15 فبراير، 2025

بغداد/المسلة: سعت الحكومة إلى تحقيق توازن في سياستها الخارجية، إلا أن التحديات الداخلية والخارجية قيدت خياراتها وأثرت على توجهاتها.

و تباينت مواقف القوى السياسية في البلاد بشأن العلاقات الإقليمية، حيث شكل اللوبي المتحالف مع إيران عائقًا أمام أي تقارب كبير مع دول الجوار الأخرى، مكتفيًا بالحفاظ على علاقات تقليدية لا تؤثر على النفوذ الإيراني في الساحة السياسية.

ودعت بعض القوى الشيعية إلى الإبقاء على التواصل مع دول الإقليم ضمن نطاق محدود، يقتصر على القضايا الأمنية والاقتصادية دون التطرق إلى الأبعاد السياسية، وخاصة في العلاقة مع سوريا التي ظلت ملفًا حساسًا لا يحظى بإجماع داخلي.

ورأت هذه القوى أن التوسع في العلاقات قد يفتح الباب أمام تدخلات قد لا تصب في مصلحة بغداد، خصوصًا في ظل التنافس بين القوى الإقليمية والدولية.

وتمسكت معظم الأحزاب الشيعية بعلاقة متميزة مع إيران، معتبرة إياها شريكًا استراتيجيًا لا يمكن الاستغناء عنه، لكنها لم تبدِ حماسة لتوسيع العلاقات مع الدول الأخرى بنفس المستوى.

وأدى هذا التوجه إلى خلق حالة من الاصطفاف داخل المشهد السياسي، حيث بدت القوى القريبة من طهران أكثر تحفظًا إزاء أي انفتاح واسع، بينما سعت بعض الجهات إلى تنويع التحالفات الخارجية لتجنب الانعزال عن المحيط العربي والدولي.

و واجهت الحكومة صعوبات متزايدة في تنفيذ سياسة توازن خارجي فعلي، بسبب الضغوط التي فرضها كل من النفوذ الإيراني ورغبة بعض القوى في تحقيق مكاسب سياسية داخلية من خلال الاصطفافات الخارجية.

ولم تكن الخلافات بين القوى السياسية مجرد تباين في الرؤى، بل تحولت إلى معارك حقيقية انعكست على المشهد الداخلي، وأدت إلى تصعيد في التوترات، خصوصًا مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية.

واستغلت القوى المتنافسة الملفات الخارجية كأدوات في الصراع السياسي الداخلي، حيث تحولت العلاقات مع سوريا والدول الأخرى إلى ورقة انتخابية يستخدمها كل طرف لصالحه.

وحاولت بعض الأحزاب توظيف هذه العلاقات لكسب المزيد من التأييد الشعبي، في حين رأت أطراف أخرى أن إبقاء العراق في موقف متوازن يخدم استقرار البلاد أكثر من التورط في محاور قد تجرّه إلى أزمات إضافية. ومع استمرار هذه التجاذبات،

و بدا أن السياسة الخارجية ستظل مرتبطة بشكل وثيق بالمعادلات الداخلية، ما يعني أن أي تحرك خارجي سيخضع لحسابات دقيقة مرتبطة بالمصالح الانتخابية والتوازنات السياسية المعقدة.

وانعكست التعقيدات الداخلية على السياسة الخارجية للعراق بشكل مباشر، حيث لم تكن مواقف الحكومة مستقلة تمامًا عن التأثيرات الحزبية والتوازنات الطائفية.

و  أظهرت التجربة أن القوى السياسية تتعامل مع ملفات العلاقات الخارجية كأدوات لتحقيق مكاسب داخلية أكثر من كونها خيارات استراتيجية تستهدف المصلحة الوطنية العليا.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

نبض الأنبار يتسارع: تحالفات جديدة تتحدى هيمنة القديم

1 مايو، 2025

بغداد/المسلة: تستعد محافظة الأنبار، غربي العراق، لانتخابات محلية تُعد الأكثر تنافسية في تاريخها، حيث تتنافس 13 كياناً سياسياً و8 قوائم رئيسية، إلى جانب قوى ناشئة ومرشحين مستقلين يسعون لإعادة تشكيل المشهد السياسي.

وتأتي هذه الانتخابات، المقرر إجراؤها في 2025، كمؤشر حاسم لتوازن القوى قبل الانتخابات البرلمانية المرتقبة، وسط توقعات بمشاركة واسعة من الناخبين البالغ عددهم نحو 1.2 مليون في المحافظة.

وبرزت قوائم تقليدية مثل تحالف “تقدم” بزعامة محمد الحلبوسي، الذي يسعى لتعزيز نفوذه عبر تحالفات مع أربعة أحزاب محلية، فيما يواجه منافسة شرسة من تحالفات “عزم” و”حسم” و”السيادة”.

وشهدت الأنبار تشكيل تحالف “الأنبار الموحد”، الذي يضم قيادات سنية بارزة ويراهن على الحضور الجماهيري لكسب أصوات الناخبين المحبطين من الأداء الحكومي السابق.

وأعلن تحالف “السيادة”، عن خطط لتعزيز فرصه عبر حشد مرشحيه.

وأضافت القوى الناشئة زخماً للمنافسة، حيث ظهرت قائمة جديدة تجمع أحزاباً متنوعة، بينها “الفرحة الوطني”، التي تستهدف الشباب والمستقلين.

وشارك 70 مرشحاً مستقلاً في الانتخابات، وفقاً لمفوضية الانتخابات، في محاولة لكسر هيمنة الأحزاب التقليدية. وأكدت المفوضية تسجيل 38 تحالفاً سياسياً على مستوى العراق، مع توقعات بتصدع بعض التحالفات في الأنبار بسبب الخلافات الداخلية.

و تشهد الأنبار “انقسامات داخل المكون السني”، حيث التحالفات الجديدة تعيد خلط الأوراق.

وتعهدت المفوضية العليا للانتخابات بضمان نزاهة العملية عبر نشر 87 مراقباً دولياً وأكثر من 33 ألف مراقب محلي.

وتظل الأنبار، التي شهدت استقراراً نسبياً بعد هزيمة تنظيم داعش، على موعد مع انتخابات تحدد مسارها السياسي لسنوات قادمة. ”

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

مقالات مشابهة

  • من الأنبار إلى كركوك: السنة يستعدون لمعركة الـ329 مقعداً
  • بتوجيهات القيادة السياسية.. "الداخلية" تمد دعمها للمواطنين حتى نهاية مايو
  • FA: هل تقسيم السودان سيوقف الحرب أو يوقف تدخل القوى الخارجية؟
  • الخارجية اللبنانية تعد بتعيين سفير جديد في سوريا
  • الأحزاب السياسية تتجنب الانخراط المباشر في الانتخابات البلدية
  • سمو وزير الخارجية يناقش مع وزير خارجية البيرو عددًا من القضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك
  • نبض الأنبار يتسارع: تحالفات جديدة تتحدى هيمنة القديم
  • القوى السُنية العراقية الكبرى تخوض الانتخابات متسلحة بثقلها وقوائم صغيرة تنافسها صورياً
  • الحاج حسن: على بعض الأحزاب والقوى السياسية أن تعود إلى وطنيتها
  • العليمي يلتقي قيادات التكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية ..تفاصيل