أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال"، الثلاثاء، بأن خلافا يضرب كتلة "بريكس" للاقتصادات الناشئة بشأن توسيع الكتلة، مشيرة إلى ان الصين وروسيا تؤيد توسيع العضوية لموازنة النفوذ الغربي، في حين تتردد دول أخرى بالمجموعة في قبول دول أخرى، مثل إيران وكوبا، خوفا من استعداء واشنطن.

وذكرت الصحيفة الأمريكية، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، أن مناقشة هذا الخلاف مرجحة خلال أول قمة لزعماء بريكس منذ فترة وباء كورونا، والتي سيحضرها، الثلاثاء، رؤساء البرازيل والصين وجنوب إفريقيا، بالإضافة إلى رئيس الوزراء الهندي.

وكان مقررا حضور الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لكن مذكرة توقيفه من قبل المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب في أوكرانيا من شأنها أن تلزم جنوب إفريقيا، العضو في المحكمة الجنائية الدولية، باعتقاله إذا حضر، ولذا سيحضر وزير الخارجية، سيرجي لافروف، ممثلا لروسيا، على أن يخاطب بوتين القمة عبر الاتصال المرئي.

وتمثل دول بريكس أكثر من ربع الاقتصاد العالمي وحوالي 42% من سكان العالم، لكن حجم المجموعة الاقتصادي يقابله حجم انشقاقها في القضايا السياسية والأمنية، بما في ذلك العلاقات مع الولايات المتحدة، إضافة إلى تمثيلها لأنظمة حكم وأيديولوجيات مختلفة إلى حد كبير، ومن شأن أي توسع أن يضاعف هذه الاختلافات.

ومن المرجح أن يمنح توسيع العضوية الصين آلية أخرى لممارسة قيادة العالم النامي، خاصة إذا كانت اتجاهات المجموعة أكثر استبدادية.

أما روسيا، التي تم عزلها من قبل الكثير من بقية أنحاء العالم بسبب الحرب في أوكرانيا، فتدعم توسيع "بريكس" لتشمل الدول الأفريقية حيث تقوم بتطوير أسواق وحلفاء جدد في القارة لتقليل تأثير العقوبات الغربية، بحسب الصحيفة الأمريكية.

قطب بديل

وفي السياق، قال بريال سينغ، الباحث البارز في معهد الدراسات الأمنية، وهو مركز أبحاث في بريتوريا بجنوب إفريقيا: "تنظر الصين وروسيا إلى هذا على أنه قطب بديل في النظام العالمي".

وتشير "وول ستريت جورنال" إلى أن الأعضاء الآخرين في "بريكس"، بما في ذلك البرازيل والهند، "مترددين" في زيادة أعضاء المجموعة.

ويقول محللون إن نيودلهي وبرازيليا "تفضلان إجراء مداولات متأنية قبل انضمام أعضاء جدد، ويشتركان في مخاوف من أن تصبح المجموعة الموسعة معادية للغرب وتزعزع استقرار الكتلة".

اقرأ أيضاً

قمة بريكس تنطلق اليوم وسط تطلعات لتوسيع المجموعة

وفي السياق، قال سينغ: "دافعهم الأساسي للعمل مع بكين وموسكو ليس بالضرورة أن يتفقوا مع بكين وموسكو (..)إنهم يحاولون ببساطة متابعة إحساسهم الخاص بالاستقلالية الاستراتيجية على المسرح العالمي."

وتدعم جنوب إفريقيا، المستضيفة لقمة هذا العام، توسيع بريكس علنًا، ولكن بصفتها أصغر عضو في المجموعة، يتوقع المحللون أن تتباطأ في إضافة المزيد من الأعضاء، خاصة من أفريقيا، خوفًا من إضعاف مكانتها العامة وأهمية في المجموعة.

وإذا لم يتمكن الأعضاء الحاليون من الاتفاق على طريقة للمضي قدمًا في توسيع المجموعة، فقد يتم إعاقة قدرة بريكس على توجيه السخط تجاه الولايات المتحدة وحلفائها من خلال كتلة تطمح إلى منافسة الاقتصادات الرئيسية لمجموعة السبع.

