"عمان": تلعب المهرجانات دورا محوريا مهما في تنشيط الحركة السياحة والتجارية في ولايات سلطنة عمان، مع الاهتمام بإبراز الهُوية العمانية، واستقطاب الزوار من داخل وخارج السلطنة، والعمل على تحفيز نشاط المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.

كما تعد المهرجانات السياحية منصات ترويجية فريدة تعكس الموروث الثقافي والطبيعي لسلطنة عمان، وتتيح الفرصة للزوار لاكتشاف معالمها المتنوعة، بدءًا من الصحاري الشاسعة والجبال الخلابة، وصولًا إلى الشواطئ الساحرة والأسواق التقليدية.

وخلال أشهر الشتاء الباردة برزت محافظات سلطنة عمان بتنظيم العديد من المهرجانات التي لاقت استحسان الزوار والإقبال الكبير على الفعاليات المتنوعة، فهي من الأدوات التي تسهم في تنشيط الاقتصاد المحلي وتعزيز الحركة السياحية، ومن بين هذه الفعاليات البارزة تأتي فعالية "الرحالة" في ولاية لقابل، التي أصبحت محطة رائعة تجمع عشاق المغامرة والاستكشاف من داخل سلطنة عمان وخارجها.

كما استطاعت فعاليات "الرحالة" استقطاب الآلاف من الزوار والسياح الذين يتوافدون للاستمتاع بالبرامج المتنوعة التي يقدمها، بدءًا من جولات المشي في المسارات الطبيعية الخلابة، وصولًا إلى الأنشطة الثقافية والتراثية التي تعكس الهوية الفريدة لولاية القابل. ودائما ما تحفز الفعاليات والمهرجانات جميع القطاعات الاقتصادية والاجتماعية، حيث برزت فعاليات الرحالة كفرصة ذهبية لدعم المشاريع المحلية، إذ يتيح للبائعين والحرفيين ورواد الأعمال عرض منتجاتهم التقليدية واليدوية، ما يعزز حركة التجارة ويوجد فرص عمل مؤقتة لسكان الولاية.

كما تعد الفعاليات المتنوعة التي صاحبة المهرجان منصة مثالية للتعريف بالموروث الثقافي للمنطقة، حيث تُقام عروض الفلكلور الشعبي، والمعارض الحرفية، إضافة إلى المحاضرات والجلسات الحوارية التي تسلط الضوء على ثقافة الترحال وأهميتها في التاريخ الإنساني. كما تتيح الفعاليات فرصًا للشباب للمشاركة في الفعاليات التطوعية والتنظيمية، ما يعزز من مهاراتهم في إدارة الفعاليات الكبرى. وتُوفّر فعالية «رحّالة» التي تستمر إلى 27 فبراير الجاري مزيجًا فريدًا من الأنشطة التي تجمع بين الترفيه والثقافة، وتقدّم أجواءً عائلية مميزة من خلال الألعاب الترفيهية الحديثة، إضافةً إلى فعاليات تستعرض ثقافات متنوعة، مما يُوجد تجربة شاملة تمزج بين الأصالة والمعاصرة.

أنشطة متنوعة

أما فعاليات "جرّب جنوب الباطنة 2025" والتي نظمت في خبة القعدان بولاية نخل، فقد استطاعت تقديم فرصة مثالية لاستكشاف التراث العُماني العريق والاستمتاع بتجارب فريدة تجمع بين المغامرة والترفيه والثقافة، وعززت السياحة الداخلية وما تتمتع به محافظة جنوب الباطنة من مقومات سياحية وثقافية وتراثية فريدة. كما ترجمت فعالية "جرّب جنوب الباطنة" مكانة المحافظة كوجهة سياحية واعدة، من خلال تقديم أنشطة متنوعة تشمل سباقات السيارات والدراجات الرملية، ومسابقات الخيل والهجن، وتجارب الطيران الشراعي، والرماية بالأسلحة التقليدية، إلى جانب الأنشطة الثقافية والترفيهية التي تُبرز الهُوية العُمانية والتراث العريق.

