ليبيا – قال عضو المؤتمر الوطني العام السابق عبد المنعم اليسير، إن التجارب مع البعثة الأممية من الصخيرات واضحة بأنهم يتجاوبون للطرف المتمرس على الأرض بقوة كالقوات التركية وتمترسها في الغرب والقوة القاهرة في المنطقة الغربية تدعم الميليشيات ومن ورائها ولها مصلحة بأن تبقى ليبيا دولة فوضى والبعثة تجاوبت مع الذين انقلبوا في عام 2014 ودمروا مطار طرابلس وفرضوا أنفسهم كقوة وتجاوبوا معهم في الصخيرات وبتشكيل حكومة فاسدة كحكومة عبد الحميد الدبيبة.

اليسير أضاف خلال مداخلة عبر برنامج “الحدث” الذي يذاع على قناة “ليبيا الحدث” الأحد وتابعته صحيفة المرصد “من هم الذين اتفقوا؟ هل نحن الشعب الليبي لنا دور في الاتفاقيات أم هم أطراف تمثل جهات معينة وأطراف معينة من الشعب الليبي، الصخيرات تم الاختراق الترتيبات الأمنية التي كانت أساسية ومنه أتينا للجنة 75 نسأل أنفسنا إن كانت البعثة لديها أي قدرة لإدارة أي حوارات بطريقة نزيهة كيف سمحت لعلي الدبيبة المتهم باختلاس أموال كبيرة من الدولة الليبية وزرع الفساد في الدولة الليبية والليبيين يعرفون القصة وكيف تم الفساد، حتى جاء الدبيبة عن طريق الرشوة وأصبح رئيس حكومة، هل يعقل هذا الكلام؟”.

وأكد أنه في ظل في غياب الدور الحيوي للشعب الليبي كافة، البعثة لن تتجاوب مع الأطراف الوطنية بل ستتجاوب مع الأطراف المتمرسين على الأرض بالقوة.

وأشار إلى أن أي خطوة ايجابية مرحب بها لكن استمرار نفس الوجوه المتعاونة مع المليشيات والقوة الأجنبية أمر لا يبشر بخير، مضيفاً: “وإن توحدنا تحت راية من؟ وحدنا المصرف المركزي وهو لا زال يخضع تحت راية الدولة التركية يحول الأموال لها، الآن مؤسسة سيادية بقيادة من؟ البوارج التركية ولا الدولة الليبية؟ ما تركيبة مجلس الإدارة للمصرف وكيف سيصرف الأموال ومن سيتلقى الاعتمادات التي أفسدت الاقتصاد والشباب؟ والتي دمرت ليبيا كلها. المضحك والمبكي أن الدبيبة يقول إن عنده حكم! وهو حكم المليشيات، المجتمع الدولي ينظر ويرى المهازل وكيف 7 مليون راضيين التفريط في بلادهم وأنها تنهار وشبابهم ينهار”.

كما رأى أن الدبيبة يستمد شرعيته من تركيا والمليشيات التي تعمل معه وهذا هو الواقع ومن المرتزقة السوريين الذين في طرابلس، معتبراً أن الدبيبة بيدق كباقي البيادق الذين يلعبون في المسرحية ومستمرين في المسرحيات في ظل نسيان وجود اتفاق لجنة 5+5 الأساسي الذي ينص على خروج جميع المرتزقة والقوات الاجنبية وفك المليشيات.

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

إقرأ أيضاً:

حسابات الربح والتأثير.. لماذا تلعب تركيا أدوار الوساطة؟

عندما بدأت الحرب في غزة وبينما كانت المواقف تتالى من الشرق والغرب أبدى الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان استعداد بلاده للعب دور "الوساطة" وبالتوازي كان وزير خارجيته، حقان فيدان يعرض على الدول العربية والإسلامية ما وصفها آنذاك بـ"خطة الضامنين".

لكن حجم الهجوم الذي نفذته حركة حماس في السابع من أكتوبر وطبيعة الحرب التي بدأتها إسرائيل كانت كفيلة بأن تقطع الطريق أمام أي بادرة أو "عرض سلمي" لإيقاف دوامة العنف.