وأعربت أكثر من 20 دولة رسميًا عن رغبتها في الانضمام إلى دول بريكس، في حين أن 20 دولة أخرى تريد ذلك دون طلب رسمي حتى الآن، وفقًا لأنيل سوكلال، سفير جنوب إفريقيا لدى بريكس.

وقالت ناليدي باندور، وزيرة العلاقات الدولية في جنوب إفريقيا، إن الدول المرشحة للانضمام إلى بريكس: تشمل: الإمارات والسعودية والأرجنتين وإيران ونيجيريا وكوبا.

بنك التنمية

ويقول المحللون إن الأعضاء المحتملين مهتمون إلى حد كبير بالتأثير السياسي للمجموعة ونفوذها الاقتصادي، بما في ذلك الالتحاق ببنك التنمية الجديد، وهو بنك تنمية متعدد الأطراف أنشأته دول بريكس في عام 2014 كبديل لمؤسسات التمويل الغربية التقليدية مثل البنك الدولي والمنظمة الدولية وصندوق النقد الدولي.

ووافق بنك التنمية الجديد على أكثر من 30 مليار دولار في شكل قروض لمشروعات التنمية والبنية التحتية في بلدان بريكس ودول الأسواق الناشئة الأخرى.

وأفادت "وول ستريت جورنال"، في يونيو/حزيران الماضي، بأن البنك واجه رياحا معاكسة منذ الحرب في أوكرانيا مع صعوبة جمع الأموال بالدولار لسداد ديونه.

ويناقش أعضاء بريكس داخليًا المبادئ التوجيهية والمعايير والإجراءات لتوسيع الكتلة منذ العام الماضي.

وكان الزعيم الصيني شي جين بينغ يروج لتوسيع بريكس منذ عام 2017 وكرر تلك الدعوة في خطاب ألقاه في قمة القادة الافتراضية العام الماضي، قائلاً: "ستضخ دماء جديدة حيوية في تعاون بريكس وتزيد من تمثيل وتأثير الكتلة".

وقبل قمة جوهانسبرج، واصلت بكين تعزيز هذه القضية، وكتب سفير الصين في جنوب إفريقيا، تشين شياودونغ، الإثنين، في صحيفة بيبولز ديلي، الناطقة الرسمية باسم الحزب الشيوعي الصيني: "ترحب الصين وتتطلع إلى انضمام شركاء متشابهين في التفكير إلى عائلة بريكس في وقت مبكر".

لكن من المرجح أن تخفف البرازيل والهند من هذا الحماس، وهو ما يتوقعه سريرام تشوليا، الأستاذ في مدرسة جندال للشؤون الدولية الهندية، مشيرا إلى أن الهند لا تريد "فتحًا للباب الذي تحركه الصين".

وأشار إلى أن توسيع بريكس من شأنه أن "يخلق أغلبية عددية تحت التأثير الصيني وينتهي به الأمر إلى اختطاف بريكس"، بحسب المنظور الهندي.

ونوه إلى أن بريكس مؤسسة ديمقراطية تتمتع جميع الدول الأعضاء فيها برأي ومشاركة متساوية في صنع القرار، فيما يهدد التوسع الذي تحركه الصين بنية الكتلة الديمقراطية الأساسية.

اقرأ أيضاً

فاينانشيال تايمز: الصين تدفع بريكس لمنافسة مجموعة السبع جيوسياسيا

المصدر | وول ستريت جورنال/ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: السعودية بريكس الصين البرازيل الهند روسيا جنوب أفريقيا وول ستریت جورنال جنوب إفریقیا إلى أن

إقرأ أيضاً:

