سودانايل:
2025-03-18@13:57:38 GMT

مجلة السُّودان في رسائل ومدونات (1918-2003)

تاريخ النشر: 15th, February 2025 GMT

أحمد إبراهيم أبوشوك

(1)
نظَّم نادي الكتاب (81) جلسة مدارسة رائعة، قدَّمها الدُّكتور صديق عمر الصَّديق عن "السُّودان في رسائل ومدوَّنات (Sudan Notes and Records): ويكيبيديا سودان ما قبل الاستقلال"، وذلك في يوم السَّبت الموافق 8 فبراير 2025، وأدار الجلسة الدُّكتور عبد الباقي أحمد، وحضرها جمع من العلماء والباحثين في مجال الدِّراسات السُّودانيَّة والمهتمِّين بمجلَّة السُّودان في رسائل ومدوَّنات.

وتناولت الجلسة جوانب متعدِّدةً من هذه المجلَّة العريقة من حيث الغاية الكامنة وراء تأسيسها، والموضوعات الَّتي تناولتها، وإدارة تحريرها. وأخيرًا، أجمع الحضور على أنَّها دوريَّة نادرة وفريدة في جنسها؛ لأنَّها تحتوي على كنز من المعلومات المتنوِّعة عن السُّودان، الَّتي يصلح معظمها لدراسة ماضي بلد الميلون ميل مربعاً، ونذر منها لاستيعاب مشكلات حاضرها واستشراف مستقبلها الذي يُعد في رحم الغيب. وتثمينًا لذلك، آثرتُ نشر هذا المبحث المستلُّ أدناه من كتابيّ: "المؤرِّخ يوسف فضل حسن: أصالة الكسب وجزالة العطاء"، الشَّارقة، معهد إفريقيا، 2023، ص 155- 162.

