دراسة تكشف سبب النقرس .. ليس ما كنا نعتقد
تاريخ النشر: 15th, February 2025 GMT
ارتبط النقرس عادة بنمط الحياة السيئ، مثل شرب الكحول بكثرة أو تناول طعام غير صحي، لكن دراسة حديثة كشفت عن دور أكبر بكثير للوراثة في تطور هذه الحالة المرضية.
أجريت الدراسة من قبل فريق دولي من العلماء، حيث تم تحليل البيانات الوراثية لأكثر من 2.
وشملت الدراسة 120,295 شخصًا مصابًا بـ “النقرس السائد”، وبعد مقارنة الرموز الوراثية للأشخاص المصابين بالنقرس مع أولئك الأصحاء، اكتشف الباحثون 377 منطقة جينية تظهر اختلافات مرتبطة بالنقرس، بما في ذلك 149 منطقة لم تكن مرتبطة بالحالة من قبل.
وعلى الرغم من أن نمط الحياة والعوامل البيئية لا تزال تؤثر على الإصابة بالنقرس، تشير النتائج إلى أن الوراثة تلعب دورًا رئيسيًا في تحديد ما إذا كان الشخص سيصاب بالنقرس، ويعتقد الباحثون أن هناك روابط وراثية قد تكون غير مكتشفة بعد.
وأشار أخصائي الأوبئة توني ميريمان من جامعة أوتاجو في نيوزيلندا إلى أن “النقرس هو مرض مزمن له أساس وراثي، وليس خطأ المصاب، يجب تصحيح الأسطورة التي تقول إنه ناتج عن نمط الحياة أو النظام الغذائي”.
النقرس يحدث عندما ترتفع مستويات حمض اليوريك في الدم، ما يؤدي إلى تكوّن بلورات حادة في المفاصل. وعندما يبدأ الجهاز المناعي بمهاجمة هذه البلورات، يتسبب ذلك في ألم شديد وعدم راحة.
الباحثون أكدوا أن الوراثة تؤثر في كل مرحلة من هذه العملية، وخاصة في كيفية تفاعل الجهاز المناعي مع البلورات، وطريقة انتقال حمض اليوريك في الجسم.
وعلى الرغم من أن النقرس يمكن أن يختفي ويعود، إلا أن هناك علاجات متوفرة.
ويعتقد العلماء أن تصحيح المفاهيم الخاطئة حول النقرس قد يساعد المرضى في الوصول إلى العلاج المناسب، وأشار ميريمان إلى أن هذه الأساطير تؤدي إلى إحساس بالعار لدى المصابين، مما يجعلهم يبتعدون عن العلاج الوقائي.
وتوفر الدراسة أيضًا فرصًا جديدة للبحث في طرق علاج النقرس، خاصة من خلال فهم أفضل للاستجابة المناعية لبناء حمض اليوريك في الجسم، وقد تكون الأدوية الحالية قابلة لإعادة الاستخدام لهذا الغرض.
ورغم أن الدراسة تقتصر على بيانات أغلبها من الأشخاص ذوي الأصل الأوروبي، وتضمنت بعض السجلات التي تعتمد على الإبلاغ الذاتي بدلاً من التشخيص السريري، فإنها تقدم فهمًا أعمق لهذه الحالة الصحية التي أثرت على البشر عبر العصور.
وقال ميريمان في ختام الدراسة: "نأمل أن تؤدي هذه النتائج إلى تحسين العلاجات وتوفير مزيد من الموارد الصحية لمعالجة النقرس، هذه الحالة تستحق مزيدًا من الاهتمام والتخصيص في النظام الصحي".
المصدر: sciencealert.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الجهاز المناعي النقرس علاج النقرس حمض اليوريك المزيد
إقرأ أيضاً:
دراسة حديثة تكشف خرافة العصائر الصحية
في خضم ما شهدته السنوات الأخيرة من ترويج للعصير كطريقة لتناول الفاكهة والخضروات، وتسويق الأنظمة الغذائية التي تعتمد على العصير فقط، بدعوى تحسين الصحة وإنقاص الوزن وتنظيف الجهاز الهضمي من السموم.