كما تضمنت الفعاليات أنشطة ترفيهية ورياضية وثقافية تناسب مختلف الفئات العمرية، وتضمنت الفعاليات مسابقات للخيل والهجن التي تُعد جزءًا مهمًا من التراث العُماني، قدمت وسط أجواء طبيعية تعكس طابع الصحراء والأودية، مع تنظيم سباقات السيارات المعدلة في البيئة الرملية، وتجارب قيادة الدراجات الرملية لعشاق المغامرات.

فيما قدم مهرجان الظاهرة السياحي في ميدان الفعاليات بولاية عبري عروضًا مبهرة، أضفت أجواءً من الفرح والبهجة على الحضور. وترجم المهرجان الحياة التقليدية في سلطنة عمان من خلال قرية تراثية نموذجية تعرض أنماط الحياة الحضرية والبدوية والريفية، وضم المهرجان سوقًا شعبيًا يعكس الموروث الثقافي للمنطقة، وقرية للحرفيين، وأماكن مخصصة لبيع التمور والحيوانات.

ولأهمية رواد الأعمال ودورهم البارز في الحركة التجارية داخل الولايات، استطاع المهرجان أن يجذب 38 رائدًا من رواد الأعمال ضمن معرض تجاري للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، مما يعزز دعم ريادة الأعمال.

فيما استطاع المهرجان بتعدد الأنشطة والفعاليات أن يبرز مقومات الولاية الطبيعية والتاريخية، ويساعد في تعزيز الاقتصاد المحلي من خلال دعم القطاعات التجارية والسياحية.

وجهة ثقافية وسياحية

وتعتبر فعاليات مهرجان صحار الثالث من الفعاليات الرائدة التي تُبرز التراث والثقافة العمانية، وتسهم في تحفيز القطاعين السياحي والاقتصادي في الولاية. واستطاع المهرجان أن يستقطب أكثر من 400 ألف زائر، مما عزز من مكانة محافظة شمال الباطنة باعتبارها وجهة ثقافية وسياحية مميزة وتنوعت فعالياته على مدى 45 يوما بين الترفيهية والعروض الثقافية والرياضية والفنية والتراثية، كما تضمن المهرجان مجموعة متنوعة من الفعاليات التي استقطبت الزوار من مختلف الأعمار، حيث تم تنظيم عروض فنية تقليدية وحلقات عمل للحرف اليدوية وأمسيات شعرية إلى جانب مسابقات رياضية تنافس فيها المشاركون في عدة ألعاب تقليدية.

كما تضمّن المهرجان معرضًا استهلاكيًا (بازار) شاركت فيه أكثر من ٥٦ جهة إلى جانب ١٢٠ أسرة منتجة استفادت من قدوم مئات الآلاف من الزوار إلى زوايا المهرجان، إضافة إلى نجاح المهرجان في تشغيل أكثر من ١٦٠ باحثًا عن عمل طوال فترته.

واختتم اليوم موسم شتاء الطحايم 2025 بولاية جعلان بني بو حسن، والذي لاقى اقبال كبير من مختلف الفئات العمرية، وهدف الموسم إلى تحقيق التنمية المستدامة من خلال تسليط الضوء على التراث العُماني الأصيل ودمجه بأساليب مبتكرة تناسب مختلف الفئات العمرية، وتوظيف التنوع الطبيعي والجغرافي للمحافظة، كما استطاع الموسم أن يدعم 120 من رواد الأعمال والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة والحرفيين والأسر المنتجة.وعكس الموسم روح التراث والثقافة التي تتميز بها محافظة جنوب الشرقية، وجمع بين الترفيه والتثقيف، مع التركيز على دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والأسر المنتجة، لتعزيز الاقتصاد المحلي وإبراز المنتجات العُمانية.

