تنطلق قمة مجموعة دول "بريكس" اليوم الثلاثاء في عاصمة جنوب أفريقيا جوهانسبيرغ، في ظل تحديات اقتصادية عالمية كبيرة، بالإضافة إلى تصدر مسألة توسيع قاعدتها إلى 20 دولة جديدة.

وتضم مجموعة بريكس، كلا من روسيا والهند والصين والبرازيل وجنوب أفريقيا، وتشكل اقتصادات الأعضاء نحو 26 بالمئة، من الاقتصاد العالمي، فيما يبلغ عدد سكان دول المجموعة 40 بالمئة من سكان العالم.



وبدأت فكرة التكتل الاقتصادي، عام 2006، بين 5 دول تعد من الأسرع في النمو الاقتصادي في العالم، وحملت اسم "بريكس" من الاختصار الإنجليزي للحروف الأولى لكل دول من الدول الأعضاء.



وأنشأت المجموعة عام 2014، بنك "أن دي بي"، من أجل توفير آلية سيولة لدعم أعضاء التكتل، في الأزمات الاقتصادية، برأس مال 50 مليار دولار.

وأعلنت جنوب أفريقيا، إن أكثر من 40 دولة، أبدت اهتمامها بالانضمام إلى المجموعة، في الوقت الذي تقدمت فيه 23 دولة بطلبات رسمية، للعضوية.

اهتمام عربي

وظهر الاهتمام العربي في الانضمام للمجموعة، عبر الطلبات التي قدمت من قبل الكويت ومصر والجزائر والسعودية والإمارات والسلطة الفلسطينية والبحرين.

وتندرج مسألة توسيع المجموعة على جدول أعمال القمة التي ستنطلق اليوم، ومن المتوقع أن يحضر الأعضاء الجدد في القمة المقبلة، التي ستعقد في روسيا عام 2024.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في تصريحات بحزيران/يونيو الماضي، إن انضمام السعودية والإمارات والجزائر ومصر، سيثري المجموعة، نظرا للإرث الحضاري العربي والإسلامي الهام لهذه الدول، في الوقت الذي أثنى فيه الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا، على فكرة انضمام السعودية، واعتبره أما هاما للغاية.

وسبق للسعودية حضور محادثات أصدقاء بريكس، حيث شارك وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، في اجتماع بكيب تاون، كما شاركت الإمارات عبر وزير خارجيتها عبد الله بن زايد في الاجتماع ذاته.

وتنبع أهمية مشاركة السعودية والإمارات في المجموعة، باعتبارهما منتجان رئيسيان للنفط، إضافة إلى مساهمة الإمارات في بنك "أن دي بي" التابع للتكتل.

توسيع النفوذ العالمي

تعد مسألة زيادة عدد الأعضاء من المسائل الهامة للمجموعة، في سبيل توسيع نفوذها عالميا، ودخول دول ذات ثقل دولي، يمكن أن يجعلها تولد نصف الإنتاج العالمي، بحلول 2040، خاصة إندونيسيا أكبر منتج لزيت النخيل في العالم، والسعودية المصدر الأكبر للنفط.

وتوفر مجموعة السبع ربع الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وفي حال توسعت بريكس، فإن هذا يعني انهيار حصة "السبع" عن الحال الذي كانت عليه قبل 15 عاما، والتي كانت تصل إلى 45 بالمئة.

وقال سفير جنوب أفريقيا لدى بريكس لانيل سوكلال، إن دخول أعضاء جدد إلى التكتل، يعني أنه سيمثل نصف سكان العالم، وهذا الأمر يشكل تحديا كبيرا للغرب، خاصة مع وجود الصين في بريكس، المنافس الكبير للولايات المتحدة اقتصاديا.

إضعاف الدولار

يشكل الحديث عن احتمالية إنشاء تكتل بريكس، عملة خاصة، تحديا للدولار، والذي من الممكن أن يقلل الطلب عليه، وبالتالي إضعافه كعملة احتياطية عالمية.