(2)
مجلة السُّودان في رسائل ومدونات (1918-2003)
كتب الجنرال ونجت باشا، الحاكم العام الثاني للسودان الإنجليزي-المصري (1899-1916)، تصديرًا (Foreword) للعدد الأول من مجلة "السُّودان في رسائل ومدونات"، والذي نُشر في يناير 1918. واستند ونجت في تصديره إلى رؤية مزدوجة، تقرُّ في طرفها الأول بأن "المعرفة قوة" سواء كانت في أفريقيا أو أي مكانٍ آخر، وتؤكد في طرفها الثاني بأن المجلة الناشئة "ستكون وسيلة لتسجيل المعلومات ونشرها، الأمر الذي سيفضي إلى رؤية واضحة عن البلد، وفهم أفضل لمواطنيه وتاريخهم وظروفهم الاجتماعية وتطورهم المستقبلي، كما أنها ستقدم فائدة دائمة للمسؤولين في الحكومة والمجتمع بصورة عامة"( ). يبدو أنَّ هذه الرؤية الحكومية قد أسهمت أيضًا في وضع لبنات دار الوثائق القومية عام 1916، عندما شرعت إدارة الحكم الثنائي (1898-1956م) في جمع الأوراق المالية والقضائية، وأرشفتها في مكتب صغير بمباني السكرتير الإداري (وزارة المالية بعد الاستقلال)، وبعد أن توسَّعت أعمال المكتب الأرشيفية، أُطلق عليه اسم "مكتب محفوظات السُّودان" عام 1948، ثم دار الوثائق المركزية عام 1965، وأخيرًا دار الوثائق القومية عام 1982( ). أما فكرة إنشاء مجلة "السُّودان في رسائل ومدونات" فقد طرحها ميلو تالبوت (Milo Talbot)( )، مدير قسم المساحة آنذاك، على إدغار بونهام كارتر (Edgar Bonham-Carter)، السكرتير القضائي (1899-1919)، أثناء الحرب العالمية الأولى (1914-1918)، مسوغًا اقتراحه بأن هناك معلومات كثيرة وقيمة متناثرة في الملفات الحكومة؛ لكن يتعذر الوصول إليها لعدم وجود وعاء معرفيٍ ناقلٍ، يُسهم في استثمارها ونشرها بطريقة علمية. عرض كارتر هذا الاقتراح على كروفوت (J. W. Crowfoot)، مدير مصلحة المعارف (1914-1927)، الذي أوعز للسير لي استاك (Lee Stack)، حاكم عام السُّودان (1916-1924)، بعقد اجتماعٍ لمناقشة الاقتراح. وأخيرًا تبلورت مداولات الاجتماع في التصديق بإصدار مجلة "السُّودان في رسائل ومدونات"، وتدشين عددها الأول في يناير 1918م( ). وظهر على صفحة هيئة تحرير العدد الأول اسم السير لي استاك راعيًا للمجلة، وكروفوت رئيسًا لهيئة تحريرها، وستيري (W. Sterry) نائبًا له، و ر. ويرد (R. Wrdd)، سكرتيرًا وأمينًا للخزينة، كما شملت عضوية هيئة التحرير بيم (W. Beam)، وجليمر (A. G. Galemer)، وكاربن (A. N. Carbyn)، وكارول (F. F. Caroll)، وكنغ (H. H. King) وغراهام (G. Graham)، وهيللسون (S. Hillelson)، وماكمايكل (H. A. MacMichael)، وبيرسون (H. D. Pearson)، وويلس (C. A. Willis) ( ). وواضح من هذه الهيئة التحريرية أنَّ المجلة كانت ذات طابع حكومي، وتُشبه في أهدافها ونشأتها وتصميمها مجلات أخرى، أُسست في بعض المستعمرات البريطانية، ونذكر منها على سبيل "مجلة فرع المضائق للجمعية الملكية الآسيوية" (The Journal of the Straits Branch of the Royal Asiatic Society)، التي أُسست في سنغافورة عام 1878( ).
ركزت الأعداد الأولى لمجلة "السُّودان في رسائل ومدونات" على القضايا الأنثروبولوجية-الاجتماعية والإثنوغرافية، وبعض الموضوعات الثقافية والدينية والتاريخية والجغرافية واللغوية والطبية. وظلت المجلة محافظةً على رسالة تأسيسها، ووحيدة في ميدانها إلى أن ظهر العدد الأول لمجلة كوش المتخصصة في أبحاث الآثار السُّودانية (KUSH: Journal of the Sudan Antiquities Service) عام 1953. وكانت المجلة تُصدر أربعة أعداد سنويًّا في سنواتها الأولى (1918-1922)؛ ثم أصبحت نصف سنوية في الفترة (1923- 1955)، وذلك باستثناء سنوات الحرب العالمية الثانية وما بعدها (1941-1947)، إذ صدرت مرة واحدة في كل سنة. وبعد استقلال السُّودان أصبحت تصدر في شكل عدد منفردٍ أو عددين مدمجين سنويًّا وبانتظام حتى عام 1979م. وتقلصت إصدارتها إلى ثلاثة أعداد في عقد الثمانينيات (1980، 1981، 1983)؛ ثم صدرت في نسخة جديدة في عقد التسعينيات، وتحمل رقمًا مسلسلًا جديدًا (المجلد الأول)؛ بهدف تجاوز مشكلة عدم صدورها غير المنتظم في الثمانينيات. وبالفعل صدر العدد الأول في العام 1997، والثاني في العام 1998، والعدد الثالث في العام 1999م تحت إشراف الدكتور إسماعيل حسين عبد الله، المقيم في الولايات المتحدة الأميركية، بصفته محررًا ضيفًا. وبعد ذلك صدر العدد الرابع في العام 2000، والعدد الخامس في العام 2001، ثم توقفت المجلة عن الصدور. ويصف البروفيسور أحمد عبد الرحيم نصر تكليف الدكتور إسماعيل بالإشراف على العدد الثالث بأنها محاولة تحريرية فريدة في تاريخ المجلة؛ لأنها أراحت يُوسُف، رئيس التحرير (1974-2001)، من "عبء كبير كان يقوم به طيلة السنوات الماضية"، كما أنها "أتاحت للضيف فرصةً اكتسب فيها مهارةً جديدة رغم إشارته إلى أنه لم يكن له يد في اختيار المقالات"، علمًا بأن العرف الأكاديمي المتبع في مثل هذه الحالات، يقضي بأن "يختار المحرر الضيف موضوعًا (theme)، ويستكتب من يراهم من المتخصصين ذوي الكفاءة والخبرة"( ). ولكن بعد هذه التجربة اليتيمة لم يصدر عدد رابع لمجلة السُّودان في رسائل ومدونات، بل احتجبت المجلة عن الصدور، محدثةً بذلك "خسارة كبيرة"؛ لأنها كان تقوم بدور مشهودٍ "في الحياة الثقافية في السُّودان"، وقدمت معلومات وافية، لما أسماه ساندرسون بعلم السُّودان (Sudanology)، فضلًا عن أن بعض مقالاتها في التاريخ والعلوم الاجتماعية تُعَدُّ "حجة"، وكذلك توثيقها لأجناسٍ فولكلورية "اندثرت أو كادت" أن تندثر، يجعلها مرجعًا مهمًّا "لا يمكن الاستغناء عنه"( ).