هذه المهرجانات والفعاليات تساهم بشكل كبير في دعم الاقتصاد المحلي بطرق مختلفة، من بينها دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة، عبر توفير منصات لأصحاب المشاريع المحلية لعرض وبيع منتجاتهم، مثل الحرف اليدوية، والعطور، والمأكولات التقليدية، مما يسهم في زيادة دخلهم وانتشار منتجاتهم. كما خلق فرص عمل مؤقتة وأحيانا دائمة، مع تعزيز الاستثمارات في القطاع السياحي ليؤدي النجاح المتكرر للمهرجانات إلى جذب المستثمرين لإنشاء مشاريع سياحية جديدة، مثل المنتجعات، والمطاعم، ومراكز الترفيه، ما يدعم التنمية المستدامة في ولايات سلطنة عمان.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الصغیرة والمتوسطة الاقتصاد المحلی التراث الع سلطنة عمان من خلال التی ت

إقرأ أيضاً:

تأمين الفعاليات بدبي تؤكد جاهزيتها للعشر الأواخر من رمضان

 أكد اللواء عبد الله علي الغيثي، مساعد القائد العام لشؤون العمليات في شرطة دبي، رئيس لجنة تأمين الفعاليات، استعداد اللجنة للعشر الأواخر من شهر رمضان، مشدداً على أهمية تنظيم حركة السير، وتسهيل دخول وخروج المصلين، وضمان انسيابية المرور في محيط المساجد والمصليات. 

جاء ذلك خلال الاجتماع التنسيقي الأول للجنة تأمين الفعاليات، بحضور اللواء سيف مهير المزروعي، مدير الإدارة العامة للمرور، نائب رئيس اللجنة، واللواء طارق تهلك، مدير مركز شرطة نايف، والعميد مصبح الغفلي، مدير الإدارة العامة لأمن الهيئات والمنشآت والطوارئ بالوكالة، وعدد من الضباط وأعضاء اللجنة من مختلف الجهات المعنية. 

أخبار ذات صلة شرطة دبي تضبط 33 متسولاً في الـ 10 أيام الأولى من شهر رمضان «ند الشبا» تتوج أبطال الدراجات الهوائية

ودعا اللواء الغيثي الجمهور إلى الالتزام بالأنظمة المرورية وتجنب الوقوف العشوائي أمام المساجد، مشيراً إلى أن الأعوام السابقة شهدت مخالفات مثل إغلاق الطرق والمخارج، والوقوف العشوائي على الأرصفة، مما يعيق حركة المرور ويؤثر على انسيابية الطريق، مؤكدا أن الدوريات المرورية ستكثف تواجدها حول المصليات لمتابعة المخالفات وضمان سيولة الحركة. 

وأشار إلى أن شرطة دبي وجهت بتشديد الإجراءات الضبطية خلال أوقات الصلاة في رمضان، مؤكداً أن الالتزام بالأنظمة يسهم في توفير بيئة آمنة لأداء الشعائر الدينية دون عرقلة حركة السير أو إزعاج الآخرين.

المصدر: وام

مقالات مشابهة

  • رمضان في دبي.. أسبوع آخر من الفعاليات الاستثنائية
  • النجارة التقليدية في الخليج.. دراسة توثيقية لنقوش الخشب والأبواب
  • المهرجانات الثقافية بالعراق.. نشاطات تقليدية تخلو من حماسة الجمهور
  • شذى حسون عن أحلام: طلبت من المهرجان دعوتها للمشاركة في الفعاليات
  • هل أساءت شذى حسون لأحلام الإماراتية بسبب أحد المهرجانات؟.. الفنانة تكشف الحقيقة
  • استشاري: الذكاء الاصطناعي يفرض تحديات على بعض الوظائف التقليدية
  • سرد جديد لآلام العراقيين بعيدا عن المعالجة التقليدية في العشرين
  • تأمين الفعاليات بدبي تؤكد جاهزيتها للعشر الأواخر من رمضان
  • مهرجان واحة صحار فرصة لدعم أصحاب المشاريع وتعزيز الاقتصاد المحلي
  • أمير طعيمة: لست ضد المهرجانات وحمو بيكا كان بيقدم أغاني وحشة جدًا