ما يزال العنف مستمرا حتى الآن ويحصد أرواح المدنيين، وباتت له أيضا ارتدادات تتعدى حدود قطاع غزة، لتصل إلى الدول المجاورة كلبنان، والبعيدة مثل إيران، متزعمة ما يعرف بـ"محور المقاومة".

ورغم أن العرض التركي لم يجد آذانا صاغية من الجانب الإسرائيلي في أكتوبر 2023 إلا أنه حظي بتفاعل إيجابي وعندما استنسخته أنقرة خلال الأشهر الماضية في عدة ملفات إقليمية ودولية، برز منها مؤخرا الملف الخاص بإثيوبيا والصومال.

واستضافت أنقرة قبل يومين جولة المحادثات الثانية من نوعها بين البلدين المذكورين والمتصادمين، على خلفية الخطوة التي أقدمت عليها إثيوبيا، في يناير 2024، عندما استأجرت شريطا ساحليا من أرض الصومال، مقابل الاعتراف بها.

ووصفت مقديشو الاتفاق حينها بأنه غير قانوني وردت بطرد السفير الإثيوبي والتهديد بطرد الآلاف من القوات الإثيوبية المتمركزة في البلاد للمساعدة في قتال مسلحي حركة الشباب.

"دائرة الوساطة تتوسع"

الملف المتعلق بإثيوبيا والصومال ليس الوحيد الذي انخرطت فيه أنقرة كـ"وسيط"، بل سبق وأعلنت قبل أسبوع رعايتها لصفقة تبادل السجناء ما بين روسيا والدول الغربية، على رأسها الولايات المتحدة الأميركية.

وقبل ذلك بأشهر تردد اسمها على خط العلاقة بين روسيا وأكرانيا في ظل الحرب، وببين الروس والأمم المتحدة والدول الغربية، عندما رعت اتفاق "ممر الحبوب".

الحال التركي وصل مؤخرا أيضا إلى نقطة الحديث عن نية أنقرة الدخول كطرف وسيط ما بين شرق ليبيا وغربه، بعدما كانت تدعم حكومة الوحدة الوطنية في طرابلس لسنوات.

وتوسعت دائرة "الوساطة" شيئا فشيئا لتصل ارتدادتها إلى سوريا، مع اتجاه أنقرة لفتح صفحة جديدة مع دمشق، بعد سنوات طويلة من العداء والقطيعة، لاعتبارات تتعلق بموقفها منذ 2011 في الميدان وأروقة السياسة.

ماذا تريد أنقرة؟

ولم يكن يتردد ذكر "الوساطة" على لسان المسؤولين الأتراك قبل الانعطافة الأخيرة التي طرأت على السياسة الخارجية التركية، ويقودها الآن الوزير حقان فيدان.

وقبل فيدان عاصر سلفه مولود جاويش أوغلو فترة قصيرة من "التغيّر" الذي طرأ، وشهد فقط رعاية اتفاق الحبوب بين الروس والأمم المتحدة، والمحادثات الأخرى التي جرت بين موسكو وكييف.

ويعتقد الباحث في الشأن التركي، محمود علوش أن "دور الوساطة في القضايا والنزاعات الخارجية أصبح عنصرا رئيسيا الآن في تشكيل السياسة الخارجية لتركيا".

ويوضح لموقع "الحرة" أن "الدور الجديد مصمم في جانب لتعظيم هامش التحرك لدى تركيا في هذه القضايا والنزاعات للعب دور أكثر فعالية".

ومن جانب آخر تهدف تركيا من وراء "دور الوسيط" الحد من أثر القضايا على علاقاتها ومصالحها مع مختلف الأطراف الفاعلة فيها، وفق علوش.

وفي الصراع الروسي-الغربي كانت "الوساطة التركية" مصممة بدرجة أساسية لتعزيز قدرة أنقرة على موازنة سياستها في الصراع ومصالحها مع الطرفين، في مسعى منها لتعزيز "مشروعية نهج التوازن وحاجة موسكو والغرب إليه".

