سلطت صحيفة "لوموند" الفرنسية الضوء في تقرير لها على الموقف الإماراتي بشأن الخطة الأمريكية لإجلاء الفلسطينيين من غزة.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الإمارات تغرّد خارج سرب الجبهة العربية الموحدة ضد اقتراح ترامب الصادر في 4 شباط/ فبراير بشأن النقل القسري لمليوني فلسطيني من قطاع غزة إلى كل من مصر وأردن.



عند سُؤال يوسف العتيبة، السفير الإماراتي في واشنطن منذ 2008، عن وجود مقترح عربي بديل لإعادة إعمار الجيب الفلسطيني أعرب عن شكوكه قائلاً "لا أرى بديلاً عما يُعرض، حقًا لا. وإذا كان لدى أحد اقتراح، فنحن على استعداد لمناقشته واستكشافه، لكنه لم يظهر بعد".



وأفاد أيضًا بأن الإمارات ستسعى لإيجاد أرضية مشتركة مع إدارة ترامب، موضحًا: "أعتقد أن النهج الحالي سيكون صعبًا. في النهاية، نحن جميعًا في رحلة بحث عن حلول، ولا نعلم بعد إلى أين سيقودنا هذا الطريق".

تتعارض هذه الشكوك مع عزيمة الشركاء العرب في مواجهة خطة ترامب. فقد خطت مصر والأردن –اللتان اعتبرتا نقل الفلسطينيين قسريًا على أراضيهما خطًا أحمر– خطوة مبكرة بعدما أدركتا أن اقتراح الرئيس الأمريكي ليس مجرد هوس. وكان العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني أول من صعد إلى الميدان وبدا متوتراً في هذا التمرين الحساس، حيث أشار خلال لقائه مع ترامب في واشنطن يوم 11 شباط/ فبراير إلى وجود خطة عربية بديلة.

ملتزمون بإقامة دولة فلسطينية
من جهتها، أعلنت مصر عن عقد قمة عربية طارئة في القاهرة يوم 27 شباط/ فبراير لعرض هذا المقترح. وفي الوقت نفسه، برزت المملكة العربية السعودية منذ اندلاع حرب غزة كحامية لحل الدولتين باستضافة مجموعة اتصال عربية لمناقشة خطط ما بعد الحرب لإعادة الإعمار والحكم، وانضمت إلى الموقف الرافض بشكل قاطع لخطة ترامب.

وقد أبدت السعودية معارضة شديدة خاصة بعد أن شكك الرئيس الأمريكي في التزامها بإقامة دولة فلسطينية، فيما أشار رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى أن المملكة تمتلك مساحة كافية لاستيعاب الفلسطينيين.

وفي مقابلة على قناة "سي إن إن"، ذكر الأمير تركي الفيصل – السفير السعودي السابق في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة – التزام المملكة بالقضية الفلسطينية، مما فتح المجال لمعلقين سعوديين لإطلاق انتقادات لاذعة على نتنياهو ووصْفوه بأنه "متطرف".

وحسب حسين إيبيش، خبير شؤون الخليج في معهد دول الخليج العربي في واشنطن، فإن الإمارات لا تعارض موقفًا عربياً موحدًا لكنها تتخذ نهجًا أقل حدة تجاه خطة ترامب لشعورها بأنها عالقة في اتفاق مع ترامب ونتنياهو؛ بينما تأتي اللهجة الأشد من مصر والأردن بدعم من السعودية.

وفي إطار اتفاقيات "أبراهام" التي وُقّعت في سنة 2020 مع كلٍ من البحرين والمغرب وترامب ونتنياهو، قامت الإمارات بتطبيع علاقاتها مع الاحتلال الإسرائيلي. ومنذ اندلاع حرب غزة، شددت الإمارات نبرتها ضد "إسرائيل" دون إعادة النظر في سياستها تجاه الدولة العبرية؛ إذ أكدت أبوظبي في 5 شباط/ فبراير رفضها القاطع لأي انتهاك لحقوق الفلسطينيين الثابتة أو محاولة للنزوح، مؤيدةً بذلك التزامها بإقامة دولة فلسطينية.

مع ذلك، ألمح يوسف العتيبة، المخضرم في التحركات الدبلوماسية بواشنطن، إلى شكوك بشأن قدرة الدول العربية على طرح خطة تنال رضا ترامب.



وأوضح عزيز الغشيان، خبير الشؤون السعودية، أن "السعودية والدول الأخرى لا تستطيعان فعل الكثير سوى التأكيد على رفضهما؛ إذ سيطرحون خطة لتحويل طاقة دونالد ترامب إلى عملية سياسية".

وحسب قناة العربية السعودية، تفكر مصر في إنشاء مناطق أمنية لضمان عودة سكان غزة، مع تكليف شركات دولية بإعادة الإعمار بدعم عربي وأوروبي. وقد أكدت دول الخليج مرارًا استعدادها لتقديم دعم مالي وسياسي ولوجستي كبير لإعادة إعمار غزة تحت الحكم الفلسطيني.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية الإماراتي غزة ترامب غزة الإمارات تهجير ترامب صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

بعد الضربات الأمريكية.. هل سيتراجع الحوثيون عن مهاجمة السفن؟

بحلول مساء السبت الماضي، كانت العاصمة اليمنية صنعاء على موعد مع أكبر هجوم أمريكي على الحوثيين في اليمن وذلك لأول مرة منذ شهور، ومنذ تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منصبه.

