مقالات:
بقلم/عبدالكريم الوشلي
قاتل ومصاصُ دماءٍ آدميةٍ ومجرمٌ يتخفى في زي تاجر عقارات، استخدم هو وعصابتُه إدارة الشر الساكنةُ في البيت الأبيض أداتَهم القاتلة الأخطر والأكثر دموية في هذا العصر والمزروعةَ في فلسطين لقتل وإبادة وإصابة أكثر من 160 ألفاً معظمهم أطفال ونساء من أصل مليونين وثلاثمائة الف إنسان وتحويلِ ديارهم ومرافق حياتهم في غزة إلى حطام خلال ١٥ شهرا لا أكثر.
هذه الإبادة الشاملة وليست جماعيةً (بالمناسبة) كما توصف، لأن الإبادة الجماعية في القانون الدولي المعنيِّ بتعريفها تتحقق حين تتم إبادة 1% من جماعة معينة أمَّا ما حصل في غزة فقد أبيد أكثر من 10% من سكان القطاع ،أي أن الأمر فاق الإبادة الجماعية بكثير .
وعلى كل حال هذه الجريمة الكبرى والإبادة الشاملة التي لم تُنكب البشريةُ الإنسانية بمثلها أقدم عليها هذا المجرم السَّفاح وعصابتُه وأداتُهم الصهيونية بقصد الترويع الدافع لسكان القطاع المتبقين إلى الخروج من وطنهم ولكي يصبح قطاع غزة بعد الإبادة والتهجير كما يريدون مساحةً مُسوَّاةً بالأرض وغيرَ صالحة للعيش فيها، أي – بعبارة أخرى وكما يريد هذا المجرم ومن معه أيضاً – تحويلُ القطاع إلى عقار يُصرِّح بنية الاستيلاء عليه وإلحاقه بكيانه القاتل “الصغير”، كما يصفه هو، لكي يكبُر قليلاً، ومرحلياً إلى أن يتم لاحقاً وشيئاً فشيئاً ضمُّ المزيد من الأوطان المجاورة “العقارات” -بمفهومه الشيطاني -حتى يغدو هذا الكيان الخبيث في الحجم الملبي لطموحات القائمين على مشروع زرعه وتوسيعه وتكبيره وهم ترامب وأشباهُه في الغرب التوسعي الاحتلالي الاستحواذي المخادع المجرم، وصولاً إلى “إسرائيل” الكبرى – كما يحلمون – بتوصيفها التلمودي اليهودي الصهيوني الظلامي العتيد.
إذن من الخطأ أن نُساق وراء توصيفات أعدائنا الماكرين ونطلق على ترامب “تاجر عقارات” كما يريد ويروِّج ويُروَّج له في الإعلام الغربي والإعلام التابع له، فهذا تلطيف لقبح إجرامي دموي عدواني ماكر وشرير على أعلى المستويات وإساءةٌ لمهنة إنسانية عريقة ومن أكثر المهن تلادة واحتراماً وهي التجارة وخصوصاً تجارة العقارات، فحتى أكثرُ تجار العقارات (بالمعنى الحرفي للتعريف) سُوءاً لا يمكن أن يبلغ بهم السوء حدَّ القتل بالجملة والمفرَّق لكي (يمشي حالُ) تجارتهم .
ولم نرَ تاجر عقاراتٍ مهما كان حالُه من الظلم والجشع والجور يقتل مُلَّاكاً بشكل جماعي ودون تمييز ويُخرج من تبقَّى من أرضهم أو عقارهم ليستولي عنوةً وبالصميل عليه ودون أي مقابل! ولم نرَ أو نسمع عن “صفقة عقارية” تتم دون توافق أو تراض بين البائع والمشتري حتى لو وضعنا هامشاً لإجحاف أو غبنٍ قد يلحق بأحدهما أو كلاهما، فما الحال في شأن “تاجر عقارات” يبيد أصحاب العقار المستهدَف ويدمر العقار ويهجِّر من تبقى من أصحابه ليستولي عليه ويتصرف فيه كما يحلو له، وما بالُك بصنيع هؤلاء المجرمين الأشدِّ دمويةً ووحشيةً وامتساخاً وهمجيةً على شاكلة ترامب ونتنياهو بغزة وأهلها، بل بفلسطين وعموم شعبها على مدى 80 عاما .
