الحزب الديمقراطي الكردستاني من مواجهة الرياح الى توجيهها
تاريخ النشر: 15th, February 2025 GMT
بقلم : هادي جلو مرعي ..
الظروف التي تأسس فيها الحزب الديمقراطي الكردستاني عام 1946 كانت معقدة على الأرض في ظل مواجهة مفتوحة على أكثر من جبهة، ولم يكن ممكنا تصور وجود سياسي مؤثر في منطقة توجد فيها دول عدة ترفض بالقطع إقامة دولة كوردية ستكون حتما مترامية الأطراف تضاهي في تعداد سكانها وجغرافيتها ومواردها دول المنطقة التي ترغب على الدوام بتوزيع الكورد على جغرافية متعددة، وتقطيع أوصال تلك الجغرافية، وإبقاء كل مجموعة كوردية ضمن نطاق جغرافية كل دولة، ومنع تحقيق طموحات تلك المجموعة لا في إقامة كيان مستقل، ولافي التواصل مع بقية المجموعات الكوردية، أو الاستمرار في جهود إقامة كيان موحد، بينما بقيت محاولات بناء ذلك الكيان مستمرة الى يومنا هذا.
عندما تسلم السيد مسعود البرزاني المسؤولية بعد رحيل الزعيم الملا مصطفى البرزاني عام 1979 لانجزم بتشابه الظروف في حينه مع ظروف التأسيس، لكن بالحتم لم يكن النضال قد حقق نتائجه المرجوة في الوصول الى الطموح الذي يطبع رغبات كل كوردي على هذا الكوكب، لكن تحولات كبرى بدأت تظهر، وتحالفات أكثر قيمة، ووصول أكثر الى المنصات الدولية، وتعريف بالقضية الكوردية، مع تزايد أعداد الكورد المتواجدين في غرب ووسط وشمال اوربا والولايات المتحدة، وتطور عمل وسائل الإعلام، وإمكانية الحصول على المعلومات، وتطور القناعات، والخروج من العزلة التي فرضتها دول المنطقة التي يتوزع فيها الكورد، مع تشابك في المصالح، وتقاطع قدم بعض المكاسب للفاعل الكوردي السياسي والمثقف الذي كان مهتما بتوفير ضمانات التعريف بتلك القضية، وضرورة عدم التجاهل، وربما الحصول على شيء من التضامن الدولي، صاحب ذلك تطور في القدرات العسكرية، والأعداد التي جعلت الصوت الكوردي عاليا ماسمح بتوقيع إتفاقيات، والوصول الى تفاهمات إقليمية ودولية نجح فيها الحزب الديمقراطي الذي كان يواجه رياح العزلة والتهميش، وتمكن من تحقيق مكاسب على الأرض، والحصول على تنازلات وإعلانات سياسية تعترف ببعض الحقوق للقومية الكوردية التي برغم أنها لاتملك دولة، وتمنع منها في الغالب، لكنها فرضت نفسها في المعادلة البشرية كقومية فاعلة على مستوى الأدب والمعرفة والقيم الثقافية والأخلاقية والسياسية والتراث، والمشاركة في الحضارة الإنسانية على الاقل في منطقة الشرق الأوسط.
نجح الحزب في التأسيس لمعادلة شراكة سياسية بمجرد زوال نظام الحكم السابق في العراق عام 2003 وتمكن من المشاركة في بناء دولة فدرالية إتحادية ببرلمان إتحادي، وآخر يوجه السياسة في الإقليم، الى جانب حكم واضح حقق مكتسبات عدة، وإستقطب رضا دولي جعل من الممكن إقامة شراكات إقتصادية وثقافية مع بلدان حول العالم، إضافة الى كتابة دستور عراقي جديد، وإجراء إنتخابات متعددة، وإدارة وزارات فدرالية بصورة يمكن أن تلخص نشاط وتاريخ ذلك الحزب الذي نجح في مواجهة الرياح طوال عقود، ثم نجح في توجيه تلك الرياح بملايلائم تحقيق طموحات الكورد ورؤيتهم للمستقبل الذي يريدون ويطمحون في الوصول إليه. هادي جلومرعي
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
التحالف الديمقراطي الاجتماعي العربي يدعم الوحدة الترابية المغربية
أكد التحالف الديمقراطي الاجتماعي العربي دعمه للوحدة الترابية للمملكة المغربية، ورفضه لأي مساس بسيادة المغرب على كامل ترابه، ولأي محاولات انفصالية.
ودعا التحالف، في بيان عقب اجتماع له مؤخرا بمدينة حيدر أباد بالهند، على هامش مؤتمر التحالف التقدمي العالمي، دول الجوار إلى حلّ الإشكالات بالطرق السلمية، على أساس التعاون من أجل تحقيق تنمية حقيقية لشعوب المنطقة برمتها.
ومن جهة أخرى، عبر التحالف، في هذا اللقاء، الذي حضره الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ادريس لشكر، عن التزامه بمواصلة العمل لتمكين الشباب والنساء، وإشراكهم في الحياة الاقتصادية والعامة، وتمكينهم من تبوء مراكز صنع القرار والمناصب القيادية الحكومية وفي المؤسسات الأهلية، بالإضافة للبرلمانات والمجالس المحلية، من خلال المبادرات والأنشطة المختلفة على المستويات المحلية والإقليمية، والتعاون والتنسيق مع التحالف التقدمي لإنجاز وتحقيق العدالة العالمية والاجتماعية.
وفي سياق آخر سجل التحالف أن منطقة الشرق الأوسط تشكل إحدى أهم مناطق النزاع وعدم الاستقرار وتفجر الحروب في العالم، بما يحول دون تحقيق السلم والأمن والازدهار لشعوب وبلدان هذه المنطقة.
وشدد في هذا الصدد على أنه لا سلام بدون الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في العيش في وطنه وبناء دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس.
وشارك حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في فاعليات مؤتمر « تحقيق العدالة العالمية »، المنعقد في مدينة حيدر آباد، بتنظيم من التحالف التقدمي واستضافة من حكومة ولاية تيلانجانا وحزب المؤتمر الوطني الهندي.
وشارك الإتحاد بوفد ضم ادريس لشكر وفتيحة سداس الى جانب مجموعة من قادة الاحزاب الأعضاء بالتحالف الديمقراطي الاجتماعي في العالم العربي، بهدف إيصال صوت العدالة الاجتماعية، وتعزيز التواصل والتضامن مع القوى التقدمية حول العالم. والمساهمة في بلورة رؤى تقدمية جديدة لمواجهة التحديات العالمية، من التغير المناخي إلى التفاوت الاقتصادي، ومد الجسور بين قيم الديمقراطية الاجتماعية العالمية، وبين واقعنا العربي بكل تحدياته.
كلمات دلالية التحالف الديمقراطي العربي مؤتمر "تحقيق العدالة العالمية"