شباب صينيون يلجأون إلى ديبسيك للحصول على الدعم النفسي والعاطفي
تاريخ النشر: 15th, February 2025 GMT
تشهد الصين إقبالا متزايدا على استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي، ليس فقط لأغراض عملية وبحثية كما هو معتاد، إنما للحصول على دعم عاطفي، حيث أصبح تطبيق "ديب سيك" الصيني، الذي أُطلق في كانون الثاني/ يناير الماضي، ملجأ للشباب الذين يبحثون عن متنفس لمشاعرهم.
وأكدت هولي وانغ، وهي شابة صينية تبلغ من العمر 28 عاما، أنها وجدت في "ديب سيك" مستشارا افتراضيا يساعدها على مواجهة مشاعر الحزن والقلق، خاصة بعد وفاة جدتها.
وقالت وانغ إن "التطبيق قدم لها دعما نفسيا يفوق ما حصلت عليه من خدمات الاستشارة المدفوعة"، مشيرة إلى أن ردود التطبيق أثرت فيها بشدة لدرجة أنها دفعتها للبكاء في بعض الأحيان، بحسب ما نقلت "بي بي سي".
ويأتي نجاح "ديب سيك" في ظل تزايد إحباط الشباب الصيني نتيجة تباطؤ الاقتصاد، وارتفاع معدلات البطالة، والإغلاقات السابقة بسبب جائحة كوفيد-19، إضافة إلى تشديد الرقابة الحكومية.
ويتميز التطبيق بقدرته على تقديم استجابات شبيهة بالبشر، مع عرض "عملية التفكير" التي يعتمدها قبل تقديم إجاباته، وهو ما يميزه عن تطبيقات الذكاء الاصطناعي الأخرى.
و"ديب سيك" هو أداة ذكاء اصطناعي، مشابهة لـ "تشات جي بي تي" و"جيميني"، مدرّبة على كميات كبيرة من المعلومات لاكتشاف الأنماط، وهذا يمكّن التطبيق من التنبؤ بعادات تسوق الأشخاص، إنشاء محتوى جديد بالنصوص والصور، وأيضا التحدث مثل الإنسان.
وعلى الرغم من حظر تطبيقات الذكاء الاصطناعي الغربية في الصين، إلا أن "ديب سيك" استطاع سد هذه الفجوة، حيث تفوق على التطبيقات المحلية الأخرى في تقديم المحتوى الأدبي والإبداعي.
ويشير خبراء إلى أن روبوتات الدردشة قد تساهم في تلبية الحاجة المتزايدة للدعم النفسي، خاصة في المجتمعات التي لا تزال تنظر إلى العلاج النفسي بوصمة اجتماعية.
وعن هذا يقول أستاذ إدارة الأعمال بجامعة جنوب كاليفورنيا، نان جيا، إن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يوفر مستوى من التعاطف والإنصات قد يكون أحيانا أكثر فاعلية من التفاعل البشري.
وفي ظل هذا الاتجاه، يبدو أن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد أداة تقنية، بل تحول إلى صديق رقمي يقدم دعما نفسيا لملايين المستخدمين الذين يبحثون عن من يسمعهم ويفهم مشاعرهم.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية الصين الذكاء الاصطناعي ديب سيك الصين الذكاء الاصطناعي ديب سيك ازمات عاطفية دعم نفسي المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الذکاء الاصطناعی دیب سیک
إقرأ أيضاً:
النمو السريع في سوق الذكاء الاصطناعي يعقّد مهمة المستثمرين
يعقّد التقدّم المتسارع في مجال الذكاء الاصطناعي مهمة المستثمرين الذين يبحثون عن جانب جديد في نظام يشهد تطوّرا متواصلا.
يؤكد جاي داس، رئيس شركة الأسهم الخاصة "سافاير فانتشرز"، في مؤتمر أُقيم هذا الأسبوع في لاس فيغاس بالولايات المتحدة، أن الذكاء الاصطناعي "يُعدّ إحدى الفرص (الاستثمارية) التي لا نشهدها سوى مرة واحدة كل جيل".
ويوضح أنه، خلال السنوات الخمس الفائتة، تم استثمار مبالغ طائلة في ابتكار برامج ذكاء اصطناعي توليدي مثل "تشات جي بي تي"، وشراء الرقائق اللازمة لتصميمها.