وفي المقابل يتابع الباحث أن دور تركيا كوسيط كان مصمما بشكل مختلف في قضايا مثل الصراع الليبي، وهنا تذهب الأهداف باتجاه "تعزيز وسائل التأثير التركي في ليبيا، من خلال إقامة علاقات مع المنطقتين الشرقية والغربية".

"باب وطاولة مفاوضات"

وفيما يتعلق بالقرن الإفريقي يقول الباحث علوش إن "دور الوساطة بين إثيوبيا والصومال مصمم بدرجة أساسية لتعزيز حضورها كوسيط للقوة والاستقرار في هذه المنطقة".

وعلى أساس ما سبق يؤكد أن "وظائف وأهداف دور الوساطة التركية تختلف بين قضية وأخرى".

وتعتبر تركيا "وسيطا نشطا في العديد من الصراعات الإقليمية" وفق كبير الباحثين الأميركيين في "المجلس الأطلسي"، ريتش أوتزن، ويقول إنها تستند بذلك "على ثقلها ونفوذها العسكري والدبلوماسي الكبير".

ويوضح أوتزن لموقع "الحرة" أن ما سبق "يشكل مدخلا مهما في السعي إلى السلام والاستقرار، وخاصة في المناطق التي لا يستطيع الغرب أو لا يرغب في إعطاء الأولوية لجهودها".

وساعدت "الوساطة التركية" في استقرار الأزمات في ليبيا وشرق أفريقيا والقوقاز، وفتحت الباب لاستئناف المفاوضات، حسب أوتزن.

وفي أوكرانيا وسوريا كانت النتائج أكثر تباينا، مع استمرار الصراعات.

وبخصوص الملف المتعلق بروسيا والغرب أو الولايات المتحدة لا يعتقد أوتزن أنه يمكننا الحديث عن تركيا "كوسيط".

ويشرح بالقول إنها "ليست قوية بما يكفي للتأثير على أي من الجانبين بقوة.. في الواقع فهي ليست محايدة.. إنها حليف للغرب"، على حد تعبيره.

لاعب أم وسيط؟

ويؤكد إردوغان حتى الآن على "النهج المتوازن" الذي تسير عليها بلاده وبدأته على نحو أكبر قبل عامين.

وقبل فوزه بانتخابات الرئاسة في 2023 اتجه إردوغان لإصلاح علاقاته مع دول المنطقة، وكان أبرزها مصر والسعودية ودولة الإمارات.

وجاء ذلك بعد سنوات طويلة انخرطت فيها تركيا في أكثر من صراع، كما حصل في ليبيا وما بين أذربيجان وأرمينيا وسوريا التي ما تزال "معضلة" لا أفق للحل فيها.

ويعتبر مدير تحرير صحيفة "ديلي صباح" التركية، محمد تشيليك أن دور الوسيط الذي تلعبه بلاده "نشط وحاسم ويرفع من مكانتها في المجتمع الدولي، باعتبارها لاعبا قادرا على تغيير قواعد اللعبة".

ويقول لموقع "الحرة" إن "تركيا باتت لاعبا فعالا ووسيطا في الوقت نفسه"، وإن "الدور الأول يكمل الآخر"، مضيفا: "فبدون أن تكون لاعبا قويا لا يمكنك أن تعمل كوسيط يتمتع بالهيبة حيث تضع الأطراف الأخرى ثقتها فيك".

ويعتقد الفاعلون الأتراك أن أي عدم استقرار في المنطقة وخارجها سيؤثر على سلام تركيا وازدهارها، وفق تشيليك.

ولهذا السبب "تعمل تركيا كوسيط من خلال قوتها الدبلوماسية الواثقة وتتدخل في النزاعات بعقلية الحل".

ويشير الباحث علوش إلى أن الظروف والتحولات التي فرضها الانخراط التركي في العديد من الصراعات والمنافسات الجيوسياسية تلعب دورا رئيسيا في عملية تشكيل السياسة الخارجية التركية.