وول ستريت جورنال: الشركات الكبرى تتسابق لتمويل حفل تنصيب ترامب

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أعلنت شركات كبرى مثل "فورد"، و"تويوتا"، و"جولدمان ساكس" عن دعمها المالي لحفل تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، في تحول لافت عن مواقفها السابقة، متجاهلة تعهداتها السابقة بعد أحداث اقتحام مبنى الكابيتول في 6 يناير 2021، ليأتي هذا الدعم رغم إدانتها العلنية للأحداث وتعهدها بمراجعة مساهماتها السياسية، في خطوة تعكس تغيرًا جذريًا في نهجها تجاه الإدارة الجديدة.
وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، في تقرير اليوم الأربعاء، أن 11 شركة وجمعية تجارية على الأقل تدعم حفل التنصيب، رغم تعهدها سابقًا بإعادة النظر في مساهماتها السياسية بعد أحداث 6 يناير عندما اقتحم مثيرو شغب يدعمون محاولات ترامب لقلب الانتخابات الرئاسية لعام 2020 مبنى الكابيتول الأمريكي. وتشمل قائمة المتبرعين شركات مثل "فورد"، و"إنتويت"، و"تويوتا"، و"جمعية مصنعي الأدوية والأبحاث"، حيث تبرعت كل منها بمبلغ مليون دولار. 
وأضافت أن قائمة المتبرعين الرئيسيين تشمل أيضا شركات "جولدمان ساكس"، و"جنرال موتورز"، و"بنك أوف أمريكا"، و"إيه تي آند تي"، و"ستانلي بلاك آند ديكر"، رغم تعهدها السابق بتعليق التبرعات السياسية أو إعادة النظر فيها. 
وأعادت الصحيفة الأمريكية إلى الأذهان أنه في أعقاب اقتحام أنصار ترامب للكابيتول عام 2021 احتجاجًا على نتائج الانتخابات الرئاسية، أوقفت العديد من الشركات مساهماتها السياسية أو علقتها تجاه المشرعين الذين رفضوا التصديق على نتائج الانتخابات. ولكن الآن، ومع استعداد ترامب للعودة إلى البيت الأبيض، يبدو أن هذه التعهدات أصبحت شيئًا من الماضي. 
وأشار مسؤولون عن حملة جمع التبرعات إلى أن صندوق حفل تنصيب 2025 في طريقه لتجاوز مبلغ 107 ملايين دولار الذي تم جمعه خلال حفل تنصيب ترامب الأول في 2017، مقارنة بـ61 مليون دولار لحفل تنصيب الرئيس الأمريكي جو بايدن. 
وبحسب الصحيفة، تحصل الشركات التي تتبرع بمبلغ مليون دولار أو تجمع مليوني دولار من مساهمات أخرى، على ست تذاكر لحضور سلسلة من الفعاليات السابقة للتنصيب، بما في ذلك حفل استقبال مع أعضاء الحكومة الجديدة وحفل رسمي فاخر وغيرهما. 
وأشارت "وول ستريت جورنال" إلى توافد العديد من المديرين التنفيذيين للشركات الكبرى، بما في ذلك "ميتا" و"أمازون" و"جوجل" و"فايزر"، في الأسابيع التي تلت الانتخابات، إلى منتجع مار-آ-لاجو في فلوريدا للقاء ترامب وفريقه، في محاولة لتعزيز العلاقات مع الإدارة القادمة. 
واعتبر أحد مساعدي ترامب أن هذا السعي من الشركات الكبرى هو بمثابة اعتراف منهم بالخطأ في مواقفهم السابقة، مشيرا إلى أن بعض المدراء التنفيذيين يدفعون مبالغ كبيرة لإعادة بناء العلاقات. 
وفي السياق نفسه، قال ممثل إحدى الشركات التي قررت المساهمة: "الناس يريدون المضي قدمًا وتجاوز الماضي. نتائج الانتخابات كانت واضحة للغاية". 

مقالات مشابهة

  • صراع في باطن الأرض.. عصابات زاما زاماس تهدد إنتاج الذهب بجنوب إفريقيا
  • الرئيس الصربي: وساطة الصين جيدة في التسوية الأوكرانية
  • زلزال قوي يضرب جنوب شرق جزيرة هونشو اليابانية
  • زلزال قوى يضرب جنوب شرق جزيرة هونشو اليابانية
  • اليابان.. زلزال بقوة 5.7 ريختر يضرب جنوب شرق جزيرة هونشو
  • وول ستريت جورنال: 2024 كان عاما سيئا للمستبدين
  • بلديجنوب الباطنة يستعرض عددا من الردود حول المشروعات الخدمية
  • مستشار بوتين: المغرب أبدى اهتماماً بدخول مجموعة بريكس
  • توقعات بزلزال قوي يضرب المتوسط قريبًا.. ما القصة؟
  • وول ستريت جورنال: الشركات الكبرى تتسابق لتمويل حفل تنصيب ترامب