حذرت دراسة نشرت بمجلة "نيوترنتس" أواخر يناير/كانون الثاني الماضي من أن "خلو العصير من معظم الألياف غير القابلة للذوبان، قد يقلل من الفوائد الصحية للفواكه والخضروات الكاملة، ويؤدي أيضا إلى تحولات سلبية في بكتيريا الأمعاء والفم المرتبطة بالالتهاب، ويؤثر على التمثيل الغذائي والمناعة والصحة العقلية" وأن الاقتصار على شرب العصائر لتنظيف الجسم من السموم "قد يضر بالصحة في غضون 3 أيام".
ومع أن عصر الفواكه والخضروات يُعد طريقة شائعة ومريحة للحصول على العناصر الغذائية، لكن الخبراء يقولون إن "العصير لا يكفي أن يكون بديلا عن نظام غذائي متوازن" وخصوصا بعد أن جاءت هذه الأبحاث الجديدة لتكشف أن "العصير قد لا يستحق العصر"، على حد قول سارة غارون، اختصاصية التغذية المعتمدة والكاتبة المتخصصة في مجال الصحة والعافية لموقع "هيلث"، موضحة أنه "حتى قبل نشر هذه الدراسة، حذر العديد من الخبراء من أن سمعة العصير كوسيلة لإزالة السموم أو إنقاص الوزن تفوق فوائده الصحية الفعلية".
إعلان عواقب التضحية بالأليافوفقا لشبكة "وايومنغ نيوز" الأميركية، شملت الدراسة، التي أجراها باحثون في جامعة نورث ويسترن في إلينوي، 3 مجموعات من البالغين الأصحاء، تناولت إحداها "العصير فقط"، وتناولت الثانية "العصير مع الأطعمة الكاملة"، أما المجموعة الثالثة فتناولت "أطعمة نباتية كاملة فقط".
ووجد فريق البحث أن المجموعة الأولى، التي تناولت العصير فقط، أظهرت أكبر زيادة في بكتيريا الأمعاء المرتبطة بالالتهاب، بينما شهدت المجموعة الأخيرة التي تناولت "الأطعمة النباتية الكاملة" تغييرات ميكروبية أكثر صحة. أما المجموعة الوسطى التي تناولت "العصير بالإضافة إلى الطعام"، فقد أظهرت بعض التحولات البكتيرية، ولكنها كانت أقل حدة من المجموعة التي تناولت العصير فقط.
وقال الباحثون إن نتائجهم تشير إلى أن "العصير بدون ألياف قد يعطل الميكروبيوم أو البكتيريا المفيدة، مما يؤدي إلى عواقب صحية طويلة الأمد".
قالت الدكتورة ميليندا رينغ، الأستاذة في كلية الطب بجامعة نورث ويسترن، والمشرفة الرئيسية على الدراسة، "يعتقد معظم الناس أن العصير هو تطهير صحي لسموم الجسم، لكن تناوله بكميات كبيرة مع القليل من الألياف، يمكن أن يؤدي إلى اختلال التوازن الميكروبي الذي يسبب عواقب سلبية من قبيل الالتهاب وتضرر صحة الأمعاء".
وأوضحت أن "العصير يزيل الكثير من الألياف الموجودة في الفواكه والخضروات الكاملة، والتي تغذي البكتيريا المفيدة التي تنتج مركبات مضادة للالتهابات". وأضافت أن "المحتوى العالي من السكر في العصير يغذي البكتيريا الضارة المحبة للسكر بشكل أكبر، مما يؤثر سلبا على الأمعاء وميكروبات اللعاب".
ووجد فريق البحث أن ميكروبيوم الفم أيضا أظهر تغييرات "دراماتيكية" أثناء اتباع نظام غذائي يعتمد على العصير فقط، تمثلت في "انخفاض البكتيريا المفيدة، وزيادة المجموعة البكتيرية المرتبطة بالالتهاب". وقالت رينغ إن "هذا يُظهر بوضوح مدى سرعة تأثير العصير والأنظمة الغذائية الخالية من الألياف على الميكروبيوم ومجموعات البكتيريا المرتبطة بالصحة، وخاصة عند الأطفال، الذين غالبا ما يستهلكون العصير كبديل للفاكهة".