ونصل بهذا العرض الموجز لرسالة المجلة وموضوعاتها إلى نتيجة مفادها أن الهدف الرئيس من هذا المبحث ليس تقديم عرض شامل لمحتويات مجلة "السُّودان في رسائل ومدونات"، وتحليل سياستها التحريرية والموضوعات التي نُشرت فيها؛ لأن هناك أربع دراسات طرقت هذا الباب بكثافة وقدمت تحليلات مفيدة، أولها دراسة ج. ن. ساندرسون( )، وثانيها دراسة بشرى حمد( )، وثالثها دراسة يُوسُف عيسى عبد الله( )، ورابعها دراسة أحمد عبد الرحيم نصر( ). لكن المبحث يهدف إلى إلقاء إضاءات كاشفة على إسهامات يُوسُف، الذي شغل منصب رئيس تحرير المجلة منذ عام 1974، وطبيعة النهج الذي تبناه في تطوير سياستها التحريرية، واختيار موضوعاتها للنشر، ونوع الجهد الذي بذله في سبيل استمراريتها قبل أن توصد أبوابها في الألفية الثالثة. سجل يُوسُف اسمه تحت الرقم (17) في قائمة الذين تولوا رئاسة تحرير المجلة، بدءًا بكروفوت، مدير مصلحة المعارف، (1918-1927) وانتهاءً بالإداري السُّوداني الطيب عبد الله (1969-1974). وكانت رئاسة تحرير المجلة قبل عام 1974 تُوكل إلى السكرتير الإداري، بدءًا بالسير هارولد ماكمايكل (1927-1934)، وانتهاء بالسير غوين بل (G. W. Bell)، الذي شغل منصب الوكيل الدائم لوزارة الداخلية (1954-1955)، بعد إلغاء منصب السكرتير الإداري وتحويل مهامه الوظيفية إلى وزارة الداخلية الناشئة آنذاك. وبعد إعلان استقلال السُّودان في يناير 1956 شغل منصب رئيس هيئة تحرير المجلة نخبة من الإداريين السُّودانيين في وزارة الداخلية، وهم حسب الترتيب الآتي: محمد محمود الشايقي (1955-1959)، ومكاوي سليمان أكرت (1959-1962)، ومحمد عباس فضل (1962-1964)، وأمير الصاوي (1964-1965)، وحسين محمد أحمد شرفي (1965-1967)، والتجاني سعد (1967-1969)، والطيب عبد الله (1969-1974).
انضم الدكتور يُوسُف إلى هيئة تحرير مجلة "السُّودان في رسائل ومدونات" بعد عام من ثورة أكتوبر 1964، ووقتها كان حسين محمد أحمد شرفي رئيسًا لهيئة التحرير، وإيان كُنيسون (Ian Cunnison) محررًا، وميرغني عبد النور سكرتيرًا، وشملت عضوية هيئة التحرير: مكي الطيب شبيكة، وإبراهيم نور، ومحمد عمر بشير، وج. ن. ساندرسون. ولم يكن يُوسُف أول سوداني ينضم إلى هيئة تحرير المجلة آنذاك، بل سبقه مكي شبيكة (1946)، وعوض ساتي (1948)، ومكي المنا (1951)، وسعد الدين فوزي (1952)، وعبد القادر إبراهيم تلودي (1954)، وأمين عبد الله الكارب (1954)، وحمزة ميرغني (1956)، وأبو بكر بشير (1962)، ومحمد عمر بشير (1962)، وإبراهيم نور (1962)، وميرغني عبد النور (1964).
يعكس هذا العرض من زاوية أخرى كيف انتقلت مجلة "السُّودان في رسائل ومدونات" بخطوات منظمة من كونها مجلة حكومية-"استعمارية" إلى مجلة أكاديمية، ومعظم أعضاء هيئة تحريرها من الأكاديميين. في ضوء هذه التطورات، انتقل يُوسُف من مقعد محرر المجلة الأول (Editor)، الذي شغله منذ عام 1967، إلى مقعد رئيس تحريرها (Chairman) عام 1974، وخلال هذه الفترة استطاع أن يحقق العديد من المنجزات المهمة، التي نلخصها في النقاط الآتية.
أولًا: إنَّه قد تمكَّن من الجمع بين رئاسة تحرير المجلة وإدارة تحريرها، ملغيًا بذلك ازدواجية العمل التحريري، وممهدًا الطريق لانتقال المجلة من حاضنتها الإدارية (وزارة الداخلية) إلى وضعها تحت إدارة أكاديمية مستقلة. وفي سبيل إنجاز هذه الخطوة الإدارية اختار معظم أعضاء هيئة تحرير المجلة من الأكاديميين المنتسبين لجامعة الخرطوم أو المؤسسات البحثية الأخرى (مثل دار الوثائق المركزية). وبدأت هذه الخطوة منذ أن كان يُوسُف محررًا رئيسًا للمجلة عام 1967، إذ شملت عضوية هيئة تحريرها: إيان كنيسون (شعبة الأنثروبولوجيا الاجتماعية)، وف. رفش (شعبة الأنثروبولوجيا الاجتماعية) ومكي الطيب شبيكة (شعبة التاريخ)، وج. ن. ساندرسون (شعبة التاريخ)، ومحمد عمر بشير (جامعة الخرطوم)، وإبراهيم نور (معهد المعلمين العالي)، وعبد الله عمر عبد الرحمن سكرتير المجلة (وزارة الداخلية).
ثانيًا: من حيث الشكل، حافظ يُوسُف على تبويب المجلة في أربعة أبواب رئيسة، شملت: (1) المقالات، و(2) الرسائل القصيرة، و(3) مراجعات الكتب، و(4) التقرير السنوي للجمعية الفلسفية.
ثالثًا: من الناحية الموضوعية، أضحى معظم المقالات التي تُنشر في المجلة ذات طابع أكاديمي؛ لأن معظم مؤلفيها أعضاء هيئة تدريس في جامعة الخرطوم، وجامعات عالمية وإقليمية أخرى. ونذكر على سبيل المثال، أن عدد أعضاء هيئة التدريس الذين ينتسبون إلى جامعة الخرطوم وساهموا في محتويات المجلد 56 لسنة 1975 قد بلغ 53%، ومن الجامعات الأخرى 23%، ومن المصالح الحكومية في السُّودان وخارجها 24%( ). وتأكيدًا لهذه النقلة النوعية كتب يُوسُف في احتفال المجلة بعيدها الفضي (1968)، قائلًا: "ولكن في السنوات الأخيرة، تكاثر العلماء المحترفون من السُّودانيين بشكل خاص، وانعكس ذلك في المقالات الأخيرة"( ).
رابعًا: إلى جانب الاهتمام بالمقالات الأكاديمية، حافظت هيئة تحرير المجلة على الطرف الثاني من رسالتها التأسيسية، الذي يقضي بضرورة حث الباحثين الهواة على جمع الروايات أو الممارسات التراثية وتوثيقها ونشرها لتكون متاحة للبحث العلمي المتعمق. وفي هذا السياق يقول يُوسُف: "لا يزال هناك مجال واسع لمساهمات موظفي الحكومة المحلية والهواة المهتمين والقادرين على إلقاء الضوء على أسماء الأماكن، والموروثات الشعبية، واللغات غير العربية، واللهجات القبلية العربية، والعادات الاجتماعية أو المتغيرات العرفية"( ). وبموجب ذلك أضحى الباب الخاص بالرسائل القصيرة مفتوحًا لاستقبال مثل هذه المشاركات ونشرها، دون التزام حرفي بمعايير النشر الأكاديمية.
خامسًا: حافظ رئيس تحرير المجلة على نشر وقائع اجتماعات وحوارات الجمعية الفلسفية التي أُسست عام 1945م، وكذلك بعض الأوراق التي كانت تُقدم في اجتماعاتها ومؤتمراتها بعد تحكيمها وتحريرها. وقد بدأ هذا التقليد منذ عام 1950، عندما عُدل اسم المجلة إلى مجلة "السُّودان في رسائل ومدونات المدمجة فيها وقائع الجمعية الفلسفية بالسُّودان".
سادسًا: استطاع رئيس هيئة التحرير وأعضاؤها أن يواصلوا مسيرة المجلة بصورة منتظمة كمًّا ونوعًا، لفترة امتدت لما يربو على عقد من الزمان (1967-1979)، وكانت عضوية هيئة تحريرها متجددة بصفة شبه دورية لتراكم الخبرات وضمان استمرارية العطاء( )، ولكن رئاسة تحريرها ظلت دائمة في يد يُوسُف (1974-2003)، الذي عزا ذلك إلى عدم تبعية المجلة إلى أي جهة حكومية أو أكاديمية، وأن دعمها المالي واستمراريتها كانا مرتبطين إلى حد كبير بجهده الشخصي واتصالاته الأكاديمية والفردية مع الجهات الممولة.

