هذا المقال بقلم خلف بن أحمد الحبتور، رجل أعمال إماراتي ورئيس مجلس إدارة مجموعة "الحبتور" الإماراتية، والآراء الواردة أدناه تعبر عن وجهة نظره ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة CNN.

قلتها سابقًا وأكرر، هذا الارتفاع المستمر في أسعار الفائدة لن تُحمد عقباه، يتعدى حدود الولايات المتحدة الأمريكية ويمتد أثره ليصل إلى العالم بأسره.

فهذه الزيادة غير المسبوقة في معدلات الفائدة، التي لم يشهدها المشهد العالمي منذ أكثر من عقدين، أصبحت مصدر تهديد حقيقي على مدى الأعوام الماضية، خاصةً لما يترتب عنها من تأثيرات بعيدة المدى على الدول والشركات وحتى الأفراد. لكونها مسلحة بدرعٍ متين، ألا وهو الدولار الأمريكي.

وبينما يتجاوب الاقتصاد العالمي مع قرارات الولايات المتحدة الأمريكية، مكرهاً لا بطل، تؤثر هيمنة الدولار الأمريكي بشكل مباشر عليه. بمعنى أنه حتى تلك الدول التي تتمتع باقتصاد قوي ومستقل، ولا ناقةً لها ولا جمل بالدولار، سيتأثر اقتصادها وتجد نفسها مضطرة لتحذو حذو الدولار، ترتفع مع فائدته وتنخفض قيمة صرفها أمامه، نظراً لهيمنته كعملة عالمية.

وهذا الاتجاه التصاعدي في معدلات الفائدة تمتد عواقبه لتشمل الأعمال التجارية والاستثمارات والاقتصادات على الصعيدين العالمي والمحلي. وإذا لم يتم السيطرة عليه، فقد يزيد من التفاوت بين الاقتصادات العالمية، ويوسع الفجوة الاقتصادية بين الدول، كما لو كانت حلقة مفرغة لا ينتج عنها سوى التأزم الاقتصادي. يمكننا ملاحظة أثر ارتفاع الفائدة على عالم الأعمال بوضوح، حيث تؤدي تكاليف الاقتراض المرتفعة إلى تقليل النفقات الرأسمالية، مما يعوّق النمو ويعرقل خطط التوسع. وبالمثل، يصبح المشهد الاستثماري محفوفاً بالصعوبات، حيث تحدّ معدلات الفائدة العالية من تدفق رؤوس الأموال وتهزّ ثقة المستثمر. وكما أنه لا يمكن لأي من قطاعات الاقتصاد أن يسلم من شر هيمنة الدولار، بما في ذلك مجالات العقارات والتصنيع والاستهلاك وغيرها من الصناعات التي ستتحمل عبء هذا النمو المتزايد في معدلات الفائدة. وهنا أؤكد على ضرورة معالجة هذا الشأن على الصعيد العالمي من خلال التعاون الدولي.

ولا يخفى على أحد أن قرارات الولايات المتحدة الأمريكية هي ردود فعل على مشاكلهم الداخلية فحسب. لا يفكرون أبعد من حدودهم الجغرافية عند سنّ أي قرار يؤثر على العالم بأسره من شماله إلى جنوبه. فهيمنة الدولار كعملة احتياطية عالمية تجبر دول العالم على اتباع تعليماتهم، ويجدون أنفسهم مضطرين لرفع معدلات الفائدة بالتزامن مع التغيرات التي تطرأ على الدولار الأمريكي.

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: الاقتصاد العالمي الدولار معدلات الفائدة

إقرأ أيضاً:

مطالب برلمانية بدعم الأعلاف لمواجهة غلاء الدواجن

فيما تستمر أسعار الدواجن في الارتفاع، تعالت في البرلمان مطالب بتدخل حكومي لمواجهة هذا الغلاء الذي يثقل كاهل المواطنين.

وفي هذا الإطار سجلت النائبة البرلمانية فاطمة الزهراء باتا عن المجموعة النيابية للعدالة والتنمية، أن قطاع الدواجن بالمغرب شهد اضطرابات متزايدة نتيجة ارتفاع سعر الكتكوت إلى 12 درهما، وارتفاع أسعار الدواجن في السوق الوطنية، جعل كلا من المربين الصغار والمستهلكين النهائيين يعيشون وضعية صعبة.
وتضاربت الآراء حول أسباب هذا الارتفاع غير المسبوق في الأسعار، حيث يرى البعض أن هذا الارتفاع ناجم عن ممارسات غير قانونية واحتكار من قبل المحاضن، فيما يرى البعض الآخر أن الأسعار تعكس واقع العرض والطلب في ظل ارتفاع التكاليف، ولاسيما أسعار الأعلاف، وفقا لما جاء في سؤال وجهته النائبة إلى وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات.

ودعت النائبة الوزير إلى الكشف عن الأسباب الحقيقية لارتفاع أسعار الدواجن في السوق الوطنية. وبسط الإجراءات التي تعتزم الوزارة اتخاذها لضمان استقرار أسعار الكتاكيت والدواجن في السوق المحلية. مع البحث عن طريقة لمعالجة مشكلة ارتفاع أسعار الأعلاف بشكل مستدام لحماية المربين والمستهلكين.
وتساءلت النائبة عن إمكانية توفير دعم للمربين لمواجهة غلاء الأعلاف وتكاليف الإنتاج المتزايدة.

كلمات دلالية أسعار الدواجن البرلمان

مقالات مشابهة

  • 1.4 % ارتفاعًا في سعر الذهب العالمي خلال تداولات الأسبوع الماضي
  • تضارب أسعار الدولار: الجنيه المصري يتأرجح في مواجهة العملة الأمريكية
  • كيف يؤثر قرار الفيدرالي الأخير بشأن أسعار الفائدة على الذهب عالميا؟
  • الذهب والفضة يتجهان لتحقيق مكاسب أسبوعية بدعم من توقعات الفائدة الأمريكية
  • مطالب برلمانية بدعم الأعلاف لمواجهة غلاء الدواجن
  • اقتصاد أميركا ينمو 3% في الربع الثاني
  • ارتفاع الذهب العالمي وسط توقعات بتراجع الفائدة.. سعر الأوقية سجل 2680 دولارًا
  • في قراءة أخيرة.. اقتصاد أميركا ينمو 3% في الربع الثاني
  • ارتفاع غير مسبوق في أسعار الدولار مقابل الجنيه المصري: التحولات الكبيرة في سوق الصرف
  • الشريف: انخفاض متوقع بالدخل وارتفاع معدلات الفقر في ليبيا