وبالتالي "يخلق دور الوساطة هامشا كبيرا من المرونة في التكيف مع هذه الظروف والتحولات".

ومع ذلك فإن نجاح هذا الدور بحسب علوش "لا يتوقف فحسب على كفاءة دبلوماسية الوساطات التركية، بل على العوامل المحلية والخارجية المحركة لديناميكيات القضايا التي تلعب فيها تركيا دورا. وهي ظروف غير مساعدة في الغالب".

هل تستفيد؟

وبالنظر إلى إثيوبيا فإن تركيا تشترك معها بصفقات عسكرية وأبرزها توريد الطائرات المسيرة بدون طيار.

وفي الصومال كانت أنقرة قد أبرمت مع مقديشو اتفاقا لحماية مياهها الإقليمية، في يناير العام الحالي.

وإلى الشمال الإفريقي وفي حين بنت تركيا نفوذا كبيرا في الغرب الليبي طوال عدة سنوات فتحت قبل أشهر أبواب الحوار مع الشرق وأبناء حفتر.

نجل حفتر في أنقرة.. تقارب بعد عداء تحركه المصالح و"الصندوق" بعد شهرين فقط من تعيينه في منصب مدير "صندوق إعمار ليبيا"، شهر فبراير2024 أعلن بلقاسم نجل المشير خليفة حفتر الرجل القوي في شرق وجنوب البلاد عن إبرامه اتفاقية مع شركة تركية (سلاحتار أوغلو)، بهدف تنفيذ أعمال صيانة وتطوير المكتبة المركزية لجامعة بنغازي.

علاقة تركيا مع روسيا ما تزال قائمة وفي ذروتها أيضا، وكذلك الأمر مع أوكرانيا التي تواصل خوض الحرب على أراضيها واخترقت قبل أسبوع الأراضي الروسية.

ويرى الصحفي محمد تشيليك أن "السياسة الخارجية لتركيا الآن مقترنة بجهودها من أجل الاستقرار الإقليمي والعالمي، فضلا عن قوتها الاقتصادية والسياسية والعسكرية المتنامية".

وباعتبارها جهة فاعلة رئيسية في منطقتها وخارجها، "أقامت تركيا علاقات قوية مع الأطراف المتحاربة على العديد من المستويات، مما مكنها من العمل كوسيط جدير بالثقة"، وفق حديثه.

ويضيف رئيس تحرير صحيفة "صباح" أن جهود الوساطة التي بذلتها تركيا كانت واضحة بين أوكرانيا وروسيا، حيث تمكنت أنقرة من إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة للحوار.

ومن ناحية أخرى يعتقد الباحث أوتزن أن أنقرة تستفيد من دور الوسيط ومن خلال نفوذها "على شروط تسوية النزاعات المختلفة".

وقد يعني ما سبق وفي غالب الأحيان "الصفقات التجارية الوصول العسكري والأمني.. وأحيانا المكانة"، كما يضيف كبير المحللين في "المجلس الأطلسي".

مقالات مشابهة

  • حسابات الربح والتأثير.. لماذا تلعب تركيا أدوار الوساطة؟
  • بعثة الأمم المتحدة تتابع بقلق الاجراءات الأحادية من الأطراف الفاعلة في ليبيا
  • أولويات أنقرة على الطاولة.. أين يقف ملف التطبيع التركي مع الأسد؟
  • برلمان طبرق يسحب الثقة من حكومة الدبيبة
  • الميهوب: أي تصريحات أو مواقف تصدر عن حكومة الدبيبة لا تعبر عن إرادة الشعب الليبي
  • تركيا.. اليورو يحطم رقمًا قياسيًّا والدولار في صعود
  • روفينيتي: الدبيبة والمنفي يحاولان الضغط على الصديق الكبير لهذا السبب
  • المركزي الليبي يتعرض لتهديدات وواشنطن ترفض تغيير المحافظ بالقوة
  • ملثم يهاجم 5 أشخاص بسكين وفأس في تركيا
  • تركيا: تحييد 17 مسلحا من حزب العمال الكردستاني شمالي العراق