(3)
أعضاء هيئة التحرير في عهد رئاسة يُوسُف فضل حسن للمجلة (1974-2003)، وفترات عضويتهم، وبعضهم بدأت عضويته في المجلس قبل تولي يُوسُف رئاسة تحريرها: ج. ن. ساندرسون (1954-1965) ومحمد عمر بشير (1962-1983)، وإيان كنيسون (1962-1999)، ومكي شبيكة (1943-1946، 1969)، ومحمد إبراهيم أبو سليم (1971-1999) والسماني عبد الله يعقوب (1971-1975)، وعبد القادر أبو القاسم (1971-1974)، وأرب يورك أييك (1971)، وطه حسن النور (1972-1974)، والفاتح محجوب (1974-1975)، وأمير الصاوي (1974-1975)، وعبد القادر حسن خطَّاب (1974-1980)، وسيد البشرى (1975-1976)، وتوحيدة عثمان حضرة (1976-2001)، وقلوباوي محمد صالح (1976-1980)، والحاج بلال عمر (1976)، وعلي عبد القادر (1977-1999) وموم نهيال أرو (1980-1981)، وسيد حامد حريز (1981-1999)، وعمر حسن جحا (1981-1983)، وحسن مكي (1997-2001)، وأكولدا مانتير (1997-2001)، وحسن محمد صالح (1997-1999)، ومحمد جلال هاشم (1997-2001)، ويُوسُف أبو جديري (1997-2001)، وبدر الدين عمر البيتي (1997-2001).

