بقلم : هادي جلو مرعي ..

الظروف التي تأسس فيها الحزب الديمقراطي الكردستاني عام 1946 كانت معقدة على الأرض في ظل مواجهة مفتوحة على أكثر من جبهة، ولم يكن ممكنا تصور وجود سياسي مؤثر في منطقة توجد فيها دول عدة ترفض بالقطع إقامة دولة كوردية ستكون حتما مترامية الأطراف تضاهي في تعداد سكانها وجغرافيتها ومواردها دول المنطقة التي ترغب على الدوام بتوزيع الكورد على جغرافية متعددة، وتقطيع أوصال تلك الجغرافية، وإبقاء كل مجموعة كوردية ضمن نطاق جغرافية كل دولة، ومنع تحقيق طموحات تلك المجموعة لا في إقامة كيان مستقل، ولافي التواصل مع بقية المجموعات الكوردية، أو الاستمرار في جهود إقامة كيان موحد، بينما بقيت محاولات بناء ذلك الكيان مستمرة الى يومنا هذا.


عندما تسلم السيد مسعود البرزاني المسؤولية بعد رحيل الزعيم الملا مصطفى البرزاني عام 1979 لانجزم بتشابه الظروف في حينه مع ظروف التأسيس، لكن بالحتم لم يكن النضال قد حقق نتائجه المرجوة في الوصول الى الطموح الذي يطبع رغبات كل كوردي على هذا الكوكب، لكن تحولات كبرى بدأت تظهر، وتحالفات أكثر قيمة، ووصول أكثر الى المنصات الدولية، وتعريف بالقضية الكوردية، مع تزايد أعداد الكورد المتواجدين في غرب ووسط وشمال اوربا والولايات المتحدة، وتطور عمل وسائل الإعلام، وإمكانية الحصول على المعلومات، وتطور القناعات، والخروج من العزلة التي فرضتها دول المنطقة التي يتوزع فيها الكورد، مع تشابك في المصالح، وتقاطع قدم بعض المكاسب للفاعل الكوردي السياسي والمثقف الذي كان مهتما بتوفير ضمانات التعريف بتلك القضية، وضرورة عدم التجاهل، وربما الحصول على شيء من التضامن الدولي، صاحب ذلك تطور في القدرات العسكرية، والأعداد التي جعلت الصوت الكوردي عاليا ماسمح بتوقيع إتفاقيات، والوصول الى تفاهمات إقليمية ودولية نجح فيها الحزب الديمقراطي الذي كان يواجه رياح العزلة والتهميش، وتمكن من تحقيق مكاسب على الأرض، والحصول على تنازلات وإعلانات سياسية تعترف ببعض الحقوق للقومية الكوردية التي برغم أنها لاتملك دولة، وتمنع منها في الغالب، لكنها فرضت نفسها في المعادلة البشرية كقومية فاعلة على مستوى الأدب والمعرفة والقيم الثقافية والأخلاقية والسياسية والتراث، والمشاركة في الحضارة الإنسانية على الاقل في منطقة الشرق الأوسط.
نجح الحزب في التأسيس لمعادلة شراكة سياسية بمجرد زوال نظام الحكم السابق في العراق عام 2003 وتمكن من المشاركة في بناء دولة فدرالية إتحادية ببرلمان إتحادي، وآخر يوجه السياسة في الإقليم، الى جانب حكم واضح حقق مكتسبات عدة، وإستقطب رضا دولي جعل من الممكن إقامة شراكات إقتصادية وثقافية مع بلدان حول العالم، إضافة الى كتابة دستور عراقي جديد، وإجراء إنتخابات متعددة، وإدارة وزارات فدرالية بصورة يمكن أن تلخص نشاط وتاريخ ذلك الحزب الذي نجح في مواجهة الرياح طوال عقود، ثم نجح في توجيه تلك الرياح بملايلائم تحقيق طموحات الكورد ورؤيتهم للمستقبل الذي يريدون ويطمحون في الوصول إليه.

هادي جلومرعي

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

«إقامة دبي».. شريك مؤسسي فاعل​

دبي: «الخليج»
كرّمت دائرة التنمية السياحية في حكومة عجمان، فريق عمل الإدارة العامة للهوية وشؤون الأجانب بدبي، وذلك تقديراً لمساهمتها النوعية في دعم جهود الدائرة، وتقديم خبراتها المؤسسية وأفضل ممارساتها، بما عزّز مسار التطوير المؤسسي للدائرة.
وجرى التكريم خلال حفل خاص أقيم في مركز دبي التجاري العالمي، بحضور الشيخ عبدالعزيز بن حميد النعيمي، رئيس دائرة التنمية السياحية في عجمان، والفريق محمد أحمد المري، المدير العام للإدارة العامة للهوية وشؤون الأجانب بدبي، إلى جانب عدد من القيادات من الجهتين.
ويأتي التكريم في سياق الدور الريادي الذي تضطلع به إقامة دبي بصفتها شريكاً مؤسسياً حيوياً يعزز قيم التمكين الحكومي، ويكرّس مفاهيم التبادل المعرفي، وذلك اتساقاً مع توجهات الدولة نحو تعزيز جودة العمل الحكومي وتكامل المؤسسات.
وعبّر الفريق المري، عن فخره بالتكريم، مؤكداً أن التعاون بين الجهات الحكومية ركيزة رئيسية لتحقيق تطلعات القيادة، وترسيخ كفاءة العمل المؤسسي، وأضاف: «نفخر في إقامة دبي بأن نكون شريكاً يُعتمد عليه في مسيرة التطوير والتحسين المستمر، وملتزمون بمواصلة مشاركة خبراتنا بما يخدم الوطن ومجتمعه».
ويعكس هذا التكريم صورة إقامة دبي بصفتها مؤسسة تُسهم بفاعلية في تمكين الجهات الحكومية الأخرى، وتُجسد سمات القيادة والابتكار والتكامل المجتمعي، بما ينسجم مع استراتيجية ترسيخ السمعة المؤسسية التي تتبناها الإدارة.

مقالات مشابهة

  • المصري الديمقراطي يناقش آليات بناء التحالفات بالمشهد السياسي والحزبي
  • مصدر أمني بالسويداء لـ سانا: إننا نحذر كل الأطراف التي تحاول المساس بالاتفاق الذي أكد على ضرورة ترسيخ الأمن والاستقرار في المنطقة، ومدينة السويداء على وجه الخصوص
  • «إقامة دبي».. شريك مؤسسي فاعل​
  • الأمن السيبراني يشارك بمؤتمر «جيسيك جلوبال 2025» 6 الجاري
  • شويغو: إقامة دولة فلسطينية هو السبيل الوحيد لإحلال سلام دائم في الشرق الأوسط
  • فيدرالية اليسار الديمقراطي تدعو الحكومة إلى تحسين الأجور بما يتناسب والارتفاع المضطرد للأسعار
  • صحيفة المونيتور: أقليات سوريا يلوذون بالخيار الأكثر أماناً في ظل حكم الكورد
  • رئيس الجمهورية يشدد على مواصلة البحث عن المفقودين من الكورد الفيليين
  • التحالف الديمقراطي الاجتماعي العربي يدعم الوحدة الترابية المغربية
  • المجد للبندقية التي حرست المواطن ليعود الى بيته الذي كانت قحت تبرر للجنجويد احتلاله