ويعد امتلاك بريكس، للنفط والقمح والمعادن واسعة الاستخدام، في الأغراض التكنولوجية، عامل قوة كبير، في مقابل ما يستمده الدولار من قوة، بسبب الاحتياطيات الكبيرة من الذهب والتي تعادل ما لدى روسيا والصين معا.

وقالت صحيفة لوموند الفرنسية، إن دول بريكس تسعى للإطاحة بهيمنة الدولار، ونقلت عن زونجيوان زوي ليو، مؤلف دراسة حول هذا الموضوع لصالح مجلس العلاقات الخارجية، وهو مركز أبحاث أمريكي مستقل، قوله إن "البعض يسعى أولا إلى تقليل استخدام الدولار في اقتصادهم لحماية أنفسهم من الاضطرابات المالية الدولية”.

فيما أشار إلى أن آخرين، يريدون تجاوز قانون الولايات المتحدة، الذي يستخدم الدولار، أداة لفرض عقوبات وغرامات على الدول الخارجية.

وتحدثت الصحيفة عن أصوات أفريقية تصاعدت، تدعو لإنشاء عملة مشتركة لدول بريكس، للتخلص من هيمنة الدولار على التعاملات التجارية بين الدول وعدم عرقلتها.



لكن الصحيفة أشارت إلى أن رغم انخفاض وزن الدولار في احتياطيات البنوك المركزية، إلا أنه في الوقت ذاته، لا يزال يستحوذ على 89 بالمئة من المعاملات في سوق الصرف الأجنبي و 48.5 من إصدار السندات الدولية.

وعلى الرغم من الجهود المدروسة لتحالف بريكس، في إيجاد عملة مشتركة بين الأعضاء، فإنه ما زال حلما بعيد المنال، إذ لا تزال الاقتصادات المتباينة من حيث القوة، ورفض دول أخرى للفكرة، تقف عائقا أمام تبني عملة مشتركة.

آمال محدودة

ولا يتوقع الغرب وفقا للعديد من التقارير، أن تكون للدعوات لإصدار عملة موحدة، قريبة التحقق، وربما أقصى ما سيحدث تبني الاتفاق على تبني عملات الأعضاء في مدفوعات التجارة.
ولا تزال حصة اليوان الصيني ضيئلة للغاية، في احتياطيات الدول العالمية، بما لا يتجاوز 2.5 بالمئة وفقا لصندوق النقد الدولي.

وتخشى اقتصادات في بريكس فرضية تأثيرات سلبية على الدولار ومن ثم على اقتصادها، فمن بين التهديدات الصاخبة لاحتمالية تدهور الدولار، وانهيار معيار الذهب، وظهور أسعار الصرف المعومة، وعجز الحساب الجاري الأمريكي، وعجز الميزانية، وأزمة مالية عالمية.

كما أنه على الرغم من الدور الكبير المنتظر لبنك التنمية الجديد، وهو المقرض الذي أنشأه "بريكس" ليصبح ثقلاً موازناً لصندوق النقد أو البنك الدولي، فإنه ما زال يواجه ضعفا في السيولة النقدية.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي اقتصاد اقتصاد دولي اقتصاد عربي اقتصاد دولي بريكس اقتصادية روسيا السعودية الصين اقتصاد السعودية الصين روسيا بريكس اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

الجنائية الدولية تطالب الدول الأعضاء بالتعاون لاعتقال نتنياهو وغالانت

#سواليف

طالبت #المحكمة_الجنائية_الدولية #الدول الأعضاء فيها بالتعاون على تنفيذ مذكرتي #اعتقال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين #نتنياهو، ووزير دفاعه السابق يوآف #غالانت.

وقال المتحدث باسم المحكمة فادي العبد الله اليوم الاثنين إن على الدول الأعضاء في نظام روما الأساسي موجب التعاون مع المحكمة وفقا للفصل التاسع من النظام” بشأن مذكرتي اعتقال نتنياهو وغالانت “أما الدول غير المنضمة إلى النظام فيمكن لها أن تختار التعاون طوعا مع المحكمة”.