ahmedabushouk62@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: هیئة تحریر المجلة وزارة الداخلیة هیئة التحریر دار الوثائق رئاسة تحریر أعضاء هیئة عبد القادر عضویة هیئة فی العام عبد الله رئیس ا محرر ا

إقرأ أيضاً:

مجلة إسرائيلية: دياب قاد معركة إنقاذ الشيخ جراح والآن يواجه الطرد

بعد أكثر من عقد من المعارك القانونية، قضت محكمة إسرائيلية بأن المستوطنين يمكنهم الاستيلاء على منزل صلاح دياب مدى الحياة، لكنه يرفض التخلي عن منزله.

ونشرت مجلة 972 الإسرائيلية تقريرا عن قرار محكمة إسرائيلية بطرد 22 فردا من عائلة دياب من عقاراتهم بحي الشيخ جراح في القدس، ورفض القاضي استئنافهم ضد حكم صادر عن محكمة الصلح في 2022.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2نيويورك تايمز: "حملة مدمرة" تطال التعليم الجامعي في أميركاlist 2 of 2ليبراسيون: استخدام فرنسا الأسلحة الكيميائية بالجزائر قررته أعلى مستويات الدولةend of list

وتحدث التقرير عن صلاح دياب (53 عاما) أحد أفراد العائلة، الذي ظل يقود احتجاجات الحي، ويعرفه كل من شارك في المظاهرات هناك، حتى أصبح شخصية بارزة في النضال ضد جهود الجماعات الاستيطانية الإسرائيلية والحكومة لتهويد المنطقة.

بدون مأوى

وبعد شهرين تقريبا من الآن، يقول التقرير إن صلاح دياب قد يصبح بدون مأوى، ونقل عنه قوله "لا نريد أبراجا فاخرة، ولا نريد الملايين، نريد فقط البقاء في منزلنا ونعيش حياتنا، يريدون طرد الحي بأكمله وتدميره وبناء منازل للمستوطنين".

