صمود والمستقبل السياسي- قراءة في طرح مستور أحمد في طرحه الأخير
تاريخ النشر: 15th, February 2025 GMT
في طرحه الأخير بمنصة النادي السياسي ، قدّم القيادي بحزب المؤتمر السوداني، مستور أحمد، رؤية دافئة – أو "أُطروخة دافية" كما وصفها البعض – حول فك الارتباط السياسي لبعض القوى المدنية، لكنه لم يتناول بوضوح الآليات الجديدة التي ستنتهجها حركة صمود في المرحلة المقبلة. ورغم أن هذه الحركة تحظى بدعم شعبي واسع، إلا أن استمراريتها وقدرتها على تحقيق أهدافها ستعتمد على مدى تطوير أدواتها السياسية والتنظيمية لمواكبة التحديات الراهنة.
الضرورة الملحّة: بناء القاعدة الجماهيرية
يظل بناء قاعدة جماهيرية متينة من أهم متطلبات النجاح لأي كيان سياسي ناشئ، خاصة في ظل تعقيدات المشهد السوداني. ويمكن تحقيق ذلك من خلال:
تطوير خطاب سياسي واضح يعكس تطلعات المواطنين ويعزز من ثقتهم في قدرة الحركة على التغيير.
توسيع التحالفات مع النقابات، الناشطين، والمجتمع المدني، مما يزيد من الزخم السياسي والميداني للحركة.
تعزيز الحضور الإعلامي لإيصال الرؤية والأهداف للجمهور العريض، مع التركيز على المنصات الرقمية والإعلام البديل.
الحاجة إلى هيكلة تنظيمية مرنة
لكي تتجنب صمود مصير بعض الأجسام المدنية السابقة، فإنها بحاجة إلى هيكلة تنظيمية قائمة على:
وضع آليات ديمقراطية داخلية تضمن الشفافية والمحاسبة، مما يزيد من تماسك الحركة داخليًا.
تفادي الصراعات والانقسامات الداخلية عبر تطوير رؤية موحدة لمواجهة التحديات المشتركة.
الاستفادة من الخبرات السياسية والتكنوقراطية لإثراء العمل التنظيمي وتعزيز الحوكمة الداخلية.
الضغط السياسي والدبلوماسي كأداة للتأثير
إيقاف الحرب وتحقيق التحول الديمقراطي لن يكون ممكنًا دون استخدام أدوات ضغط فعالة، مثل:
تشكيل فرق تفاوض قوية قادرة على فرض رؤية صمود للحل السلمي.
التواصل مع المجتمع الدولي لتأمين الدعم السياسي والإنساني لجهود وقف الحرب.
استثمار العصيان المدني والاحتجاجات السلمية كوسيلة للضغط على القوى المتحاربة ودفعها نحو طاولة الحوار.
دروس الماضي: تجنّب أخطاء "تقدّم"
رغم الزخم الذي حظي به "تقدّم"، إلا أن بعض الأخطاء ساهمت في تراجعه، ومنها:
ضعف التواصل الجماهيري، مما أفقده القدرة على استقطاب شرائح واسعة من المجتمع.
عدم التوازن بين المطالب الثورية والواقعية السياسية، مما حدّ من قدرته على بناء تحالفات مؤثرة.
الإقصاء السياسي لبعض الأطراف، وهو ما أدى إلى انقسامات داخلية أضعفت قوته التفاوضية.
الخلاصة
إن استدامة صمود كقوة مدنية مؤثرة تتطلب الانتقال من الطرح النظري إلى العمل الميداني الفعّال، مع التركيز على تطوير أدواتها التنظيمية والسياسية، وتوسيع دائرة التأثير داخليًا وخارجيًا. ففي ظل الأوضاع الحالية، لا يكفي مجرد طرح رؤية دافئة، بل المطلوب هو اتخاذ خطوات عملية تسهم في تغيير موازين القوى لصالح السلام والديمقراطية.[/B]
zuhair.osman@aol.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
مخرج فيلم أبو جودي: العمل يتناول صمود الطفولة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
عقب عرض عالمي أول ناجح بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، يفوز فيلم أبو چودي للمخرج عادل أحمد يحيى بجائزة أفضل مخرج بالدورة التاسعة من مهرجان زاوية للأفلام القصيرة بقيمة 25 ألف جنيه مصري، حيث نافس ضمن 26 فيلمًا قصيرًا بلجنة تحكيم تضم كل من الناقد السينمائي عصام زكريا، المخرجة والكاتبة هبة يسري، والمخرج بسام مرتضى.
من تأليف وإخراج عادل أحمد يحيى تتمحور أحداث الفيلم حول چودي، ذات العشرة أعوام، التي تقضي يومًا مع والدها وهو يزاول عمله، وينتهي بهما في موقف غير متوقع يشكل تحديًا كبيرًا في علاقتهما سويًا.
في حديثه عن الفكرة وراء الفيلم قال عادل "هذا الفيلم يدور حول علاقة الأب بابنته، ولكن أكثر من ذلك، إنه يدور حول وطأة الظروف وصمود الطفولة. هل استطاعت الطفلة في فيلم "أبو جودي" التمسك ببراءتها، أم أن والدها وضع عليها عبئًا ثقيلًا لدرجة أنها اختارت إنقاذه بأن تصبح جزءًا من عالمه؟
هذا التوتر - بين الحماية والبقاء، والبراءة والوعي - هو ما أردتُ أن أعيشه. في فيلم "أبو جودي"، لا أسعى لتقديم إجابات، بل أطرح أسئلة حول التعقيدات العاطفية والأخلاقية غير المرئية في العلاقات، خاصةً لدى من يعيشون على هامش المجتمع. أحيانًا، يبقى الطفل طفلًا. وأحيانًا أخرى، يكبر في وقت مبكر للغاية".
الفيلم من وبطولة عماد غنيم وجنى فاروق ونسمة باهي.
وإنتاج معتز عبد الوهاب لشركة حواديت فيلمز، وباهو بخش وصفي الدين محمود ريد ستار، وأحمد مجدي.
ويضم طاقم العمل خلف الكاميرا كل من المصور السينمائي مصطفى هشام، والمونتير محمد ممدوح، ومهندس الصوت مصطفى شعبان، وتلوين ماجيك. تتولى MAD Distribution مهام توزيع ومبيعات الفيلم في العالم العربي، بينما تتولى MAD World مبيعات الفيلم في باقي أنحاء العالم.