وأوضح العبد الله في حديث لوكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) أنه بعد إصدار مذكرة الاعتقال تطلب المحكمة من الدول التي يوجد المشتبه بهم على أراضيها التعاون مع المحكمة، لافتا إلى أنه يمكن لقضاة المحكمة في حال وقوع خرق لموجب التعاون من دولة طرف في نظام روما أن تحيلها إلى جمعية الدول الأطراف في النظام لاتخاذ الإجراء الذي تجده الجمعية مناسبا.

مقالات ذات صلة الشتاء يهدد خيام النازحين في غزة بالغرق بمياه الصرف الصحي / شاهد 2024/11/25

وأشار المتحدث باسم المحكمة التي تتخذ من مدينة لاهاي الهولندية مقرا لها، إلى أن أوامر الاعتقال هي بداية المرحلة التمهيدية في قضية، وتعني أن “القضاة اعتبروا أن هنالك أسبابا معقولة للظن بأن المشتبه بهم مسؤولون عن الجرائم المنسوبة إليهم”.

ولفت إلى أن مرحلة المحاكمة هي مرحلة لاحقة ولا يمكن أن تجري المحاكمات غيابيا بحسب نظام المحكمة، بل لا بد من حضور الأشخاص المطلوبين لذلك.
إقرأ المزيد
لأول مرة منذ صدور مذكرة الاعتقال.. غالانت يتوجه لواشنطن ويلتقي بكبار المسؤولين
لأول مرة منذ صدور مذكرة الاعتقال.. غالانت يتوجه لواشنطن ويلتقي بكبار المسؤولين

وحول إمكانية فتح مكتب للمحكمة الجنائية الدولية في الشرق الأوسط على غرار المكتب الذي افتتحته في أوكرانيا، قال العبد الله إن موضوع فتح المكاتب مرتبط بالتطوارات العملية التي قد تستدعيه أو لا “لذا فالأمر سابق لأوانه كي نحدد ضرورة فتح مكتب في الشرق الأوسط أو لا”.

وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية قبل أيام مذكرات اعتقال في حق نتنياهو وغالانت بشأن جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب، وتعتبر مذكرات الاعتقال التي تصدر عن المحكمة مُلزمة لما يزيد على 100 دولة، وهناك عدد كبير منها يقيم علاقات مع إسرائيل.

وتشمل الجرائم المنسوبة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير الدفاع السابق “استخدام التجويع كسلاح حرب” و”القتل والاضطهاد” و”الأعمال اللاإنسانية”.

وهذا يعني أن نتنياهو وغالانت لن يتمكنا من الآن فصاعدا من زيارة الدول الـ 120 الموقعة على “معاهدة روما” التي تستند إليها المحكمة في تنفيذ قراراتها.

مقالات مشابهة

  • اليمن يشارك في برنامج دمج استراتيجية منظمة التعاون الإسلامي للشباب
  • الجنائية الدولية تدعو الدول الأعضاء للتعاون في اعتقال نتنياهو وجالانت
  • مخاوف إسرائيلية.. هل يسقط جالانت في يد «الجنائية الدولية» خلال زيارة واشنطن؟
  • بماذا طالبت الجنائية الدولية الدول الأعضاء فيها
  • الجنائية الدولية تطالب الدول الأعضاء بالتعاون لاعتقال نتنياهو وغالانت
  • الجنائية الدولية تطالب الأعضاء بالتعاون لاعتقال نتانياهو وغالانت
  • أبو الغيط: المشروع الإسرائيلي تخريب وإضعاف لتحقيق هيمنة إسرائيلية لا وجود لها
  • بوريل ينتقد الدول الممتنعة عن دعم قرار الجنائية الدولية اعتقال نتنياهو
  • نيويورك تايمز: كيف يمكن للمحكمة مقاضاة نتنياهو وغالانت؟
  • لقجع: ستجد اللاعبات والجماهير في المغرب بلدهم الثاني الذي يرحب بأشقائه الأفارقة