تبرهن الدولة المصرية يومًا بعد يوم أنها اكتسبت خبرة واثُقَلت بما يكفي من مهارات، باتت تجعلها قديرة في التعامل مع الأزمات الإنسانية والتنموية ، وان رواية  التنمية المصرية وحرب الوجود التي خاضتها الدولة المصرية داخليًا جعلت منها دولة مخضرمة في القضايا الوجودية .

بينما يجعجع ترامب بتصريحات هوجاء عن التهجير وعن طمس الهوية الفلسطينية للأبد ، تعتزل الدولة المصرية تلك المهاترات السياسية الخالية من المنطقية والعدل والتي تخالف كل المواثيق الدولية ، تصطف الشاحنات والمعدات الثقيلة إمام معبر رفح من الجهة المصرية ، والمنازل المتنقلة حتي يتسنى لأهل غزة العيش بها حتى إتمام إعادة الاعمار ، وكأن الدولة المصرية تضرب بعرض الحائط كل التصريحات الهوجاء التي تحاول تنفيذ المخطط الآثم الذي كاد الشرق الأوسط يتقسم من أجل إزاحة الفلسطينيين من أرضهم .

فكرة المنازل المتنقلة هي فكرة مصرية عبقرية ، تحل أزمة الوقت الذي يتحجج بها مناصرو التهجير ، فترامب قال أن تلك المنطقة أصبحت منطقة غير آهله للعيش الآدمي ، مدمرة بسبب الحرب وتحتاج إلى سنوات ومليارات الدولارات من أجل إعادة الاعمار .

كما يرسل ذلك الاصطفاف أمام المعبر اليوم العديد من الرسائل الرافضة للتهجير بشكل عملي ورفض بشكل قاطع للحيلولة دون المساس بأمن مصر القومي وبأراضيها وبالقضية الفلسطينية أو بالأحرى الهُوية الفلسطينية .

قد يُخيل للعالم أن الولايات المتحدة تستطيع ممارسة تلك الرعونة دون رادع لها ، ولكن في يد العالم العربي الكثير من كروت الضغط على العالم الغربي والولايات المتحدة الأمريكية كي تتوقف عن الحديث عن مخطط التهجير ، مثل الاستثمارات السعودية التي تداعب أحلام ترامب الاقتصادية الأمريكية ، كما أن لمصر  رصيد كبير في العالم الغربي بفضل كثير من الملفات الناجحة والقضايا التي أدلت مصر بدلوها مثل قضايا الهجرة النظامية والإرهاب وتغير المناخ والمشروعات الخضراء وبذلك الرصيد تستطيع مصر تدويل القضية  وتحصل على حشد دولي غربي رافض للتهجير الذي بات حلم ترامب الأوحد .

أما على الصعيد الدولي ، فلدى مصر حليف وصديق استراتيجي سياسي مهم جدًا ، يمكن إدخاله في تلك المرحلة ؛ إلا وهو الصين ، فالصين تعترف رسميًا بأن غزة هي ملك لأهلها رافضة لسيناريو التهجير كما أنها من رواد إعادة الأعمار والاستثمار في البنية التحتية ، وهنا تتوافق المصالح السياسية مع الاقتصادية ، فما أفضل أن يتم إعادة اعمار غزة بشكل سريع بأياد مصرية عربية وبالشراكة مع الشركات الصينية 

فمصر أثبتت بالتجربة العملية أن التنمية والبناء هما حائط الصد أمام الإرهاب والاحتلال والتهجير والتدخل الغربي ، فكما كانت التنمية في سيناء هي حائط الصد أمام عودة الإرهاب مرة أخرى إلى سيناء ستكون أيضا التنمية هي المانع ضد التهجير .

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: مصر معبر رفح فلسطين المزيد الدولة المصریة

إقرأ أيضاً:

الرئيس السيسي وأمير قطر يشددان على أهمية وجود أفق سياسي ينتهي بإقامة الدولة الفلسطينية

شدد الرئيس عبد الفتاح السيسي، وأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، على أهمية العمل على إيجاد أفق سياسي ينتهي بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وجاء ذلك أثناء ترؤس الرئيس عبد الفتاح السيسي وأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني اجتماعا موسعا ضم وفدي البلدين أعقبه جلسه مباحثات ثنائية بين الزعيمين.

ومن جانبه، صرّح السفير محمد الشناوي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن الرئيس سيتوجه بعد ذلك إلى الكويت، المحطة الثانية في جولته الخليجية، حيث تأتي هذه الزيارة تأكيدًا على عمق العلاقات الاستراتيجية بين البلدين الشقيقين، وحرصهما المشترك على توسيع آفاق التعاون الاقتصادي والاستثماري.

ومن المقرر أن يلتقي الرئيس في الكويت بشقيقه الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت، بالإضافة إلى الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، ولي العهد، والشيخ فهد يوسف سعود الصباح، النائب الأول لرئيس الوزراء ووزير الداخلية ورئيس مجلس الوزراء بالإنابة.

اقرأ أيضاًتفاصيل لقاء الرئيس السيسي مع ممثلي مجتمع الأعمال القطري ودعوتهم للاستثمار بمصر

مراسم استقبال رسمية للرئيس السيسي بالديوان الأميري القطري

مقالات مشابهة

  • إشادة بالعلاقات المصرية القطرية .. وتأكيد على الدعم الكامل لخطة إعادة إعمار غزة
  • الرئيس السيسي وأمير قطر يشددان على أهمية وجود أفق سياسي ينتهي بإقامة الدولة الفلسطينية
  • المشاط: تقرير التنمية البشرية أحد أهم الأدوات التي تقدم تحليلًا موضوعيًا لقضايا التنمية في مصر
  • ماريان جرجس تكتب: القاهرة - باريس .. رسائل بعلم الوصول
  • «اقتصادية الدولة» تناقش خطة التنمية الخمسية
  • حزب الجيل: الموقف الإندونيسي برفض التهجير ناتج عن الجهود المصرية لدعم فلسطين
  • الوزير: العلاقات المصرية السعودية آخذة في النمو برؤية تواكب مستجدات التنمية المستدامة
  • في طريقهم إلى مكة المكرمة لتأدية مناسك الحج.. وصول الحجاج الإسبان إلى الأراضي السورية عن طريق معبر باب السلامة في إعزاز بريف حلب الشمالي
  • بحوث الصحراء: المرأة المصرية شريك رئيسي في مكافحة التصحر وتحقيق التنمية المستدامة
  • عطاف يستعرض التطورات الخطيرة التي تشهدها القضية الفلسطينية بتركيا