ترامب إذاً يتجلبب إعلامياً ودعائياً وسياسياً بجلباب تاجر عقارات وهذا هو ضرب مبتكر من ضروب التضليل والمكر والخداع والتغطية على بشاعة جرائمهم وقبح وجوههم القاتلة والسارقة للأرواح والأوطان إلى جانب الضروب الأخرى قيد الخدمة في مواراة سوءاتهم وتلثيم بشاعتهم الدموية كالتهريج والفكاهة السوداء وعبثية التناول لأكثر القضايا جديةً ومأساويةً، كما هو حال الأسلوب الاستعراضي الترامبي الذي يمكن وصفه بأنه “تحشيشٌ سياسي” مبتكر، هدفُه إرباكُ عقل البشرية ووعيِها بل تغييبُها تماماً عن حقائق ما تتعرض له من جرائم وجنايات لا سابق لها في البشاعة والوحشية والدموية.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: تاجر عقارات
إقرأ أيضاً:
اتهام نتنياهو بخيانة قسمه لطلبه الانصياع له وليس للقانون
يرى محللون إسرائيليون أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خان يمينه الدستورية التي أداها رئيسا للحكومة عندما طلب من رئيس جهاز الأمن الداخلي (الشاباك) رونين بار أن ينصاع له وليس للقانون.
وفي هذا السياق، قال محلل الشؤون العسكرية في القناة 13 ألون بن دافيد، إن نتنياهو يسعى للانقلاب على الحكم، ويريد أن يصبح الشاباك الشرطة الخاصة به، وأن ينصاع له وليس للقانون، وأضاف أن "نتنياهو يخون اليمين الدستورية التي أداها من على منصة الكنيست عندما أقسم بالولاء لدولة إسرائيل ولقوانينها".
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2معاريف: الجيش بغزة كمن يحاول إفراغ البحر من الماء بملعقةlist 2 of 2هذه هي التنازلات الكبرى التي يطلبها ترامب وبوتين من أوكرانياend of listوتابع بن دافيد: "لقد خان نتنياهو هذا القسم عندما قال لرئيس الشاباك ستنصاع لي وليس للقانون"، مشيرا إلى أن بار أخبر المحكمة العليا أن الرئيس المقبل للشاباك عند تعيينه سيكون أمام خيارين مستحيلين: فإما أن يختار الانصياع للقانون، أو الانصياع لرئيس الحكومة.
وأشار مراسل الشؤون العسكرية في القناة 12 نير دفوري إلى وجود كاذب في قضية نتنياهو وبار، أحدهما على الأقل مدعوم بوثائق وأدلة قدمت مع شهادته، في إشارة إلى رئيس الشاباك.
وكان رئيس الشاباك قد أثار جدلا واسعا وتراشقا داخل إسرائيل بعد شهادته الخطية أمام المحكمة العليا، وكشف فيها عن ضغوط مارسها عليه رئيس الوزراء لتوظيف الجهاز في معاركه الشخصية والقضائية. وجاءت شهادة بار ردا على قرار الحكومة في 20 مارس/آذار الماضي بإقالته من رئاسة الشاباك.
إعلانومن جهته، يرى رئيس مجلس الأمن القومي سابقا اللواء احتياط غيورا آيلاند، أن نتنياهو هو الذي ارتكب الخطأ، لأنه قرر لاعتبارت شخصية فقط شن حرب على رونين بار في بداية يناير/كانون الثاني.
رد نتنياهوومن جهة أخرى، قالت القناة 13 إن "رئيس الشاباك ادعى في شهادته أن نتنياهو طلب منه التوقيع على وجهة نظر كتبها رئيس الحكومة أو شخص بالنيابة عنه، بأنه لا يمكنه البقاء في مكان واحد فترة طويلة لأن هناك خطرا على حياته". وأضافت أنه "كان يفترض أن يُقدم وجهة النظر هذه للمحكمة لتوفير تبرير لعدم قدرة نتنياهو على الشهادة في محاكمته".
ونشر نتنياهو تغريدة مساء أمس تغريدة جاء فيها: " لقد انكشفت كذبة أخرى لرونين بار، لم أحاول تأجيل محاكمتي ولو ليوم واحد". وعلقت القناة 13 بأن "رئيس الحكومة لم يطلب فعلا تأجيل محاكمته يوما واحدا، بل شهرين ونصف"، وقالت إنه طلب ذلك مرة ومرة أخرى لأسباب مختلفة.
وفي السياق نفسه، كشفت محللة الشؤون القضائية في قناة كان 11 تمار ألموغ، أن حاشية رئيس الحكومة يفحصون كيفية مهاجمة شهادة رئيس الشاباك من ناحية قانونية، ومن ذلك أن يطلب رئيس الحكومة إجراء تحقيق مضاد مع رئيس الشاباك، وهو إجراء لا يطبق كثيرا في المحكمة العليا.