ويرى مراقبون أن الضربات الأمريكية على الأهداف التابعة للحوثيين هي الأكبر من نوعها وقد تعمل على تقليص هجمات الحوثيين ضد السفن التجارية والعسكرية خلال الفترة المقبلة ولكنها لن تنتهي إطلاقاً نظراً للظروف والتضاريس في اليمن.

وشنت الولايات المتحدة 40 غارة، على العاصمة صنعاء، وصعدة، والبيضاء، أسفرت في حصيلة غير نهائية، عن مقتل 45 شخصاً، وجرح أكثر من 100 آخرين، معظمهم من النساء والأطفال، في وقت تؤكد فيه الولايات المتحدة، أن الأهداف هي أهداف عسكرية.

واشنطن تقصف مواقع في اليمن.. والحوثيون يستهدفون السفن الأمريكيةhttps://t.co/p9ZFyx04Ci

— 24.ae (@20fourMedia) March 17, 2025 ضربات نوعية

وقال اللواء طيار الدكتور هشام الحلبي مستشار الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية، إن الهجمات الأمريكية هذه المرة تمثل ضربات نوعية ومختلفة تماماً عن الضربات السابقة، حيث استهدفت قيادات الحوثيين بدقة وهذه الخطوة جديدة تماماً، مشيراً إلى أن فترة الاستهداف ستكون طويلة وقد تستمر لأيام أو أسابيع مما سيؤثر على قدرات الحوثيين بشكل كبير.

وأوضح الحلبي لـ24 أن النقطة الأخرى المهمة هي أن الضربات نُفذت خلال فترة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وليس الرئيس بايدن، بهدف إثبات أن ما يُقال يتم تنفيذه فوراً. وبناءً على ذلك، فإن الضربات الأخيرة استهدفت أهدافاً محددة بدقة.

كما أكد اللواء هشام الحلبي أن الضربات ستعمل على تقليص إمكانيات الحوثيين وتقلل من هجمات الجماعة ضد السفن التجارية سواء الإسرائيلية أو الأجنبية، لكن قدراتهم لن تنتهي تماماً، نظراً لطبيعة الأرض الصعبة واستخدامهم صواريخ أرض أرض.

الهجوم على الحوثيين رسالة تحذير من ترامب لطهران - موقع 24حللت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية الحملة الواسعة التي أطلقتها الولايات المتحدة الأمريكية ضد الحوثيين في اليمن، معتبرة أنه في ضوء ضعف المحور الإيراني في المنطقة، فالرئيس الأمريكي دونالد ترامب ليس خائفاً مثل الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن من إشعال حرب إقليمية، ورأت أن هذه الضربات ...  مواجهة إيران

كما استبعد الحلبي أن تشهد الفترة المقبلة مواجهة مباشرة بين إيران التي تدعم الحوثيين والولايات المتحدة، وقال إن إيران لا ترغب في وقوع صدام مباشر أو غير مباشر مع أمريكا.

وأوضح الحلبي أن الولايات المتحدة أرسلت رسالة إلى طهران من قبل الرئيس دونالد ترامب عن طريق وسطاء وفي انتظار الرد عليها لبدء مرحلة التفاوض دون الدخول في صدام مباشر، مؤكداً أن الضربات الأمريكية ضد الحوثيين قد تساهم في الضغط على إيران خلال مرحلة التفاوض.

وكان ترامب، أعلن السبت الماضي، عن إطلاق عمل عسكري، "حاسم وقوي" ضد الحوثيين، وقال في منشور على منصته "تروث سوشال" للتواصل الاجتماعي “سنستخدم القوة المميتة الساحقة حتى نحقق هدفنا"، متهماً الحوثيين بتهديد حركة الملاحة البحرية في البحر الأحمر، وأضاف: "إلى جميع الإرهابيين الحوثيين، انتهى وقتكم، ويجب أن تتوقف هجماتكم، بدءاً من اليوم".

رداً على ترامب..الحرس الثوري الإيراني يهدد بالرد على أي هجوم - موقع 24أكد قائد الحرس الثوري اللواء حسين سلامي، أن إيران ستردّ على أي هجوم يستهدفها، وذلك في تصريحات الأحد رداً على تحذير الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من دعم الميليشيا الحوثية في اليمن.

وتمثل هذه الضربات الأمريكية، الأولى على اليمن، منذ تولي ترامب منصبه في يناير (كانون الثاني)، بعد توعد الحوثيين، باستئناف هجماتهم ضد السفن الإسرائيلية، في البحر الأحمر وبحر العرب، والتي قاموا بها خلال الأشهر الماضية دعماً للفلسطينيين في حربهم مع إسرائيل في غزة.

مقالات مشابهة

  • لوموند: ترامب يحارب جامعة كولومبيا باعتبارها معقلا تقدميا في أمريكا
  • «ترامب»: كل طلقة يطلقها الحوثيون ستتحمل إيران مسؤوليتها
  • الفريق أول المفتش العام للقوات المسلحة الملكية يقوم بزيارة عمل إلى المملكة العربية السعودية
  • بعد الضربات الأمريكية.. هل سيتراجع الحوثيون عن مهاجمة السفن؟
  • سكان جزيرة غرينلاند يتظاهرون أمام مبنى القنصلية الأميركية
  • واشنطن تهدد الحوثيين بهجمات مستمرة
  • ترامب يصدر قرار صادم للسودانيين
  • مظاهرة رافضة لخطط ترامب في غرينلاند
  • «ترامب» يمنع سكّان 41 دولة من دخول أمريكا.. تعرّف عليها!
  • أمريكا تتخذ خطوة حيال دخول السودانيين إلى أراضيها