إعلانوأوصت من يحبون العصير، بالتأكد من "الحفاظ على الألياف سليمة، أو تناول العصائر مع الأطعمة الكاملة لموازنة التأثير على ميكروبيوم الفم والأمعاء".
النتائج الخمس للإفراط في العصير"في حين يبدو الاعتماد على العصير الأمر مفيدا من الناحية النظرية، بالنسبة للأشخاص الذين يجدون صعوبة في تناول ما يكفي من الفواكه والخضروات"، كما تقول أماندا بيفر، اختصاصية التغذية الصحية في "هيوستن ميثوديست"، لكنها توضح أن عصر الفاكهة والخضروات قد يتسبب في الآتي:
خسارة عناصر غذائية حيوية للصحة، ويجعلها تخلو تماما تقريبا من البروتين والدهون الصحية وبعض الفيتامينات مثل فيتامين بي 12.
نزع الألياف، التي تُعد مهمة "لتغذية" البكتيريا الصحية في أمعائنا، ومساعدتنا على الشعور بالشبع، ومنع ارتفاع نسبة السكر في الدم بسرعة كبيرة، ومنع الإمساك.
فبحسب إيمي موير، اختصاصية التغذية في جامعة كارولينا الشمالية، فإن "العصير يمكن أن يؤدي إلى فقدان حوالي 90% من الألياف، وفي الوقت نفسه يزيد بشكل فعال من نسبة السكر والكربوهيدرات".
آثار جانبية غير مرغوب فيها، حيث يمكن أن يؤدي المحتوى المنخفض من السعرات الحرارية في معظم العصائر إلى الإرهاق والصداع والرغبة الشديدة في تناول الطعام والدوخة.
تأثر العضلات والعظام، فنظرا لاحتواء العصير على كمية أقل من البروتين، فقد يؤدي ذلك إلى فقدان قوة العضلات والعظام.
عبء على الكلى، حيث تحذر بيفر أولئك الذين يعانون من مشاكل في الكلى من "الإفراط في العصير"، لاحتواء بعض العصائر على الكثير من أملاح الأكسالات المُسببة لحصوات الكلى.
قد يؤدي الإكثار من العصائر إلى خسارة بعض الوزن على المدى القصير، "لكن هذا لا يعني أنه طريقة صحية لإنقاص الوزن، كما أنه نقص لا يدوم"، كما تقول بيفر، موضحة أن فقدان الوزن الذي قد نراه لا يعني أن أي دهون قد فقدت، "لكنه يرجع غالبا إلى نقص الطعام في الجهاز الهضمي، وفقدان العضلات بسبب اعتماد الجسم على العصير".
إعلانوالأغرب من ذلك أن فقدان العضلات يُبطئ عملية التمثيل الغذائي، مما قد يساهم في زيادة الوزن بمجرد أن نبدأ في تناول الطعام العادي مرة أخرى "مع احتمالية المعاناة من سلبيات التمثيل الغذائي البطيء وتأثر قوة العظام".
استمتع بالفواكه والخضروات كاملةقد يكون العصير وسيلة جيدة للبقاء رطبا والحصول على بعض الفيتامينات والمعادن، لكن اختصاصية التغذية ليزا فروشتينغت تؤكد أن دمجه ضمن الكثير من الألياف والعناصر الغذائية الأخرى طوال اليوم، هو الخيار الأفضل، وتُرجع شعبية العصير "للتأثر بشكل كبير، بالمشاهير ووسائل التواصل الاجتماعي والأصدقاء والعائلة".
كما توصي بيفر "بتناول الفواكه أو الخضروات كاملة مع مصدر للبروتين مثل الزبادي اليوناني أو الحليب، بدلا من عصرها"، باعتبارها الطريقة الأفضل للحصول على الفوائد المحتملة للعصير، بالإضافة إلى الألياف الطبيعية، والشعور بالشبع لفترة أطول بعد تناول الوجبة.
وتؤكد أنه "على الرغم من أن العصائر بحد ذاتها قد تكون صحية، لكنها ليست متوازنة من الناحية الغذائية ولا ينبغي استخدامها كبدائل للوجبات"، والأفضل أن تستمتع بالفواكه والخضروات الكاملة كجزء من وجباتك ووجباتك الخفيفة.