تنتهي هذه المرحلة الأولى مع أعداد كبيرة من هذه النماذج القادرة على توليد محتوى حسب الطلب وباللغة اليومية، وغالبا ما تكون مجانية مع تكاليف ابتكار منخفضة.
وينبغي على رواد الأعمال ومحترفي تكنولوجيا المعلومات أن يتخيّلوا حاليا نظاما مبنيا على هذه الأسس، وهي التطبيقات وروبوتات الدردشة المتخصصة والبرامج المُساعِدَة.
تقول لورين كولودني، المشاركة في تأسيس شركة الأسهم الخاصة "أكرو كابيتال" إن "ثمة حاليا شركات ناشئة كثيرة" في سوق الذكاء الاصطناعي، مضيفة أنّ "الصعوبة تكمن في الاستشراف بشكل جيد".
وتضيف "أحد الأمور الأكثر تعقيدا عند الاستثمار مبكرا" في حياة شركة، "هو فهم من سينجح في الحصول على ميزة تنافسية في دورة الذكاء الاصطناعي هذه"، والتي تتغير معاييرها.
ويقول فين تشاو، رئيس قسم الأبحاث في شركة "ألفا إديسون" التي تدعم الشركات الناشئة "ما يهمّ هو جودة نموذج عملك، وليس التكنولوجيا التي تستخدمها".
وعلى المستثمرين بحسب توماش تونغوز، مؤسس شركة "ثيوري فنتشرز"، أن يكونوا على دراية بما هو أوسع من نطاق الشركة الناشئة.
ويقول هذا الموظف السابق في شركة "غوغل": "ندرس نظام القطاع المعني بأكمله، لا فقط النموذج الاقتصادي لهذه الشركة".
الحماية ضد المنافسة
بالنسبة إلى البعض، يشكل إبعاد المنافسين بصورة كافية تحديا عندما لا تكون المشهدية مستقرة بعد.
يقول جوش كونستين من شركة "سيغنال فاير" للخدمات الاستثمارية "لا يكفي أن تكون الأول، بل ينبغي أن تكون لديك البيانات الصحيحة والخبراء"، مضيفا "المهم حاليا هو البيانات".
ويشير إلى "إيفن آب"، وهي منصة دعم لمحامي المسؤولية المدنية، لتحسين إعداد طلبات التعويض الخاصة بعملائهم.
أنشأت الشركة، التي استثمرت فيها "سيغنال فاير"، قاعدة معلومات بشأن اتفاقيات ودية بين الضحايا وشركات التأمين، غالبا ما تكون سرية.
يقول جوش كونستين إنّ "ذلك يوفر صورة لكل محام، اعتمادا على الخصائص الطبية للملف واستنادا إلى البيانات التاريخية، عمّا يمكن للشخص المطالبة به".
ويتابع "لا تمتلك اوبن ايه آي ولا حتى أنثروبيك هذه البيانات"، مضيفا "مَن ينشئون قواعد بياناتهم الخاصة سيحققون أكبر قدر من النجاح".
بالإضافة إلى اللاعبين الصغار، لم تعد شركات الذكاء الاصطناعي الكبرى تكتفي بتزويد رواد الأعمال والمطورين بالأدوات اللازمة للابتكار، ولكنها تريد راهنا تقديم منتجات متخصصة جاهزة للاستخدام.
في بداية فبراير الماضي، تسرّب عبر الانترنت عرض لبرنامج افتراضي جديد ابتكرته شركة "اوبن ايه آي".
يقول كونستين "إن ذلك يشبه إلى حدّ ما فيسبوك قبل عشر سنوات"، مضيفا "إذا اخترعت تطبيقا قريبا جدا من أعمالهم، فتكون قد خاطرت بأن يطلقوا شيئا مشابها ويسحقوك".
يرى جيمس كوريه، الشريك الإداري لشركة الأسهم الخاصة "ان اف اكس"، أنّ الحماية ضد المنافسة لا تتعلق بالبيانات.
ويقول "في 95% من الحالات، أستطيع توليدها بنفسي أو نسخها (...) من دون الحاجة إلى بياناتك".
ويقول فين تشاو "إذا لم تبتكروا شيئا يتمحور على الإنسان ويمكن أن يتناسب مع الروتين اليومي ليوم العمل، فلن ينجح الأمر".