأضاف «لا بدّ من أن يتمّ التنسيق وإذا ما حصل ذلك، فإن ألمانيا ستشارك».

وتعدّ ألمانيا ثاني أكبر مزوّد عسكري بعد الولايات المتحدة لأوكرانيا في حربها على روسيا منذ فبراير 2022.

وأدلى ميرتس بتصريحاته بعد بضع ساعات من هجوم روسي مزدوج على مدينة سومي الأوكرانية يعدّ من الأعنف منذ اندلاع الحرب وقد أسفر عن مقتل أكثر من 30 شخصا.

وفي السياق، أعلنت روسيا استهداف اجتماع لعسكريين أوكرانيين بصاروخين أمس في مدينة سومي حيث قالت أوكرانيا إن ضربات روسية أسفرت عن مقتل 34 وإصابة 117 آخرين.

واتهمت وزارة الدفاع الروسية أوكرانيا باستخدام المدنيين دروعا بشرية عبر إقامة منشآت عسكرية وفعاليات يشارك فيها عسكريون وسط مدينة مكتظة بالسكان. ولم يصدر بعد أي تعليق من كييف على هذا الاتهام.

وذكرت وزارة الدفاع أن قواتها أطلقت «صاروخين تكتيكيين من طراز إسكندر-إم على مقر اجتماع» لما وصفته بمجموعة عملياتية تابعة للقوات المسلحة الأوكرانية.

وطالب الرئيس فولوديمير زيلينسكي أمس الأحد برد دولي قوي على موسكو على خلفية الهجوم الذي جاء في وقت يسعى فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتحقيق تقدم نحو تعهده بإنهاء الحرب بسرعة.

وندد قادة بريطانيا وألمانيا وإيطاليا بالهجوم. وعندما سُئل ترامب عن الضربة الروسية قال إنها فظيعة.

وقال دون الخوض في تفاصيل «قيل لي إن ما حدث كان خطأ. لكنني أعتقد أنه أمر فظيع».

وسئل المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف في إفادته الإعلامية اليومية عن رأي الرئاسة الروسية في تعليق ترامب وما إذا كانت الضربة نفذت بطريق الخطأ، فأجاب بأن الكرملين لا يُعلق على مجريات الحرب وأن هذا الأمر من اختصاص وزارة الدفاع.

وقال «لا يسعني إلا أن أكرر وأذكركم بالتصريحات المتكررة لرئيسنا وممثلينا العسكريين بأن جيشنا يستهدف حصرا الأهداف العسكرية».

الكرملين: محادثات

بوتين وويتكوف كانت «مجدية»

من جهة ثانية، أشاد الكرملين اليوم الاثنين بمحادثات جرت الأسبوع الماضي حول النزاع في أوكرانيا بين الرئيس فلاديمير بوتين ومبعوث دونالد ترامب ستيف ويتكوف.

وقال المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف «هذه الاتصالات كانت مجدية إلى حد كبير»، مضيفا أن المحادثات في سانت بطرسبرغ وفرت «قناة ضرورية» يمكن من خلالها لبوتين وترامب تبادل المعلومات.

وركز الاجتماع بين بوتين وويتكوف، وهو الثالث منذ فبراير، على «جوانب التسوية الأوكرانية»، وفقا للكرملين، في حين يدعو الرئيس الأمريكي إلى إنهاء الحرب في أسرع وقت ممكن منذ وصوله إلى البيت الأبيض في يناير.

وتجري الإدارة الأمريكية محادثات منفصلة مع كبار المسؤولين الروس والأوكرانيين منذ عدة أسابيع. لكنها لم تسفر عن وقف شامل لإطلاق النار، وهو ما تسبب في استياء الرئيس الأمريكي مؤخرا.

ودعا ترامب الجمعة الماضي موسكو إلى «التحرك»، معربا على منصته الاجتماعية «تروث سوشل» عن أسفه لمقتل «الآلاف» في حرب «عبثية».

وأشار بيسكوف اليوم الاثنين إلى أنه «لم يتم التطرق إلى أي لقاء محتمل بين فلاديمير بوتين ودونالد ترامب» خلال المحادثات مع ويتكوف.

وشدد على «ضرورة الإعداد الجيد لكل اجتماع»، مؤكدا أن «العمل مستمر»، دون الكشف عن مزيد من التفاصيل.

وفي الشأن الروسي أيضا، قال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، اليوم الاثنين، إن روسيا تعتزم تقديم شكوى إلى واشنطن بشأن انتهاكات مزعومة من قبل أوكرانيا لحظر الهجمات المتبادلة على منشآت الطاقة.

وأضاف بيسكوف، في موسكو، أن الوقف المؤقت لهذه الهجمات، والذي يستمر لمدة 30 يوما، سينتهي في 16 أبريل الجاري، حسبما ذكرت وكالة تاس الروسية للأنباء.

وقال المتحدث باسم الرئيس فلاديمير بوتين إن أوكرانيا انتهكت هذا الإجراء بشكل واضح.

وأضاف بيسكوف «بالطبع، يجب تحليل هذه الأيام الثلاثين، وتبادل المعلومات والملاحظات مع الأمريكيين».

وأشار بيسكوف إلى أنه سوف يتعين على الرئيس الروسي بعد ذلك أن يقرر ما إذا كانت موسكو ستلتزم بوقف إطلاق النار الجزئي بعد انتهاء هذه المهلة أم لا.

وعقب محادثة هاتفية بين بوتين والرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 18 مارس الماضي، أعلن الكرملين أن روسيا ستلتزم بتجميد للهجمات المتبادلة على منشآت الطاقة لمدة 30 يوما.

ووافقت أوكرانيا أيضا، لكنها طالبت بتحديد التواريخ الدقيقة وقائمة الأهداف المستثناة من الهجمات.

ومنذ ذلك الحين، يتبادل الجانبان الاتهامات بانتهاك وقف إطلاق النار بشكل شبه يومي.

مقالات مشابهة

  • ترامب يحمّل شخصين مسؤولية اندلاع الحرب فى أوكرانيا
  • ترامب يحمّل شخصين مسؤولية اندلاع الحرب في أوكرانيا
  • ترامب: الضربة على سومي «مروّعة» .. وزيلينسكي يدعوه لزيارة أوكرانيا وتفقد الدمار
  • ترامب: اللوم يقع على بايدن وزيلينسكي وبوتين في حرب أوكرانيا
  • زيلينسكي يدعو ترامب إلى زيارة أوكرانيا لرؤية حجم الدمار الذي خلفته الحرب
  • أول تعليق من ترامب على الهجوم الدموي الروسي على مدينة سومي في أوكرانيا
  • قبل اتخاذ أي قرار.. زيلينسكي يدعو ترامب لزيارة أوكرانيا
  • ترامب: الضربة على أوكرانيا أمر فظيع
  • زيلينسكي يدعو ترامب لزيارة أوكرانيا: تعال قبل اتخاذ أي قرار
  • ترقّب لاختراق حاسم نحو إنهاء حرب تستنزف الجميع.. تقارب واشنطن وموسكو يقابله تصعيد دام في أوكرانيا