وحتى الآن، وخلال سنوات من الإجراءات القانونية الشاقة، تمكنت الأسرة من وقف إخلائها، حتى عندما نجح المستوطنون في طرد عائلتين من الحي في عامي 2017 و2022 على التوالي.

وكانت الاحتجاجات قد بلغت ذروتها في مايو/أيار 2021 كجزء من الانتفاضة الفلسطينية الجماهيرية المعروفة باسم "انتفاضة الوحدة"، عندما قضت محكمة إسرائيلية بطرد 13 عائلة من بيوتها لصالح المستوطنين.

إعلان

ودياب ليس غريبا عن نظام العدالة الإسرائيلي. لقد نسي عدد المرات التي اعتُقل فيها على مر السنين خلال الاحتجاجات، لكنه يقدر أنها تتراوح بين 25 و30 مرة. في عام 2015، قضى 5 أشهر في السجن بتهم ملفقة بالاعتداء، وفي احتجاج قبل 3 سنوات، كسر ضباط الشرطة ساقه، قال "مع كل ما مررت به، أشعر أنني عشت ألف عمر".

تمييز قانوني

وفي السنوات الأخيرة، سعت مجموعات المستوطنين مثل "نهالات شمعون" إلى استخدام حقيقة أن الأرض كانت مملوكة سابقا من قبل الصناديق اليهودية، كذريعة لما يصفونها باستعادة الممتلكات هناك.

وتذكر المجلة أن المنازل في هذا الجزء من الشيخ جراح بُنيت جميعها خلال فترة الحكم الأردني، بين عام 1948 واحتلال إسرائيل القدس الشرقية في 1967، والقانون الإسرائيلي بذلك يقف إلى جانب السكان الفلسطينيين.

وأوضح دياب "ولدت أمي وأبي في يافا، بحي العجمي، وكان لجدتي مقهى بجانب البحر. يدّعي المستوطنون والسياسيون الإسرائيليون أن هذه الأرض ملكهم، وأنهم اشتروها في القرن الـ19! حسنا، بنفس المنطق، يجب أن يعيدوا لنا منازلنا في يافا وحيفا والقدس الغربية. يمكن لليهودي أن يطلب ممتلكاته في أي مكان، لكننا لا نستطيع ذلك.. هذا تمييز".

وبعد الحكم الأخير، يخطط دياب لتقديم استئناف آخر، هذه المرة أمام المحكمة العليا. وسيتعين عليهم دفع ما يعادل حوالي 5500 دولار من النفقات القانونية لنهالات شمعون في المحكمة، بالإضافة إلى حوالي 22000 دولار أمروا بدفعها لمجموعة المستوطنين من قِبل محكمة الصلح.

المظاهرات والاحتجاج

تتابع المجلة أن دياب ظل متمسكا بأسلوب المظاهرات والاحتجاج اعتقادا منه بأنه يمكن أن يوقف المزيد من عمليات الطرد، ويشير بفخر إلى تباطؤ عمليات الإخلاء في الحي منذ بدء الاحتجاجات في عام 2009.

"لا يهمني عدد الأشخاص الذين يأتون إلى الاحتجاج -يقول دياب- أنا أهتم باستمرار الاحتجاجات"، ويوضح "لقد كانت ناجحة للغاية لنحو 16 سنة على التوالي. عندما كنت في السجن، استمروا بدوني. لا أريد أن أكون رمزا، أنا مجرد شخص بسيط، أريد أن أعيش في منزلي مثل أي شخص آخر".

إعلان

وسُلط الضوء على المظاهرات في الشيخ جراح في وسائل الإعلام العالمية خلال مايو/أيار 2021 عندما كان الشباب الفلسطيني يتجمعون كل مساء للاحتجاج على أوامر الإخلاء الجديدة، مما أدى إلى قمع الشرطة الوحشي وإثارة غضب السياسيين اليمينيين المتطرفين.

وقام إيتمار بن غفير، الذي كان حتى وقت قريب وزيرا للأمن القومي الإسرائيلي قبل استقالته بسبب اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، مرارا وتكرارا بإنشاء مكتب برلماني مزيف في الفناء الأمامي لمنزل كان من المقرر إخلاء سكانه الفلسطينيين.

طوفان الأقصى

لكن بعد هجوم طوفان الأقصى، توقفت المظاهرات الأسبوعية. قال دياب "أغلقت السلطات الإسرائيلية كل شيء، أخشى على شعبنا أن يأتي مستوطن ويطلق النار على الجميع. اليوم، كل من يتحدث عن السلام أو العدالة أو الحقيقة يعتبر خائنا، حقيقة توقف الاحتجاجات يساعد السلطات والمستوطنين على تجاوز العديد من الأشياء تحت الرادار".

وأوضح دياب أنه في ظل الهجوم الإسرائيلي على غزة، أصبحت حياة الفلسطينيين في القدس صعبة للغاية. "لا يُسمح لنا بالتحدث، ولا يسمح لنا بالاحتجاج على اللصوص والكذابين والعنصريين. اليوم، لا يوجد قانون في هذا البلد، كما حدث في أيام النكبة عام 1948، فالمستوطنون يأخذون السلطة بأيديهم، والشرطة والحكومة تغض الطرف".

لكن دياب لا يزال يأمل في إحياء الصراع. قال "أفكر في الأمر كثيرا، أنا أبحث عن الوقت المناسب، لكن أولا وقبل كل شيء، إن شاء الله، يجب أن يكون هناك وقف كامل لإطلاق النار في غزة. لا أحد يستفيد من الحروب باستثناء صناعة الأسلحة. كل قطرة دم هي مضيعة".

إلى مزبلة التاريخ

في عام 2018، خلال فترة ولاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأولى، كان يخشى دياب أنه بدعم من ترامب، ستحصل الحكومة اليمينية الإسرائيلية، جنبا إلى جنب مع المحكمة العليا والمستوطنين، على الضوء الأخضر للاستيلاء على العقارات في حي الشيخ جراح مرة أخرى، ومع عودة ترامب إلى البيت الأبيض، يعتقد دياب أن الخطر قد عاد.

إعلان

وبعد أن اعترف ترامب رسميا بالقدس عاصمة لإسرائيل، يتذكر دياب "ذهبت إلى احتجاج، ورفعت العلم الفلسطيني، وهاجموني، قائلين إنه ممنوع. شعرت أن الأميركيين كانوا شركاء في الاحتلال الإسرائيلي. الآن، هذا مؤكد بنسبة مليون بالمائة. انظروا إلى ما يحدث في جنين، وطولكرم، والخليل، يتحدثون عن السلام، وفي الوقت نفسه يقومون بقتلنا".

يعلم دياب أن أقصى ما يمكن أن يأمل فيه من استئناف الأسرة أمام المحكمة العليا هو أمر قضائي مؤقت بتجميد الإخلاء، لكنه لا يزال متفائلا. وقال "في النهاية، سنبقى هنا، وسيذهب الاحتلال إلى مزبلة التاريخ".

مقالات مشابهة

  • مجلة تايم الأمريكية: قصبة تامادوت ضمن أفضل 50 وجهة سياحية في العالم
  • مجلة أمريكية: قضية محمود خليل تؤكد على معركة ترامب الخاسرة ضد حرية التعبير
  • التاريخ العُنصري للدولة السُودانية ، وسيادة عقلية البطش علي أساس عُنصري «الجيش ومليشياته والجنجويد ومليشيا الدعم السريع نموذجاً»  .. «١»
  • مجلة تايم تكشف عن أفضل الوجهات في العالم لعام 2025
  • تناول استطلاعات عن عدد من المناطق اليمنية: صدور العدد الجديد من مجلة »اليمنية« السياحية الثقافية
  • مجلة إسرائيلية: دياب قاد معركة إنقاذ الشيخ جراح والآن يواجه الطرد
  • إعلام عبري: التصعيد العسكري بين أمريكا والحوثيين سيمتد لفترة طويلة
  • مجلة "القافلة" تناقش مستقبل الإنترنت وتستطلع عوالم الربيع
  • اَلْبُرُوفِيسُور حَسَنْ أَحْمَدْ إِبْرَاهِيمْ .. رَحِيلِ أُسْتَاذٍ فَذٍّ وَإِنْسَانٍ رَائِعٍ
  • اعتقال ليبي متهم بجريمة قتل ارتكبت في هولندا عام 2003 بعد مطاردة دولية